میگل جی. تجربه نزدیک به مرگ
|
وصف التجربة:
كنت مسافرًا بالسيارة من أليكانتي إلى ڤالنسيا مع بعض الأصدقاء؛ لم ننم لمدة يومين. كنت مكتئبًا في تلك العطلة بسبب وضع عائلتي المضطرب في المنزل، إذ كانت والدتي تعاني من الفصام، وكانت تمر بفترات عصيبة، مما تسبب في توترات ومشاكل مستمرة في المنزل. وقد أثر هذا الوضع عليّ كثيرًا. في تلك العطلة، تناولت عقار إم دي إم إيه (إكستاسي) (ملاحظة من المترجمة: عقار MDMA عبارة عن مادة منشطة تُسبب شعورًا قويًا بالنشوة والانفتاح العاطفي)، لا أعرف عدد الأقراص التي تناولتها خلال اليومين اللذين كنا "نحتفل" فيهما. في الواقع، لم أشعر بأي تأثير لها، لأنني لم أستطع التخلص من قلقي بشأن حالة والدتي. وفي منتصف رحلة العودة إلى المنزل، تناول أحد أصدقائي جرعات كبيرة من الكوكايين، وهو أمر لم يكن يناسب ذوقي عادةً، ولكن في ذلك الوقت لم أكترث لأي شيء، فاستنشقت جرعة واحدة. وعلى الفور، شعرت بنشوة هائلة، كما لو أن كل أقراص MDMA التي تناولتها دون أن أشعر بتأثيرها بدأ مفعولها فجأة في نفس الوقت. بدأ نبضي يتسارع، كنت خائفًا، وحاولت لفت انتباه أصدقائي الغافلين، لكنني لم أستطع. كان نبضي يتسارع أكثر فأكثر، وكان ذهني صافيًا، أكثر صفاءً من أي وقت مضى، وأدركت أن هذا ليس جيدًا، وأن قلبي لن يصمد.
حينها فكرت: "كيف لك أن تكون غبيًا لهذه الدرجة، لقد فعلتها أخيرًا، تلك المخدرات اللعينة!". ورأيت الشخص الجالس في المقعد الأمامي يستدير وينظر إليّ بخوف شديد. ثم شعرت بانفجار في صدري وتوقف قلبي. أصبحت رؤيتي ضبابية، وخرجت من جسدي كطلقة نارية في الظلام. كنت خائفًا جدًا، وواعيًا تمامًا أنني أموت. ظننت أن كل شيء سينتهي خلال لحظات، وأن حالة الصفاء الذهني التي انتابني في تلك اللحظة لا بد أنها ناجمة عن الأدرينالين، الذي أفرزه جسدي بالتأكيد بسبب الذعر. وفجأة وجدت نفسي أطفو، سمعت وشعرت بنوع من الاهتزاز، طنين، كان لطيف ومريح للغاية. أدركت أن حولي كرات غريبة وملونة، شديدة السطوع والغرابة، تدور ببطء حول نفسها، وكانت كلها تتحرك في نفس الاتجاه كما لو كانت تجذبها قوة ما. نظرت في ذلك الاتجاه، فإذا بنور أبيض دافئ، ساطع ومتوهج.
بعدها لم أستطع أن أرفع عيني عن النور، واختفى خوفي وقلقي، وشعرت وكأنني عارٍ، وكأن أعماق روحي وأفكاري قد انكشفت، ولم يعد هناك ما أخفيه. كان شعور السلام لا يوصف، ولاحظت أن النور بدأ يجذبني نحوه تمامًا كما كان يجذب الكرات الغريبة. تركت نفسي، وكان النور يكبر أكثر فأكثر كلما اقتربت منه، وقبل أن أدخل فيه مباشرة، استعاد ذهني صفاءه وعرفت أنني بمجرد دخولي فلن أخرج أبدًا. كانت أفكاري تتدفق في ذهني بسرعة هائلة. لم تكن أفكارًا عشوائية. لا أعرف كيف أشرح ذلك، لكنها كانت اشبه بسيل من الأفكار يتدفق إلى ذهني. فكرت أنني لا أستطيع الموت، وأن الناس بحاجة إلي، وأنني صغير جدًا ولدي أشياء مهمة يجب أن أقوم بها.
وفجأة، شعرتُ بنفس الشعور الذي شعرتُ به في البداية، انطلقتُ بسرعة هائلة، ووجدتُ نفسي أطفو في هاوية مظلمة، حيثُ سمعتُ أنينًا ومعاناةً مُفجعة. شعرتُ بآلاف الأرواح تعاني وتنوح، تحاول التشبث بي، لكن ليس بنية أخذي معهم، بل كانوا يحاولون الخروج من الهاوية. عاد شعور الخوف والقلق، وفجأةً بدا لي أنني أطفو في الفضاء، وصورة كوكب الأرض أمامي. ورغم أن الأرض بدت جميلة، إلا أن الشعور كان مُريعًا. شعرتُ بكل المعاناة الكامنة فيها. شعرتُ بمدى اعتلالها، وبأن علتها آخذة في التفاقم. شعرتُ بالأنانية والعنف، شعرتُ كيف تبتعد البشرية عن العالم الروحي، وهذا يُصيبها بنوع من السرطان، وأن هذا سيُسبب عواقب – ليس كنوع من العقاب الإلهي، بل من خلال آلية السبب والنتيجة الخاصة بالأرض. مرة أخرى، شعرتُ بدوار.
فتحت عينيّ. كنتُ مستلقيًا على جانب الطريق. وكانت إحدى صديقاتي تحاول إنعاشي، وكان الآخرون من حولي قلقين للغاية، ويمسكون رؤوسهم بأيديهم. أخبروني أنني لم أكن أتنفس لمدة دقيقتين تقريبًا، وهو ما يبدو قليلًا مقارنة بكل ما مررتُ به، لكن في الحقيقة، لقد فقدت إحساسي بالزمن. في طريقي إلى المستشفى، كنتُ صامتًا أفكر فيما حدث. في الواقع لقد تغيرت حياتي تمامًا، فأنا الآن أحافظ على معنوياتي عالية وآمالي مرتفعة، مهما كانت المشاكل التي أواجهها كبيرة. منذ ذلك اليوم، أصبحتُ أهتم بالأمور الروحية أكثر من المادية، وأحافظ دائمًا على موقف في الحياة مبني على الصدق والاحترام ومساعدة الآخرين.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
مايو 1992.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
غير مؤكَّد. أزمة قلبية. جرعة زائدة غير مقصودة من المخدرات.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودًا خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ ربما عندما أدركت أنني إذا دخلت إلى النور، فلن أخرج مرة أخرى، وأيضًا عندما لاحظت الكوكب.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد فقدت الاحساس بالزمن.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. مجال رؤيتي، وإدراكي لعمق الأشياء الصلبة والشفافة، والألوان.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. النغمة وخاصة التردد، ذلك الطنين أو الاهتزاز الذي شعرت به كان له تردد لم أشعر به أو أسمعه من قبل.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟نعم. ولوصفه نوعًا ما، كان أشبه بما يصفه الخيال العلمي بجاذبية الثقب الأسود، ولكن مع وجود النور.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ غير مؤكَّد.
كانت هناك لحظة كنت فيها على وشك الدخول إلى النور، عندما شعرت وكأن هناك من يراقبني، على ما يبدو، مما جعل شعورًا بالعري يغمرني، لكنني لم أرَ أي حضور.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟نعم. نور أبيض دافئ، وشعور بالسلام والطمأنينة.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت وكأنني عارٍ، وأن أفكاري وروحي كانت مكشوفة.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. في الأسابيع التي تلت التجربة، راودتني لمحاتٌ لأشياء ستحدث، أو كانت تحدث بالفعل. على سبيل المثال، تخيلتُ نفسي في المستقبل مع إنسانة أخرى، كنا حبيبين (وقد تعرفتُ عليها بالفعل)، وكان يغمرني شعورٍ دافئٍ للغاية .
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. كنت أعلم أنني إذا عبرت إلى النور فلن أعود.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، أعتقد أن المعتقدات الكاثوليكية التي نشأتُ عليها غير صحيحة. الأمور أبسط من ذلك، وإن كانت أصعب في الشرح، وأعتقد أن كل شخص لديه القدرة الباطنية الداخلية على إدراكها، ولكن في كثير من الأحيان تكون هذه القدرة محجوبة بالماديات، ونوع المجتمع الذي نعيش فيه الذي يدير ظهره للروحانيات. أعتقد أن الوعي البشري قد تطور تطورًا كبيرًا، لكننا نبدد طاقاته على الأمور المادية.
ما هو دينك الآن؟ معتدل. "الآن أصبحت أؤمن بالخير والشر، بالنور والظلام".
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، أعتقد أن المعتقدات الكاثوليكية التي نشأتُ عليها غير صحيحة. الأمور أبسط من ذلك، وإن كانت أصعب في الشرح، وأعتقد أن كل شخص لديه القدرة الباطنية الداخلية على إدراكها، ولكن في كثير من الأحيان تكون هذه القدرة محجوبة بالماديات، ونوع المجتمع الذي نعيش فيه الذي يدير ظهره للروحانيات. أعتقد أن الوعي البشري قد تطور تطورًا كبيرًا، لكننا نبدد طاقاته على الأمور المادية.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، بطريقة ما، اكتسبت معرفة حول الخير والشر، والنور والظلام.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أصبحت أكثر إيجابية، وأقل مادية، وأحاول قدر استطاعتي عدم إيذاء الآخرين.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ غير مؤكَّد. التجارب البصرية والسمعية، وكذلك الإحساس المرعب الذي شعرت به عندما وجدت نفسي محاطًا بأرواح تتعذب، لعدم وجود تعبير أفضل.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. أحيانًا أفكر في أشياء تحدث لاحقًا، أشياء غير مهمة، مثل لقاءات مع أصدقاء لم أرهم منذ فترة، أو مواقف في العمل أو في الحياة اليومية.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الجانب السلبي من التجربة كان في "رحلة العودة". كان هناك إدراك للمشاعر التي كنت أعيشها حينها، وكذلك إدراكي لحقيقة العالم، وإلى أين يتجه. لم يكن هذا الإدراك بمثابة وحي إلهي، بل علاقة بين السبب والنتيجة؛ كان ببساطة أشبه برؤية شيء بديهي لم أرغب في رؤيته سابقًا.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم في البداية، لكنهم اعتبروني مجنونًا، لقد مرّت سنوات طويلة دون أن أخبر أحداً عن هذه التجربة.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم. لكنني لا أعتقد أن معرفتي أثرت على التجربة، حيث أنني نشأت كاثوليكيًا ورغم ذلك لم أشاهد أي صور إلهية.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.