تجربة شارون د في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في تجربتي الأولى كنت في مكان غريب عاطفياً. كما أنني لم أكن في المكان الذي قلت إنني سأكون متواجدة فيه في ذلك اليوم. الأمر غريب هو أنه بعد سنوات من دراسة علم التنجيم، وجدت أن جزء من الرسم البياني الخاص بي يشير إلى الأهمية الشديدة لأن أذهب إلى المكان الذي ألتزمت بالذهاب إليه، وإذا لم أفعل، فقد تكون العواقب وخيمة. كما أشار الرسم البياني أيضًا إلى أنني سأكون محظوظة في بعض المواقف، وهو ما حدث.

كان من المفترض أن أذهب للتزلج على الماء مع أصدقائي، كنت في الحادية والعشرين من عمري، وكان من المفترض أن أذهب في موعد غرامي مع رجل مبيعات ناجح للغاية في الأربعين من عمره، لكني لم أستطع الذهاب. لم أستطع أن أجعل نفسي أرحل، لذلك ذهبت مع كلايد وهو صديقي الذي قضيت الليلة السابقة معه. ونظرًا لأنني لم أذهب إلى المنزل أولاً، فلم يكن لدي أي ملابس داخلية نظيفة، وأتذكر أنني كنت أقوم بارتداء ملابسي في ذلك الصباح وسألت كلايد إذا كان بإمكاني استعارة بعض ملابسه الداخلية التي على طراز البيكيني. كنت أفكر فيما كانت تقوله لي أمي دائمًا: "تذكري ارتداء ملابس داخلية نظيفة، فقد تتعرضين لحادث". نعم، كان هذا هو الفأل.

أتذكر قبل أيام قليلة من ذلك أنني سألت والدتي إذا كانت تعتقد أنه لا بأس من ركوب دراجة نارية. كان لدي مشاعر مضحكة حيال ذلك الأمر وكأنه أمر لم يكن مناسب للسيدات أو شيء من هذا القبيل. لم أكن أعرف لكني شعرت بعدم الارتياح. لقد ركبت دراجة نارية مرتين فقط قبل ذلك، حدثت المرتان في ذلك الصيف. لذلك توجهنا إلى مدينة فيرجينيا من رينو. وكان يوما جميلا. قمنا بمشاهدة البضائع المعروضة في واجهات المتاجر، ثم قمنا بتسليم الملصقات التي أحضرها كلايد معه، والتي يجب تسليمها للرجل الذي كان يعمل معه كلايد في المتجر الرئيسي. كلايد كان برج الثور، مثل والدي. اصطحبني كلايد لتناول الغداء في غرفة الشاي في مدينة فيرجينيا القديمة. كانت رحلتي الأولى إلى هناك. كان الغداء شيئًا لم أختبره منذ أن اعتاد والدي اصطحاب أختاي إلى غرفة الشاي في نيوبيري إنجلاند عندما كان عمري ستة إلى عشرة أعوام. أتذكر أن اليوم بدا جيدًا لدرجة يصعب تصديقها. كان يشبه التخفف من قدر كبير من مشاعري. قررنا العودة إلى طريق رينو الطويل والنزول عبر مدينة كارسون ثم التوجه شمالًا إلى رينو بدلاً من العودة من الطريق الذي أتينا منه. ستكون الرحلة أطول وبالتالي ستكون مشاهدها مختلفًة، فقد كان اليوم جميلًا وصحوًا ودافئًا بل كان حارًا بعض الشيء. كان ذلك يوم 15 يوليو سنة 1973. كنت في الحادية والعشرين من عمري، وكانت حياتي كلها أمامي، كنت قد بدأت للتو في الحصول على استقلاليتي.

كنت ارتدي فقط صندلًا وصديرية وسترة واقية، وبنطلون جينز ضيق، والملابس الداخلية التي استعرتها من كلايد، وضفائر طويلة، والحمد لله كنت ارتدي خوذة الدراجة النارية. ثم حدث شيء غريب. شعرت فجأة بلدغة حادة في رجلي وارتعشت. تعرضت للدغة نحلة في فخذي الأيسر من الداخل. الغريب هو مدى ارتفاعها من الداخل في فخذي. لطالما تساءلت عما إذا كان سم النحلة قد بدأ بالفعل في تشغيل جهازي المناعي.

شعر بي كلايد وأنا انتفض وسألني ما الخطب. ثم اوقف الدراجة النارية على جانب الطريق. وهناك وعلى جانب الطريق السريع المقسم إلى أربع حارات، أمام الله وأمام الجميع أنزلت سروالي ووجدت اللدغة. نزلت من الدراجة وخلعت سروالي، ربما تتساءل لماذا أخبرك بهذا، أرجو التحلي بالصبر، فكل الأشياء التي تحدث مترابطة. فبدلاً من أن ينزعج كلايد لأني خلعت بنطالي على جانب الطريق، وجدته يساعدني في سحبه للخارج، كان كلايد مراعيًا ومهتمًا للغاية، الأمر الذي استغرق مني سنوات لأفهم ما الذي جعلني اعتقد أنه سيغضب. بعد سنوات، بعد حوالي شهر من بدء ظهور موهبة الشعر لدي، لسعني دبور، وكان هناك ذلك الرجل الذي قابلته بشكل عجيب، والذي رأيته مرة واحدة فقط، والذي قاد سيارته لمدة ساعة ليراني ويحضر لي العشاء رغم الغثيان الذي شعرت به بعد أن لسعني دبور في المعدة. كان قسًا علمانيًا مؤمناً بالشفاء من الأسقام، وكان يمارسه. صلى علي وتصورت أن السم أصبح غير سام، وجعل الأشياء الإيجابية تشفيني من داخلي. لم يظهر أي تورم من لدغة الدبور إلا بعد ثلاثة أيام عندما ظهر القليل من الاحمرار حول الحواف. كما ان اللدغة لم تصيبني بالحكة حتى. حسنًا في تلك الليلة بعد أن استمع ذلك الرجل الذي ساعدني بخصوص لسعة الدبور في معدتي إلى الشعر الذي اكتبه، انفتحت مشاعري وعلمت سبب دهشتي الشديدة من سلوك كلايد. فعندما كنت في الثانية من عمري، كنت اتعرض للكثير من المشاكل بسبب خلع ملابسي في الخارج. لقد عرفت هذا فقط لأنني أدركت أن هذا الأمر يتعلق بوالدي بشكل كبير. كنا نعيش في واكو، وكان أبي رجلًا عسكريًا، كان يعود إلى المنزل ويجدني عارية خارج المنزل، وكان هذا يغضبه كثيرا، ويجعلني أتعرض للصفع على مؤخرتي. وفي أحد الأيام ذهب إلى العمل وكانت أمي في الغرفة الأخرى تحمم أختي الرضيعة، وقمت وأنا في الثانية من عمري بأول اختيار مستقل حقيقي لي. كنت أشعر بالحر والحكة، فقد كنت مصابة بجدري الماء، ونسيت أمي إغلاق الباب خلف أبي عندما غادر للذهاب إلى معسكر التدريب. ما زلت أتذكر عندما نظرت لأعلى ورأيت الباب المنقوش القديم الذي لم يكن مغلقًا من الأعلى وقررت دفع الباب لفتحه. وبالفعل بعدها كنت مستقلة وخارج المنزل.

في الكابوس الذي رأيته مرارًا لأكثر من أربعين عامًا، وإلى أن رويت القصة لهذا الرجل، عندها فقط تذكرت النظر إلى الأعلى إلى المزلاج وهو يتحرك، وخلعت ملابس بسبب الحرارة والحكة، وذهبت للبحث عن الأطفال الكبار للعب معهم. تذكرت في الحلم رؤية سور الملعب الحديدي العالي وأنا أمشي بجواره، لكن لم يكن هناك أطفال. صعدت إلى قمة أعلى زلاقة وكنت أنزلق لأسفل أو أستعد للنزول عندما حدث الرعب. كان ذلك عندما استيقظت وأنا خائفة ومتحجرة ويغطيني العرق. فقد ضربني أبي على مؤخرتي طوال الطريق إلى المنزل. كنت في حالة هستيرية. قالت أمي، عندما أخبرتها عن تذكري لمصدر الحلم: "لقد ضربك بشدة"، قالت ذلك وهي تبكي. هناك المزيد بعض التفاصيل الأخرى والتي ليس لها علاقة بهذه التجربة. فقد أثار رد فعل كلايد تجاه مؤخرتي شبه العارية في الأماكن العامة موجة هائلة من الحب في داخلي. أعتقد لأنني كنت أقارنه بالفعل بوالدي وكان رد فعله غير حاد مقارنة بما كان عليه أبي. حتى تلك اللحظة كنت مبتهجة للغاية. أتذكر عندما عدنا إلى الدراجة النارية كنت أفكر وأصلي، كنت أقول يا الله إذا كان هذا هو الحب، فأنا أريد أن أعرف حبك وكل ما يتعلق بحبك. انطلقت موجات وذبذبات المشاعر الإيجابية بعد سنوات من قمعها بسبب الحزن وكراهية الذات التي كانت تغمرني. لم أشعر بمثل هذا الخير منذ أول مناولة مقدسة لي. رجعت بظهري مرة أخرى واستندت إلى مسند الظهر وكدت أن أغفو. كان الجو دافئًا وشعرت أنني بحالة جيدة، باستثناء أثر اللدغة في ساقي. شعرت أن كلايد يبطئ من سرعة الدراجة حتى كادت أن تتوقف. كانت عيناي لا تزالان مغمضتين. كنا عند الضوء الأصفر الوامض عند التقاطع حيث يلتقى الطريق السريع الذي يمتد من فيرجينيا سيتي إلى تاهو مع الطريق الممتد من كارسون سيتي إلى رينو. كنا متجهين شمالاً.

ثم شعرت برعشة شديدة دفعتني إلى فتح عيني. ورأيتها كانت هناك في تلك السيارة القديمة الكبيرة، متجهة جنوبًا من رينو وقامت بعمل تلك الانعطافة الواسعة، لم يكن لديها سوى ضوء أصفر وامض وفي داخلها، ولم تراني، أمكنني رؤية عينيها لكنها لم ترانا على الإطلاق. كان هناك شيئان متزامنان يحدثان معًا، أحدهما من مشاعري والتي صرخت بكل شيء بداخلي وقالت: "يا الله ساعدني". لا أعتقد أنه كان لدي الوقت حتى أنطق بذلك. كانت على بُعد أقل من نصف متر منا عندما نظرت لأعلى. كان كلايد يحاول أن يسرع بالدراجة في محاولة للخروج من مسارها، مما منعه من الاصطدام بها، لكن ساقي كانت عند الطرف الأيسر من سيارتها بالضبط. ودفعتني الصدمة لأكثر من ستين قدم (18 متر تقريبًا) ووقعت على الطريق السريع. الأشخاص الذين شهدوا الاصطدام واتصلوا للإبلاغ عن الحادث أبلغوا عن وفاتي. لقد ضُربت رأسي بشدة لدرجة أن خوذة الدراجة النارية تحطمت. واستلقيت في بركة من الدماء وأنا أصرخ، ورغم عدم وجود ذاكرة واعية بهذا الجزء، إلا أن التوقيت كان مذهلاً. جاءت على الفور تلك السيارة التي كانت واقفة عند التقاطع قادمة من تاهو، كانت ذات ضوء أحمر وامض، وكان الشاب صاحب تلك السيارة طالبًا يدرس الطب. وضع عاصبة على ساقي لإيقاف النزيف، ومكث معي لمدة عشرين دقيقة حتى وصلت سيارة الإسعاف إليّ، وركب معي إلى المستشفى لتخفيف الضغط عن ساقي حتى لا يموت الطرف. كانت ساقي مكسورة بشدة لخمس كسور. ظنوا أن ذراعي وساقي وعنقي قد كسروا. فقدت أكثر من أربعة ونصف باينتات من الدم. مرت ثلاثة أيام حتى أفقت. كانت الكسور كلها في رجلي اليسرى، وهي نفس الرجل التي أصبت فيها مرارًا وتكرارًا طوال طفولتي. كل العظام المكسورة كانت في الجزء العلوي من قدمي بسبب حصان أسقطني ثم داس عليها، وعندما سقطت على الجليد بشكل سيء لدرجة أنني هبطت على وجهي في الثلج بينما كان حذائي وطرف التزلج متجهين إلى أعلى بشكل مستقيم، بالإضافة إلى التواءات وتمزقات في الأربطة. لقد أمضيت أكثر من ثلاث سنوات ونصف من حياتي على عكازين. كنت أتساءل لماذا كل هذا. لقد أستطردت مرة أخرى. :)

لطالما تساءلت ما لو أن ما سيحدث بعد ذلك كان قد حدث بينما كنت في مكان آخر مختلف عاطفياً وعقلياً. ماذا لو لم أطلب تجربة محبة الله وكل ما هو مرتبط بمحبة الله. أتذكر وجود حضور مريح، أتذكر أنني لم أكن في جسدي. تمت مراجعة حياتي وتم الحكم عليّ بنفس الطريقة التي كنت أحكم بها على الآخرين. لكني لم أشعر بأي إدانة خارج أفكاري. بدا الأمر كما لو أن الحقيقة قد تم عرضها في كل حدث بعد مراجعته. تلك الأحداث والأشياء التي أحدثت فارقًا إيجابيا، كانت تصنع موجات تتعاظم وينتج عنها المزيد من الاستنارة والحب اللذين تم جمعهما معًا بطريقة ما ليصبحا ملكي إلى الأبد. تلك الأفعال والتصرفات والأفكار التي لم تحدث فارقًا إيجابيا تم التخلص منها تمامًا مثل فصل القمح عن القشر. لقد استغرق الأمر مني عدة سنوات كي أرجع إلى الأشخاص الذين آذيتهم وأقول لهم إنني آسفة، وفي بعض الحالات لم يعد ذلك ممكنًا. لم يكن هناك عار، لم تكن هناك إدانة، لكن كان هناك ندم. شعرت في وقت لاحق من التجربة بالحزن فقط، ليس بسبب ما فعلته واعتقدت أنه خطأ، لكني بسبب أنني لم أفعل المزيد من الخير. ثم عبرت بعد ذلك إلى النور.

لم أر أي شيء أو أي شخص باستثناء مراجعة أحداث حياتي. رغم أنني شعرت بوجود ما أعتقد أنه يسمى المُعزي، أو ربما كان مجرد ذلك الإحساس العميق بالتفهم والرحمة الذي حاوطني بلطف أثناء مراجعة أحداث حياتي. لم أرَ نفقًا إلا في مراجعة حياتي، والذي كان عبارة عن حركة عبر الزمن داخل أنفاق ذاكرتي. عندما انتهت المراجعة، علمت أن هناك شيئًا آخر قد حدث وقد قرأته من تجربة شخص آخر في الاقتراب من الموت، لكنه يتفلت مني الآن.

لم يكن النور كالنور الذي نراه بأعيننا. بل كان يشبه النور الذي تشعر به عندما تتجلى لك فكرة عبقرية، أو عندما تعلم أنك وصلت إلى الوضع المثالي الذي يجب أن يكون عليه الشيء، أو عندما تهتدي إلى الطريق الذي يقودك في الاتجاه الصحيح، ذلك المصباح الكهربائي الذي يومض فجأة في عقلك، لكن تم تضخيمه إلى مقياس لانهائي لأنه لا يوجد مقياس يستوعب ألمعية الحقيقة. لم يكن هناك شيء سوى الاستنارة، والمعرفة بمستقبل العصر وماضيه، معرفة بكل ما كان وكل ما سيكون. الكل في سلام، الكل كان كاملًا بشكل رائع. إنه يذكرني بـ "العجب" الذي شعرت به عندما كنت طفلة صغيرة في الصف الثالث أو الرابع عندما تعرفنا على فكرة "القيمة الصفرية". فقد رسمت المعلمة خط الأعداد ووضعت الصفر في المنتصف. جميع الأرقام الموجبة كانت على الجانب الأيمن (بالطبع ما نسميه الجانب الجيد) وجميع الأرقام السالبة كانت على الجانب الأيسر. ثم سألت الفصل ما هو الصفر من وجهة نظرنا، فرفعت يدي وقلت (أشعر بالاندهاش لكون تلك الذكرى لا تزال حية معي، ربما ظلت معي فقط حتى أتمكن من ربط كل هذه التفاصيل معًا، من يدري). قلت: "إن القيمة الصفرية أو الصفر هو عبارة عن وضع كل الأعداد الموجبة وكل الأعداد السالبة مجتمعة معًا في العدم المثالي". كيف عرفت ذلك في مثل هذه السن المبكرة؟ كيف أدركت ذلك، هل جئت إلى الحياة وأنا معي بالفعل شيئًا يلامس هذه الفكرة. العدم المثالي، حيث لا مادة، لا مشكلة، لا شيء، مجرد كمال، وحدة كاملة لا يوجد فيها شيء سوى الحقيقة. هذا ما كان عليه الحال. ليس هناك خير أو شر، هناك فقط "وجود". شعرت بالحب والراحة؛ لم يكن هناك ألم عاطفي ولا رفض ولا انفصال، ولا حتى قطرة في المحيط، بل كان المحيط ذاته. ورغم أني كنت على دراية بوجود نوع ما من الهوية الذاتية، لكن لم يكن هناك جسد، لم يكن هناك شيء يجعل أي فكرة منفصلة أو معزولة، أعتقد كان هناك ما يمكنك أن تسميه أن تكون عالمًا بالسجلات الأكاشية وأفكار حياتك بداخلها (السجلات الأكاشية عبارة عن مكتبة ضخمة هائلة توثق كافة الأحداث في حياة الشخص بل أحداث الكون كله، وتُعرف تلك السجلات أيضا باسم كتاب الحياة)، بل وأفكار كل شخص آخر كان موجودًا في أي وقت مضى - لكنني كنت ما زلت متمسكة بشيء منفصل، لا بد وأنني كنت كذلك.

غمرتني الدهشة والرهبة والسعادة.
غمرني الحب وأغدقتني القبلات.
الكل عرفني بكل ما فعلته وما سأفعله.
بيد أن الحب الكامل وجدني، فما الذي فاتني؟

فاض الحب ومنحني الراحة والدفء والسكينة.
كل شيء كان صحيحاً حد الكمال المعجز.
غابت الألوان، وتألق الوجود، بلا شك، بلا خجل،
لم أرد الرجوع، فمن يجرؤ أن يلومني؟

مر الوقت بسرعة بيد أنه لم يتحرك.
لم يكن ممكنًا ولا ضروريًا إثبات ذلك.
فأنا كنت من يتحرك، بينما ظلت الحقيقة راسخة.
الهدوء والقبول والوداعة، لم يعد ينقصني شيء.

عم السلام وغابت الأصوات، ومع ذلك كنت أسمع.
كان ذلك الحضور في كل مكان حولي، حضور بلا خوف.
في قلب قلبي كنت أعرف أنني هنا في الوطن.
كنت كاملاً معافِ كنت في مكاني الأصيل.
ومع ذلك، سألني شيء ما مرارًا وتكرارًا.

هل ترغبين في العودة، الرجوع، العودة إلى جسدك؟ هل تريدين أن تكوني على قيد الحياة كما نسميه. لم أرغب في العودة. كان الوضع آمنًا ومسالمًا للغاية، لم يكن هناك أي ألم، ومع ذلك فكرت في الألم العاطفي وليس الألم الجسدي. كان سلام الروح وليس الجسد هو ما دفعني للبقاء. لكن السؤال استمر ملحاً وكأنه شيء يغني بلطف، هل تريدين العودة، الرجوع؟ الغريب أننا نسميها العودة، وكأنها خطوة إلى الوراء. كان لدي خيار وخيار واضح، وكنت أعلم أنه كان لدي خيار قبل ولادتي كشارون، وسيظل أمامي خيارات إلى الأبد، فلطالما كان خياري ما إذا كنت على استعداد، هل سأذهب، هل سأبقى، هل سأختار تجربة الذهاب إلى الملعب، وكنت أعلم عواقب كل هذه الخيارات. أتذكر ذلك الصباح الشعور الغريب الذي كان ينتابني، وهو أن الأمر لم يكن صحيحاً تمامًا ولكن الإغراء باللعب مع الأطفال الكبار كان ساحقًا، فقد كنت أشعر بالغيرة من الاهتمام الذي أعطته أمي للطفلة الوليدة. رغم أن الطفلة لم تكن مصابة بالجدري، كنت أنا من أصبت به.

تشبثت الحقيقة بي عندما رأيت ذلك، كيف لم أساعد هذه الحقيقة الرائعة كثيرًا على التألق والظهور. فقد كانت موجودة باستمرار وبهدوء ليس بشكل متعمد، كانت ذلك الصوت الثابت الذي ظل يتساءل أو يعرض علي الخيارات. ثم أردت أن أنمو، وأن أنشر المزيد من النور، وأن أجعل الإيجابيات تتفوق على السلبيات لتقلب الميزان، إذا كان من الممكن قلبه، أردت مساعدة الآخرين - كنت أعلم أن أي منا لن يكون في سلام حتى نصبح جميعًا في سلام. كنت أعلم أن بوسعي أن أكون جزءًا من تحقيق ذلك. أردت أن أكون عونًا. إذا كانت لديك دراية بالتنجيم، فلدي برج الحوت في منتصف السماء. ويعد ذلك أمرًا مثاليا. لقد تساءلت هل يمكنني أن أكون أكثر قيمة في جسدي من الحالة التي كنت فيها. كنت أعرف على مستوى عميقً أنني أردت إحداث فرق إيجابي وأردت مساعدة الآخرين، وأردت مشاركتهم وإعلامهم بأنهم محبوبين بشكل لا يمكن قياسه. وأنه لا يوجد صواب ولا خطأ بل أن كل شيء يعمل معًا بشكل مثالي. فالعملية برمتها كانت مثالية تمامًا.

لم أكن أرغب في المغادرة، لقد شعرت بالأمان والرعاية والمحبة والهدوء، لكن بقدر هين من الضغط. كان ضغطًا ناعمًا ودافئًا وفاتنًا. ما زلت مندهشة من قلة الألوان، فالألوان تأتي من الانفصال ولم يكن هناك أي انفصال. وما زلت أفكر منذ ذلك الحين في أن الرغبة في أن تكون فريدًا هي التي تجلب هذه التجربة. في ذلك الوقت الذي كانت تحدث فيه هذه التجربة، كانت أختاي معًا على بعد آلاف الأميال في باركر، كولورادو. شعرت كلتاهما بذلك الشعور القوي جدًا، وعرفا أن هناك شيئًا ما خطأ يحدث. ذهبا إلى منزل والدي وفي غضون ساعات، وعلمتا من والدتي أنني تعرضت لحادث.

عندما استطعت أن أرى، نظرت إلى الأسفل كنت في مكان عالي للغاية في الغلاف الجوي أنظر منه إلى الأسفل على قمم مجموعة من الجبال العالية. هل كانت هذه قمم جبال روكي حيث كانت أختاي، أم كانت قمم جبال سييرا حيث كان جسدي. لا أعرف، لكن رأيت تلك الدرجات اللونية، كانت الألوان رائعة حقًا، زاهية للغاية، لا تشبه أي شيء رأيته بعيني البشرية، لكن الأمر لم يدم طويلاً، أقصد رؤية الجبال، وشعرت بدفعة من الطاقة، وشعرت بهذا الانجذاب الأرضي في جسدي والذي كان يشبه مكنسة كهربائية ضخمة امتصتني داخلها، ثم شعرت بثقل وزني، وسمعت صوت يقول: "طقطق أصابع قدميها". في تلك اللحظة، اعتقدت أنني كنت فاقدة للوعي وأنني سأبقى فاقدة للوعي لبضعة أيام أخرى. كان الطبيب واقفاً عند طرف سريري في غرفة وحدة العناية المركزة، وسمعته وهو يقول: "إننا لن نعرف مدى تضرر الأعصاب حتى نتمكن من معرفة ما إذا كان بإمكانها هز أصابع قدميها أم لا". اهتزت أصابع قدمي ورأى كلاهما ذلك.

عندما استعدت وعيي، لم أستطع رؤية أي شيء سوى ذلك النور الساطع. استغرق الأمر ثلاثة أيام حتى فحصني طبيب العيون، وعندها كان بصري قد عاد إلى 20/10 رغم تضرر عيني اليسرى بشدة، وكان لا بد من إصلاح الجفن السفلي والعلوي لتثبيت العين في مكانها. لم تكن رؤيتي صحيحة في البداية، أتذكر مرور عدة أيام أخرى حتى بدأت التجربة في التلاشي، كنت أتعاطى العقاقير الشديدة لتسكين الألم. وكان لدي ثقب كبير في ساقي، وكسران مركبان حيث خرج العظم من الأنسجة، وركبة مكسورة، مع كسر في غطاء الركبة، وقطع في أحد الشرايين وكسر في الكاحل. لم أصب بالعدوى أبدًا رغم أن الأمر استغرق أربع ساعات ونصف لاستخراج الزجاج والأوساخ والطلاء المحتوي على الرصاص والحصى من ساقي. بل أنني لم أصب حتى بالحمى. وقد مكثت في المستشفى مدة سبعة أسابيع، وظللت في الجبيرة مدة ثمانية عشر شهرًا.

بعد تلك التجربة بأربع وعشرين عامًا، صليت الصلاة التي أعطتني هبة قرض الشعر. فقد طلبت من الله أن يمنحني الكلمات والطريقة المناسبة لإخبار أبنائي بتجربتي في الاقتراب من الموت.

أود أن أخبركم بالمزيد، لكن الوقت متأخر ولدي موعد مع ابنتي غدًا للاحتفال بعيد ميلادها الثاني والثلاثين. وأخيرًا أريد أنا أقول انني أؤمن بالمعجزات، وما نحن إلا معجزات.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: "١٥ يوليو ١٩٧٣ و ٢ مارس ١٩٧٧"

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم. حادث سيارة ثم الولادة. تعرضت لتجربتين مختلفتين في الاقتراب من الموت، واحدة بسبب حادث سيارة والأخرى أثناء حالة ولادة متعسرة. في التجربة الأولى، تعرضت رجلي اليسرى لكسر في خمسة أماكن مختلفة بسبب حادث سيارة / دراجة نارية. خرج الجزء الأوسط من قصبة رجلي خارج ساقي. كان أول شخص قابلته في الحادث شابًا يدرس ليصبح طبيباً. وهو الذي وضع عاصبة على ساقي وركب معي سيارة الإسعاف إلى المستشفى، لم أتذكر ذلك لأنني كنت فاقدة للوعي لثلاث أيام، وأغشى النور عيني عندما رجعت إلى وعييّ. لكن في تجربة الاقتراب من الموت الثانية والتي حدثت أثناء ولادة ابني. كانت المشيمة منزاحة مما يعني أن المشيمة كانت تحاول العبور من قناة الولادة أولاً. وقد استعانوا بالطلق الاصطناعي دون أن يدركوا أن الطفل في هذه الوضعية. كنت قد أخبرت الطبيب قبل عدة أشهر، أنني فقدت الكثير من الدماء، لكنه لم يصدقني حقًا، لذلك جعلهم يستعينون بالطلق الاصطناعي. وكان الطبيب المقيم الذي فحصني هو الذي اكتشف الأمر، لكن كان الأوان قد فات لإعادة الحبوب التي ابتلعتها. وقالوا أنني إذا دفعت الطفل فسيولد ميتًا. ثم رأيت النور، وعندئذ تذكرت كيف وصلت إلى المستشفى عندما تعرضت لحادث التصادم في المرة الأولى.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ محتوى رائع

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. عندما كنت في النور كنت أعرف كل ما حدث وكل ما سيحدث في أي يوم كان؛ لقد لمست كل ما سيكون بشكل مطلق.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت في النور كنت أعرف كل ما حدث وكل ما سيحدث في أي يوم كان؛ لقد لمست كل ما سيكون بشكل مطلق.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن هناك إحساس بالوقت بعد مراجعة أحداث حياتي.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كانت الجبال التي رأيتها زاهية، لم أكن أراها بعيون بشرية. كانت روحي ترى روح تلك الجبال، كانت الجبال حية مثلي تمامَا، لكنها تتحرك ببطء شديد، وتستمع وتفعل ما يُطلب منها فعله، وهو أن تبقى ساكنة وتعلم أنه الله. إن الجبال تفعل ذلك أفضل بكثير من البشر. وما زالت الصخور تتحدث معي حتى الآن.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. يمكنني أن أسمع عن طريق توارد خواطر.

هل بدا أنك كنت على دراية بالأمور التي كانت تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. من فضلك راجع ما ذكرته أعلاه. لقد جربت مراجعة أحداث حياتي عبر نفق ذكرياتي، لكنني لم أر نفقًا ماديًا ولا اختبرته.

هل واجهت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا. لقد تم التواصل معي وشعرت بوجودتلك الراحة عند استعراض حياتي أو مراجعتها.

هل رأيت، أو شعرت، بأنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت نوراً رائعًا. مصباح "الألمعية "الذي ظهر ولكن كان نوره مكبّرًا بما لا يمكن قياسه. نور الحق والحقيقة.

هل بدا لك أنك دخلت عالمًا آخر غامض؟ دخلت عالم روحاني أو غريب بشكل واضح

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ فرح لا يصدق

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني فرد منه

هل بدا لك فجأة انك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. من فضلك راجع ما ذكرته أعلاه. إذا كنت بحاجة إلى المزيد من التفاصيل فلا تتردد في الاتصال بي.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. لقد كُشف ليّ عن كل شيء سيحدث مطلقًا في نور الحقيقة.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظة / أصولية "لقد نشأت كاثوليكية لكني لم أذهب إلى الكنيسة منذ عودتي من إنجلترا وأنا في سن العاشرة. كنت غاضبة من الكنيسة. كنت أشعر قبل وقوع الحادث مباشرة وكأنني قادرة على أن أكون محبوبة، قادرة على الشعور بالحب لأول مرة منذ طلاق والديّ عندما كان عمري 13 عامًا، أي قبل الحادث بـ8 سنوات. كان هذا بسبب العديد من الأحداث التي جعلتني انفتح، وسمحت لي بالشعور بالحب، أفعال بسيطة جدًا فهمتها لاحقًا واكتشفت أنها مرتبطة بصدمات الطفولة المبكرة. صليت للمرة الأولى منذ سنوات سائلة الله أنه إذا كان ما شعرت به هو الحب، فأنني أريد أن أعرف محبة الله وكل يتصل بها. وفي غضون 10 دقائق جربت هذا الحب من خلال تجربة الاقتراب من الموت.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. ليس لدي أي شك في وجود حياة بعد الموت، ولا أي شك من وجود شيء بوسعه أن يفصلني عن محبة الله. لدي الآن إيمان عميق، وأصبحت أفهم الترابط بين كل ما هو موجود وكل ما سوف يوجد في أي وقت كان. وأدركت التأثير المضاعف لكل فعل وكيف أن كل ما يحدث مترابط لتكوين وحدة كاملة. أدركت كم نحن جميعا بحاجة إلى بعضنا البعض. ومدى أهمية أن تكون على قيد الحياة، وأهمية أن يكون لديك القدرة على التأثير في حياة الآخرين. نعم، أنا الآن أصلي كثيرًا وأسعى لفعل الخير، ولا أؤمن بالدين فهو لا يؤدي إلا إلى التفريق بيننا. لقد قرأت شيئًا كتبته امرأة حكيمة من الهند: "إن الدين يشبه البحث عن المحيط بالذهاب إلى النهر الذي يصب في المحيط. لماذا أذهب إلى النهر بحثًا عن المحيط بينما أعرف مكان المحيط؟".

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. أنا لست متدينة، أنا روحانية ولدي بعض القدرات النفسية الآن. ويعتبرني أصدقائي صوفية، ولدي العديد من الهبات الروحية التي تلقيتها نتيجة لتجربة الاقتراب من الموت. أستطيع أن أشعر بألم الآخرين وأن أرى كيف يتطور سلوكهم الحالي من خلال جروحهم. ولدي إيمان قوي بأبا (Abba كلمة آرامية تعني الآب، وقد استخدمها يسوع وبولس لمخاطبة الله) الذي أحب أن يخلقنا ويرعانا. أعتقد أيضًا أننا نساعد في إظهار واقعنا. لا يوجد وقت، فالوقت ما هو إلا وهم، أما نحن جميعًا فإننا واحد. لقد اكتشفت عدة طرق لتمرير أشكال مختلفة من الفن والشعر عبر روحين انتقلتا إلى العالم الآخر في العام الماضي.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم ليس لدي أي شك في وجود حياة بعد الموت، ولا أي شك من وجود شيء بوسعه أن يفصلني عن محبة الله. لدي الآن إيمان عميق، وأصبحت أفهم الترابط بين كل ما هو موجود وكل ما سوف يوجد في أي وقت كان. وأدركت التأثير المضاعف لكل فعل وكيف أن كل ما يحدث مترابط لتكوين وحدة كاملة. أدركت كم نحن جميعا بحاجة إلى بعضنا البعض. ومدى أهمية أن تكون على قيد الحياة، وأهمية أن يكون لديك القدرة على التأثير في حياة الآخرين. نعم، أنا الآن أصلي كثيرًا وأسعى لفعل الخير، ولا أؤمن بالدين فهو لا يؤدي إلا إلى التفريق بيننا. لقد قرأت شيئًا كتبته امرأة حكيمة من الهند: "إن الدين يشبه البحث عن المحيط بالذهاب إلى النهر الذي يصب في المحيط. لماذا أذهب إلى النهر بحثًا عن المحيط بينما أعرف مكان المحيط؟".

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. كل شيء موجود هنا، تمامًا كما كان سابقًا، الحقيقة والنور، إن السؤال هو هل يمكننا أبعاد أفكارنا وتصوراتنا التي تحجمنا عن الطريق حتى يمكننا الاستفادة منها. لقد فعلت ذلك في بعض الأحيان.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. كان التعبير عنها صعبًا حتى سألت الله أن يلهمني الكلمات والطريقة المناسبة التي أخبر بها أولادي عن تجربتي في الاقتراب من الموت عام 1997، بعد أربع وعشرين عامًا من حدوثها، وبعد ذلك وبأعجوبة منحني الله موهبة قرض الشعر، والآن أصبحت أقرض أجمل الأشعار عن الكثير من الأشياء، ومن بينها أشعار عن تجربة الاقتراب من الموت. لا يزال الأمر صعبًا، لكن كلما ابتعدت أنا / ابتعدت شخصيتي عن الطريق كلما أصبح الأمر أسهل. لقد سمح لي مؤخرًا بمساعدة شخصين على التواصل مع أولئك الذين لم يعودوا حاضرين جسديًا بسبب انتقالهم إلى ما نسميه ثقافيًا عالم الموت. لم أكن أعرف أنني أستطيع القيام بذلك، لكنني كنت مدفوعة بشدة للقيام بذلك، وسمحت لهما بالتحدث من خلالي. لا اسمح كثيرًا بالتحدث من خلالي، لكن أتحدث من خلال الشعر لأحكي عما قيل لي أو أُبلغ به الشخص الآخر. لقد جعلني التأكيد الذي حصلت عليه من هذه التجارب أدرك كم أنا أكثر تواصلًا من الآخرين الذين لم يمروا بهذه التجربة. لقد استغرق الأمر ما يقرب من تسع سنوات منذ الوقت الذي بدأت أقرض فيه الشعر حتى أتعافى بما يكفي للقيام بذلك. كانت تلك التجارب مذهلة بالنسبة لي وبالنسبة للشخص المتلقي للرسالة. لقد كان تأكيدًا حقيقيًا بالنسبة لي أنني لا زلت احتفظ بروابط بذلك العالم الذي لا يمكننا رؤيته بأعيننا، لكننا نشعر به بأرواحنا. لقد مررت بالفعل بتجربتين في الاقتراب من الموت.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. بعد أربع وعشرين عامًا من الحادث، كنت في مكان غريب عاطفياً للغاية مرة ثانية. وكانت هناك العديد من الأحداث المتزامنة التي أدت إلى ذلك. لكن ما حدث في النهاية هو أن مشاعري انفتحت تجاه الخير وكنت في حالة امتنان عميق. سألني ابني عن الله ويسوع، وأمكنني أن أساعده في سؤال الله وليس يسوع. صليت مرة أخرى صلاة خاشعة من أعماق قلبي بكل جوارحي وقلت: "يا رب، أعطني الكلمات والطريقة المناسبة لإخبار أولادي بتجربتي في الاقتراب من الموت". كنت أعلم أنني منحت هبة، كما علمت أن تلك الهبة ستكون قرض الشعر. كانت تشبه نفس الهبة التي أمتلكها الملك داود وهي نظم المزامير. كما قيل لي أيضًا أنني سأكون مثل يوحنا المعمدان. أنا لست شخصية متدينة، لذا بدا هذا الأمر غريبًا بالنسبة لي أنني أحصل على هبة أدركت أنها تتعلق بإله العهد القديم، لكن لا يوجد سوى أبا واحد، هو الله الذي أحب أن يخلقنا ويرعانا. فلم لا.

ذهبت لاحقًا إلى كامب تشيسترفيلد بسبب مجموعة أخرى قوية من الأحداث المتزامنة، ولم أكن أعلم أنني ذاهبة إلى هناك، بل لم أسمع مطلقًا عن ذلك المكان. لقد أدركت أن هذه هي المرة الأولى التي سمحت فيها لشخص متوفى بالتحدث من خلالي، لقد نسيت هذه التجربة. لكن على أي حال، وأثناء خدمة يوم الأحد في المخيم، كانوا يتدربون على الروحانيات – ثم وصلتني ما لا يقل عن أربع رسائل. إحداها، والتي أذهلتني ولم يطلبها أحد آخر، كانت قوية للغاية لدرجة أشعرتني بالغرور الشديد للمطالبة بها، بسبب ما تعنيه، لكنني كنت أعرف أنها كانت لي. وكان صموئيل النبي الذي مسح الملك داود فخورًا بي. لقد قبلت الهدية في مواجهة أسوأ مخاوفي. لقد نجحت في الاختبار تمامًا مثل الاختبار الذي واجهه إبراهيم مع إسحاق، فقد وضعت ثقتي في المسار الذي وضعه الله أمامي رغم الخوف، أكبر مخاوفي الذي استولى على قلبي بنفس السرعة التي علمت بها أنني تلقيت هذه الهبة، كما لو أنها كانت تنتظر في الخفاء لمثل هذه اللحظة. أكبر مخاوفي كان أنني لن أكون سعيدة في الزواج أبدًا. كانت الرسالة من الخوف تلوح في الأفق، قاتمة ومخيفة أنني إذا قبلت الهبة، فإنني لن أعرف أبدًا رغبة هذا القلب. لكني لم أتردد في قبول الهبة والسلام والنور. شعرت بالرهبة عندما بدأت في قرض الشعر. لم أقرأ سوى القليل من القصائد في حياتي ولم أكتب سوى القليل منها في المدرسة الثانوية وتناثر الشعر مني. في بعض الأحيان يكون الشعر سخيفًا، وأحيانًا يكون روحانيّا، وأحيانًا أخرى يكون متناغمًا ومبهجًا. كنت خارج العمل لمدة تسعة أشهر، لم أستطع العمل. كنت أعالج وأقوم بالكثير من العمل الداخلي. لقد أنعم الله عليّ براتب كامل طوال الوقت، وخضت العديد من التجارب الرائعة. قيل لي أيضًا أن هذا يرجع إلى ذهني السريع، كانت هناك أيضًا موهبة تعدد الألسن، ولكني تمكنت من ترجمتها.

تم تأكيد هذا في اليوم الذي تم دفعت فيه للذهاب إلى كنيسة خدمة الله، ورغم أنني لا أذهب عادةً إلى تلك الكنيسة ولا إلى أي كنيسة أخرى، فقد ذهبت في ذلك اليوم وعندما تحدث أحدهم بألسن غريبة لم يطالب أحد بالرسالة لبعض الوقت. إلا أنني فهمتها عن طريق توارد خواطر، لكني لم أتحدث لأنني فكرت كيف يمكنني تفسير هذا، لا بد وأن أكون مخطئة، ثم قام أحدهم وقدم التفسير، وكان هو نفس التفسير الذي وصلني.

لقد مررت بالعديد من التجارب الروحانية منذ ذلك الحين وما زلت لدي تلك الهبة. نعم أنا أعاني قليلاً من كيفية استخدامها بحكمة، ولكني اسمح لها بالظهور عندما تكون هناك حاجة إليها للمساعدة على الشفاء.

والآن تم توجيهي نحو الريكي Reiki (نوع من الطب البديل للشفاء عن طريق الطاقة) وهي ليست هبة أخرى لكنها شيء نمتلكه جميعًا، إلا أنها تتكشف تمامًا مثل مهارة رسم الجداريات بألوان الزيت. ورغم أنني لم أتدرب أبدًا، فقد قمت بنحت وتنسيق الحدائق بشكل رائع، رغم افتقاري لمهارات البستنة الحقيقية، كما عرفت طهي الخبراء الراقي دون تدريب، يبدو الأمر كما لو أنني ارتويت من بئر لا نهاية له من العطايا. هل كان بعضها موجودًا لدي من قبل دون أن أعرف؟ ربما، لكن تجربة تكريم طبيعتي الحقيقية، وأنني ابنة الحقيقة والنور، وأن كل تلك البشائر أعطتني الشجاعة لمواجهة مشاكل الحياة الصعبة. أعتقد أيضًا أنها أثارت داخلي القدرة على التسامح. فأنا لست حاقدة على المرأة التي لم ترانا يوم الحادث وصدمتنا. فقد كانت تفعل أفضل ما في وسعها. بل أن الله يحبها لأنه سمح لي بتجربة ما جربته. ما زلت أعاني ألمًا شديدًا في كاحلي بسبب الإصابة القديمة، إلا أن الإيمان والشجاعة لمعرفة أن كل ما أحتاجه سوف يتم توفيره لي جعلني أتقدم خطوة واحدة للأمام في كل مرة وأنا ممتنة لكل خطوة أمكنني القيام بها - حتى لو قطعت هذه الخطوة في يوم من الأيام داخل قلبي فقط.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي هو فكرة أن لدي الخيار، ومن خلال اختياراتي يمكنني إحداث الفرق، وأنه حتى لو اخترت المسار الذي لا يؤدي إلى ما نسميه نتائج جيدة، فسيكون دائمًا كل شيء على ما يرام، لأن في النهاية يكون الخلل في العملية وليس في الوجهة، لأنه لا توجد وجهة فنحن بالفعل هناك. يكفي تذكر أننا متصلون، أننا واحد، أن ما أفعله بك يؤثر على الجميع بمن فيهم أنا. لقد ألهمتني رؤية الجبال بألوانها الرائعة الأرجوانية والزرقاء والحمراء الغنية والعميقة بالعمل على تنسيق وتجميل الأشجار، وممارسة الرسم، وغيرها من الأشياء الكثيرة. إن الراحة التي شعرت بها أثناء مراجعة الحياة وعدم وجود حكم إدانة، كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي شعرت فيها بالحب، وبأنني استحق المحبة، وبأنني قادرة على الحصول على الحب.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. كانت المرة الأولى التي حكيت فيها عن التجربة في المستشفى، لكن ليس مع أول اثنين أو ثلاثة من الموظفين الدين الذين جاءوا لرؤيتي. كان مع ذلك الخادم المسيحي الذي تحدثت معه عن النور وحكيت له ما حدث. وقد شجعني على تدوين التجربة، لكني لم أفعل. كم اتمنى لو كنت فعلت ذلك. كان هناك الكثير من الأشياء التي حدثت ولم اتذكرها إلا عندما قرأت تجارب الآخرين في الاقتراب من الموت، وأدركت أنها قد حدثت معي أيضًا. كان ذلك الخادم رجلًا روحانيًا جدًا. كما كان منفتحًا للغاية ولم تكن لديه مشكلة في تصديقي. أعتقد أنه شعر أن تجربتي كانت تأكيد لمعتقداته.

الآخرين الذين شاركت الشعر معهم دائمًا ما يكونون في حالة من الرهبة؛ فالشعر يأتي أسرع من قدرتي على كتابته أو النطق به، وعادة ما يقول الشعر ما يحتاج الشخص إلى سماعه. لا يزال يذهلني في بعض الأحيان مدى عمقه وصدقه عندما أبتعد عن الطريق وأسمح لما هو أكبر مني بالظهور. يشعر الناس بالألم، وتطفو على السطح مشاعرهم العميقة بالطبع فهم فضوليون. لا أعتقد أنني تحدثت أبدًا إلى أي شخص يشعر بالتشكك مما أقوله. لأني لا أتحدث إلى أولئك الذين أعرف أنهم ليسوا منفتحين، ويمكنني الشعور ومعرفة إذا لم يكونوا منفتحين، ولا يمكنني منحهم موهبة الشعر عندما يحدث ذلك، وأحيانًا عندما أفعل ذلك إذا كانوا متصلين حقًا بأنفسهم، فأنني أشعر بالتواضع أنني كنت من حمل لهم الرسالة. كان ربط الناس برسالة من الجانب الآخر مخيفًا بعض الشيء. في المرة الأولى وجلت وكذلك وجل الآخرون عندما وصلت الرسالة، لم أتوقف عن الرعشة حتى شعرت أن ذلك الحضور بدأ يخفت، وكذلك فعل الآخرون الحاضرون. بعد ذلك، اندهشت الأم التي كانت متشككة هل كان هو ابنها حقًا، ولم يحدث ذلك حتى توقفت بشكل مؤقت وأبعدت ذهني عن ما يحدث. وقالت ان الرسالة التي عرفتها كانت منه وانه في جنازته، وهو شاب قتل بشكل عنيف ومفاجئ في العراق، اهتز مصباح تيفاني الموجود في نهاية نعشه، وكان ذلك جليًا للكثيرين الذين حضروا الجنازة. لقد اختبرت هذا الرجل مرة أخرى، وهذه المرة كنت مع امرأة صديقة كانت قد بدأت تدرك للتو قدراتها النفسية الخاصة، والغريب أن العديد من الأشخاص بدأت تظهر لديهم هذه الهبات بعد أن عرفوني وسمعوا تجربتي، وأصبح لديهم إدراك عميق بموهبتهم. على أي حال، كنا في غرفة هذا الشاب. وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي كنت فيها موجودة في منزل والدته. كان حضوره قويًا للغاية. كنت أشك في أنني كنت سأدخل الغرفة لو لم تستدعيني جين. جلست للتو وتحدثت مع روبرت وحكيت عن تجربتي في الاقتراب من الموت، فشعرنا بتحول روحه ووصولها إلى مكان أفضل، أقل قلقًا، وأقل تشبثًا بعالمنا هنا. كما صادف أن كانت والدته رسامة، وكانت لديها لوحة أرادت أن تشرحها للآخرين، فسألتها إذا كان بإمكاني رؤيتها وإعطائها انطباعي عنها أولاً، فوافقت. أنا متشككة بشأن تناسخ الأراوح، إلا أنه في الرسالة التي جاءت لروبرت وما رأيته في اللوحة، كان كل شيء يتحدث عن تناسخ الأرواح. كانت اللوحة ذات خلفية بيضاء صارخة مع أغصان رمادية لشجرة بها طيور سوداء تجلس في الشجرة، وعرفت أن هذه الطيور كانت أرواح أولئك الذين ينتظرون دخول الجسد مرة أخرى. أنا مندهشة مما تعلمته من خلال الشعر ومن خلال الهبات الروحانية. تلك الأشياء التي لم أكن أعرفها أو التي لم أستطع على الأقل تذكرها. ربما كانت بقايا من تجربة الاقتراب من الموت.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ غير مؤكد. لا أتذكر أنني تحدثت عن تجربة الاقتراب من الموت أو قرأت عنها من قبل، لكن ربما سمعت أن آخرين قد مروا بها. لكن لم يكن لدي أي رأي بخصوص تجارب الاقتراب من الموت، ولم أفكر فيها مطلقًا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد

في أي وقت من حياتك، هل أعاد أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. عندما وضعت ابني، لم يكن بخير. شعرت بعد ذلك أنني سحبته من الجانب الآخر، وشعرت بوجود النور، وعندئذ تذكرت كيف وصلنا إلى المستشفى، كان الأمر يتعلق بالتخلي عن السيطرة، لكن لا يمكنني تكرار ذلك الآن. فقد رأيت النور وشعرت بالسلام، لكن بلا مراجعة لأحداث الحياة.