تجربة سيباستيان ب، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في المرة الأولى كنت مستلقيًا على سريري جاهزًا للنوم وعندها شعرت بألم شديد بدا في القلب (الصدر). ثم بدأت أرتفع باتجاه الزاوية اليسرى للغرفة أمام سريري. كان يحيط بي ضوء غير مبهر، تزداد كثافته في الزاوية العليا. كنت أرى زاوية ذلك اللون فقط، لم أكن أنظر إلى الخلف أو أي مكان آخر في الغرفة. كنت أشعر أنني بحالة جيدة جدًّا وبالسلام والأمان والراحة، من ماذا؟ لا أدري. وشعرت برفاهية واضحة كما لو كنت أعرف هذه الحالة بالفعل وأنه من الجيد تجربتها مرة أخرى. بدت حركة جسدي بطيئة وكنت أستمتع بهذه الرفاهية. لم أر أي كائن ولكني لم أشعر بالوحدة رغم عدم وجود حضور معين. وفي مرحلة ما فهمت أنني سأغادر ولن أعود. لم أكن حزينًا أو قلقًا. كنت أرى الأمر طبيعيًّا. لكن فجأة سمعت بوضوح صوت والدتي التي كانت في سريرها مع والدي. وعلى الرغم من وجودهما في الغرفة المجاورة، كنت أسمعهما كما لو كانا قريبين مني - في العادة لا يمكنني سماعهما من غرفة نومي. وسرعان ما بدأت صور والدتي تخطر ببالي وقلبي وشعرت بقوة حبي لها وكذلك حنانها وحبها لي. ثم استيقظت أتعرق وجلست في سريري ولم أعد أسمع تلك الأصوات. وأثناء النوم مرة أخرى، فكرت على الفور في أنه لا ينبغي أن أتحدث عن هذه التجربة وأنها ربما كانت حلمًا.

وفي المرة الثانية، كنت في الحادية والعشرين من عمري وقد حدث ذلك خلال حفلة نهاية الأسبوع؛ لم أكن قد أكلت شيئًا ولم أنم كثيرًا. أغمي عليَّ أمام أصدقائي (ستة أو سبعة أشخاص) بينما كنت أستعد للذهاب إلى والديَّ. أتذكر أنني فهمت على الفور مكان وجودي وماذا كان يحدث وإلى أين كنت ذاهبًا. هذه المرة كنت سعيدًا وعلى استعداد للمغادرة. دفعت بسرعة عالية في نفق مخلوق من ضوء عظيم. وكما في المرة الأولى كان الشعور والإضاءة متماثلين. لكن هذه المرة، أثناء السفر في النفق، اختلطت مشاعر السلام والرفاهية بالحزن على حقيقة أنه من الصعب جدًّا العيش في تلك الحالة على الأرض، في مجتمعاتنا. وعلى الرغم من أن الكثير من الناس يتحدثون عنها، كنت أعرف مدى بساطتها وأننا هنا لتحقيقها وتقاسمها - بدا الأمر فوضويًّا في حياتنا. لذلك هذه المرة، بينما كنت لا أزال محاطًا بالسلام والرفاهية، كنت مصممًا على عدم العودة. كانت رحلتي مصحوبة بموسيقى منتشرة حولي. كنت أسمع هذه الموسيقى فقط، ولا أسمع بكاء وصياح أصدقائي.

خلال هذه الرحلة، لم أشعر بأي وجود بل كنت أشعر بطاقات تخلق طاقة مفيدة. وفجأة ظهر صوت صديق من بعيد وأصبح أكثر وضوحًا قال، "سوباستيان، ابق معنا، سوباستيان، ارجع!" في البداية، لم أكن أرغب في ذلك لأنني كنت أشعر بسعادة كبيرة وكنت أعرف أيضًا أن العودة تعني العودة إلى الحزن والمشقة المحيطة. لكن هذا الصوت، تلك الكلمات، استرجع صورًا لوالدتي ولأبي، صورًا لكل لحظات السلام والحب التي قضيتها مع أصدقائي وصديقتي وعائلتي والمدرسين وحتى الأشخاص الذين التقيتهم لفترة وجيزة. كانت المشاعر المتعلقة بتلك الصور قريبة، بل مطابقة، لتلك الحالة التي كنت فيها. وهكذا أصبح الصوت أعلى ومتواصلًا وأصبحت الرغبة في عدم التخلي عن هؤلاء الأشخاص وإنجاز شيء ما شديدة للغاية. ثم سحبت دون موافقتي إلى النفق في الاتجاه المعاكس بسرعة عالية جدًّا. وبما أنني كنت مستلقيًا، رفعت صدري لأعلى صارخًا وفتحت عيني، وأغمي علي مرة أخرى. كان أحد الأصدقاء جالسًا القرفصاء على جانبي يمسك بيدي ويتحدث معي وآخر يمسك برأسي وآخر يصفع وجهي وكانت امرأة تبكي وكان الآخرون جميعًا بلا صوت.

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ أقول نعم، إنها مزيج من التجارب الحسية الحادة ذات المشاعر القوية؛ يجد فيها كل من العقل والعاطفة توازنًا جديدًا واتحادًا. للأسف، لا يمكن للكلمات أن تنقل هذا الشعور، هذا التوازن الذي لا يترك انطباعًا عن الدهشة أو ما هو خارق للطبيعة، بل انطباعًا عن ماهية الطبيعة نفسها، ففي تلك اللحظة يبدو الأمر واضحًا وبسيطًا. وهذا ما يجعل من شرح التجربة أمرًا صعبًا، بالإضافة إلى أنه لا يوجد الكثير من المفاهيم المعبر عنها في الكلمات التي يمكن أن تصف تلك الحالة.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٩٨٩ و١٩٩٦.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ لا. في المرة الأولى كنت مستلقيًا في الفراش للنوم فشعرت بألم شديد في الصدر، وفي المرة الثانية أغمي علي أمام الأصدقاء.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كنت أدرك حقيقتنا وما يمكننا إدراكه وما قد تكون عليه الحياة وهو أمر واضح للغاية.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في التجربة الثانية، في بدايتها مباشرة.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. من الغريب أن ترى وتشعر (تشعر بالتأثر) على الفور وفي نفس الوقت.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. سمعت في المرة الأولى صوت أمي. وفي المرة الثانية سمعت موسيقى صافية ثم صوت صديقي فقط؛ ثم ذلك الشعور الذي لا يكون المرء فيه بحاجة إلى السماع حتى يفهم الرسالة.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. نفق من ضوء هائل تتكون جدرانه من ضباب أو سحب.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا. لكن لم أشعر بأني كنت وحدي.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. ضوء مصنوع من الألوان وغير مبهر.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السلام والحب غير المشروط والرفاهية والمشاركة والطبيعية.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. في المرة الثانية، رأيت اللحظات الممتعة التي قضيتها مع الناس خلال حياتي.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. في شكل شعور مسبق.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ/أصولي. في البداية، كنت كاثوليكيًّا معتدلًا تجذبني فلسفة قرن الأنوار (صانع ساعات عظيم)، وعلى ضوء هذا اخترت دراستي الجامعية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ غير مؤكَّد. لقد تطورت كما كانت تتطور من قبل دائمًا.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. اليوم لدي معرفة أعمق بالمسيحية: البروتستانتية والكاثوليكية والآرثوذكسية، أدرك أيضًا بعض مناهج الدين الإسلامي والجودي وكذلك الصوفية. لكن بالنسبة لي اليوم، الدين ليس سوى خطوة في طريق الحياة الآخرة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. لقد تطورت كما كانت تتطور من قبل دائمًا.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. أصل المصاعب وقدرة الجميع على أن يكونوا سعداء.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. إن علاقتي بالآخرين وبنفسي وبدائرة عائلتي في تقدم دائمًا؛ لا أستطيع أن أقول ما كان يمكن أن يحدث لو لم أكن قد مررت بهاتين التجربتين.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. الهواجس حول احتمالات التطور المختلفة فيما يتعلق بمجتمعاتنا وأفرادنا والاعتماد على اختياراتهم؛ لكن في شكل وضعية مستمرة. حيث تظل النتيجة كما هي، تختلف الطرائق والصعوبات المحتملة فقط - استنادًا على ازدياد الألم المرتبط بها أو انخفاضه.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. فقط بعد التجربة الثانية، لأناس مختلفين حسب حالتهم ومخاوفهم. أتت سيدة عجوز ذات مرة مباشرة للحديث عن تجربتي؛ ربما بعد عام من التجربة الثانية. فسرت لي ما مررت به وقالت إنه كان طبيعيًّا وأنني لم أكن الوحيد الذي مر بتجربة كهذه، ويجب أن أنجز ما عدت من أجله وأنه سيصبح أكثر وضوحًا بعد مرور بعض الوقت. لم أرها مرة أخرى؛ كنت وكيل عقارات في ذلك الوقت.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ غير مؤكَّد. ليس كثيرًا قبل التجربة الأولى. مجرد ذكرى لمحادثة مع والدي أثناء مأدبة غداء؛ كان يتحدث عن هذه الظاهرة التي تحدث للأشخاص المتورطين في حوادث السيارات.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ ربما كانت التجربة حقيقية. لم تكن التجربة حقيقية بالتأكيد. كانت التجربة الأولى أقرب إلى الحلم من أن تكون واقعًا.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم، خلال التدريب.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ من الممكن اكتساب هذه الحساسية والفهم في الحياة العادية. أنا أؤمن بذلك.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ سأفكر في الأمر وأشكركم على السماح لي بالتحدث عن تجربتي.