تجربة كوينا المحتملة في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

أنا أم عزباء لطفلين، أكبرهما من ذوي الاحتياجات الخاصة والآخر طفل صغير. لا عائلة لي ولا أصدقاء لدي إلاّ واحد أو اثنين. كنت أعاني مأخرا من ألم في الظهر منعني من الحركة بحرية. بعد مرور ثمانية أشهر من الألم الحاد والمزمن وشلل جزئي، وافقت على عملية استأصال القرص (إزالة كلية أو جزئية للقرص الغضروفي بين الفقرات) وقد قيل لي إنها عملية بسيطة قاموا بإجرائها مرات عدة، لهذا لم أتوقع ما حصل. كان من المفترض أن أبقى في المشفى لليلة واحدة فقط. أخبروني أن العملية كانت ناجحة. لم أكن مدركة لما كان يجري، لغاية أن سمعت الأطباء والممرضين؛ حينها أدركت أن هناك خطب ما. لم أشعر بالانزعاج ولا بالألم عرفت حينها أني لم أعد أتتفس. بدأوا بالضغط على صدري والصراخ علي لأتنفس. لا أدري كيف سمعت ذلك لأني لم أكن أسمع حقا حينها. شعرت بكيس التنفس على وجهي ولكن لم أشعر بالهواء يمر عبر رئتي. كان الأمر كما لو أنني عرفت ما كان يحصل غير أنني لم أعشه.

شعرت أنني خارج جسدي. كنت في غاية السعادة والرضى والدفء. أتذكر أنني قاومت محاولات إنقاذهم لي. سمعتهم يطلبون مني التنفس ولكني لم أرغب في ذلك. كنت جد سعيدة ومرتاحة كما لم أكن من قبل. لم أشعر مطلقا بالخوف مع أني، في السابق، كنت أخشى الموت وأتجنب التفكير فيه. لم أرى أية أضواء كما لم ألتقي بأي شخص ميت أعرفه من قبل. ثم سمعت الممرضة تقول أنني كنت في غيبوبة لأكثر من عشر دقائق، دهشت لسماع ذلك لأني حينها فقدت إحساسي بالوقت. أتذكر أيضا أنني لطالما ظننت أن عدم التمكن من التنفس سيكون مؤلما ولك، ياللعحب، أنا لم أرد النفس!

سمعتهم أيضا يطلبون أدوية وما شاكلها كما سمعت إحدى الممرضات تستدعي طبيب التخدير. سمعته يقول شيء مثل إنها استغرقت بعض الوقت لتستيقظ فردت عليه الممرضة قائلة: لا، هي لا تتنفس. علمت بأنهم يندفعون حولي، وقد استطعت رؤيتهم يهرعون حول سريري؛ ولكن ليس بأم عيني. كنت أحس من دون لمس وأسمع من دون أذناي. في مرحلة ما حاولت نزع القناع لأنني لم أرد التنفس.

فقدت الوعي واستعدته مرارا عدة كما توقفت عن التنفس أكثر من مرة فقد شعرت بالممرضة تترجاني لأتنفس. حتى أتذكر ممرضة أصيبت بالذعر لأنني لم أكن أتنفس.

كما سمعت أخرى تطمئنها بالقول أن مؤشر الأكسجين جيد وأنني توقفت عن التنفس لدقيقة فقط لأعرف ما علي فعله كما جاءت أخرى لتأخذ مكانها وطلبت منها أخذ راحة قصيرة. بعدها لم أرى إلّا الظلام وعدت إلى جسدي مجددا لأنني استفقت وعيني مفتوحتين لأرى ممرضة غيرها لأنها لم تكن تلك التي رأيتها عندما كانوا يحاولون إنعاشي. طلبت حضورها واندهشت رئيسة الممرضات لمعرفتي بما حصل لأنه يبدوا أنني كنت في غيبوبة لحوالي ثلاث دقائق، هذا ولم أخبرها عن باقي الأمور. بقيت هادئة وسعيدة طوال التجربة والآن أنا أبحث عن ذاتي وأكافح في حياتي. لم أعد الشخص ذاته ولا أعرف كيف أتجاوز هذا. لطالما كنت مكافحة وشجاعة في السابق؛ لكن أثناء التجربة صارعت للموت لا للنجاة وهذا ما لن أسامح نفسي عليه.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 17 يوليه (تموز) 2006

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في أثناء تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ موت سريري غير مؤكد مرتبط بجراحة. توقفت عن التنفس مباشرة بعد انتهاء العملية لعشر دقائق في المرة الأولى ثم لفترات أقصر في المرات التالية.

كيف تنظر لتجربتك؟ كانت رائعة

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الاحساس بجسدي

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد .

في مرحلة من التجربة كنت في أشد وعيك وانتباهك؟ أظن عندما كنت ميتة. كانوا يضغطون على صدري ويترجونني لأتنفس بينما أنا كنت أقاومهم لأموت.

هل تسارعت أفكارك؟ جدا

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدى أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت توقف أو فقد كل المعنى. من الصعب شرح ذلك؛ كأنه لم يكن هناك وقت وكان المكان مظلما ودافئ ورائعا حقا.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق

كيف كانت رؤيتك أثناء التجربة مقارنة بما قبلها؟ كانت جد حادة في بعض المرات مع أنّ عيني لم تكن مفتوحتان

كيف كان سمعك أثناء التجربة مقارنة بسمعك اليومي مباشرة قبل وقت التجربة؟ كنت أسمع ما يجري ولكن ليس بأذني لقد كان إحساسا. أدركت كل ما كان يحصل

هل كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا

هل قابلت أو كنت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا

هل رأيت، أو شعرت، بأنك محاط بضوء مشرق؟ نعم، وكان من الواضح أنه ضوء من أصل غامض أو من عالم آخر

هل رأيت أيّ نور سماوي؟ لست متأكّد

هل شعرت أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ النشوة والسعادة والفرح، لا ألم؛ والانزعاج من عدم مغادرة الأطباء الغرفة.

هل شعرت بالبهجة؟ بهجة شديدة

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ أجل، شعرت بأني متحد مع الكون

هل شعرت فجأة أنك تفهمين كل شيء؟ نعم، كل شيء عن الكون

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ نعم، فقد مرّ ماضيّ أمامي دون إرادتي

هل رأيت مشاهد من المستقبل؟ أجل، مشاهد من المستقبل

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا

الله، الروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ كنت معتدلة دينيا

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ لست متأكّدة بعد، فأنا في صراع مرير مع هذا الأمر

ما هو دينك الآن؟ لبرالية

هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لست واثقة من هذا

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل

في ما يتعلق بحياتنا الدنيوية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل عرفت ما هو هدفك أو أي شيء عنه؟ نعم، علمت أن كل شيء بخير وما إلى ذلك

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ حاولت أن أتصرف على طبيعتي لكنني شعرت أني متصنعة، ولهذا لم أعد أركض خلف أي أحد بعد الآن

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة؟ نعم، لقد كانت تجربة عاطفية وحدسية للغاية

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو خاصة اكتسبتها بعد التجربة؟ لست متأكدة تماما، وكأنني أعلم بالأشياء. أنا لا أتقصد ذلك، مع أن هذا كان يحصل لي سابقا إلّا إنه أكثر من المعتاد. كما أنني أكثر وعيا لأنني أستطيع أن أحس بوقوع أمر ما. متأسفة فأنا غير قادرة على شرح هذا. أتذكر إحدى المرات عندما أحسست أن ابني ليس بخير فاتصلت وكان قد وقع فعلا

هل هناك أي مرحلة أو مراحل من تجربتك ذات مغزى خاص أو أهمية خاصة لك؟ أشعر بذنب شديد وأبكي كلما تذكرته. لم أفكر بأولادي ولا بأي شيء آخر. أردت أن أبقى في الحالة التي كنت فيها ولم أقاتل.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ تحدثت عنها لمرة أو مرتين لكن من استمعوا لي قالوا بأنها تجربة جيدة تجعلني أؤمن بالله أكثر وما إلى ذلك؛ لكنها لم تكن كذلك بالنسية لي لهذا توقفت عن الحديث عنها. لم تكن تجربة إيجابية لي مع أني أحاول رأيتها هكذا

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم، مررت بتجربة قبل هذه ولكنها كانت مغايرة تماما لهذه ولم يكن لها أي تأثير علي. لقد كنت في حولي الستة عشر من العمر حدث فيها أيضا انفصالي عن جسدي

بعد مرور فترة قصيرة من الواقعة، كيف رأيتها، هل كانت واقعية لك؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد

وكيف ترينها الآن؟ لقد وقعت بالفعل وأنا لم أعد الشخص ذاته لقد تغيرت، ولم أعد أعرف من أكون. أحاول بجهد الرجوع إلى حياتي السابقة

هل مررت بنفس التجربة مجددا أو أي جزء منها؟ لا

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته؟ أتمنى لو لم أمر بهذه التجربة. أريد أن أكون على طبيعتي وأن أكون سعيدة مجددا. أريد أن أكون أما...