تجربة نانسي إس في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لقد تعرضت لحادثة تصادم مباشر في أثناء عودتي إلى المنزل من العمل مدرِّسة في مدرسة ثانوية مساء الجمعة، الثالث عشر من اكتمال القمر قبل بدء عاصفة ثلجية كبرى. أرادت شابة حامل الانتحار، فقد كانت تقود سيارتها بسرعة عالية على الجانب الخطأ من الطريق السريع. لقد اصطدمت بسيارتي وجهًا لوجه. واشتعلت النيران في سيارتها لكنها نجت مصابة بكدمات في ركبتها ونجا طفلها أيضًا. من الواضح أنها كانت مرتاحة للغاية نتيجة لتعاطي المخدرات أو الكحول. ومن ناحية أخرى، كنت أقود بسرعة ستين ميلًا في الساعة وكنت أسمع نفسي أصرخ. تقلصت كل عضلات جسدي بينما كنت أحاول تفادي الاصطدام دون جدوى. كان الطريق مليئًا بالمركبات. لذا لا يوجد مجال للهروب.

كان كل شيء يتحرك ببطء في أثناء تحليق سيارتي في الهواء وهبوطها في أحد الحقول. أتذكر أنني مددت يدي الحرة لإطفاء المحرك، ثم انجرفت داخل وخارج الوعي بينما جاء رفاقي من سائقي السيارات وعمال الطوارئ لمساعدتي. استغرق الأمر أكثر من ساعة لإخراجي من سيارتي. كان رأسي متشققًا مثل البطيخة، وكان فكِّي يضرب حلقي وانتشر الدم في كل مكان. ولاحقًا سُجِّلت إصاباتي على النحو التالي: كسر في جميع الضلوع في أماكن متعددة، وكسر في عظام القدم اليسرى من الكاحل إلى الأسفل نتيجة لاصطدام أصابع قدمي بكعبي، وكسر في ركبتي اليمنى وفكي ومعصمي الأيمن. كما أصبت بكسور في الرقبة والعمود الفقري. كانت الإصابات الداخلية في المثانة والكلى، أصيب جسدي بأكمله بكدمات وأورام. لا أتذكر الكثير عن رحلة سيارة الإسعاف ولكن في غرفة الطوارئ توسلت إلى الحصول على شيء ما لعلاج الألم. فسمعت طبيبًا يقول إنه لا يمكن إعطائي أي شيء حتى تُشفى إصاباتي تمامًا ...

بدأت أهمهم، وعندها سمعت ممرضة تقول: "إننا نفقدها، لقد انخفض ضغط دمها إلى... إنها تموت". أتذكر أنني كنت أفكر: شخص ما يموت في هذه الغرفة - وتساءلت: "ترى من هو؟" أردت أن أرفع رأسي لأرى لكني لم أستطع. ثم توقف الألم فجأة وأتذكر أنني قلت: "الحمد لله، لقد أعطوني شيئًا ما". وببطء بدأت أطفو إلى الخلف بعيدًا عن الطاولة. كان بإمكاني رؤية الساعة الكبيرة على الحائط وجميع الأطباء والممرضات من حولي. كان هناك نشاط محموم. كانت كل تفاصيل غرفة الطوارئ واضحة تمامًا. لكنني لم أرها لأكثر من بضع ثوانٍ لأنني كنت أطفو إلى الخلف وكنت أتجه أيضًا بشكل قطري إلى الأعلى؛ اخترقت الجدار عبر تلك النقطة التي التقى فيها بالسقف. لم أجد نفسي في الخارج حيث البرد أو انتهى بي الأمر في طابق آخر من المستشفى بعد المرور عبر الجدار. بل طوقني نفق طفوت فيه بسرعة نحو الخلف. لكن لم يكن لدي أي إحساس بالحركة. كنت في وضع أفقي على ظهري.

وعند هذه النقطة يصبح من الصعب جدًّا وصف ما حدث، لأنني لا أجد كلمات مناسبة لوصف التجربة. لقد كنت أشعر بالهدوء ويغمرني شعور بالسلام المطلق والتام. رأيت ضوءًا يفوق الوصف. ضوءًا جميلًا جدًّا يبدو متناغمًا تمامًا مع الصوت وجميع المدخلات الحسية الأخرى التي تفوق الوصف أيضًا. لم يكن ضوءًا من هذا العالم. شعرت بالرضا والحب لكن شعوري هذا لم يكن منفصلًا عن الضوء أو الصوت أو الطفو. كنت أعيش كل ذلك في تجربة واحدة. ولهذا السبب أجد صعوبة في وصف ما كان يحدث. لم يكن هناك شيء منفصل عن الآخر. ثم سمعت أصواتًا مشجعة من خلف رأسي تقول بلطف ومحبة: هيا؛ لا بأس. ظننت أنها أصوات أجدادي المتوفين لكنها في الوقت نفسه بدت وكأنها أصوات من عالم آخر.

وبعد ذلك -وبدون سابق إنذار- ضُرِب جسدي على الطاولة في غرفة الطوارئ. كانت تلك الساعة الكبيرة المعلقة على الحائط تشير إلى مرور ساعة تقريبًا. كان الألم مبرحًا. وبفمي المهشم توسلت إليهم أن يعطوني المزيد من مسكنات الألم. وسمعت أحدهم يقول: "لم نعطيك أي شيء بعد ولا نستطيع فعل ذلك". كان استيقاظي هذا في اليوم التالي في غرفة العناية المركزة. رأيت بياضًا صارخًا وظننت أنني ميتة. ثم أدركت أنني كنت في السرير بجوار نافذة رأيت عبرها عاصفة ثلجية شديدة تضرب في الخارج. كنت أشعر بألم شديد ولم أستطع التحرك. دخل شخص ما إلى الغرفة ثم هرب. وسرعان ما امتلأت غرفتي بالأطباء والممرضات. قال أحدهم مبتسمًا: "أتعلمين أننا فقدناك في الليلة الماضية؟". ثم ظللت لعدة أيام أفقد الوعي وأعود إليه، وشعرت بقليل من نوبات الحزن لكن لم تحدث لي أي تجربة أخرى مع النفق. اكتُشِف أن الزجاج الأمامي قد مزق الجزء الداخلي من خدي بعد أن بدأت القطع تتساقط ببطء. لا أدري إن كان هذا قد حدث بعد يوم أو عدة أيام من الحادث. لم أرو هذا الحدث لأي شخص فقد ظننت أن الناس سيعتقدون أنني مجنونة.

وبعد عدة أشهر -في أثناء زيارة المتابعة مع أحد أطبائي- سألني الطبيب عما إذا كان أي شيء غير عادي قد حدث لي عندما كنت فاقدة للوعي في غرفة الطوارئ. كان هذا الطبيب لطيفًا للغاية، لذلك قررت أن أخبره بما مررت به. لقد كان سعيدًا لسماع قصتي وقال هذا الأمر ليس مستغربًا على من مات لأكثر من أربع دقائق، مضيفًا أنني كنت محقة في عدم التحدث عن هذه التجربة.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٣ ديسمبر ١٩٧٤.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. إصابة مباشرة في الرأس. حادث سيارة.

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ رائع.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. بينما كنت في النفق.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بينما كنت في النفق.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. شعرت كما لو أنني لم أكن في المكان أو الزمان العاديين.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. في أثناء رفعي عن الطاولة ومع وجود تلك الهيئة الصفراء بدا كل شيء واضحًا ومشرقًا، وفي النفق لم تكن رؤيتي منفصلة عن حواسي الأخرى.

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. ما كنت أسمعه -باستثناء بضع كلمات قيلت لي- لم يكن منفصلًا عن بقية تجربتي الحسية.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد أُكِّدت الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. لقد وصفت هذا بالفعل في روايتي - كنت أطفو نحو الخلف والأعلى محاطة بنفق. عادةً ما تخيفني فكرة النفق لأنني أعاني رهاب الأماكن المغلقة لكن كان هذا النفق جزءًا مني وكنت سعيدة فيه. لم يكن هناك شيء منفصل.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكَّد. سمعت أصواتًا خلفي قبل أن أعود إلى جسدي المحطم - ربما كانت أصوات أجدادي المتوفين أو ربما آخرين أو ربما مزيج بين الاثنين.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان الضوء هو أقوى انطباع حصلت عليه لكنه لم يكن منفصلًا عن الصوت أو أي من المدخلات الحسية الأخرى.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الفرح الخالص والسلام التام والرضا التام.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. طفوت مخترقة جدار المستشفى.

الله والروحانية والدين:

ما دينك قبل تجربتك؟ معتدلة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ غير مؤكَّد. ما زلت أومن بما كنت مؤمنة به. بدت تجربتي مختلفة عما توقعت حدوثه ولكني لم أمت لفترة كافية. فقد عشت بداية لرحلتي فقط.

ما دينك الآن؟ معتدلة.

هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. ما زلت أومن بما كنت مؤمنة به. بدت تجربتي مختلفة عما توقعت حدوثه ولكني لم أمت لفترة كافية. فقد عشت بداية لرحلتي فقط.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ لا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. يوجد شيئان: (١) لم أرغب في أن يظن الناس أنني مجنونة، (٢) كانت التجربة جميلة وهادئة ومسالمة وسارة لدرجة أن المفردات العادية بدت غير كافية للتعبير عنها.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ لا.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لا أدري. أنا كاثوليكية ولدي ممارسات بوذية أيضًا لكن لتجربتي خصوصيتها.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد شاركت جانبًا من تجربتي مع طبيب بعد أشهر من وقوع الحادث. وقد حذرني من التحدث عنها. ولاحقًا -بعد أن تزوجت- شاركت تجربتي كاملة مع زوجي وقد صدق كل ما وصفته.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. ربما أربع أو خمس مرات في السنة أو السنتين التاليتين، كنت أغادر جسدي في الليل وأتجول. أرى نفسي في هيئة صفراء مستلقية على سريري. وأطفو عموديًّا نحو السقف ثم أمر عبر جدران غرفة نومي، وأحيانًا أحلِّق أسفل السقف مباشرةً وأشاهد أفراد الأسرة الآخرين نائمين في أسرتهم أو أطفو في غرفة المعيشة والغرف الفارغة الأخرى في المنزل. أطفو عموديًّا ولكني أظل بعيدة عن الأرض. حاولت مغادرة المنزل لكني لم أستطع، وعادةً ما كنت أشعر بالقلق. وفي كل مرة أشعر فيها بالقلق كنت أسقط في جسدي مرة أخرى، وهو شعور غير مريح أبدًا. أما في المرة الأخيرة التي طفوت فيها إلى الأعلى فقد شعرت بالخوف لأنني مررت عبر سطح منزلنا، واندفعت إلى الفضاء بسرعة كبيرة جدًّا. شعرت بالرعب حد الموت، واعتقدت أنني لن أعود إلى جسدي؛ فبدلاً من الخروج عبر ذلك النفق الرائع الذي كنت أبحث عنه، وجدت نفسي أركض بسرعة عبر الفضاء المظلم المرصع بالنجوم. ثم فجأة ارتطمت بجسدي. وهذه هي المرة الوحيدة التي شعرت فيها بالعجز وبأنني واقعة في فخ، وفي الوقت الذي اعتقدت فيه أن مشاعر القلق ستقودني إلى الجنون، تمكنت من التحرك. استيقظت ولم أستطع النوم لما تبقى من تلك الليلة. وبعد ذلك لم أعش تجربة في الخروج من الجسد.

هل لديك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ في أحد الأيام قبل تجربتي، عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري، كنت أتأمل في كنيسة صغيرة وانجرفت لمدة ساعة. خلال ذلك الوقت، كان لدي شعور بتجربة الحقيقة المطلقة. وعندما خرجت من تجربة هذه الحقيقة المطلقة كان لدي شعور بالسلام والهدوء والوئام استمر لعدة أيام. ومع ذلك لا تسألوني عن طبيعة هذه الحقيقة المطلقة. لقد عشت تجربتها ولكن لا أستطيع وصفها.