تجربة فيليب ر في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت أقضي إجازتي مع والديَّ في منزل عم أمي وخالتي في طولون. كنا في فصل الصيف وكان الجميع في الداخل. بينما ظللت أنا في الخارج لأسبح في حوض السباحة. كنت في العادة أسبح بالعوامة لأنني لا أعرف كيف أسبح إلا إذا بقيت على تلك المدرجات التي تسمح لي بالوقوف في الماء. وهكذا نزلت إلى آخر درجة من تلك المدرجات لأغوص في أعمق مستوى تسمح لي تلك المدرجات به. ولسوء حظي، انزلقت ووجدت نفسي على الفور مدفوعًا إلى قاع حوض السباحة. قادني المنحدر إلى منتصف حوض السباحة.

أتذكر أنني لم أكن خائفًا. كنت جالسًا في الأسفل أنظر إلى سطح الماء. وأراقب أشعة الشمس المتراقصة مع حركة الأمواج. لم أشعر بأي خوف، ولا أتذكر حتى محاولتي السباحة أو الصعود. ومع ذلك، لم أكن أعرف كيفية السباحة ولا ما يجب فعله.

بدأت أشعر بالبرد الشديد وأغمضت عيني. ثم وجدت نفسي خارج حوض السباحة. كنت أحلق فوقه على ارتفاع عدة أمتار، وأرى جسدي في قاع حوض السباحة. ومن الغريب أنني لم أشعر بأي شيء عند رؤيتي لهذا المنظر، لا ذعر ولا خوف بل مجرد قبول لما كان يحدث وفقدان للاهتمام بغلافي الجسدي. لم يعد هذا الغلاف مهمًّا حقًّا بعد كل شيء.

وبعد ذلك، استدرت بطريقة ما لكن هذه الكلمة ليست دقيقة لأنه في الواقع لم تكن لدي أي هيئة. ما يمكنني قوله هو أنني لم أعد أرى حوض السباحة. لقد كنت منغمسًا في لون أبيض (وهذا هو التعبير الوحيد الذي وجدته لوصف هذه المرحلة عندما رويت هذه التجربة، وفي رأيي هذا التعبير هو الأكثر دقة). كان كل شيء أبيض. كنت أستحم في هذا البياض. لقد توقف الوقت، ووجدت نفسي في حالة من الصفاء التام. كنت حيث يجب أن أكون، أشعر بالهدوء الشديد وبحالة من الكمال والاكتفاء التام. يبدو أن هذه الحالة كانت مستمرة إلى أبد الدهر إذا جاز لي أن أقول ذلك، لأن الزمن ببساطة لم يكن موجودًا.

وسرعان ما تحول هذا اللون الأبيض إلى الأحمر البرتقالي، وكنت أستحم في غروب الشمس. ومع ذلك، استمر هذا لفترة وجيزة فقط لأنني شعرت فجأة بالعودة إلى جسدي، وأنا لا أزال في قاع حوض السباحة.

سمعت ضجيجًا قويًّا ورأيت شكلًا يغوص نحوي. لقد رُفعت من الإبطين. أتذكر تمامًا رؤية ذلك الشخص الذي غطس واخترق سطح الماء ولكن اللحظة التي تلت ذلك كانت مشوشة حيث كان الجميع يتحركون ويتحدثون في وقت واحد. لم أكن بحاجة إلى عملية إنعاش ولا أي شيء من هذا القبيل، لقد بصقت ببساطة الماء الذي ابتلعته.

وفي الواقع -ولحسن حظي- خرج ابن عم والدتي من المنزل لإحضار شيء ما. وحقيقة أنه كان يراني في قاع الحوض لم تكن مفاجأة بالنسبة له: فقد تربى في منزل به حوض سباحة، لذلك كان يعرف كيفية السباحة وكان يعتقد بطبيعة الحال أنني أستطيع السباحة. عاد داخلًا إلى المنزل وقال فقط: "فيليب، أصبح الآن قادرًا على السباحة وهو تحت سطح الماء". وبالتأكيد ذُعر والداي وقالا إنني لم أتعلم السباحة بعد. فركض ابن عم والدتي إلى الخارج وغطس لإنقاذي. وحتى ذلك الحين كنت لا أزال منغمسًا في ذلك البياض.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٩٨٢.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ نعم. الغرق. لقد انزلقت إلى قاع حوض السباحة وكدت أغرق.

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ رائع.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. بينما كنت في ذلك البياض.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بينما كنت في ذلك البياض.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كما ذكرت من قبل، لم يكن الوقت موجودًا، ولا توجد أي مساحة داخل ذلك البياض، ولا شكل ولا بُعد.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. عندما كنت أطفو فوق حوض السباحة لم يكن لدي شكل. كان بإمكاني رؤية العالم أجمع، حتى لو كنت في البداية مركِّزًا على جسدي تحت الماء. أما في تلك المنطقة البيضاء فلا يوجد أي شيء يمكن رؤيته. لا أشكال ولا مسافات، لا شيء سوى البياض.

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. ليس لدي أي ذكرى عن صوت من هذه الحادثة.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد أُكِّدت الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ غير مؤكَّد. إذا كان ذلك البياض الذي انغمست فيه يعد نورًا، فستكون الإجابة نعم. ولكن لم يكن لدي شعور بأنه نور مادي، حتى لو افترضت أنه يمكن تسميته بالنور.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السكينة والهدوء والشعور بالرفاهية والسعادة.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. تعلمت لأول مرة أن هذه الحياة المادية ليست كل شيء. وهذا سقف مهم يشعر به معظم الناس عادة. وبالنسبة لي تلاشى هذا السقف عندما كنت طفلاً. بعض الناس يؤمنون بالله والحياة الآخرة، أو بشيء يأتي بعد الموت. علمت بعد ذلك بوجود شيء ما بعد هذه الحياة الأرضية. لقد شككت في كل من (الله أبونا، والملائكة، والجنة أو الجحيم، إلخ) لأنني لم أر أيًّا من هذه الأشياء. وعندما أرسلتني والدتي في العام التالي أو العامين التاليين لتلقي العلم الشرعي، انتقدت الكثير مما كنا نتعلمه. ولم يكن الشخص المسؤول عن هذا العلم الشرعي معجبًا بي كثيرًا بسبب سلوكي وتوقفت عن الذهاب (إما لأنه لم يعد مرغوبًا بي بعد الآن، أو لأنني أنا من لم يرغب في الذهاب، لا أستطيع التذكر). وحتى لو لم أمت، فقد تعلمت ألا أخاف من الموت، ولا أتمنى حتى حدوثه. وعلى العكس من ذلك، أصبحت واعيًا بقيمة الحياة ومدى أهمية أن أعيشها حتى نهايتها. وبسبب ذلك كله، بدأت منذ ذلك الحين أسأل نفسي أسئلة كثيرة تتعلق بالكون وخلقه وما إلى ذلك. لقد بدأت التحقيق من أجل الحصول على إجابات لأسئلة لم تكن لدي من قبل. إن تحقيقي الروحاني هذا -منذ أن كنت في السادسة من عمري- كله مستمد من هذه التجربة.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ غير مؤكَّد. أعتقد أن المرور عبر ذلك اللون الأحمر البرتقالي، عند غروب الشمس، كان سيقودني إلى الخطوة التالية. لقد دخلت جسدي مرة أخرى بعد لمحة قصيرة منه، لذلك ربما كان حدًّا لم أتمكن من تجاوزه لأنني لم أمت حقًّا.

الله والروحانية والدين:

ما دينك قبل تجربتك؟ معتدل. من الصعب أن أقول أين كنت في ذلك الوقت؛ أنا أنتمي إلى عائلة كاثوليكية غير ملتزمة، ولكن في ذلك السن كنت قد سمعت بالفعل عن إله الخير وعن الجنة وما إلى ذلك... وأفترض أنني كنت أومن بهذه المعتقدات بشكل أو بآخر دون طرح الكثير من الأسئلة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. لقد تركت الدين الكاثوليكي جانبًا منذ طفولتي لأنني لم أشعر بحضور من نوع ما، ولم أر ملائكة ولا جنة وما إلى ذلك. فكل ما طُلب مني الإيمان به اتضح لي أنه محض أوهام وأكاذيب. لفترة طويلة، كنت أظن أنني ملحد ولكن ليس إلحادًا كاملًا لأنني كنت أعلم بوجود شيء ما (ولكنه شيء مختلف عما تخبرنا به التقاليد). ومنذ أربع سنوات، اتجهت إلى البوذية لأنني كنت أمارس اليوغا والتأمل والاسترخاء من أجل التغلب على شلل النوم؛ وفي هذه الأثناء، اكتشفت حقائق مذهلة في بعض الكتب البوذية توافق تجربتي.

ما دينك الآن؟ معتدل. اتجهت هذه الأيام نحو البوذية التبتية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لقد تركت الدين الكاثوليكي جانبًا منذ طفولتي لأنني لم أشعر بحضور من نوع ما، ولم أر ملائكة ولا جنة وما إلى ذلك. فكل ما طُلب مني الإيمان به اتضح لي أنه محض أوهام وأكاذيب. لفترة طويلة، كنت أظن أنني ملحد ولكن ليس إلحادًا كاملًا لأنني كنت أعلم بوجود شيء ما (ولكنه شيء مختلف عما تخبرنا به التقاليد). ومنذ أربع سنوات، اتجهت إلى البوذية لأنني كنت أمارس اليوغا والتأمل والاسترخاء من أجل التغلب على شلل النوم؛ وفي هذه الأثناء، اكتشفت حقائق مذهلة في بعض الكتب البوذية توافق تجربتي.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. لقد تمكنت من فهم كل شيء: الكون، وسبب وجود الإنسان، وما إلى ذلك - نوع من المعرفة المطلقة.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ غير مؤكَّد. نعم ولا، ما هو صعب للغاية هو أن تكون قادرًا على معالجة الكثير من البيانات في وقت واحد، تبدو حكايتي طويلة جدًّا مع أن التجربة في الواقع لم تدم طويلاً.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. لقد التقيت عدة مرات بأرواح وأشباح أو أيًّا كان الاسم الذي تطلقونه عليها. فقد مررت بتجارب عفوية في الخروج من الجسد (بعض الناس يتحدثون عن "الرحلات النجمية") منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري تقريبًا. وعندما كنت مراهقًا، لم أتمكن حقًّا من السيطرة على هذه الظاهرة. في المرة الأولى التي حدثت فيها، اندهشت وسرعان ما عدت إلى جسدي. وخلال هذه المرحلة من العودة إلى الجسد، كنت مشلولًا. وفشلت في كل تجارب الخروج من الجسد التي تلت تلك التجربة الأولى، إذ ينتهى بي الأمر بشلل النوم. أما اليوم فقد تعلمت كيفية التغلب على هذا الشلل وكيفية السيطرة على تلك المخاوف والهلاوس التي قد تؤدي إليه، وهذا ما مكنني من تحقيق ثلاث تجارب ناجحة في الخروج من الجسد.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ عندما كنت في ذلك البياض لأنني كنت أشعر بالصفاء التام.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. ولكن فقط على الإنترنت مع أولئك الأشخاص المهتمين بهذه الأمور. أنا أتردد في الحديث عن هذا الموضوع مع الأشخاص الذين أعرفهم، وأخشى أن يحكم عليَّ بأنني صوفي أو مصاب بالفصام أو شيء من هذا القبيل. إن الناس يخافون مما لا يفهمونه. كان رد فعل من تواصلت معهم عبر الإنترنت جيدًا للغاية؛ معظمهم منفتحون ومهتمون، وبعضهم مر بمواقف مماثلة. ولست أدري ما إذا كان لقصتي تأثير عليهم أم لا، نحن بحاجة إلى سؤالهم عن هذا الأمر.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ غير مؤكَّد. لا دواء ولا مخدرات (لم أتعاط أي نوع من المخدرات قط، ولم أدخن قط). ولكن كما قلت، أصبحت قادرًا على فصل وعيي عن جسدي بسهولة تامة.