تجربة تريسي في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة



وصف التجربة

لقد كنت أبلغ من العمر ١٦ عاماً، أذكر أنني كنت ذاهبة للسيارة لكن لا أتذكر أننا دخلنا السيارة، قدنا لحوالي ١٠ دقائق بعيداً عن وجهتنا. هناك حيث وقعت الحادثة. >

بومضة عين أصبح كل شيء أسود، فجأة ظهر ضوء أبيض وصوت همهمة يشبه صوت الرياح وقد كان عبور النفق أسرع مما توقعت، ثم أصبح كل شيء مظلم ولكنه ليس مظلم بشكل حالك. ”الظلام“ هي كلمة لوصف الفراغ فقط (الاحتمالية وعدم وجود قيود، كامل الكمال) حيث لا توجد حاجة للنظر. أعي بأن كل شيء على ما يرام وأن كل شيء أكثر واقعية وجمالاً ومحبةً من العالم المادي الذي كنت أعتقد سابقاً بأنه ”الحياة“. >

أعلم بأنه لا يوجد فرق إذا ما عدت إلى جسدي أم لا، هنا حيث ميّزت نفسي بأنني لم أعد هناك، لوهلة صرفت انتباهي بأن هناك جثة وضجيج هناك بالأسفل، حيث يوجد أناس يركضون في حالة من الاضطراب، لا أشعر بأي انتماء حتى أنني لا أتساءل عن مدى إصابة أصدقائي، كان لديّ الخيار بأن استمر ولا أعود. >

عند التركيز على مسألة العودة أم لا، لقد انفصلت عن ما يمكنني وصفه بـ“الكمال الطبيعي“ هنا عندما بدأ التفكير يكون على هيئة لغة، بدأت أضيّق تفكيري وأخصص وأحدّ تركيزي في نطاق ”طبيعي“. لم يكن هنالك أي تقدير للقيمة أو الإحساس بالهدف، ولست متأكدةً حقاً من سبب قراري بالعودة، كما لو أنني أفهم بالفعل، على مستوى لا يتطلب أي حوار، لذا لا أحتاج لخوض نقاش للحصول على تفسير. >

حدث هذا خلال نقلهم لي ووضعي في سيارة الإسعاف، ببطء بدأت بالاتصال بجسدي مرة أخرى وبعد بضع ساعات بدأت بالتفاعل معه. بعد سنوات وبعد الكثير من اللهو، هدأت بما يكفي لفهم كل شيء.


المعلومات الأساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت: يناير، ١٩٨٥.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

هل تناولتِ أدوية أو مواد أثرت عليك وسببت التجربة؟ لا.

هل يصعب وصف التجربة بالكلمات؟ لا يمكن للكلمات أن تصف التجربة، وبعد مرور عدة سنوات استوعب عقلي ما جرى وصاغ ما حدث. الكلمات التي استخدمتها لا تزال كما هي، لكن التجربة اتضحت بعد تعمقي وتوافر اللغة والسياق المناسبين لمشاركتها مع الآخرين. لكن لا تزال الكلمات لا تفي حقها.

هل كانت هنالك مهددات للحياة في التجربة؟ ألقيت من المقعد الخلفي، بعدما اصطدمت وجهاً لوجه بسيارة أكبر بسرعة ٤٠ ميلاً في الساعة، كنت فاقدةً للوعي لعدة ساعات.

كيف كان مستوى وعيكِ أثناء التجربة؟ كنت فاقدةً للوعي جسدياً، ولم أكن قلقةً بشأن ما يجري مع جسدي. كنت بوعي بالمسعفين وموظفي المستشفى وأفراد العائلة والأصدقاء، لكنهم لم يكونوا في غاية الأهمية. كنت مدركةً للأشياء، عكس الارتباك. لم أكن محرومةً من عمليات التفكير والفهم الكامل.

هل كانت التجربة تشبه الحلم لحدٍ ما؟ كانت تشبهه الحلم من حيث أنها لم تكن محكومة بالنظريات الفيزيائية المقبولة حالياً، وكانت واضحة أكثر من الحلم من ناحية الموضوع.

هل رافق التجربة انفصال وعيكِ عن جسدكِ؟ نعم، كنت على دراية تامة باستقلالي عن جسدي، واستطعت رؤية جسدي والعالم المادي عندما أردت، من على ارتفاع حوالي ١٠ أقدام فوق الأرض.

ما هي المشاعر التي تملكتكِ أثناء التجربة؟ الهدوء وعدم الشعور بالسعادة أو الحزن والقبول والسلام والحُب بدون تعلّق.

هل سمعتِ أصواتاً غريبة أو ضجيجاً ما؟ أفهم ما هي الأصوات والضجيج، لكن لم أسمعها. الصوت الوحيد الذي بدا لي وكأنني أسمعه هو صوت حفيف عند الدخول والخروج.

هل مررتِ من نفق أو ممر ما؟ كان مشابهاً للنفق بشكلٍ كبير، مثل الخروج من الغوص عميقاً في الماء ولكن بشكل سريع جداً، وكان الأمر مماثلاً عند العودة ولكن أكثر تدريجاً، لست متأكدةً.

هل رأيتِ ضوءًا؟ نعم، في النفق يوجد ضوء أبيض، والسواد كان أنا. واللون الأزرق الغامق يعني الاتحاد، وجميع الألوان (قوس قزح) كانت موجودة.

هل قابلتِ أو صادفتِ مخلوقات أخرى؟ لا. لم يكن هنالك أشكال أو مخلوقات، لكنني لم أكن وحدي لأنني كنت متحدة مع الجميع وشعرت بعدم وجود أقارب متوفيين أو وجود الرب. لكنني لم أكن منفصلة عنهم.

هل تضمنت تجربتكِ مراجعة لأحداث من حياتك؟ لا، يبدو أنه لم يكن هنالك الكثير من الخطايا لمراجعتها، فقد كنت آنذاك طفلة في السادسة عشر من عمرها. رغم أنني لم أقبل بذلك في ذلك الوقت، لقد فهمت ما أطلق عليه بـ“الكارما“ الآن. لن يُفاجئني على الإطلاق ما إذا كان هنالك حساب في المرة القادمة.

هل لاحظتِ شيئاً بخصوص أناس أو أحداث خلال التجربة وقد تحققت لاحقاً؟ نعم، الشرح السابق هو أقصى ما أستطيع وصفه حالياً.

هل رأيتِ أو زرتِ أماكن جميلة في مستويات أو أبعاد أخرى؟ لا يوجد رد.

هل كان لديكِ إحساساً بالفضاء أو الزمن المعدل؟ نعم، لم يتغير فهمي له، لكنني فهمت أكثر بأن الوقت نسبياً والفضاء غير محدود وأكثر تعقيداً مما تتخيله عقولنا.

هل كانت لديكِ معرفة خاصة أو أتاك أمر عالمي أو طلب ما؟ كان الأمر مشابهاً لأنني كنت جزءًا من جهاز كمبيوتر كبير يحتوي على ملفات يمكن أن تفسر كل شيء وكان كل ما علي فعله هو أن ألقي نظرة، ولكنني أعلم أنه لم تكن هناك حاجة للنظر. الأمر العالمي هو الحُب والسلام. حيث تعتمد خبراتنا الحالية على ردود أفعالنا السابقة، على تجاربنا السابقة، وتعتمد تجاربنا المستقبلية على مظاهرنا الحالية ولكن كل هذا هو طاقة الحب التي هي أساس الحياة. طاقة الحب لا تتضر بأي شيء مادي. لا أستطيع أن أجد أي غرض آخر غير المحبة ومحاولة التخفيف عن معاناة الآخرين ولقد قضيت العديد من السنوات في محاولة فعل ذلك، أتسأل لماذا لم أبحث أكثر عندما كنت هناك بدلاً من المحاولة في فهم كل شيء الآن.

هل وصلت إلى حد ما أو تركيب طبيعي محدد؟ نعم، توجّب علي أن اختار بأن أعود أو لا وكنت محدودة بهذا الأمر فقط.

هل أصبحتِ تملكين قدرة التنبؤ بأحداث مستقبلية؟ لست متأكدة، شعرت بأنه من السهل معرفة أي شيء أريد معرفته. كانت لدي تجارب أحلام مختلفة عن الأحلام العادية والمتعلقة بالمستقبل أو الأحداث الصادمة أو المتكررة، في إحدى الأوقات.

هل أشركت في قرار أن تعودي إلى جسدك؟ كما هو موضح أعلاه، لا يوجد رد.

هل لديك أي هبات خاصة أو خوارق بعد التجربة والتي لم تكن لديك سابقاً؟ لست متأكدة، أصبحت حساسة بشكل أكبر، ولقد تغيرت للأبد. كنت ولا زلت شخصاً غير مميزاً.

هل لديكِ أي تغييرات في المواقف والمعتقدات بعد التجربة؟ نعم، لقد كانت تجربة بطيئة وطويلة لكي أفهمها. لقد أبقيت نفسي مشغولة لسنين حتى أستطيع فهمها، ولكن المعرفة الأساسية بقيت دائماً معي وهي محبة الآخرين ومساعدتهم، وهو كل مايهم. لم أعد أحاول الآن أن أفصل الحياة عن هذه التجربة، وأصبح لديّ هدف لأركز عليه فقد تمكنت من العمل من أجل الحصول على حياة حقيقية تعترف بواقع تجربتي وتتقبلها. لقد جعلتني بالتأكيد قادرة على قبول أشياء منطقية.

هل أثرت التجربة على علاقاتكِ أو الحياة اليومية أو الخيارات الوظيفية أو الممارسات الدينية وما إلى ذلك؟ لقد تركت إدارة برامج الخدمة الاجتماعية عندما أدركت أن بحثي لم يكن مفيداً بقدر ما يمكنني تحقيقه لو كان لدي فهم أفضل للطبيعة أو الواقع. لذلك كنت أبحث بمفردي منذ خمس سنوات وأمارس البوذية التبتية طوال العام والنصف الماضية، أنا أقل عدوانية بكثير مما كنت عليه من قبل.

هل تشاطرين هذه التجربة مع الآخرين؟ مع زوجي وعدد قليل من الناس، وفي جلسة مناقشة كتاب بوذي ولاما، ردود أفعالهم كانت داعمة ومنفتحة. لقد استفدت كثيراً من صياغة التجربة بالكلمات وفتح سؤال على فهم حادثة انفصال وعيي. نعم بدأت للتو في الانفتاح. أعتقد بأنني تجاهلتها في البداية وركزت على الزجاج الموجود في رأسي وإصابات أصدقائي، بعد مضي سنوات علمت كم أنا مُباركة، يا لهذه النعمة النادرة.

ما هو أفضل وأسوأ جزء من تجربتكِ؟ لم يكن هنالك جزء سيء، قد كانت مؤلمة وغير سارّة عندما عُدت ولكن شعور السلام الذي شعرت به كان يستحق العناء.

هل هناك شيء آخراً تودّين إضافته بشأن تجربتكِ؟ نعم، ليس لديّ أي خوف. على الرغم من أنني أنسى ما هو المهم إلا أنني أتوقف حالما أعلم بأنه غير مفيد.

مواد قد أثرت عليك وأعادت جزءًا من التجربة؟ نعم، شهدت أجزاء أو أوجه تشابه عدة مرات، لكن لا شيء غير مرتبط بها.

هل الأسئلة والمعلومات التي أدليت بها تصف تجربتكِ بشكل كامل؟ نعم. يرجى تقديم أي اقتراحات لديكِ لتحسين الاستبيان. أنا لا أزال أحاول فهم تجربتي أكثر، إذا خطر ببالي سؤال فسوف أسأله. أقدّر عملكم وسوف أقدم المساعدة بأي طريقة أستطيع.