تجربة سوزان ب في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

ما وراء النفق: تجربة الموت بقلم: سوزان بوم. آمل من كل قلبي أن أتمكن من المساعدة في شحذ روحانية الآخرين من خلال رفع مستوى معرفتهم بمحبة الخالق الإلهية. فالحب هو الجواب النهائي على كل شيء!

ما وراء النفق: تجربة الموت (مقتطف):

"افتحي فمك لأقصى اتساع"، قالها طبيب أسناني وهو يمسك بذلك المثقاب ذو الطنين ويقترب بشدة من فمي.

كان من المفترض أن يكون موعدًا روتينيًا مع طبيب الأسنان، وقد حضرت بناءً على طلبه. بدأت بالتأمل حتى قبل أن يسري مفعول أكسيد النيتروز. لقد كان التأمل بالنسبة لي دائمًا بمثابة آلية للتكيف مع رهبة الموقف عندما أكون على كرسي طبيب الأسنان. تعاطف هذا الطبيب بشدة مع كنت أشعر به من رهاب ناجم جزئيًا عن عدم حساسية سابقيه من أطباء الأسنان، إلا أنه اهتم حقًا بضمان راحتي. أراد الطبيب أن تكون درجة الحرارة الغرفة أقل من الصفر، لذلك قمت بالاندساس تحت بطانية من الصوف، وتم إعطائي أكسيد النيتروز، مع جرعة من النوفوكين (عقار مسكن)، وتم توصيلي بسماعات الراديو المضبوطة على موسيقاي الكلاسيكية المفضلة. في ذلك اليوم كان الطبيب يعمل بشكل حرج بالقرب من العصب استعدادًا لاستبدال التاج الذهبي.

كان هناك شيء واحد مؤكد – وهو أنني مثل معظم الناس، أكره الذهاب إلى طبيب الأسنان.

في هذه الزيارة بالذات، كنت على علم تام بالعمل الذي يجري، وكنت أشعر بألم مبرح. كان طبيبي مدركًا لمعاناتي، فحقنني بالمزيد من النوفوكين. أغمضت عيني وبدأت في التأمل ودعوت النور الأبيض الواقي ليغمرني. ثم انتظرت حتى يسري مفعول النوفوكين وأكسيد النيتروز. لكن التأمل لم يزيل الألم بشكل كامل، لذلك استفسرت من الطبيب عما إذا كان يتبع الإجراء المعتاد، فأومأ برأسه "نعم" وهو يمد يده لإعطائي المزيد من النوفوكين. استحضرت النور مرة أخرى وشعرت بنفسي أنجرف نحو الحواف الخارجية للوعي. بدأت أطفو، لكن الشعور الذي كنت أشعر به عادةً بأنني مُعلقة بدا ناقصًا. فاليوم سيكون يومًا مختلفًا بطريقة أو بأخرى.

عندما أغمضت عيني، لم يتبلور الفراغ المظلم بشكل معتاد على هيئة أشكال متغيرة الألوان والأحجام التي كانت تتشكل عادة في عيني الداخلية، لكن بدلاً من ذلك وجدت نفسي في ممر أو نفق مظلم. وبعد تركيز عيني، اكتشفت وجود أشعة نورانية تنبعث من مصدر مركزي. كانت تلك القوى التي تشبه القوى المغناطيسية تسحبني نحو هذا النور. وعندما اقتربت أكثر من النور، أدركت أن ما اعتقدت أنه أشعة نورانية كان في الواقع كائنات أخرى مثلي. تم سحبنا نحو النور النابض بالحياة في نهاية النفق، وكنا في حالة تشبه الرسوم المتحركة المعلقة. شعرت بإحساس الطفو عندما جذبني النور نحوه. وكلما اقتربت من النور، كلما شعرت بتحسن! كلما شعرت بالبهجة والسرور، وكلما ذهب التوتر عني. شعرت بالهدوء وبأن ضغوط الحياة اليومية انعدم تأثيرها تمامًا. لم يعد هناك وجود لأي شيء مادي، مما أراح قلبي كثيرًا! أردت أن تستمر هذه التجربة إلى الأبد. لقد كان ذلك المكان أفضل بكثير من أي مكان ذهبت إليه على الإطلاق. وصلت جميع الكائنات واحدًا تلو الآخر إلى نهاية النفق، وانجذبنا عبر مدخل من النور إلى قوس قزح من الألوان. شعرت وكأنني معلقة في الشفق القطبي. تعلقت جزيئات لامعة بالكائنات التي كانت تصعد أمامي، وكان يغمرهم وهج غريب. وعندما مررت عبر قوس قزح، أضفي عليّ أنا أيضًا بريقًا إضافيًا لأكتشف أن نبضات النور المتلألئة هذه كانت أرواح الحيوانات الأليفة التي أحببناها خلال حياتنا. كانت أرواحهم في قوس قزح تنتظرنا عندما مررنا عبر بوابة النور هذه.

بعد أن مررت بهذا الفوران متعدد الألوان، صعدت بلطف عبر طبقات لا تعد ولا تحصى من النور المتوهج الذي كان يتلألأ فوقي. كانت كل طبقة أكثر سطوعًا من التي تسبقها، وشكلت الطبقات معًا طيف من وميض يشبه الماس، وكان لكل طبقة كثافة مختلفة بالإضافة إلى ظلال رقيقة من اللون الأبيض. عندما كنت أصعد، طبقة بعد طبقة، شعرت بمداعبة الدفء والانسجام المحب، حيث تم إفراغ كياني من التوتر والخوف والضغط، وغمرتني مشاعر الرحمة والتفهم لأن كل هذا الجمال الذي رأيته أخذ أنفاسي. تلك الروعة التي حاوطتني في كل مستوى جلبت إلى عيني دموع الفرح، لكم تأثرت بذلك الجمال الفائق الذي غلف وتغلغل في كل ذرة من جسدي. لم أشعر قط في حياتي بهذا النوع من الحب والسلام "... الذي يتجاوز كل فهم".

أخطأ طبيب الأسنان في قراءة المشهد، وفسر دموعي بشكل خاطئ على أنها دليل أني بحاجة إلى المزيد من عقار نوفوكين لتسكين الألم. لم يكن يعلم أن دموعي كانت مظهراً من مظاهر النشوة التي عمت كياني كله.

تحركت عبر كل طبقة بيضاء بالحركة البطيئة، ثم بدأت استقر في الأعلى، حيث كان المصدر المركزي للنور موجودًا. كونت طبقات النور التي كنت أتحرك خلالها تشكيل يشبه الهلال استقرت عليه كرة الطاقة. أمكنني أن أحدق بشكل مباشر في هذه الكرة النورانية، لكن دون أن يؤذي تألقها عيني. كنت أشاهدها وأنا مذهولة بينما استمرت الكرة الشفافة في النبض بالحياة. ومع إيقاع كل نبضة، يتغير اللون ويتناغم بين الألوان الدقيقة المتعددة لذلك الطيف النوراني. بث النور أشعته بلطف، ثم أشار لي ودعاني كي يغمرني شفقه. أفضل وصف للنور كان إنه يشبه وميض النور الذي تراه على قمم أمواج المحيط، وكنت أتوق إلى الغوص فيه، وأن أترك مياهه الصافية تغمرني. ثم انفتحت بوابة داخلية، وسمحت للحب بالفيضان على حواسي، وتركني غارقة في مشاعر الجمال والهدوء التي لا توصف.

لم أستطع منع نفسي من تصور أنني جزء من نظام شمسي هائل - كما لو أن هناك نواة لانهائية لنجم حديث التكوين تقربني منها أكثر فأكثر. وحتى هذا المفهوم أصغر بكثير من أن يصف ما كان يحدث. إن ذلك العالم الذي أصبحت جزءًا منه كان واسعًا اتساع الكون نفسه، أما شرارات الطاقة التي يطلقها فكانت هي أرواحنا ذاتها.

أما الفكرة التي بدأت تتشكل في وعيي فقد كانت: "نحن بريق الله الكوني!"

كان رد فعلي الأولي على كل ما يدور حولي هو الإنكار. لا بد أن أكسيد النيتروز هو سبب هلوساتي. وسرعان ما تحولت أفكاري إلى أسئلة تتعلق بفنائي. هل هناك حياة بعد الحياة؟ هل الحياة عبارة عن استمرارية لا نهاية لها أم أنها مجرد ذلك الواقع المادي من المهد إلى اللحد؟ ومن الذي يدير العرض فعليًا؟ استمرت أفكاري على هذا المنوال، وتدريجيًا أصبحت الأسئلة أكثر تدقيقًا.

شعرت ببعض الانقسام: بقي جسدي على كرسي الأسنان بينما كان عقلي وكياني وروحي معلقين في الطبقة الأخيرة من النور. شعرت برغبة لا تقاوم في غمر نفسي في كرة الطاقة التي كانت تحوم فوقي. ومع ذلك استمر القلق بشأن ما يحيط بي في إزعاجي. هل كنت موجودة حقا في الجانب الآخر من الحياة؟ هل كنت ميتة؟

بسبب عدم استقراري وبسبب التقلبات والتحولات التي كانت تجري في ذهني، كافحت أفكاري المشوشة من أجل "العودة" إلى كرسي الأسنان.

لم يلاحظ طبيبي المشكلة التي كانت تحدث إلا بعد الجرعة الخامسة من عقار النوفوكين. وعندما انتبه قام بتمزيق قناع أكسيد النيتروز بشكل محموم، وأمر مساعدته بزيادة كمية الأكسجين التي يتم ضخها لي. أما أنا فقد التقطت أفكار طبيبي بشكل تخاطري وكان يفكر: "هل هناك مشكلة؟" هل هناك مشكلة؟ لا لا أنا لست في مشكلة" أو هذا ما فكرت فيه بذهول.

انزلقت من خلال الحواجز التي كانت تقيمها أفكاري، وعدت إلى النور الذي غمرني بعطفه، وتركني في حالة من النشوة. لم يكن لدي أي شكل أو عيون، ومع ذلك كان بإمكاني "الإحساس" و"الرؤية". كنت عبارة عن عقل مجرد. لقد ميزت بشكل غامض النفوس الأخرى الموجودة في هذا المستوى، لكنني لم أتعرف على شخص معين على وجه الخصوص. لقد كنا أشكالًا من أفكار وطاقة، وكل روح كانت عبارة عن نقطة نور. نظر الآخرون إلي بوعي دافئ ومحب. سمعتهم يقولون: "نحن نعلم أنك تعرفين إلى أين أنت ذاهبة". وفكرت في حيرة: "كيف يمكنني أن أعرف إلى أين أنا ذاهبة، وأنا غير متأكدة حتى من معرفة أين أنا!". لكنهم بدوا سعداء برؤيتي، وكان إشعاعاتهم الموحدة وتطميناتهم المحبة داعمة وغامرة. لقد تلاشى كل التوتر من ذهني، وحل محله النعيم الذي لا نهاية له.

"لا يمكن للأمر أن يكون أفضل من هذا"، وعندما حضرت هذه الفكرة، وجدتني أقفز إلى مركز كرة النور. التقطت أنفاسي في دهشة وغلبني الجمال الذي أحاط بي، واستسلمت لدفء الرعاية والحب والانسجام والتفاهم الذي لم أعرفه من قبل. بدا أنني أملك معرفة لا حصر لها، وأن أي سؤال يطرأ على ذهني كان يأتي ومعه إجابته. سوف يستغرق الأمر مني بقية حياتي للبحث عن الكلمات التي يمكنها أن توضح بإنصاف روعة هذا المكان الإلهي. كنت أعلم أيضًا أن لغة عالمنا الأرضي وحدوده مجتمعة عاجزة عن مجرد البدء في وصف تلك النشوة الخالصة التي غرتني بفضل ما رأيته وشعرت به خلال ملحمتي الغامضة.

وبغض النظر عن كل هذا، كنت مازلت أتساءل أين أنا... حتى تحدث "هو" مرة أخرى.

تردد صدى صوت من قلب النور مع تحول نبضات النور مرة أخرى بشكل إيقاعي، وتراقصت أمام عيني ألوان الباستيل من اللون الوردي والخزامي والأزرق. كان إشعاع النور يشبه النور المنعكس عن عشر تريليونات من الماسات، كلها متألقة في وقت واحد. همس الصوت، الذي أصبح الآن قريبًا مني مثل أنفاسي: "لا بأس، أنتي هنا معي".

انفجرت أفكاري عندما أدركت أن الله كان يتحدث معي! يطمأنني.

نعم. أنا النور وأنتي معي .. أنتي آمنة .. أنتي هنا معي.

وشدد الله على مدى حبه وتقديره لكل واحد منا. فاستسلمت وتركت الأمر عن طيب خاطر في يد الحكمة اللانهائية والحقيقة الأساسية.

ثم سلط الحضور بمحبة النور على أحداث معينة من حياتي تستحق المراجعة، وتحدث بسلطان، وأمرني بما يلي: أكتبِ وشاركي هذه المقالات القصيرة من حياتك مع الآخرين.

بعد اكتمال محادثاتي مع الكائنات النورانية، أعطاني الله نظرة ثاقبة لإجابات أعمق أسئلة الحياة، وزودني بفهم عميق "للعنصر المفقود" الذي سوف يُثري حياتك في هذا الجانب من النفق. ثم شرع في إرشادي لكتابة هذا الكتاب.

لقد استمعت باهتمام، ولم أرغب في تفويت أي كلمة:

انتهي من المشاريع الخاصة بك. ثم اكتبي عن هذه التجربة. يمكنك الاعتماد على مساعدتي. اكتبي كتابًا عن ما مررتِ به للتو، أحكي عن كل شيء مثل ما حدث معك تمامًا. يمكنكِ القيام بذلك!

دوني تجارب حياتك وشاركي الدروس التي تعلمتها مع الآخرين. حدثيهم عن جمال وسلام ومجد "التخرُّج". اختمي كتابك بـ "العنصر المفقود"!

توقف ث أضاف: "هذا كفيل بأن يجعله من أكثر الكتب مبيعًا!" وابتهج كما لو كان هو من سيؤلف الكتاب بنفسه.

وفي لحظة أعطاني الخطوط العريضة للكتاب بالكامل نقلها لي بالتخاطر. فكرت: "هذا مذهل للغاية". لقد بدا سعيدًا جدًا بعمله وأثار فضولي أكثر عندما أشار إلى مصطلحي "التخرج" و"العنصر المفقود".

توسلت إليه قائلة: أنا لا أعرف كيف أكتب كتابًا، لم أكتب شيئًا من قبل. شعرت بوجود عقدة تتكون في ضفيرتي الشمسية. لا بد وأن يكون مخطئًا.

أجابني: سوف أرشدك.

وتابع متجاهلاً شكوكي: إذا قررت العودة، أود منك أن تقومِ بإرشاد الآخرين. علميهم ما تعلمتيه خلال دروس حياتك. ابدئي بمساعدة الناس على العمل فيما يحبونه.

بدأ النور الفضي والذهبي المتلألئ الذي يلفنا في هذا القصر السماوي يتغير في اللون ويكتسب لونًا أحمر نابضًا. وهنا سكت الله طويلًا قبل يعاود الحديث:

هناك منكم من يقول إنه يفعل ما يحبه .. ثم يقضي عمره في لعن ما يفعله!

لقد بدا محبطًا وشعرت بألمه.

تغيرت لهجته وتباطأ النور الأحمر النابض، وتحول مرة أخرى إلى مجال طاقة من الذهب والفضة. وبعد أن صمت طويلًا تابع قائلاً: "ساعدي الناس على اختيار العمل الذي يحبون القيام به ثم قولي لهم: أن ... يقوموا بعملهم ... بحب!"

***

لقد شعرت بالارتياح لأن كل ما أرادني فعله هو مشاركة دروس حياتي مع الآخرين؛ كان هذا شيئًا كنت أعلم أنني أستطيع فعله.

لقد فكرت بعناية في القرار الذي أنا بصدده.

والآن أين كنت أنا عندما مت؟ آه، نعم، كنت على كرسي طبيب الأسنان.

***

لقد تذكرت صداقتي الطويلة مع طبيب أسناني عندما صرخت فجأة: "أوه لا، سيشعر هذا الرجل بالصدمة إذا مت على كرسيه!" وبناءً على تلك الفكرة الإيثارية، اتخذت قراري، وأصبح كل شيء أسود. ولم أعد في حضرة الله.

وبدون ضجة وجدت نفسي أطفو بالقرب من السقف في عيادة طبيب الأسنان. وكانت هناك سحابة رمادية تغطي الغرفة التي تحتي. نظرت إلى الأسفل من مكاني المرتفع، رمشت وأنا غير مصدقة. زال البخار الضبابي قليلاً، ونظرت من خلاله، ورأيت طبيب أسناني وهو ينحني فوقي بقلق شديد. كان هناك توتر كبير في ملامحه وقلق كبير في صوته. لم يجد في جسمي نبض، وأدرك أنه في ورطة كبيرة.

صرخ الطبيب على الممرضة لتزيد من تدفق الأكسجين بينما انحنى فوقي في حالة من الذعر، وهو ينادي باسمي.

"سوزان!" "سوزان"، كرر بإلحاح شديد في صوته.

وبينما كان ينادي اسمي، تحول كل شيء إلى اللون الأسود للمرة الثانية. كان الخروج من جسدي أمرًا سهلاً مقارنةً بإعادة الدخول إليه. بدا قلبي وكأنه يتشنج وهو يكافح للعثور على نبضاته. شعرت بأول نبضة لقلبي وكأنها مطرقة ثقيلة تضرب صدري. كان ألم العودة إلى جسدي المادي شديدًا للغاية. لقد اجتاحني الخوف. لكنني طمأنت نفسي قائله: "لقد وعدني الله أنني أستطيع العودة". هناك أشياء يريد مني فعلها. وفجأة تبدد الظلام.

"سوزان، سوزان، هل أنت هنا؟"

فتحت عيني. كنت أعود! لقد رجعت إلى جسدي ووجدتني أنظر إلى طبيب أسناني الحائر، والدموع تنهمر على وجهي، وأنا متلعثمة: "أنا بخير، أنا بخير". كان يعتقد أنني كنت أشعر بألم شديد لأن دواء النوفوكين لم يعمل. لم يكن ليعرف أن دموعي هذه كانت دموع الفرح لأنني على قيد الحياة، لأنني حصلت على فرصة ثانية. لم أكن على استعداد لإخباره إلى أين أخذتني لحظات غيابي. لم أكن أعتقد أنه سيصدقني. هل كان هناك من سيصدقني؟

قضيت بقية اليوم مستلقية على الأريكة في مكتبه الخلفي. رفضت السماح له بإرسالي إلى المستشفى. كنت أعلم أن حالتي مؤقتة فقط. كنت أعلم أنني سأكون بخير وأحتاج فقط إلى وقتًا للتعافي من صدمة عودتي. لقد استخدمت وقت الاسترخاء هذا للتفكير في تلك الرحلة المذهلة التي قمت بها للتو.

وجدت نفسي أبتسم عندما فكرت في ذلك التعبير شائع الاستخدام: "إن هذا اليوم بحق هو اليوم الأول فيما تبقى من حياتي!"

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: "13 يوليو 1993"

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث ما يهدد حياتك؟ نعم. جراحة ذات صلة. رد فعل تحسُّسي. لقد مت على كرسي طبيب الأسنان، لم يكن من المفترض أن يكون ذلك مهدداً لحياتي. لكن علاماتي الحيوية انهارت أثناء جراحة الأسنان وتوقف نبضي.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ نظرة رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت في الإجابة الواردة أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في كل الأوقات. ما زالت ذاكرتي تحتفظ بكل شيء حدث في الجانب الآخر. لقد كنت في حالة وعي فائق.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن هناك أي إحساس بالوقت، ومع ذلك فقد قضيت هناك أربع دقائق أرضية فقط.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كل ما سبق. تم التعرف على إجابة كافة الأسئلة بشكل فوري.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. يرجى الرجوع إلى السرد الرئيسي.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. لقد كنت أصاعد بين الطبقات البيضاء طبقة طبقة، وكل طبقة كانت أكثر سطوعًا من التي تسبقها. لقد ميزت أرواحًا أخرى في الطبقة الأخيرة احتضنت كرة النور الرائعة. لم يكن لدي أي شكل أو عيون، ومع ذلك كان بإمكاني أن أشعر وأرى. كنت عبارة عن عقل محض. لم أتعرف على أحد على وجه الخصوص. لقد كنا أشكالًا وأفكارًا من طاقة، وكل روح منا كانت عبارة عن نقطة نور. نظر الآخرون إلي بوعي دافئ ومحب. سمعتهم يقولون: "نحن نعلم أنكِ تعرفين إلى أين أنتِ ذاهبة". لقد بدوا سعداء برؤيتي، وكان إشعاعاتهم الموحدة وتطميناتهم المحبة داعمة وغامرة في نفس الوقت. لقد تلاشى كل توتر من ذهني، وحل محله نعيم لا نهاية له.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. بعد الصعود عبر طبقات النور المتوهج، كانت هناك كرة مذهلة من النور الرائع. كونت طبقات النور التي كنت اتحرك خلالها شكلًا يشبه الهلال استقرت عليه كرة الطاقة. أمكنني التحديق بشكل مباشر في كرة النور هذه، لكن دون أن يعميني تألقها. كانت الكرة الشفافة تنبض بحياة خاصة بها. ومع إيقاع كل نبضة، يتغير اللون ويتناغم بين الألوان الدقيقة المتعددة لطيف هذا النور. انبعث النور بهدوء وأشار إلي، ودعاني ليغمرني بفيض توهجه. لم أستطع إلا أن أشعر بأنني جزء من نظام شمسي هائل.

هل بدا لك أنك دخلت عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الرهبة والجمال والرحمة والوئام. لقد رُفعت ويلات العالم من على كتفي. كان الحديث الصعب لسرد تجربتي الشخصية في "الحياة الآخرة" أمرًا شاقًا على أقل تقدير. إن البحث عن الكلمات الصحيحة لوصف ما "لا يوصف" يتم على أمل أن يضيف إحساسًا بالدهشة على فهم الحياة الآخرة. عاطفة الأمل، والشعور بالأمان؛ ورفع الروح؛ والابتسام؛ تلك الروعة جلبت لي دموع الفرح من جمال هذه التجربة المتسامية. شعرت بالسكينة والسمو المطلق. غمر الحب حواسي وتركني غارقة في مشاعر الجمال والهدوء التي لا توصف. شعرت بنوع من الحب والسلام يفوق الفهم. لقد اجتاحني صوت الخالق كغطاء أثيري من الحب، وانبعثت منه موجات من الرحمة الشافية، تخللت كياني وجوهري. أصبحت أعرف مدى حب وتقدير الله لكل واحد منا. لقد استسلمت وتركت الأمر عن طيب خاطر ليد الحكمة اللانهائية والحقيقة الأساسية. صوت المصدر الإلهي الهادئ غمر كياني ورفع وعيي إلى مستويات أعلى من الفهم.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. إن وصف مراجعة الحياة سيكون بمثابة إعادة كتابة لكتابي بأكمله. لقد أخذني الخالق خلال مراجعة الحياة بنفسه وأنهى كل سيناريو بـ "درس للحياة". (عليك أن تقرأ الكتاب للتعرف على مراجعة حياتي بأكملها. إن كتابتها كلها هنا مرة أخرى مهمة عسيرة للغاية. سامحوني، هذا أمر مرهق للغاية.)

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ نعم. لم أفهم السؤال إلا إذا كنت تقصد النور في نهاية النفق؟

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة تعمدت في 15 ديانة مختلفة لأنني نشأت يتيمة. وأوضحت ذلك في كتابي.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ مرورك بتجربتك؟ نعم. أنا ابنة الله، وبالتالي أنتمي إلى كنيسة الله العالمية. أنا مع الله أينما كنت في العالم. لكن لدي مشكلة مع الدين المنظم.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية "مسؤولة ميدانية في كنيسة مجتمع دودونا للعلوم الدينية، جامول، كاليفورنيا. اتبع جميع الأديان التي تضع مفهوم "الله" على قمة هرمها".

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أنا ابنة الله، وبالتالي أنتمي إلى كنيسة الله العالمية. أنا مع الله أينما كنت في العالم. لكن لدي مشكلة مع الدين المنظم.

هل بدا أنك قابلت كائنًا أو حضورًا غامضًا، أو سمعت صوتًا غير معروف؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. لقد أوضح لي الخالق من نحن ككائنات روحية. لقد أظهر لي أننا كنا موجودين من قبل، وإننا موجودون الآن، وسنظل متصلين إلى الأبد في وعي روحي شامل. ولمزيد من الإيضاح، استخدم الله لغة الرموز (النجم والمذنب والدائرة) لتوضيح أننا كائنات روحانية أولاً وقبل كل شيء، وبالتالي فنحن مرتبطون به إلى الأبد. ولتوضيح مقصده، رسم الله دائرة. ثم رسم قوسًا مفتوحًا يتقاطع مع الدائرة، مشيرًا إلى أن هذا القوس يمثل ولادتنا. ثم رسم قوسًا مغلقًا ليس بعيدًا عن القوس الأول، وهو يمثل نهاية حياتنا الأرضية. أما المسافة بين القوسين فهي تمثل وجودنا الإنساني. أما الموت فهو القوس المغلق ويمثل عودتنا إلى عالم الروح. يا لها من لفتة شاملة. كما أشار الله إلى أن بقية الدائرة هي ما لم نختبره بعد كأرواح.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. عندما أكون في نقاش جماعي إذا اعتبرته نقاشًا سلبيًا، فإنني أغادر. لقد اضطررت إلى قطع العديد من الصداقات لأن محادثتهم كانت عبارة عن شكوى بنسبة 100٪ دون أي فرصة للتوقف. وأصبحت حريصة على اختيار الأشخاص القريبين مني. لقد عزلني هذا بالتأكيد عن معظم الناس. لكنني اخترت مشاهدة المسرحيات الغنائية، وأفلام الطبيعة ولم أعد أتحمل الرعب أو القتل ولا أفلام الاغتصاب وزنا المحارم، وأصبحت أبتعد عنها. من المؤكد أن دور السينما الرائجة خسرتني كمتفرجة بسبب نهجها الدموي والمُقبض في الترفيه.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لا توجد كلمات دنيوية قادرة على وصف روعة هذه التجربة. ومع ذلك فقد بذلت قصارى جهدي في كتابي: ما وراء النفق: تجربة الاقتراب من الموت. لقد كان من الصعب ترجمة ذلك العالم الغامض وجعله ملموسًا للقارئ، وبالتالي إضفاء نكهة أرضية على تجربة متعالية ومتسامية بهذا القدر.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أصبح لديك أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. لدي مجال طاقة متوازن تمامًا بدون أي انقطاع في هالتي. اتمتع بحساسية شديدة وسماع المحادثات السلبية يزعجني حقًا، لذلك لا أستطيع أن أكون جزءًا من ذلك بعد الآن. لم أعد أشعر بأنني جزء من هذا العالم، بل أشعر أنني على حافته فقط. أنا على دراية بالأشخاص الذين يستنزفون طاقتي السلمية وأتجنبهم. أصبحت حساسة للغاية تجاه أرواح الحيوانات الصغيرة. لا أستطيع إبقاء ساعتي قيد التشغيل، وأطفئ أضواء الشوارع. أصبحت حساسة تجاه أفكار الناس، وانتبه للرسائل والذين يأتون بالرسائل ممن يقابلوني في مسار حياتي. أتعرف على الاتصالات المستمرة ورسائل التوكيد التي تأتيني من الجانب الآخر بشأن ما أفعله وبشأن القرارات التي يجب اتخاذها.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ حقيقة أنني كنت أتحدث إلى الله وأنه طلب مني أن أكتب كتابًا، وأن أعود إلى الحياة وأنا أحمل رسائله. التأكيد على أن الله موجود وأنه معنا دائمًا وأن وعوده تتحقق. الاقتباسات التي ذكرتها من كلام الله في شكل "دروس الحياة" الموجودة في نهاية كل قسم من أقسام مراجعة الحياة!

هل سبق أن حكيت للآخرين عن هذه التجربة؟ نعم.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا. مطلقًا. لقد عشت في أوروبا من قبل ولم أسمع بها هناك أيضًا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ إنني آمل بشدة أن تجلب ملحمتي الكونية الإلهام للآخرين في عالمهم الروحي.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أصبح عقلي موجودًا في مساحة جديدة كليًا. في أماكن لم أكن لأحلم بالذهاب إليها من قبل.