تجربة مايكل هـ في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لقد مررت بتجربة الاقتراب من الموت أثناء خضوعي لعملية جراحية عندما كنت في السادسة عشرة من عمري. عمري الآن ثلاث وخمسون سنة، وما حدث حينها لا يزال حاضرًا في ذهني كما لو أنه حدث بالأمس فقط. حدثت التجربة أثناء العملية الأولى التي انتهى به الأمر لتصبح أربع عمليات جراحية في الركبة أجريتها حتى هذه اللحظة.

لم أكن أؤمن بأي شيء في تلك السن سوى ممارسة الرياضة. مجرد طفل كما تعلمون. بالطبع لو كنت سألتني حينها - كنت سأخبرك أنني رجل. أمر مضحك للغاية. من المضحك مدى اختلاف رؤيتنا لأنفسنا في أعمار معينة.

على أية حال لقد شعرت في بداية هذه التجربة كما لو أنني كنت في حالة ذهنية تشبه الحلم. أستطيع تذكر أنني كنت أفكر في أن هذا أمر غريب، فأنا أسمع أصوات بعيدة وخافتة، لكن ألست أخضع لعملية جراحية؟

لم تكن هذه الأصوات شيئًا يمكنني تمييزه. كانت بعيدة للغاية. كنت أسمعهم، لكنني لم أفهم أي شيء مما قالوه. بمرور الوقت بدا كما لو أن تلك الأصوات البعيدة كانت تقترب مني بطريقة أو بأخرى. ثم بدأت في أن تصبح أكثر تميزًا. وعندما اقتربت أكثر، بدأت أفكر وأتساءل عما يقولونه؟ لذلك بدأت في إيلاء اهتمام وتركيز أكبر لهم. مرة أخرى وبمرور الوقت أصبح بإمكاني الآن سماع ما يقال. ورغم أن الأصوات كانت لا تزال بعيدة إلى حد ما، إلا أنه كان هناك شعور بالوضوح فيما يقال. وعندما بدأت أفهم ما يقولون أدركت أنهم كانوا يقرأون العلامات الحيوية. لا شيء مميز، فقط ضغط الدم: كذا وكذا، التنفس: كذا وكذا، نبض القلب: كذا وكذا. أتذكر أنني كنت أفكر: "اللعنة، إنهم يتحدثون عن شخص يخضع لعملية جراحية". وفي نفس اللحظة أدركت أنني أيضًا كنت أخضع لعملية جراحية - "أليست هذه مصادفة؟"

وفي هذه الأثناء، وبينما كانت هذه الأصوات تتضح أكثر فأكثر، خطر لي أن العلامات الحيوية التي كانوا يتابعونها كانت تتدهور بما يتناسب مع وضوح سمعي لما كان يحدث. لا داعي للخوض في كل تفاصيل الأمر، لكن ما حدث هو أن قلبي توقف أثناء إجراء العملية.

وفجأة سمعت إحدى الممرضات تصرخ: "خط مستقيم، خط مستقيم، يا إلهي! لدينا خط مستقيم!". في تلك اللحظة بالذات، بدا الأمر كما لو أن وعيي قد تم امتصاصه في فراغ. وأصبح كل شيء واضحًا وضوح الشمس. إن معرفتي بأن "شخص ما" كان يخضع لعملية جراحية أصبحت معرفة بأنني أنا من كان يخضع لعملية جراحية - وأن قلبي هو الذي توقف للتو عن النبض.

كنت على علم بكل شيء – كان هذا هو الحال. كنت على علم تام بحقيقة أن جسدي قد توقف عن الحياة. كنت أسمع الكثير من الضجة في غرفة العمليات (رغم أني كنت مخدرًا تخديرًا كليًا ولم يكن لدي أي نبض في قلبي. الممرضات اللاتي كنّ يساعدن كنّ مرتعبات للغاية. وطوال هذه الأثناء وخلال هذه الضجة، بدا الأمر كما لو أنني كنت منغمسًا في نوع ما من الجوهر أو شكل من أشكال الطاقة الذي لا يمكنني وصفه إلا بأنه أنقى أشكال "الحب" الموجودة. لقد كان شعورًا رائعًا لا يُصدق. بدا كما لو أن روحي قد امتزجت بروح ما نعتبره الله. لم يكن هناك تمييز ما بين من أين بدأت ولا إلى أين انتهيت. بمعنى آخر لم أكن في جسد مادي. لقد كنت في محيط وجزء من إحساس هائل ومذهل بالحب والتفاهم. وكنت مرتاحًا تمامًا.

ورغم أنني أدركت ما حدث من وجهة نظر جسدية، إلا أنه لم يساورني أي قلق على الإطلاق بشأن أي من العواقب التي قد تترتب على نهاية الحياة الجسدية. لقد كنت في مكان مختلف تمامًا. كنت في مكان رائع للغاية. مكان أردت البقاء فيه. كان فيه الشعور بالسلام المطلق والهدوء والنعيم والحب. جميعهم في وقت واحد! إن الكلمات الأرضية باهتة مقارنة بتلك المشاعر، الكلمات الأرضية غير قادرة على وصف مدى روعة الشعور الذي غمر كياني في "المكان" الذي كنت فيه. لماذا قد لا يرغب أي شخص في البقاء هناك؟ (أشعر بقشعريرة عندما أتحدث عن هذا المكان).

لقد أعطيت لمحة عن ذلك العالم استمرت فقط للحظة وجيزة، ربما خمسة عشر إلى عشرين ثانية؟ لا أعرف كم حقًا. لم يكن هناك أي تصور للوقت، لأنني كنت فقط مدركًا للأشخاص الذين كانوا حول جسدي في غرفة العمليات. كل ما يمكنني فعله لتعيين مقدار الوقت هو عن طريق تذكر ما كانوا يمرون به، في الوقت الذي كنت أنا فيه في هذه "الحالة" الذهنية أو لعلنا نسميها "الحالة الروحية".

أتذكر بينما كنت منغمسًا في ذلك الشعور الرائع، أنني كنت لا أزال قادرًا على اكتشاف التوتر والارتباك الذي يشعر به هؤلاء الغرباء الموجودون في غرفة العمليات تلك الذين كانوا يواجهون وقتًا عصيبًا بسبب ما كان يحدث لي. أتذكر ذلك الصوت الخافت الموجود لدينا جميعًا داخل أنفسنا وهو يرد عليّ: يجب أن أفعل شيئًا لمساعدتهم. كان في الغالب شعورًا بالرغبة في مساعدتهم لتخفيف قلقهم. حيث لم يكن هناك سبب لاستمرارهم يعانون على هذا النحو. لقد كنت بخير. في الواقع، لقد كنت أكثر من مجرد بخير؛ لقد كنت حيث من المفترض أن أكون. وكل شيء من ذلك العالم المادي الذي كنت فيه لم يكن يهم كثيرًا. فسيكون كل شيء على ما يرام على المدى الطويل. إن عدم وجودي في هذا العالم المادي سيمر على ما يرام. ولكن عندما شعرت بالرغبة في مساعدة هؤلاء الأشخاص المحمومين في غرفة العمليات تلك، وبمجرد أن خطرت في ذهني فكرة (أو تم إعطاؤها لي) أخذ هذا الجوهر الضئيل من الطاقة الذي قد تشعر به في اللحظة التي يقفز فيها شخص ما أمامك ويفزعك فجأة وهو يصرخ. لا أقصد ذلك الشعور بالخوف الشديد، بل أقصد الطاقة الناتجة عن هذا الشعور. لا أعرف حقًا كيف أصف لكم ذلك سوى أن أقول إن وعيي استجمع هذا النوع من الطاقة، ودفعه بطريقة ما إلى منطقة صدري.

وخلال الجزء التالي من الثانية من وعيي، وجدت نفسي أستيقظ في غرفة الإنعاش!

ولكن ما حدث بالفعل هو أن قلبي بدأ ينبض مرة أخرى. لقد رجعت من المكان الذي كنت فيه، لكنني كنت الآن فاقدًا للوعي تمامًا دون أي ذكرى لأي شيء حدث منذ لحظة رجوعي إلى جسدي وحتى وصولي أخيرًا إلى غرفة الإنعاش.

لم يقل لي أحد كلمة واحدة عما حدث في غرفة العمليات. وفي اليوم التالي جاءت والدتي لزيارتي في الصباح وأخبرتها بما حدث.

بالطبع كان الأطباء قد أبلغوها بالفعل بما حدث. ولكن عندما أخبرتها بما حدث من وجهة نظري، أصابها الذهول. سألتني على الفور إذا كان أي شخص قد قال لي أي شيء عما حدث، وبالطبع لم يخبرني أحد بشيء.

لقد كنت محظوظًا بأن أكون موجودًا بجانب سرير والدتي وقت احتضارها وقد ذكّرتها بتجربتي هذه. (كانت تحتضر بسبب السرطان؛ حدث ذلك قبل ثلاثة عشر عامًا). طلبت منها ألا تقلق علينا نحن أطفالها (كنا جميعًا بالغون في ذلك الوقت) وأخبرتها أننا سنكون بخير، وأنها أدت مهمة رائعة في أن تكون أمًا لنا جميعًا، وأنه ليس هناك حاجة للتمسك بالحياة من أجلنا – وأنه لا بأس من الاستسلام للموت. (لا أستطيع أن أصدق هذا... ولكن عيني تدمع وأنا أكتب هذا). لقد توفت بعد خمس عشرة دقيقة.

النقطة هنا: هي أنه عندما تنتهي حياتنا هنا، فإننا لا نتوقف عن الحياة، بل نستمر في الحياة، فقط على مستوى مختلف أو في عالم مختلف، أو في أي كلمة تريد وضعها. لكننا نستمر في الحياة! الحياة لا تتوقف. انها فقط تأخذ شكلًا مختلفًا. شكل أروع بكثير مما يمكن أن نتخيله.

هذه هي تجربتي. ولن يقنعني أحد أبدًا بأنها لم تكن حقيقية! ليس لدي خوف من الموت، ولن أخاف أبدًا، لأننا لا نموت. نحن فقط نتوقف عن العيش في الشكل المادي.

لكن ضع في اعتبارك شيئًا واحدًا. هذه القصة ليست قصة مختلقة، هذا ما حدث معي بالفعل! ليس لدي أي فكرة عن سبب حدوثها لي، لكن ما حدث معي حدث تمامًا كما وصفته.

لقد حاولت على مر السنين أن أفهم "لماذا أنا" في كل هذا، والدرس المستفاد بالنسبة لي هو – أن الأمر لا يتعلق بي. بل يتعلق بالآخرين. يتعلق الأمر حقًا بما يمكننا القيام به للآخرين. وهذا هو السبب الذي جعلني أعود. (على الأقل هذا ما أعتقده). إن ما جعلني أعود هو اهتمامي بأمر هؤلاء الغرباء في غرفة العمليات تلك، ومحاولتي فعل كل ما بوسعي لمساعدتهم في التغلب على هذا الألم العاطفي الذي كانوا يعانون منه. لقد أردت حقًا وصدقًا أن أبقى حيث كنت. لم يكن لدي أي رغبة في الابتعاد عن ذلك المكان الرائع الذي كنت فيه. لقد كان أكثر من رائع. لقد كان - كل شيء وحسب.

إذن ها هي تجربتي في الاقتراب من الموت. لقد قرأت كتبًا حول هذا الموضوع. ويبدو أن معظم الأشخاص الذين حدث لهم هذا النوع من التجارب واجهوا بعض الأمور المتشابهة في تجارب الاقتراب من الموت. لكن هذه هي تجربتي.

مايكل.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: خريف سنة 1970 .

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ لا. كنت أخضع لجراحة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. في نفس اللحظة التي توقف فيها قلبي.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في نفس اللحظة التي توقف فيها قلبي.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا .

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. لم أقابل أو أرى أي شيء أو أي شخص آخر غير "حضور" الله. وهي أفضل كلمة يمكن استخدامها.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا .

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ العواطف – لقد شعرت بمشاعر نقية خلال تجربتي. الحب – بكل أشكاله التي يمكنك التفكير فيها - ولكنه كان حبًا خالصًا، حبًا من الجانب الروحاني.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. لم يكن لدى أي إيمان حقيقي بالحياة الآخرة على الإطلاق.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ مرورك بتجربتك؟ نعم. أنا لا أعتبر أن الدين هو الخلاص الذي يراه معظم الأشخاص المتدينين. أشعر أن الجميع سوف يصبحون واحدًا مع الله عندما يحين الوقت. ولا يبدو أن الطريقة التي يعيشون بها ستحدث أي فارق في هذا. أنا متأكد من أنه ربما تكون هناك كفارات لأخطاء معينة حدثت في الحياة، لكن هذا لن يمنعك من أن تصبح واحدًا مع الله.

ما هو دينك الآن؟ معتدل. لست متديناً. أنا شخص روحاني للغاية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أنا لا أعتبر أن الدين هو الخلاص الذي يراه معظم الأشخاص المتدينين. أشعر أن الجميع سوف يصبحون واحدًا مع الله عندما يحين الوقت. ولا يبدو أن الطريقة التي يعيشون بها ستحدث أي فارق في هذا. أنا متأكد من أنه ربما تكون هناك كفارات لأخطاء معينة حدثت في الحياة، لكن هذا لن يمنعك من أن تصبح واحدًا مع الله.

هل بدا أنك قابلت كائنًا أو حضورًا غامضًا، أو سمعت صوتًا غير معروف؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. كما شرحته أعلاه.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكّد.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أصبح لديك أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لعدة أجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أعتقد أنني شرحت هذا أيضًا في وصف تجربتي في الاقتراب من الموت.

هل سبق أن حكيت للآخرين عن هذه التجربة؟ نعم. لقد بدأت مؤخرًا بمشاركة تجربتي مع الآخرين، فقط منذ ثلاث أو أربع سنوات، وخاصة بعد أن فقدت حب حياتي.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.