تجربة ريتشارد ه‍، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كان ذلك في أغسطس ١٩٦٨ في فيتنام على نهر دانانج؛ كنت أسافر عبر النهر عائدًا من مهمة بالخارج في الأدغال. ضرب مسار إي إم الذي كنت أركب عليه بقنبلة كبيرة غير منفجرة تزن خمسمئة رطلًا كانت مفخخة من قبل فيت كونغ. استعدت وعيي بعد حوالي أسبوع. هذه القصة عن ذلك الأسبوع الذي كنت فيه فاقدًا للوعي. منذ أن تم تفجيري حتى الوقت الذي استعدت فيه وعيي، أوضح لي الأطباء أنني توفيت سريريًّا في فترتين مختلفتين. في المرة الأولى توفيت لمدة ٢١ دقيقة وفي المرة الثانية لمدة ٢٤ دقيقة. وهذا هو ما أتذكره من تلك القصة.

كنت جالسًا على قمة مسار إي إم والشيء التالي الذي أتذكره هو أن روحي كانت تنفصل عن جسدي. وأثناء عملية الموت كنت أسمع الأطباء يعلنون وفاتي. ومن ثم كنت أرى جسدي -الذي لا حياة فيه- ملقى تحتي محاطًا بالأطباء والممرضات الذين يحاولون إنقاذي. كان هذا المشهد صادمًا للغاية، فلأول مرة أنظر إلى نفسي من خارج جسدي. في هذه المرحلة بدأت أدرك أن كل قدراتي على الرؤية والسمع والتفكير وما إلى ذلك، مستمرة في العمل ولكنها الآن مستقلة تمامًا عن جسدي ولحمي. عندما وجدت نفسي أطفو فوق الأشخاص في الغرفة حاولت غريزيًّا أن أشعرهم بوجودي من خلال اللمس أو التحدث، ولكن لم يسمعني أحد أو يلاحظني. وفي الوقت نفسه كنت أشعر بالحيرة من مشاعر الراحة والسلام وحتى السعادة. لم يعد هناك ذلك الجزء من "كياني" الذي يعاني ويشكو دائمًا من شيء ما. وبعد أن جربت تلك الراحة، لم ترغب الروح في العودة إلى جسدي المحطم والممزق.

استمر هذا لفترة قصيرة حتى رأيت ضوءًا ساطعًا، وبعد فترة وجيزة كنت في مكان شديد السطوع. شعرت أن أولئك الذين أحبوني انضموا إلي، وأخبرني صوت حاد أنني بحاجة إلى تغيير الطريقة التي أتعامل بها مع حياتي. ليست لدي الكلمات الدقيقة التي قيل بها هذا لأنني لا أتذكر ما إذا تم استخدام اللغة أم لا. لكن تولد الشعور بالمعرفة في روحي. لم يكن لوقت هذه التجربة أي نتيجة، حيث كان الشعور العام كما لو أن الوقت لم يعد موجودًا.

كانت الرحلة الثانية إلى النور أكثر إفادة من الأولى. كان غرضها أكبر. هذه الرحلة غيرت جوهر وجودي. فمن كائن لعين عازم على التدمير إلى كائن مبدع ومسالم يساعد غير القادرين. خلال تلك التجربة الثانية من الموت وصلت إلى ذلك المستوى الذي وصل إليه الكثيرون. كثير من الناس يسمونه مستوى المعرفة الكلية حيث تعرف فجأة كل الأشياء وكل ألغاز الحياة تحل أمامك وتفهم كل شيء والحكمة من الأشياء.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: أغسطس ١٩٦٨.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم. انفجار لغم أرضي. كسرت معظم عظام جسدي.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. بدت الأمور طبيعية وسلمية.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما دخلت النور في المرة الثانية. كنت أظن أنني سأبقى فيه.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. يبدو أن الوقت لم يكن في الصورة على الإطلاق. كان الطريق إلى النور فضاءً مغايرًا.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. سطوع أكثر حدة، كان إدراك العمق سيئًا.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. لم يكن هناك صوت ولكن شعور بـ(معرفة) خارقة، وهذا الجانب هو ما يصعب شرحه.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. أقلعت طافيًا -بسرعة عالية- من النظر إلى نفسي في الأسفل إلى الضوء (ضوء ساطع) عبر تطويق مظلم.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. شعرت بوجود شخصين أحباني. أحدهما كبير والآخر أصغر.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان الأمر أشبه بالوقوف في غرفة بها الكثير من أضواء الهالوجين التي تضيء فوقي بألف واط.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الصفاء والحب والسلام والهدوء.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ سعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. أميل إلى الاقتراب من الأحداث الكبرى؛ ٩١١، تورنادو، جبل سانت هيلينز، بيناتوبو. تقريبًا كما لو أنني أرسلت لمراقبتها أو لمساعدة الناجين.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. لقد أفسد الإنسان رسالة الله بمحاولة اكتساب السلطة باسمه. إن الله ذكي بما يكفي ليعطي أناسًا مختلفين ديانات مختلفة لغرض ما. لماذا يطلب من شخص يهودي ألا يأكل لحم الخنزير في حين لا يطلب ذلك من شخص صيني؟ تختلف الديانات باختلاف المجتمعات.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. لا أؤمن بشيء.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لقد أفسد الإنسان رسالة الله بمحاولة اكتساب السلطة باسمه. إن الله ذكي بما يكفي ليعطي أناسًا مختلفين ديانات مختلفة لغرض ما. لماذا يطلب من شخص يهودي ألا يأكل لحم الخنزير في حين لا يطلب ذلك من شخص صيني؟ تختلف الديانات باختلاف المجتمعات.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. من الأمور التي أثارت إعجابي مسألة اختلاف الأديان. شعرت أنني حصلت على معرفة في هذا الصدد بسبب عدم رضائي عن تسلط تلك الأديان. لقد خلق الدين لتعليم البشر القوانين الأساسية للطبيعة أو الله. وبما أن الله هو الكائن الأذكى؛ فقد كان يدرك أن البشر في المجتمعات المختلفة يحتاجون إلى كتيبات إرشادية مختلفة (إذا جاز التعبير). بمعنى آخر - الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، العبرية، الإسلامية، الصينية، إلخ. علم الله أنك لا تستطيع أن تشرح ليهودي باللغة الصينية لماذا لا يأكل لحم الخنزير. شعرت أن الصراع بين الجماعات الدينية كان مقيتًا للغاية، وأن الإنسان كان يستخدم الدين لمكاسبه الشخصية في السلطة. يبدو أن احتكار السلطة الهائلة في أيدي قلة كان واحدة من القضايا الرئيسة في تنويري. كان هذا ما صادفني عندما كنت في الضوء.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. صرت أكثر تسامحًا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. حصلت على المعرفة دون كلمات أو لغة. تحولت من آلة للقتل إلى داع إلى السلام. حدث تغيير كلي لذاتي الداخلية.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. لسنوات، كنت أخبر أطفالي بأشياء غيبية.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لقد غيرت روحي ...

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. مرت عدة سنوات قبل أن أشاركها مع أي شخص. ثم قلة مختارة فقط، معظمهم أطفالي.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.