تجربة الخوف من الموت لتيري بي
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لا أعرف لكم من الوقت استمرت التجربة. أتذكر رؤية نور الشمس في الأعلى (من خلال سطح الماء، وقد تشوه المنظر بفعل حركة الماء) مع الإحساس بعدم القدرة على استنشاق الهواء، ودخول الماء إلى فمي وأنفي بينما كنت أقفز محاولة الوصول إلى سطح الماء.

ثم أتذكر أنني اختبرت كل شيء فعلته في حياتي بأكملها مع نوع من التوضيح لما تم إنجازه بشكل جيد وما كان بإمكاني فعله بشكل مختلف. لم يخيفني هذا الجزء على الإطلاق، فلم يأتي معه أبدًا أي إحساس أنني أحاسب، بل كان مصحوبًا بإحساس كامل بالقبول والمراعاة.

شعرت أن هناك شخصية عقلية أرشدتني في هذا التفسير لأنها أرادت مني ببساطة أن أتعلم من حياتي كيف يمكن أن أكون شخصًا أفضل في المستقبل (رغم أنني لم أرى أحد، ولا أتذكر أنني سمعت صوت غير أصوات ما كنت أقوله أنا أو غيري في أحداث حياتي الماضية التي كانت تعرض عليّ).

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: "1961، 1964 للتجربة الرئيسية"

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم الحرمان من الأكسجين بسبب التنفس تحت الماء والخوف. كنت طفلة ولا أعرف السباحة. دخلت إلى منطقة (حفرة) حيث كان مستوى الماء أعلى من رأسي ولم أستطع التنفس. بدأ الماء يدخل إلى فمي عندما حاولت القفز والصعود إلى سطح الماء للتنفس. واصلت التحرك لأعلى ولأسفل حتى خرجت في النهاية من الحفرة إلى منطقة لم يتجاوز مستوى سطح الماء فيها رأسي، حيث أمكنني التنفس بشكل طبيعي.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لا.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. على النحو الوارد أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت واعية تمامًا لأحاسيس الماء والنور والخوف، لكنني لم أعد واعية بها عندما بدأت تظهر لي تجارب حياتي بوضوح شديد وكأنني أعيشها مرة ثانية تمامًا كما حدثت (رغم أنني أتذكر بشكل غامض أن مشهد نور الشمس الذي كان يتشوه على سطح الماء كان لا يزال حاضرًا). لكن بدا أن المراجعة الموجهة لأحداث حياتي كانت أكثر إثارة وأهمية من الوضع المخيف الذي كنت فيه.

يبدو أن هذه المراجعة استمرت لفترة طويلة (لقد امتدت تجاربي الحياتية لسبع سنوات، واستمرت المراجعة حتى أحدث الأمور التي وقعت في حياتي). عندما انتهت المراجعة، كنت قد انتقلت بالفعل نحو المياه الأقل عمقًا، واستطعت التنفس بشكل طبيعي.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. يبدو أن وقت مراجعة حياتي يساوي مقدار خبرتي في الحياة حتى وقت التجربة (سبع سنوات هي عمري).

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. كانت رؤيتي للنور المتسرب عبر الماء عادية لكنها تشوهت بفعل حركة المياه، لكن رؤى حياتي السابقة كانت واضحة جدًا، بألوان تشبه الحياة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. لقد اختبرت فقط تحويل انتباهي عما كنت أفعله وأشعر به (التحرك لأعلى ولأسفل والشعور بالخوف) إلى مراجعة أحداث حياتي، وما كنت أتعلمه من تلك التجارب.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. وبدلاً من أن أكون محاطة بنور ساطع، شعرت أنني محاطة بشخصية حية تنقل حضورها إلى ذهني، ربما ليس عن طريق الكلمات، لكن من خلال العواطف والتجارب. شعرت انني في حضرة شخصية فريدة ومميزة، كما أشعر بحضور الشخصية الفريدة المميزة لأصدقائي وللأشخاص الذين أعرفهم جيدًا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ غير مؤكّد.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الخوف قبل بدء مراجعة الحياة، ثم الاهتمام الكبير بما كنت أراه وأتعلمه. أعتقد أنني شعرت أن الشخصية التي كانت حاضرة معي بطريقة ما، والتي أعطتني منظورًا بديلاً لحياتي خلال هذه التجربة، كانت تمسك بالأمور تحت سيطرتها الكاملة، فشعرت أنني كنت آمنة تمامًا.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. أتذكر تجربة كل ما مررت به في مجمل حياتي مع نوع من المعرفة التي تم تقديمها لي حول ما قمت به بشكل جيد وما كان يمكنني القيام به بشكل مختلف. يبدو أن هذه المراجعة استمرت لفترة زمنية طويلة (تجارب حياتي التي امتدت لسبع سنوات، والتي استمرت حتى أحدث المواقف لم يخيفني هذا الجزء على الإطلاق، فلم يأتي معه أبدًا أي إحساس أنني أحاسب، بل كان مصحوبًا بإحساس كامل بالقبول والمراعاة.

شعرت أن هناك شخصية عقلية أرشدتني في هذا التفسير لأنها أرادت مني ببساطة أن أتعلم من حياتي كيف يمكن أن أكون شخصًا أفضل في المستقبل (رغم أنني لم أرى أحد، ولا أتذكر أنني سمعت صوت غير أصوات ما كنت أقوله أنا أو غيري في أحداث حياتي الماضية التي كانت تعرض عليّ).

كان وعيي بالعواقب والمشاعر التي كنت أشاهدها في حياتي السابقة أكثر حدة من المعتاد. لقد بدا الأمر أنني أعيش هذه التجارب من جديد – لقد بدت تلك التجارب مماثلة تمامًا لما مررت به في الحياة من قبل، لكنني كنت الآن داخل تلك التجارب وخارجها – كما لو تم إعطائي منظورًا خارجيًا لتلك التجارب لم يكن موجودًا لدي من قبل، حينما كنت أعيد عيش تلك التجارب مرة أخرى.

لقد بقي لدي شعور أو اعتقاد بأن الغرض من حياتي كان / ولا يزال هو أن أتعلم قدر الإمكان من تجاربي ومن العالم ومن الأشخاص الآخرين، وأن أحاول مساعدة الآخرين على فعل الشيء نفسه.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة الكنيسة اللوثرية / سينودس ميسوري – لم تؤمن طائفتي بالتجارب الكاريزمية الخارقة للطبيقة أو بالإرشاد الفردي المباشر من الروح القدس.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. أؤمن بأن معتقداتي الدينية قد تطورت إلى ما هي عليه الآن بسبب هذه التجارب مجتمعة. لا تتطابق أي من هذه التجارب تمامًا مع ما تعلمته عندما كنت طفلة عن الله، ولا مع كيفية تفاعل الله في العالم. وهي لا تتطابق تمامًا مع ما قرأته في الكتاب المقدس، ولكن أستطيع أن أرى في كتابات الكتاب المقدس أن هذه التجارب متوافقة مع تجارب مماثلة ربما مر بها الآخرون، وقد تم تدوينها وتفسيرها كما تظهر حاليًا في الكتاب المقدس على سبيل المثال، وربما في الكتب المقدسة الأخرى للأديان الأخرى.

الكلمات التي يتعين عليّ وعلى الآخرين استخدامها في اللغات البشرية لا تنقل في الواقع جوهر هذا النوع من التجارب ويمكن بسهولة أن يُساء تفسيرها من قبل الآخرين الذين يقرؤون أو يسمعون فقط عما نحاول وصفه. وربما نخطئ نحن أصحاب التجارب أنفسنا في تفسير معنى هذه التجارب.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية "لوثرية ليبرالية / المسيحية "الكاريزمية" الليبرالية متعددة الطوائف – لست إنجيلية محافظة"

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أؤمن بأن معتقداتي الدينية قد تطورت إلى ما هي عليه الآن بسبب هذه التجارب مجتمعة. لا تتطابق أي من هذه التجارب تمامًا مع ما تعلمته عندما كنت طفلة عن الله، ولا مع كيفية تفاعل الله في العالم. وهي لا تتطابق تمامًا مع ما قرأته في الكتاب المقدس، ولكن أستطيع أن أرى في كتابات الكتاب المقدس أن هذه التجارب متوافقة مع تجارب مماثلة ربما مر بها الآخرون، وقد تم تدوينها وتفسيرها كما تظهر حاليًا في الكتاب المقدس على سبيل المثال، وربما في الكتب المقدسة الأخرى للأديان الأخرى.

الكلمات التي يتعين عليّ وعلى الآخرين استخدامها في اللغات البشرية لا تنقل في الواقع جوهر هذا النوع من التجارب ويمكن بسهولة أن يُساء تفسيرها من قبل الآخرين الذين يقرؤون أو يسمعون فقط عما نحاول وصفه. وربما نخطئ نحن أصحاب التجارب أنفسنا في تفسير معنى هذه التجارب.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. أن هناك من يهتم بأمرنا، وأننا نحاول دائمًا تعلم المزيد، وأننا يجب أن نهتم بالطريقة التي يختبر بها الآخرون العالم، الآخرون الذين يجب أن يشعروا أيضًا بأن هناك من يهتم بأمرهم، لذلك يجب أن نهتم بالآخرين ونرعاهم.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أرجو الرجوع للإجابة المذكورة أعلاه.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لم أقرأ أو أسمع عن مثل هذه التجارب قبل أن أخوضها. الحضور الذي شعرت به خلال التجربة بدا شخصياً، لكن وسائل التواصل خلال التجربة كانت عقلية، وذلك على عكس طرق التواصل الأرضية التي اعتدنا على استخدامها.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. لقد كانت لدي تجربة سابقة عندما كنت طفلة صغيرة جدًا - ربما كان عمري أربع سنوات - واجهت نفس الحضور عندما كنت وحدي في الخارج أثناء عاصفة رعدية. كنت قد سمعت كلمات من المزمور الثالث والعشرين تقول – "إذا مشيت في وادي ظل الموت، لا تخف شرًا لأني معك" – كلمات سمعتها في كنيستي، لكني لم أدرسها أو حتى أفقهها بعد. وعند سماع تلك الكلمات، جاء حضور لشخصية محبة للغاية احتضنتني وحملتني عقليًا دون خوف، أثناء عودتي إلى منزلي وسط العاصفة.

عندما أصبحت راشدة عملت في البداية كمدرسة للطلاب المضطربين عاطفيًا، وحصلت على قدر كبير من التدريب في علم النفس للتعامل مع الحالات المختلفة المتعلقة بإصابات الدماغ، والاضطرابات العاطفية، وما إلى ذلك.

منذ أن أصبحت راشدة واجهت ما بدا وكأنه أوامر أو رغبات عقلية ملحة غير مرتبطة بالكلمات، في مواقف تتعلق بأشخاص آخرين. حدثت الحالة الأولى عندما كنت أقود سيارتي بجوار حديقة قريبة من شقتي أثناء قيامي بمهمة قصيرة وغير مهمة. كان هناك رجل يسير على الرصيف على طول حافة الحديقة. تلقيت أمرًا عقليًا أو "إلحاحًا" قويًا جدًا بدا وكأنه أمر من خارج نفسي، بإيقاف السيارة والاقتراب من ذلك الشخص الغريب.

اعتقدت أنه دافع مجنون وواصلت القيادة، خاصة وأنني تعلمت دائمًا وعلّمت الأطفال أنه ليس من الجيد أو الآمن بشكل خاص التحدث مع رجال غرباء لا تعرفهم إلا إذا كنت في وضع مطمئن وفي وجود أشخاص آخرين.

عندما عدت من مهمتي بعد دقائق فقط (خمس دقائق أو أكثر قليلاً) رأيت سيارة إسعاف متوقفة في المكان المحدد الذي شعرت فيه بالحاجة الملحة للتوقف. وكان الرجل نفسه ملقى على الأرض ويعتني به طاقم الإسعاف. لم أتوقف لمعرفة ما حدث في الموقف لكن الأمر كان مزعجًا بالنسبة لي.

واجهت لاحقًا رغبة ملحة عقليًا مشابهة (يبدو أنها نشأت من خارج نفسي) للذهاب لزيارة والدتي (على بُعد خمس ساعات بالسيارة) في منتصف الأسبوع في أيام العمل. لم أستطع أن أبرر لنفسي أو لأي شخص آخر فكرة التغيب عن العمل بسبب شعور غير عقلاني، وكان اليوم التالي من المقرر أن يكون يوم عمل كامل – بدون أطفال، لذلك قررت الاتصال بوالدتي (بسبب الحادثة السابقة التي رأيت فيها سيارة إسعاف في المكان الذي شعرت فيه بنفس الرغبة الملحة).

تتمتع والدتي بأخلاقيات عمل قوية جدًا، وهي شخصية "متواضعة" للغاية. لم تكن لتشجع أولادها على القيام برحلة طويلة لزيارتها في أي وقت تعتقد أننا قد نكون فيه على عجلة من أمرنا أو في حالات الازدحام المروري أو الطقس السيئ. لكنها استجابت هذه المرة بشكل غير معتاد، وقالت إنها تشعر برغبة غريبة ملحة في الذهاب لزيارة واحدة من أقاربنا، لكنها ما كانت لتقود هذه المسافة بمفردها لأن والدي سيكون في العمل.

عندما أخبرتها عن شعوري الغريب الذي يشبه الأمر بالاتصال بها، وافقت على أن أغيب عن عملي هذه المرة، وأن أقود سيارتي طوال اليوم فقط (خمس ساعات ذهاب وخمس ساعات عودة)، بحيث يمكننا الذهاب معًا لرؤية قريبتنا هذه (ساعتان إضافيتان بالسيارة من منزل أمي). وقد وافقت على القيام بذلك لأن هذا لم يكن معهودًا على الإطلاق بالنسبة لوالدتي.

عندما وصلنا إلى شقة هذه القريبة، وجدنا تلك الشابة في حالة سيئة للغاية وكانت تمسك بحبوب في يدها لأنها تخطط لاستخدامها في الانتحار. قمنا بتهدئتها، وأخذنا الحبوب منها، وألقيناها في المرحاض، وتحدثنا معها لمعرفة ما الذي يحدث، ثم أجرينا بعض المكالمات لتوصيلها بخدمات الصحة العقلية الطارئة.

أخبرتنا أنها تعتقد أن الله تخلى عنها بسبب معاناتها مع سلسلة من الأحداث المؤلمة، وأنه إذا كان الله موجودًا، فإن الله يكرهها ويريدها أن تذهب إلى الجحيم.

أخبرناها كيف شعرت كلانا بأوامر غريبة وملحة للغاية للسفر لمسافات طويلة في منتصف الأسبوع وترك العمل. وأن هذا شيئًا لم تكن أي منا لتفعله بمفردها، وأن الله لا بد وأنه يحبها، وإلا لما تلقينا مثل هذه الأوامر القوية أن نأتي لرؤيتها، رغم أننا لم نكن نعرف أنها تعاني من أي مشاكل.

عدت لاحقًا إلى كلية الدراسات العليا لتعلم طرق أفضل لإحداث تأثيرات إيجابية أكبر على حياة طلابي المضطربين عاطفيًا وعلى المواقف العائلية التي تواجههم (والشعور بمزيد من الاستعداد في التعامل مع المواقف التي تنشأ وقت الأزمات!). في هذا الوقت كنت أعيش مع عدد من زميلات السكن الذين أصبحوا صديقات لي، لكنني كنت منشغلة جدًا بتنفيذ برنامج الدراسات العليا الملح وكنت مشغولة بعملي في نفس الوقت، ولم أكن منتبهة على الإطلاق لما كان يحدث مع زميلات السكن مؤخرًا.

في أحد الأيام وبينما كنت أقوم بالتحضير لامتحان منزلي، مشيت عبر غرفة المعيشة بهدف الذهاب سريعًا إلى الحمام، وكنت قد اتخذت قرار أنني لن أضيع أي وقت في التحدث مع أي واحدة من زميلات السكن عن أي شيء حتى انتهي من الامتحان.

عندما استقبلتني واحدة من زميلات السكن بالتحية وكنت على وشك أن أخبرها أنني لا أستطيع التحدث معها على الإطلاق في الوقت الحالي، واجهت "أمرًا" لا يقاوم بأن "اصمت - وألا أنطق بكلمة واحدة". لقد كان الأمر قويًا جدًا لدرجة أنه أوقفني حرفيًا في منتصف الكلمة. بدأت زميلتي في السكن تتحدث، وفي النهاية أصبح واضحًا أنها كانت في حالة سيئة للغاية. عندما تحدثت معها علمت أنها كانت تخطط للانتحار، وأنها اشترت حبوبًا لتتناولها، وأن الحبوب معها في غرفتها. تمكنت من إقناعها بإعطائي الحبوب، وقمنا بعد ذلك بالتخلص منها معًا في المرحاض. ثم تواصلنا مع معالج على خط الأزمات عبر الهاتف وحدد لها موعدًا في نفس اليوم. وفي النهاية حلت أزمتها التي كانت مرتبطة بمطاردة صديقها السابق لها. (وهي متزوجة حاليًا من شخص آخر وتعيش تحت اسم مختلف مع زوج محب وطفلين جميلين).

بعد عدة سنوات حلمت أنني مصابة بورم سرطاني في الثدي. وعندما ذهبت لإجراء الفحص، تم تحديد موقع الورم الليفي، وعند فحص نتائج الاختبار؛ شخصت الطبيبة الورم على أنه حميد وليس بحاجة إلى خزعة.

ورغم أنني لم أتمكن من إخبار الطبيبة بأنني عرفت أن الورم سرطاني وليس حميد بسبب الحلم الذي حلمت به والذي كشف لي عن مكانه، إلا أن الحلم دفعني إلى الإصرار على أن تقوم الطبيبة بإجراء خزعة، بغض النظر عن يقينها من أنه كان حميدًا. وكانت نتيجة الخزعة التي أجرتها أخيرًا، وبعد الكثير من الإصرار، هي وجود سرطان عدواني إلى حد ما، لكنه في مرحلة مبكرة وقابل للعلاج.

وبعد سبع سنوات رأيت حلم ثان كشف عن وجود ورم سرطاني ثانٍ (في الموقع) لم يتم اكتشافه من خلال اختبارات الفحص السنوية التي أجريها بانتظام باعتباري ناجية من السرطان.

أنا لا أعتبر أيًا من هذه التجارب نتيجة لقدرة خاصة لدي في استشعار مشاعر الآخرين أو أشياءهم التي تمر في جسدي. فلديهم نوعية المعلومات لا أعرفها ولا أعلم بها، لكن تمت مشاركتها معي بطريقة ما، لكن ليس من خلال رغبتي أو قدرتي. ومع ذلك كان لكل موقف نتيجة مفيدة لي أو لشخص آخر (باستثناء "الرغبات الملحة" التي تجاهلتها بسبب عدم عقلانيتها).

هناك "رغبة ملحة" أخرى تجاهلتها أنا وزوجي (كنت قد أخبرت زوجي عن تجاربي مع تلك "الرغبات الملحة" قبل أن نغادر في إجازة مجدولة مع عائلتنا). كانت الرغبة الملحة هي تغيير طريقة النقل التي خططنا لها – والتي هي أخذ سيارة عائلتنا بدلاً من الطيران ثم استئجار سيارة في وجهتنا النهائية. في اليوم الذي تعاقدنا فيه على استئجار السيارة، تعرضت عائلتي لصدمة في السيارة المستأجرة بواسطة سائقة آخرى توقفت في البداية بشكل صحيح عند الإشارة الحمراء، ثم انطلقت بسيارتها في التقاطع واصطدمت بسيارتنا تمامًا عندما كنا نعبر المنطقة الخضراء بشكل قانوني (كان هذا هو الوصف الذي قدمه الشهود للشرطة – هل كانت هذه محاولة انتحار محتملة؟).

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ يصعب عليّ جدًا إخبار الآخرين بما أشعر به عند تلقي هذه "الاتصالات أو الرغبات الملحة / الأوامر أو أيًا كان أسمها، لأنها ليست في الواقع أوامر لفظية أو رغبات عقلية ملحة".

جزء يشبه تجربة أن تكون في حضرة كيان يتمتع بشخصية قوية جدًا من الحب والقبول، والتي تبدو حاضرة جسديًا وعقليًا، مثل الأشخاص الذين نعرفهم في حياتنا اليومية ولكن لا نراهم. لكن شكل التواصل يكون مختلفًا تمامًا، لا يكون واضحًا أو محددًا. يتم تجاهله بسهولة لكن لا يمكن مقاومته بأي حال من الأحوال، إذا شعر المرء برغبة في تجاهله. كما أنه ليس بمثابة شعور، كما هو الحال عندما أرى موقفًا يتطور وأشعر أنه قد يؤدي إلى مشكلة (في العلاقات أو في العمل، وما إلى ذلك). يبدو أنه يأتي من الخارج، ولا يرتبط دائمًا بمشاعر الخوف أو التوتر أو أي شيء أراه أو أشعر به في الموقف. (مثلما حدث عندما كنت أقود السيارة بلا مبالاة في مأمورية صغيرة وغير مهمة في صباح يوم سبت كسول). ولكن بعد ظهور الحقيقة، فإن ما يتم الكشف عنه من خلال التجاوب مع الرغبة الملحة (أو تجاهلها) يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمعلومات التي لم أطلع عليها مسبقًا عن الموقف، ويؤدى (أو من الممكن أن يؤدي إذا تجاوبت مع الرغبة الملحة) إلى نتائج جيدة جدًا بالنسبة للشخص المعني في الموقف.

يتركني الوضع العام بإحساس غامر بالامتنان والعجب لأنني شهدت التعبير عن الحب الكبير (الذي سُمح لي بأن أكون شاهدة عليه ومشارِكة فيه دون أن أكون مصدره).

هل سبق أن حكيت للآخرين عن هذه التجربة؟ نعم. لم أشارك تجارب طفولتي المبكرة مع أحد إلا بعد أن راودني الحلم الأول الذي دفعني لطلب الرعاية الطبية لمرض السرطان (في سن الخامسة والثلاثين).

لم أخبر الآخرين عن الحادثة / "الرغبة الملحة" الأولى التي تجاهلتها إلا بعد أن تعرضت لحادثتين مماثلتين تبين أنهما لشخصين على وشك الانتحار (باستثناء عندما أخبرتني والدتي أولاً أنها كانت تعاني من رغبة غريبة ملحة لزيارة قريبتنا).

شاركت حلمي الأول الخاص بإصابتي بورم سرطاني في الثدي مع خطيبي قبل أن أطلب الرعاية الطبية، وقبل أن تشخصني الطبيبة بشكل خاطئ على أنني لست مصابة بسرطان الثدي.

وبعد سبع سنوات شاركت أيضًا حلمي الثاني المتعلق بإصابتي بورم سرطاني آخر في الثدي مع زوجي. طلبنا العلاج الطبي في ذلك الوقت، لكن لم يتم تحديد موقع الورم في المجموعة الأولى من الاختبارات. لأن الورم لم يظهر في الاختبارات الأولى بسبب موقعه. وقد تم تحديد موقعه وتشخيصه أخيرًا في العام التالي بواسطة خبير آخر ذهبنا إليه عندما أصبح الورم كبيرًا إلى حد ما، لكنه لم ينتشر بعد في الجسم.

قبلت والدتي الرغبة الملحة الغريبة التي شعرت بها لأنها كانت تعاني منها هي نفسها. أخبرت قريبتي عن رغبة والدتي ورغبتي الغريبة التي كانت تلح علينا، لأن قريبتي كانت تعتقد أن الله لم يهتم بأمرها ولم يحبها، لذلك شَعرتُ أنني إذا أخبرتها، فإن ذلك قد يساعد في منع أي محاولة انتحار مستقبلية من جانبها، وقد يساعد في إعادة بناء احترامها لذاتها. ويبدو أنه كان له هذا التأثير.

شاركت حلمي الأول المتعلق بإصابتي بورم سرطاني مع خطيبي قبل أن يتم تشخيصه طبيا، ولهذا السبب صدق زوجي الحلم الثاني الذي حلمت به، والمتعلق بوجود ورم سرطاني ثان في الثدي رغم أن التحاليل الأولية لم تحدد مكانه (لأن زوجي عرف أن الأطباء كانوا مخطئين في المرة الأولى أيضًا).

ومع ذلك لم أتمكن من إقناع زوجي بتغيير طرق سفرنا المخططة، بسبب إلحاحي الغريب على ضرورة تغيير وسيلة السفر لأن شيء ما سيء سوف يحدث إذا سافرنا بالطريقة التي خططنا لها، رغم أنني حكيت له عن تجاربي السابقة المختلفة مع ذلك النوع من الرغبات الملحة.

وبما أنني تعرضت لإصابات بسبب ذلك الحادث المروري الذي لا يزال يزعجني، فإن زوجي لا يريد أن يصدق أن شعوري السابق كان مرتبطاً بالحادث الذي أعقبه، وأننا ربما كنا قادرين على تجنب الحادث والإصابات.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا. كنت مجرد طفلة صغيرة ولم أفكر في مثل هذه الأمور. لست متأكدة من أنني كنت أعرف حقًا ما هو الموت، رغم أنني وقتها كنت قد سمعت عن أشخاص ماتوا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) من حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا. لم يسبق أن تكررت معي هذه الأمور عن طريق الأدوية أو بسبب التوتر، لكنني شعرت بنفس الحضور المحب في بعض الأحيان عندما توصلت إلى نتائج علاجية مميزة مع المرضى أو عندما تم حل موقف صعب للغاية بالنسبة لشخص آخر أو بالنسبة لي أو عائلتي. كما ينتابني أيضًا نفس الشعور بالامتنان والعجب.