تجربة ميسي ب، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في أواخر صيف عام ١٩٩٤ عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري، تعرضت لحادث سيارة سيئ أصبت فيه رأسي وفقدت الذاكرة. واستغرق الأمر مني عامًا كاملاً لاستعادة معظم ذاكرتي. وللأمانة، توجد بعض الأشياء التي ما زلت لا أتذكرها. قيل لي إن بعض الذكريات سيعود في وقت لاحق من تلقاء نفسه. كان آخر هذه الذكريات العائدة شيء حدث منذ عدة أشهر.

في الجزء العلوي من رأسي على الجانب الأيسر، يوجد شكل "Y" وقد خُيِّط بإجمالي ٥٣ غرزة. مررت بما يمكنك تسميته تجربة الاقتراب من الموت. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن أشعر أخيرًا أنني مستعدة للانفتاح ومرتاحة للتحدث حول هذا الموضوع أو مشاركته.

عندما اختبرت تجربة الاقتراب من الموت رأيت في البداية بقعة بيضاء صغيرة مزغبة بعيدة تنمو وتقترب مشكلة "نفقًا" ما، لكنها كانت بيضاء ومشرقة. كان الشعور في أثناء تجربة الاقتراب من الموت رائعًا ويصعب وصفه. ومع ذلك لا يسعني إلا محاولة وصفه بالكلمات لكنه ليس ذلك الشعور الذي نشعر به أنا وأنت على الأرض. كان ذلك الشعور الحقيقي مذهلاً لا تشعر معه بأي ألم أو قلق أو معاناة أو أي نوع آخر من المشاعر السلبية التي تواجهك في حياتك عادة. لقد كانت تجربة سلمية وفرحة وغيابًا تامًّا للألم وأفضل من كل المشاعر التي يمكنك تخيلها - أفضل المشاعر على الإطلاق! وبينما كان النفق يكبر رأيت طفلة صغيرة من بعيد تسير نحوي. لقد تعرفت على هذه الطفلة واسمها تينا.

تينا هي أختي التي توفيت منذ عدة سنوات في سن الخامسة نتيجة حريق شب في منزلنا في يوم ٢١ ديسمبر عام ١٩٧٧. وبالتأكيد من المستحيل أن أتذكرها لأن عمري آنذاك كان عامًا واحدًا فقط عندما توفيت لكنني دائمًا ما كنت أرى صورًا لها ولن أنسى أبدًا مدى جمالها، حتى أنها تشبهني كثيرًا عندما كنت فتاة صغيرة جدًّا.

كانت تينا تقترب مني وبدأت في الحديث. الغريب في الأمر أنها كانت تكلمني بلغة الإشارة طوال الوقت. كنت في حالة من الرهبة لأنها لم تكن تعرف لغة الإشارة الأمريكية مطلقًا وماتت قبل أن يصيبني الصمم في سن ثمانية عشر شهرًا بسبب التهاب السحايا في العمود الفقري. إنه لأمر مدهش معرفتهم كيفية التواصل في حين لم يتعلموا أبدًا أي لغة أخرى في أثناء العيش على الأرض. ومع استمرار المحادثة، أخبرتني أن وقت موتي لم يحن بعد وأنني بحاجة إلى العودة إلى الأرض من أجل عائلتنا. في البداية، لم أكن متأكدة من السبب الذي دفعها لقول ذلك وشعرت أنني لا أريد تركها. قالت مرارًا وتكرارًا إن هذا ليس وقتي وإن عليَّ العودة. سألتها لماذا عليَّ أن أعود ولماذا رأيتها؟

وبينما كان وجهها يتوهج بأجمل ابتسامة، أخبرتني أنني تعرضت لحادث سيارة سيئ وأنني أصبت بجروح بالغة. وأشارت إلى الأسفل، وبينما أدرت رأسي للخلف لأنظر إلى أسفل. رأيت نفسي مستلقية على السرير في المستشفى في غرفة الطوارئ. كان من المثير للصدمة أن أرى وجهي ممتلئًا بالدماء بينما كان جسدي مغمى عليه يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة. كان بإمكاني رؤية العديد من الأطباء والممرضات يعملون على إبقائي على قيد الحياة. أدرت رأسي للخلف في مواجهة تينا وقلت لها: "لا، لا أريد أن أعود، أريد أن أذهب معك". قالت تينا بابتسامتها اللطيفة إنني سأعود في يوم من الأيام، وأن أشياء جيدة على وشك الحدوث في حياتي وسأعيش حياة جيدة.

ثم طلبت مني أن أخبر والدينا أنها بخير وسعيدة وأن يتوقفا عن لوم نفسيهما على وفاتها، وأن لا تشعر والدتنا بالسوء لأنها لم تكن قادرة على الوفاء بوعدها ولم يكن ذنبها. (كان الوعد الذي قطعته والدتنا على تينا أنها ستكون دائمًا بأمان وأنها لن تسمح بحدوث أي شيء سيئ لها) طلبت مني أن أبلغهما أنها تحبهما كثيرًا وعليهما ألا يحزنا بعد الآن. كما طلبت مني أن أعتني بوالديَّ وأخبرتني أنها تحب كل فرد في العائلة. كان الوقت ينفد وبدأ يتلاشى. تبادلنا الحب مع بعضنا بعضًا وودع كلانا الآخر وعندها بدأت تينا تعود إلى حيث أتت أولاً، حتى تلاشت في نهاية الأمر.

وهنا وجدت نفسي أعود إلى جسدي المستلقي على السرير. استيقظت أصرخ من شدة الألم فقد أصابني بعض الارتباك لعدم معرفتي لما حدث. وفي ذلك الوقت طلب من خطيبي أن يأتي إلى الغرفة التي كنت فيها لأن الأطباء والممرضات لم يفهموا ما كنت أقوله. كنت أقول أين أختي أردت أن أعرف إلى أين ذهبت. ظن خطيبي أنني كنت أسأل عن أختي الأخرى، تامي (الأخت الكبرى) وقال إنها في الطريق. ثم سقطت في النوم نسبة لكوني كنت مخدرة.

وعندما وصلت أختي تامي أيقظني خطيبي وأخبرني بوصولها. تواصلت معها ولم أتعرف عليها فقلت إنها ليست الأخت الصغيرة، تلك الفتاة الصغيرة. سمعت تامي ما قلته. فانفجرت باكية وعرفت من كنت أتحدث عنه. أخبرتني تامي أن كل شيء سيكون على ما يرام وأن والدنا في طريقه إلينا. وبعد بضع دقائق وصل والدنا وكان أول شيء أخبرته به أن تينا بخير وسعيدة، وعليه ألا يحزن إذ لم يكن ذلك ذنبه. وقف والدنا ونظر إلى تامي. أخبرته تامي بما كانت تشتبه في حدوثه فانفجر والدنا باكيًا، بكى لمدة نصف ساعة كاملة وطمأنني.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٣٠ سبتمبر ١٩٩٤.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، إصابة مباشرة في الرأس. كان من الممكن أن أموت من إصابة في الرأس. قال الطبيب إن إصابة كهذه لا ينجو منها معظم الناس وقد فوجئ بنجاتي.

كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما رأيت شقيقتي تينا وعندما علمت أن شيئًا ما كان على وشك أن يتحقق.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. عرفت ذلك فقط عندما رأيت أختي تينا لأول مرة.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. ما جربته، تجربة الاقتراب من الموت بدأت برؤيتي بقعة بيضاء صغيرة مزغبة على مسافة، كانت هذه البقعة تكبر وتقترب مشكلة "نفقًا" ما، لكنها كانت بيضاء ومشرقة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. لا.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكَّد. لست متأكدة لأنني في الحقيقة لا أتذكر هذا الجزء.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. أختي تينا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ طالع السرد الرئيس.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. أدركت ما كانت تعنيه تلك التجارب وأدركت أنني ازددت إيمانًا بالله وأريد أن تكون لي علاقة معه.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. لم أكن من المتدينين لكنني كنت أومن بالله.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. صرت أومن بالله أكثر وأرغب في إنشاء علاقة معه.

ما هو دينك الآن؟ معتدلة. لطالما كنت حول الناس المسيحيين وتشاركنا تفسير الآيات (دراسة الكتاب المقدس بطريقة ما).

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. صرت أومن بالله أكثر وأرغب في إنشاء علاقة معه.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ غير مؤكَّد. من الصعب وصف هذه المعلومات، فقط كنت أعرفها من أعماق قلبي.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. صرت آخذ الأمور على محمل الجد، وأعتقد أنه يمكنك القول إنني نضجت.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. لقد واجهت صعوبة في التحدث أو مشاركة هذه التجربة. ومع مرور الوقت أصبح من السهل التحدث عنها أو مشاركتها.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. يمكنني الشعور أن شيئًا ما لم يكن على ما يرام أو الشعور أن شيئًا ما قد توقف، قبل أن يحدث أي شيء من ذلك.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان من الرائع رؤية أختي تينا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. حكيتها على الفور لخطيبي وبعد ذلك بقليل حكيتها لأختي تامي.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم. علمت أنها قد حدثت بالفعل وأن كل شيء بداخلي قد تغير، شخصيتي.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.