تجربة روجر م، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

نتيجة لفقدان الدم السريع، كان مقدار الوقت الذي بقيت فيه واعيًا بعد السقوط بضع دقائق فقط. لدي ذكريات واضحة جدًّا عن اللحظات التي سبقت انتقالي من هذا المستوى إلى المستوى الذي يليه. وبأعجوبة، عانيت من صدمة خفيفة في الرأس بسبب السقوط. أتذكر بوضوح أنني أصبت بالصدمة جراء تدفق الدم من الشرايين المقطوعة في ذراعي. أصبح الشعور بأن حياتي تنزلق بعيدًا أكثر وضوحًا فقد شعرت بالبرد الشديد ينتابني وأصبح تنفسي ضحلًا أكثر فأكثر. كان الناس في مكان الحادث يطلبون مني أن أبقى هادئًا وأفتح عيني.

الغريب، لا أتذكر أنني كنت أي شيء سوى الهدوء. لقد شعرت بخوف شديد من المجهول الذي كنت على وشك مواجهته، ومن احتمالية عدم رؤية زوجتي وأطفالي مرة أخرى لكن هذا الشعور تلاشى بسرعة. أتذكر أني أخذت أنفاسي الأخيرة ثم تغير طيف حياتي بالكامل على الفور. كل البرودة التي كنت أشعر بها بينما كنت مستلقيًا هناك أنزف حتى الموت استبدلت بأدفأ شعور عرفته على الإطلاق. ليس ذلك الدفء الناتج عن الحرارة المرتبطة بالجحيم بل كان دفئًا نابعًا من داخلي. لم أعد أشعر بالفزع أو الخوف أو أي عاطفة أخرى عشتها في العالم المادي. لا يمكنني وصف ذلك إلا بأنه إحساس بالسلام والرفاهية. إنه لأمر مدهش أن نشعر بتلك الضغوط التي نعاني منها كل يوم بمجرد أن نخلق في أجسادنا الفانية. وبمجرد أن ترفع هذه الضغوط تمامًا عن كاهلنا تكون أرواحنا قادرة على تجربة السلام والهدوء الحقيقيين.

وفي ذات الوقت الذي شعرت فيه بحدوث كل هذه التغييرات، عايشت وجودًا خاليًا من أعباء الجسد الأرضي. شعرت أن كل الحواس التي حلت محل البصر والسمع والشم وكأنها حاسة واحدة من الإدراك الشامل. لا توجد حاجة للتفاعل الجسدي لأن جميع مستويات التجربة لا تحس ولا تحكى ولكن ببساطة تكون معلومة. وظيفة البصر لم تكن موجودة بذات الآلية التي كنت أعرفها في جسدي. كل شيء كنت أحسبه موجودًا يمكن تجربته على أنه أسطع ضوء يمكن تخيله. أتذكر أنه كان أسطع من ضوء الشمس بمئة مرة لكن لم تكن تجربة النظر إليه مؤلمة. كان لدي شعور بأن الضوء مسؤول عن كل شيء كنت جزءًا منه منذ أن غادرت جسدي الأرضي. لا أعرف ما إذا كان بإمكاني وصف مصدر النور هذا بأنه الله أم عيسى أم أي كائن إلهي آخر. لقد كان أعمق بكثير من أن نصفه بمصطلحاتنا الأرضية أو مشاعرنا. كان لدي وعي بهذا "المصدر" الذي لا يحتاج على الإطلاق لأي وسيلة نقل أو اتصال. لقد أصبحت جزءًا من هذا "المصدر" إلى حد الوحدانية. ربما أصبحت جزءًا من هذا "المصدر".

أكثر ما أتذكره هو كم أصبحت بعيدًا عن الجسد المادي. عندما نعبِّر نحن البشر عن الأمل في لم شملنا يومًا ما مع الأصدقاء وأفراد العائلة الراحلين، لا توجد طريقة لوصف ذلك اللقاء حقًّا. ومع ذلك، لا يشبه لم الشمل ذاك ما يحدث هنا مع آبائنا وأبنائنا وأصدقائنا الأعزاء. يبدو الأمر كما لو أن أرواحنا جزء من ذرة انقسمت بكل القوة المدمرة للكون ثم فجأة عادت كل تلك الأرواح المشتتة لتشكل ذرة واحدة مرة أخرى. احتوت هذه الذرة بطريقة ما على كل تجربة فكرية أو شعورية أو خيالية. لا شيء على الإطلاق حثني على الذهاب إلى النور أو حاول إقناعي بالمجيء أو الذهاب. إن أرواحنا تعرف تمامًا المكان الذي تنتمي إليه. وبذات السرعة التي حدث بها هذا التحول وهذا الجمال فقد انتهى.

وقع حادثي يوم الجمعة ٤ أبريل ٢٠٠٣. واستعدت وعيي يوم الاثنين ٧ أبريل. ومنذ ذلك اليوم شعرت بفراغ لا يسعني إلا افتراض أنه نتيجة طبيعية للكشف عن مستوى تتحرر فيه أرواحنا حقًّا من قسوة هذا الوجود الفاني. بعيد عودتي من الموت بكيت عندما عانقت عائلتي ووالديَّ وأولادي وزوجتي وأصدقائي الأعزاء. لم أبك لأنني افتقدتهم بل لأن كل ما مررت به بدا وكأنه لم يدم سوى دقائق. لقد بكيت لأنني كنت أعلم تمامًا أن وعيًا جميلًا سيتشكل بعد هذه الحياة، وبغض النظر عن شكل تجربتنا في هذا الجسد الأرضي فإن أرواحنا ستظل موجودة بطريقة لا توفيها الأفكار والكلمات البشرية حقها ببساطة.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٤ أبريل ٢٠٠٣.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. حادث خطير (سقوط من ارتفاع حوالي خمسة عشر قدمًا) انتهى بكسور عديدة في العظام وتمزق كامل في جميع الشرايين الرئيسة في ذراعي الأيمن. بعد أن اصطدمت بالأرض بزاوية غريبة مررت عبر نافذة زجاجية. لقد كان فقدان الدم الهائل هو السبب الرئيس في موتي.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كان لدي إحساس بأنني جزء من النسيج الكامل لجميع أشكال الوجود في جميع مستوياته. يبدو الأمر كما لو أننا لا نلتقي بخالقنا فحسب إذا جاز التعبير بل نحن الخالق نفسه أو جزء منه.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ شعرت أن وعيي كان في أوجِه بعد أن فقدت الوعي مباشرة. لا يوجد أي خطأ على الإطلاق في الانتقال من هذا الستوى إلى ذاك الذي يليه.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. ببساطة لا يوجد مفهوم للمكان أو الزمان. إنهما ببساطة غير موجودين.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. لم يكن هناك أي شيء يمكن رؤيته. كل شيء يمثل تجربة في وعي الوجود الشامل.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. الوعي والوعي والوعي! كل الحواس تعمل في شكل حاسة واحدة.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. شعرت بكل شكل من أشكال الوجود من أي وقت مضى. لم تكن هناك حاجة للتواصل بما أننا أصبحنا جزءًا من بعضنا البعض.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. غطى الضوء ذلك المستوى الوجودي بأكمله. كان هذا الضوء "مصدر" وجودنا. لم يظهر هذا الضوء بالطريقة التي نرى بها شمسنا أو مصابيحنا أو أي ضوء أرضي آخر. كان هذا الضوء هو محدث كل ما قد حدث على الإطلاق.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الدفء والأمان والانتماء واللامبالاة والتحرر والسكينة والعافية. لم يكن هناك شعور بالسعادة أو الحزن، كانت هذه التجربة تتجاوز ذلك بكثير.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. كنت على دراية بكل شيء مررت به على الإطلاق.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. إن ذلك الشعور أو التفكير بالغموض الذي ابتلي به العقل البشري لم يعد ذا صلة. لم يعد لدي فضول حول من وماذا وأين وكيف لوجودي أو مكاني أن يكون في المخطط الكبير للأشياء.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. لم أكن أنتمي لأي نظام عقائدي محدد وقت وقوع الحادث.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. ما زلت غير متأكد من ديانتي.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. أنا موجود في هذه الحياة والجسد فقط لمعرفة ما ينتظرني. تلك الأشياء التي تجعل الطبيعة البشرية تبدو فردية وحصرية تتلاشى كما لو لم تكن موجودة على الإطلاق. انطباعي أننا موجودون فقط في هذه الأشكال الأرضية حتى نتمكن حقًّا من تجربة "جنة" ولادة أرواحنا من جديد مثل دفء وسلمية كل ما وجد، وما هو موجود، وما سيظل موجودًا على الإطلاق.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. صرت قادرًا على الشعور بالعلاقات التي تربطني بالآخرين بطرائق لم أعهدها من قبل. أشعر بالمحبة والتفهم للجميع مدركًا أننا جميعًا نحيا ببعضنا البعض. يتنفس الوجود بشكل جماعي خارج حدود هذه الحياة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. كانت التجربة شعورًا أكثر من كونها حدثًا. كان هناك الكثير من الأشياء في ذلك الوقت، ومن الصعب جدًّا التمييز بين الأجزاء المادية والعاطفية للتجربة.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. أنا مدرك تمامًا لوجود الأرواح التي تحيط بنا في وجودنا الأرضي.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ تلك العملية برمتها غيرت كياني.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أخبرت الجميع في البداية من الأصدقاء إلى العائلة لكن سرعان ما احتفظت بالتجربة لنفسي بدلاً من محاولة إقناع المتشككين. ومرة أخرى لا توجد كلمات أو أوصاف بشرية تعبِّر عن هذه التجربة. ولكم أن تتخيلوا بعد كل هذا السرد الذي كتبته اليوم إليكم، أشعر وكأنني لم أخبركم بشيء.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم. ولكن في كثير من الأحيان كنت كما المتشككين. كنت لا أزال أعتقد أن أشخاصًا اختلقوا عمدًا هذا النوع من التجارب. ومهما كانت الدواعي لا توجد طريقة لاختلاق هذه الأحداث بشكل مقنع.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ إذا كنت قد كتبت هذا الاستبيان يدويًّا بالدم على ورق ملطخ بالدموع، سأظل عاجزًا عن التعبير عن هذه التجربة بقلبي الأرضي.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ ليس لدي شيء يمكنني التفكير فيه.