تجربة بادما، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

بينما كنت مستلقية على السرير، برفقة أطباء وممرضات يقدمون المساعدة في حالات الطوارئ، فجأة كنت على السقف أنظر إلى جسدي الملتوي والمشوه. رأيت الأطباء يقصون ملابسي على عجل. رأيتهم يشدُّون خصري. ورأيت مدى قوة شدهم. كانوا ينزلون قطعة غريبة مصنوعة من قضبان معدنية ثقيلة سميكة من خصري إلى أسفل جانبيَّ. وعلى مستوى قدمي رأيت سلاسل ثقيلة معلقة بواسطة كرتين معدنيتين كبيرتين. شعرت بتعاطف وحزن كبيرين من رؤية نفسي في هذا الموقف الرهيب.

والشيء التالي الذي عرفته، تم سحبي بقوة تشبه الإعصار أو العاصفة وكنت أحاول التمسك بالسقف بأظافر قدمي ويدي. تم جذبي نحو الحائط المواجه لي، وعندما اقتربت منه رأيت ذلك الضوء الأكثر جمالًا، أشبه بضوء الكون، في الواقع كان يتحرك مثل الكون. كان لديه حياة ومعرفة وشعرت وكأن والدًا محبًا كان يلوح لي. وعندما اقتربت منه، منحني شعورًا بالدفء والحب، وقد اقتربت منه عدة مرات لكنني عرفت بطريقة ما أنه إذا عبرت هذا الضوء فلن يكون هناك سبيل للعودة. لذلك على الرغم من أن الشعور كان جميلًا بشكل لا يوصف، كان لدي الكثير من الأشياء التي ينبغي لي إنجازها وقد جعلتني الرغبة في إنجاز تلك الأشياء أكافح من أجل العودة إلى الجسد ولم تكن هذه مهمة سهلة.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٢٠ فبراير ١٩٥٩.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. لقد تعرضت لسقوط من الطابق الثالث وسقطت مباشرة على الخرسانة تحتي. لقد عانيت من كسور متعددة وتمزق في النخاع الشوكي مما أدى إلى ورم دموي هائل. ونسبة لعدم وجود سيارات إسعاف في ذلك الوقت، تم نقلي بسيارة أجرة مما تسبب في مزيد من الضرر لإصاباتي. وبعد أن تم نقلي إلى قسم الطوارئ، تم إدخالي إلى قسم الجراحة العامة لكن المصعد لم يكن يعمل لذلك اضطروا إلى نقلي على نقالة بمساعدة ممرضَين مما تسبب مرة أخرى في مزيد من الضرر.

كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟ إيجابية.

هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكَّد. لا أدري ما الذي قدمه لي الأطباء أو الممرضات، حيث تم إدخالي بصفتي حالة طارئة في جناح الإصابات.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لا. لقد كانت حقيقية جدًّا.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت فاقدة الوعي تمامًا.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كنت أرى شيئًا بعيدًا عن جسدي، أعتقد أنه يمكنك القول إنه كان فضاءً مغايرًا. بقدر ما يتعلق الأمر بالوقت، يبدو أنه لم يكن موجودًا عندما اقتربت من النور، لكن ذاكرة التزاماتي الأرضية استمرت في إعادتي إلى زمن الأرض.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. لا.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. ذلك الضوء الذي ظهر يشبه الكون، متحرك، حي، محب، عطوف، مغري، تنبعث منه معرفة فائقة.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ كانت رؤية النور هي أروع تجربة مررت بها أو سأواجهها على الإطلاق. إن الكلمات التي تتبادر إلى الذهن هي الإحسان والحب والرحمة والقبول. هذه بعض المشاعر التي حصلت عليها من النور. بقدر ما يتعلق الأمر بالنور، رأيت أنه حي، يتحرك، ينبعث منه نوع من المعرفة الفائقة.

هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟ كل شيء عن الكون. كانت الرسالة التي تلقيتها هي أن أكون في خدمة زملائي من البشر، وبما أنني منحت كل ذلك الحب، فقد منحته لمشاركته مع الجميع، بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف، وتعلمت أيضًا عدم فقدان الأمل. علمتني التجربة أن الوجود على هذا الكوكب هو امتياز نادر ويجب على المرء أن يسعى للارتقاء فوق أي موقف سلبي والسعي لرؤية الخير حتى في هذا الموقف السلبي. علمتني أن لا شيء مستحيل. وأننا كائنات إلهية ويمكننا أن نحقق أي شيء نرغب فيه، بشرط أن نفعله بنوايا حسنة، كما علمتني أنه لا يوجد شيء جيد أو سيئ في الحقيقة؛ إن الأمر محض احتمال.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. الجدار، لكنه لم يقيدني. كنت أعلم أنني إذا اخترت تجاوز النور فلن يكون باستطاعتي العودة. كنت صغيرة جدًّا وبدأت الدراسة في كلية الحقوق. كان هذا الحادث بمثابة خيبة أمل لوالدي أكاديميًّا لمعظم حياتي، لأنني لم أتقدم لتلك الكلية بنفسي، كان هذا الحادث هو الدافع الصحيح لأثبت لوالدي أنني أستطيع إنهاء الكلية بألوان متطايرة. وهذا ما منعني من عبور الحدود.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك الآن؟ البوذية التبتية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أجد أنني أكثر استيعابًا لنظام معتقدات الآخرين، على الرغم من أنني قد لا أتفق مع توجهاتهم تمامًا. أجد الناس وجميع أشكال الحياة مهمين جدًّا بالنسبة لي. وأجد أن هذا العالم مكانًا سحريًّا به الكثير من الألغاز الجميلة وهذا ما يزيد من استمتاعي به. الفضول وإيجاد الأسرار اليومية.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: متزايدة.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ أشعر بالحزن لأن الجميع لا يستطيعون تجربة ما جربته؛ ليس الإصابة، ولكن تجربة الخروج من الجسد. لقد تركت لدي شعورًا كبيرًا من المحبة والرحمة والحاجة إلى عدم التخلي عن أي شخص. أحاول أن أفعل كل ما بوسعي في حدود مقدرتي لمساعدة الناس. يمكنني أن أضع نفسي في مكان الآخرين وأشعر بألمهم وأشعر بالحاجة إلى حمايتهم.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أنا لا أتخلى عن أي شخص، حتى أولئك الذين كانوا غير لطيفين معي. أشعر أن كل شخص يستحق أن تضع احتياجاتك جانبًا لتهتم به. كل شخص يرغب في الحب والملاطفة فيجب على المرء أن يبذل قصارى جهده للتأكد من عدم ترك أخيه دون مساعدة من أي نوع. لا يمكنني تجربة أفضل ما لدي ما لم أساعد شخصًا آخر في تحقيق أفضل ما لديه عندما يحتاجني. أنا أؤمن بالبوذية (التبتية). يتردد صداها مع مشاعري منذ الحادث الذي تعرضت له.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. في وقت وقوع هذه التجربة لم يكن الناس قد تحدثوا عن مثل هذه الأشياء، لذلك لم أطلع أي شخص عليها لسنوات عديدة خوفًا من السخرية. كانت تجربة رؤية الضوء رائعة ولكن كان من الصعب شرحها في ذلك الوقت. يمكنني الآن أن أقول شيئًا ما عنها شفهيًّا، لكن لن ينصف ذلك التجربة.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. لقد طورت القدرة على معرفة نوايا الناس بشكل مسبق وما سيفعلونه لتحقيق تلك النوايا. منذ ذلك الحين، مررت ببعض التجارب أثناء الأزمات، مثل حوادث الآخرين، ورؤية ضوء ذهبي يحيط بي. وفي أوقات الأزمات الأخرى، مثل الأزمات العاطفية، يبدو أنني أعرف الكلمات الدقيقة التي سينطق بها شخص ما وعادة ما أكون على حق. في إحدى المرات كنت أسمع صوتًا داويًا في رأسي لمدة شهر كامل وأرى ألوان قوس قزح حول كل شيء أنظر إليه. وبعد شهر واحد بدا أن هذا الأمر قد تلاشى. نشأت هذه التجربة بسبب الخوف على سلامة أطفالي. نعم، لقد أنجبت ثلاثة أطفال في سبعة وعشرين شهرًا، على الرغم من أن الأطباء أخبروني أنني لا أستطيع ذلك. توفي زوجي مبكرًا، وكان أطفالي صغارًا جدًّا ودخل في حياتنا عنصر خطير جدًّا. حدثت هذه التجربة بسبب حاجتي لحماية أطفالي. وفي وقت آخر، كنت أشاهد فيلمًا دينيًّا فرأيت مشهدًا يلقي فيه اللورد كريشنا الخطبة إلى أرجون في ساحة المعركة حول بهاجوات جيتا، وبكيت كثيرًا. عندما كنت أحاول النوم في تلك الليلة، امتلأت الغرفة بأكملها بضوء ذهبي ورأيت اللورد كريشنا واقفًا في غرفتي. كان لدي رفيقة سكن تعيش معي في ذلك الوقت وكانت مسلمة وليست معتادة على المعرفة الهندوسية. سألتها إذا رأت شيئًا وأجابت "نعم، كان هناك ضوء ذهبي في الغرفة". استمر ذلك خمس عشرة دقيقة.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل جزء كان الحب الذي عشته؛ كان أسوأ جزء هو الانفصال عن ذلك الحب بسبب الخيار الذي اتخذته.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. يعتقد الناس في مهنة الطب أن تجربتي كانت ناتجة عن إطلاق السيروتونين أو شيء مشابه. ويضحك الآخرون عليَّ بينما يستمع آخرون باهتمام ويقولون فقط "رائع". لا يهم. الشاهد هو أنه لمدة عشرين عامًا على الأقل لم أتحدث عنها خوفًا من السخرية، لكنني الآن لا أمانع في الحديث عنها، لأنني أعرف أن هناك أشخاصًا آخرين عاشوا هذه التجربة بدرجات متفاوتة. أجد أن الناس لا يتأثرون بتجربتي، لكن بطريقة ما يرونني شخصًا.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. لقد تعرضت لخمسة حوادث سيارات خطيرة وفي واحدة منها على الأقل مررت بتجربة مماثلة، ليست مطابقة تمامًا ولكنها مشابهة في محتواها غير الدنيوي. حيث قذفت من سيارتي وتلقيت ضربة قوية في رأسي. كنت فاقدة الوعي لبعض الوقت لكن عندما عدت؛ أدركت أنني كنت أنزف في دماغي. لم أستطع رفع رأسي لإخراج الدم من أنفي. كنت أطلب من الناس رفع رأسي لكن رجال الشرطة كانوا يدفعون -نحو الخلف- تلك الحشود التي تجمعت. وفجأة من حيث لا أدري، كان أحدهم يرفع رأسي ويترك الدم يخرج من أنفي. اختفت كل الأصوات وكان يحيط بي ضوء متوهج ذهبي اللون. لقد كانت تجربة غير دنيوية. وبمجرد أن تم وضع رأسي مرة أخرى، عادت كل الأصوات من جديد.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ إذا كان هناك أي طريقة لتقليل تكرار الاستبيان، فلن يضطر المرء إلى تشتيت انتباهه بتكرار الأسئلة. إنه أمر محبط، لأن هذه التجارب مشحونة عاطفيًّا وبمجرد أن يبدأ المرء في سرد ​​تجربته، تلتقط مشاعره الحماس أثناء السرد. إن تكرار الأسئلة يشبه توقف القطار أو إيقافه في مساره، مما يجبر المرء إما على التخلي عن الاستبيان أو الإحباط جراء العودة إلى نفس الإجابة. بخلاف ذلك فهو استبيان ممتاز.