توني ب. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
بينما كنت في العمل، شعرت بغثيان ودوار، وطعم مر في فمي، وكنت أتقيأ بشكل مفاجئ وقوي؛ ثم أظلم كل شيء. ووجدت نفسي في نفق مضاء بنور خافت ضبابي. وبينما كنت أعبره، وجدت نفسي عند مفترق طرق داخل النفق حيث انقسم إلى مسارين. استطعت تمييز نور في نهاية أحد النفقين؛ لذا اخترته. وبينما كنت أسير، صادفت تفرعًا مماثلًا في النفق. لم أكن أعرف من أين أتيت، لكنني كنت متأكدًا من أنني كنت هناك من قبل، فقررت السير مباشرة دون أن أنظر إلى الوراء، وأنا أحصي تفرعات النفق أثناء سيري.
بعدها، لم يكن هناك شيء. كان الجو رائعًا. وبينما كنت أسير، أصبح الطريق أكثر إشراقًا. لم أشعر بأي قلق، بل شعرت براحة غامرة. ومع تقدمي، اضطررت إلى الإبطاء لأنني شعرت بخفة جعلتني مقتنعًا بأنني أستطيع الطيران والانطلاق من على الأرض.
بعد أن أحصيتُ أربعمائة وخمسين فرعًا ونفقًا، وجدتُ نفسي في الهواء الطلق في غابةٍ زاهية الألوان، خضراءَ فسفورية، تتوسطها شجرةٌ ضخمة. وبينما كنتُ أحدق فيها وفي غطائها الثلجي الرقيق، شعرتُ أن كل خليةٍ من خلاياي تغمرها طاقةٌ وشعورٌ بالأمان لم أشعر بهما من قبل. تسلل إليّ صوتٌ عميقٌ جدًا، جعل كياني يهتز. "لم يحن أجلك بعد!". تحرك كل شيءٍ بتناغمٍ مع خطواتي. عند هذه النقطة، مرت أحداث حياتي بأكملها أمامي، لكن فقط اللحظات التي كنت فيها مسيئًا، وقد عذبتني هذه المشاهد.
توسلتُ طلبًا للنجدة بكل قلبي وبكل قوتي. فتحتُ عينيّ المغرورقتين بالدموع، وحدقتُ في باب الغرفة التي كنتُ فيها، فلم أرَ شيئًا آخر. وبعد ساعتين، فُتح الباب.
كان أحد جرّاحي الأعصاب من لوس أنجلوس موجودًا في روما لحضور مؤتمر حول تقنية الانصمام (الإغلاق الوعائي) الجديدة.
وافق على إجراء عملية جراحية لي، والتي لم تتطلب سوى تخدير موضعي في منطقة الفخذ. في البداية، كنت في غيبوبة لمدة خمسة عشر يومًا (تقريبًا تجاوزتها، في المرحلة الأخيرة قبل الموت الدماغي مع غياب تام للانعكاسات العصبية)، ثم خمسين يومًا أخرى في غيبوبة في مرحلة أقل خطورة بقليل. وأخيرًا، استيقظت مع وصول جرّاح الأعصاب الذي استخدم قسطرة محورية من اختراعه لإزالة اللوالب البلاتينية الصغيرة من داخل تمدد الأوعية الدموية التي كانت تسدها. ثم سبعة أيام من النقاهة، وبعدها خرجت من المستشفى.
هل حلمتُ بكل هذا؟ هل كانت الأنفاق ذكرى خفية للولادة؟ هل كانت هذه الأشياء من نسج خيالي أم أحلام؟ حسنًا! امرأة فاقدة للوعي، مخدّرة، ترتكب أفعال سيئة، تدخل في غيبوبة لمدة شهرين، خمسة عشر يومًا منها في غيبوبة عميقة، ترى أشياءً مجهولة، تفتح عينيها، تشفى وتتعافى، تنجب ابنتين، وتجتاز امتحانات جامعية وتصبح مهندسة اتصالات، تصبح إنسانة صادقة وتستمتع بكل لحظة من الحياة، مهما كانت قاسية وصعبة في بعض الأحيان. لكنها معجزة بحق! هل يمكن لفكرة بسيطة أو خيال بشري أن يغيّر كل هذا؟ مستحيل. حتى مع كل العقلانية الممكنة – الله أعظم.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر 1993.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
لا. لقد تعرضت لحادث.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لا.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. حساسية عميقة شديدة أدت إلى إيقاظ كافة حواسي وما تبع ذلك من أحاسيس.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ خمسة وستون يومُا.
هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. كان هناك إحساس بالمكان وليس الزمان، فالزمن لا وجود له. لم يكن هناك ماضٍ ولا حاضر ولا مستقبل. كل شيء كان متزامنًا.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كل الحواس كانت مضخّمة للغاية، وكانت متوسعة إلى حد كبير.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟نعم، كانلديانطباعبشعور هائل من الراحة والخفة.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟نعم. نورخافتفيأعماقالظلامفيأحدالنفقين،ونورشديدالسطوععندمخرجالنفق.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ هدوء مذهل، ويقين، وثقة، وشعور عميق بالراحة.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟شعرت بالسعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.لقد رأيت كل التصرفات المسيئة التي قمت بها في حياتي، وهذا كل ما رأيته من الماضي.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.كان بإمكاني أن أقول نعم، لكنني لم أرى رؤى مستقبلية بالمعنى الذي تقصده. من ناحية أخرى، ولأنني أصبحتُ شديد الحساسية، فإنني أصبحت ألاحظ أدق الفوارق البسيطة، ويستنتج عقلي تلقائيًا النتيجة المستقبلية الأكثر احتمالًا. لا أكثر.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، كنتُ في السابق ملحدًا، عديم الإحساس، أنانيًا. لكن بعد أن رأيتُ وخضعتُ لاختبار، فإنني أصبحت أرى في كل يوم، حتى في أصغر التفاصيل، تصميم الخالق، وأحبه وأسعى إلى اتباع تعاليمه، المبنية دائمًا على الحب.
ما هو دينك الآن؟ معتدل.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، كنتُ في السابق ملحدًا، عديم الإحساس، أنانيًا. لكن بعد أن رأيتُ وخضعتُ لاختبار، فإنني أصبحت أرى في كل يوم، حتى في أصغر التفاصيل، تصميم الخالق، وأحبه وأسعى إلى اتباع تعاليمه، المبنية دائمًا على الحب.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، بالتأكيد. الآن، بعد أن أصبحتُ شخصًا آخر، أصبحتُ أتخذ قرارات أفضل بشأن من حولي ، وما لم أُجبر على ذلك من خلال أولويةٍ مُلِحَّة، فأنا لا أقبل بأي تنازلات.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. ليس لدى مواهب أخرى سوى القدرة (المؤلمة أحيانًا) على تخيل المستقبل بدقة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ التجربة برمتها، وخاصةً فهمي للحب الحقيقي والإيمان والقوة لأول مرة. ناهيك عن المنحة غير المستحقة التي حصل عليها عاص كبير مثلي، وهي فرصة ثانية للتوبة والخلاص.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ لا. يمكن مناقشة التجربة مع شخص مر بتجربة مشابهة، وإلا فإن الكلمات ستأتي لكن لا يكون لها القدرة على توصيل الأحاسيس ومعناها الحقيقي.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ عند استرجاع هذه التجربة، ينتابني، رغم كل شيء، نوع من الحنين.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ يمكنكم طرح سؤال حول الأحاسيس التي نشعر بها ونعيشها، دون الرجوع كثيراً إلى العقلانية.