تجربة مارني م في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت أتحرك بسرعة عبر نفق أسود، كنت اتحرك عبر النفق أفقيًا وليس رأسيًا كما كنت أعتقد دائمًا (الصعود إلى السماء، وهذه النوعية من الأفكار). كان النفق أيضًا مقسمًا إلى أقسام. ليس بشكل محدد أستطيع رؤيته، لكنني شعرت بهذا التقسيم. بدا الأمر كما لو أن هناك طبقة رقيقة من شيء ما، وفي كل مرة "أخترق" واحدة من هذه الطبقات، كنت أشعر بذلك الاختراق. زادت الاهتزازات في جسدي وشعرت وكأنني مشحونة بشاحن توربيني، وفي كل قسم من النفق كنت تزيد سرعة حركتي بشكل أكبر وأكبر.

ثم سمعت ذلك الصوت، كان بعيدًا مني لكنه كان داخل رأسي في نفس الوقت. بدا الصوت شبيهًا بطنين الحشرات، لكنه كان مربكًا ومزعجًا للغاية. ثم فجأة توقف كل شيء. النفق، والاهتزازات، والضجيج.

ووجدت نفسي واقفة (كان لا يزال لدي جسد، لكنه كان وعيًا وليس جوهرًا ماديًا) في قطعة الظلام الخاصة بي. لم تعني شيئًا، ومع ذلك كانت كل شيء بالنسبة لي. لم يكن هناك ضجيج ولا قلق ولا خوف. لقد اندهشت وانبهرت بمدى سواد الظلام الذي كنت فيه، ومع ذلك شعرت وكأنه غطاء كبير يحميني. لقد كنت مرتاحة في مساحتي هذه وقررت أن أبقى فيها بشكل أبدي.

وعندئذ سمعت ذلك الصوت. لقد جاء من خلفي فوق رأسي مباشرة. كان لطيفًا وفخمًا ومألوفًا، لكن حتى يومنا هذا لم أعرف من هو. عندما "تحدث" لم ينقل لي الكلمات (التخاطرية) فحسب، بل نقل أيضًا المشاعر والمعرفة. كلماته في الواقع لم تكن تعني شيئًا، لكنها كانت قوية.

قال: "هل ترين النور؟"، فنظرت إلى الأعلى بشكل غريزي دون حتى أن أفكر. وكان أمامي ذلك النور الأبيض النقي. كان نورًا صغيرًا، بحجم العملة المعدنية تقريبًا، ومع ذلك لم أتمكن من تحديد مدى بعده عني. ربما كان على بعد أميال مني أو ربما كان بإمكاني أن أمد يدي وألمسه (إذا كان بإمكان المرء لمس النور). في ذلك الوقت لم أعد أدرك وجود جسد لي، لقد كنت "موجودة" وحسب.

كان لدي الوقت لرؤية النور وفهم الموقف، لكن في الوقت نفسه، وفي "اللحظة" التي رأيت فيها النور، انتهى كل شيء. أدركت أن الزمان والمكان هما مجرد شيئان ينتميان للتجربة الإنسانية. لكنني لا زلت غير متأكدة هل طُردت عندما أدركت النور، أم عندما أدركني النور، أم عندما أدرك النور أنني أدركت وجوده. الأمر الأكيد هو أنني شعرت أن النور لديه وعي (أو أن النور كان نفسه وعي).

كانت تلك نهاية تجربتي، لكن بعد أسابيع قليلة من خروجي من المستشفى، كنت ناوية ومصممة على العودة إلى "مكاني". اشتريت جميع الأدوات الضرورية، وكان ذلك عندما حدثت لي أول تجربة في الخروج من الجسد (لا أعرف ماذا أسميها أيضًا).

كنت مستلقية لكني لا أتذكر أني كنت نائمة. ثم اختبرت الاهتزازات وأصوات طنين الحشرات مرة أخرى، لكني لم اختبر النفق. ثم سمعت نفس الصوت. لم ينقل لي كلمات، بل مشاعر. ما نقله لي هو أن ذلك سيكون واحدًا من أسوأ القرارات التي يمكن أن أتخذها، لأنه لا يُفترض لي أن أموت في ذلك الوقت، لم يكن ذلك جزءًا من الخطة، ولم يكن من المفترض أن يحدث. لم أشعر أنه كان يقول لي لا تفعلي ذلك، لأن الخيار كان خياري. فقط شعرت من ناحيته بالتحذير والحزن من مغبة فعلي لذلك.

حدثت تلك التجربة قبل أربع وعشرين سنة، لكن ربما تكون قد حدثت قبل عشر دقائق أيضًا.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت: أكتوبر 1983

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم. محاولة انتحار. أخذت ست زجاجات من الحبوب المنومة. جسديًا تسارعت نبضات قلبي واقتربت من 200 نبضة في الدقيقة، وانخفضت درجة حرارتي بشكل كبير أثناء وجودي في غرفة الطوارئ.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ نظرة مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت في السرد الوارد أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت في الظلام وأدركت أن الظلام يُمثل كل ما أردته / واحتاجه في هذه الحياة. حيث لا قلق، ولا خوف، ولا حزن. فقط الراحة والسلام والحماية.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد كنت أدور داخل النفق، بدا أنني كنت أتجول في الأبعاد كما لو أنني كنت أقود سيارتي عبر شوارع منطقتي السكنية.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. كل ما استطعت رؤيته هو الظلام، باستثناء بقعة النور.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان السمع يأتيني من الخارج كما أنه جاءني من داخل رأسي في نفس الوقت (أصوات طنين). أما صوت الرجل فقد كان فخمًا ومريحًا.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كان التحرك داخل النفق أفقيًا وليس عموديًا. مثل الدوران عبر الأبعاد، وشعرت في كل بُعد أنني أتحرك بشكل أسرع وأسرع. حدث ذلك ربما خمس إلى ست مرات.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. لم أر أحداً قط، فقط سمعت صوت ذكر تواصل معي. جاء الصوت من خلفي وربما فوق رأسي بقدم (30 سنتيمتر). بدا الصوت مألوفًا جدًا، وكأنه كان قريبًا مني في وقت ما، لكنني لم أعرف من هو.

شعرت بدفعة لطيفة تحثني على البحث عن النور ("هل ترين النور؟)" لأنني كنت راضية بالبقاء في المكان الذي كنت بشكل أبدي.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من روحاني أصلي أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لفترة وجيزة، لكنها كانت كافية كي أستوعب وأفهم. كان النور أبيض ونقي، ومع ذلك أمكنني النظر إليه بشكل مباشر. شعرت كما لو أن للنور وعي، وأنه كائن حي. جعلني هذا أتساءل هل كنت أبدو للنور أيضًا بنفس الشكل، ولكن أصغر حجمًا وبمستوى أقل من الإشراق والنقاء.

هل بدا لك أنك دخلت عالم آخر غامض؟ لا

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الانزعاج من الصوت الذي سمعته في النفق. الراحة والدهشة والسلام عندما كنت في الظلام.

الشعور بالطاعة كأنني طفلة عندما تحدث معي الصوت.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ غير مؤكّد. كانت الحدود تتجه نحو النور، ولم يُسمح لي بتجاوزها. وعلى عكس معظم الناس، لم يكن لدي أي خيار. لكن رغم ذلك، كنت هناك باختياري.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية أؤمن بوجود "شيء" ما أكبر، لكن ليس طبقًا للعبارة الكلاسيكية "أنا الله، وسوف أسحقك". (تعني أنها لا تؤمن بوجود آله قاسي).

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ مرورك بتجربتك؟ نعم. أعرف الآن أن هناك جانبًا روحانيًا. الدين المنظم أمر عظيم بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون إليه، أما بالنسبة لي فالأمر روحاني وليس ديني.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية روحانية

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أعرف الآن أن هناك جانبًا روحانيًا. الدين المنظم أمر عظيم بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون إليه، أما بالنسبة لي فالأمر روحاني وليس ديني.

هل بدا أنك قابلت كائنًا أو حضورًا غامضًا، أو سمعت صوتًا غير معروف؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ غير مؤكّد. الهدف كان بمعنى أنني أنتمي إلى هذه الأرض ولا ينبغي عليّ تغيير ذلك. أما الغرض من وجودي في الحياة فلا أعرف.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. من الصعب التعبير عن التجارب / المشاعر التي لا يمكن الشعور بها عادة في هذا البُعد أو المستوى المادي.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أصبح لديك أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا

هل كان لجزء معين أو لأجزاء معينة من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كيف أن تكون الأفكار قادرة على نقل العواطف. ليس عاطفة واحدة فحسب، بل مجموعة من العواطف. الرحمة، الاهتمام، الشفقة، الحزن.

هل سبق أن حكيت للآخرين عن هذه التجربة؟ لا

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. يحدث هذا فقط خلال النهار إذا غفوت على الأريكة أو ما شابه. أستطيع أن أشعر ببدء الاهتزازات والإحساس بالسفر، بالإضافة إلى الطنين. لقد حاربت الأمر لسنوات، لكني الآن أسترخي وأترك نفسي. لقد حدث هذا كثيرًا بعد التجربة، لكن بمرور الوقت أصبح حدوثه أكثر ندرة. لكنني أستمتع به عندما يحدث.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لا. إن أسئلتكم تُغطي جوانب التجربة بشكل كبير. أعلم أن تجربتي لم تكن شديدة الإثارة، لكنني لم أقابل أي شخص آخر خاض تجربة مماثلة.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ في بعض الأسئلة التي يكون فيها أزرار للاختيار، سيكون من الجيد أن تحتوي على المزيد من الخيارات، حيث يصعب أحيانًا الإجابة عليها من خلال الاختيارات المقدمة فقط أو على الأقل توفير مربع خالي مع كل اختيار لإضافة توضيحات مكتوبة.