بام ف. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
ذهبتُ للخضوع لعملية جراحية في أذني اليسرى. أعطوني مهدئًا قبل ساعتين من الجراحة، ولا أتذكر الكثير قبل دخولي فعليًا إلى غرفة العمليات. خضعتُ للتخدير، وتم تثبيت أنبوب الأكسجين. أعطاني الطبيب حقنة زيلاكايين (مخدر موضعي) ممزوجة بمادة أخرى للسيطرة على النزيف، وفي غضون ثلاثين ثانية إلى دقيقة واحدة، أُصبتُ بسكتة قلبية. استدعوا على الفور أخصائيين من تخصصات أخرى (أمراض القلب، والأعصاب، وغيرها)، ولحسن حظي، كانوا جميعًا حاضرين لإجراء العمليات الجراحية. خضعتُ للإنعاش القلبي الرئوي، وثماني إلى عشر صدمات كهربائية (أمامية وخلفية) لإنعاش القلب، وقيل لي إن الطبيب كان على وشك إجراء تدليكًا مباشرًا لقلبي المفتوح، لكنني عدتُ إلى الحياة قبل أن يفعل ذلك مباشرةً!
أثناء كل هذا، أتذكر في الغالب أنني كنتُ مجرد مشاهد، ليس من الأعلى، بل من مستوى الطاولة. أتذكر وجود أضواءً ساطعة، وأذرعًا وأيادي كثيرة تتحرك بسرعة فوقي، ومعظم ما أتذكره هو الوجوه، لكن ليس وجوهًا كاملة. وجوهٌ فقط من الأنف إلى الأعلى، وعيونٌ وتعابير قلقة. لا أتذكر أنني سمعت أي صوت، مجرد صمتٍ مطبق. بعد برهة، أتذكر أنني سحبت أنبوب الأكسجين وصرخت: "هواء!!".
الشيء التالي الذي أتذكره هو استيقاظي في غرفتي وأنا أشعر بإرهاق شديد واستنزاف كامل. لم أستطع تحريك شعرة من رأسي. سألت أختي إن كانت العملية قد انتهت، فوجدتها واقفة بجانبي وهي تبكي – ولم أفهم السبب. وعلى الفور، دخل الأطباء والممرضة وشرحوا لي ما حدث، وبالطبع لم تُجرَ العملية. قالوا إنني أُصِبت بسكتة قلبية، وأنهم بذلوا قصارى جهدهم لإعادتي إلى الحياة. قيل لي إنني كنت ميتة سريريًا لمدة ست دقائق ونصف!. عندما سحبت أنبوب الأكسجين وصرخت طلبًا للهواء، كان ذلك عندما عدتُ وأدركت أنني كنت أغرق داخليًا (وهذا ما يحدث عندما يموت الإنسان؛ حيث تبدأ جميع التجاويف الداخلية بالامتلاء بالسوائل). يبدو أنني شعرتُ أيضًا بتدفق الأدرينالين في تلك اللحظة وبدأتُ أقاوم (ليس مقاومة ولكن أعتقد أنني أصبت بالذعر وفكرتُ في أنني يجب أن أصعد إلى السطح لأتنفس!). تطلب الأمر تعاون جميع من كانوا في الغرفة لتثبيتي على الطاولة، لكنني أعتقد أنني سقطتُ من عليها في لحظة ما – لقد قيل لي هذا لكنني لا أتذكره. قيل لي أن مريضًا واحدًا فقط من بين 250 ألفًا حالة يعود بكامل قواه العقلية.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1976.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. التجربة مرتبطة بعملية جراحية. السكتة القلبية.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما رأيت تعابير القلق على الوجوه. لم أستطع أن أفهم لماذا بدا الجميع قلقين للغاية. لأنني لم أكن أشعر بأي ألم أو خوف، وكنت راضية تمامًا.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. شعرت أنني كنت غائبة لفترة طويلة جدًا، رغم أنها لم تمض سوى بضع ساعات.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، كل شيء مرّ أمامي بسرعة وسط نور ساطع – أذرع وأيادٍ، وتعبيرات القلق على الوجوه - بخلاف ذلك، لم أرى أي شيء سوى النور الساطع.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان هناك صمت مطبق بالنسبة لي – وأنا متأكدة من أن الناس كانوا يصرخون ويصدرون الأوامر وما إلى ذلك. بدا الأمر مهدئًا جدًا بالنسبة لي. لقد استمتعت فعلا بالصمت التام والمطلق.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟لا .
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟نعم كان النور ساطعًا، يكاد يكون متوهجًا.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لا أتذكر أي مشاعر غير الفضول لمعرفة سبب قلق الجميع عليّ.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بالسعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظة / أصولية. من طائفة البروتستانت.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ محافظة / أصولية. من طائفة البروتستانت.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. كان من الصعب التعبير عن تجربة غيّرت حياتي إلى هذا الحدّ لأشخاص لم يختبروا شيئًا مشابه لتجربتي ولو حتى قليلاً. الناس مهتمون للغاية، لكنهم لا يفهمون الأمر حقًا.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ نعم. عندما كان الجميع يضربون صدري ويصعقونني بصدمات كهربائية شدتها 7000-8000 ڤولت، لماذا لم أشعر بشيء سوى النشوة التامة والمطلقة؟.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بعد أيام قليلة من مغادرتي للمستشفى، أخبرتُ بعض الأصدقاء عن تجربتي، فاندهشوا وصدموا وشعروا بالفضول. أعتقد أنها جعلتهم يفكرون في موتهم، وكيف سيكون الاحتضار والموت بالنسبة لهم.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لم يحدث شيء غير ما حدث لي، والأشخاص المتشككون بحاجة إلى خوض هذه التجربة بأنفسهم – فمن المحتمل أن تجعلهم أشخاصًا ألطف!
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا أستطيع التفكير في أي أسئلة أخرى.