تجربة مارك ه‍، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في مكان ما في منتصف مايو ٢٠٠٤، كنت أعلم أن حياتي قد بدأت الانحدار في دوامة بوتيرة متسارعة. وجدت نفسي محبطًا، بالإضافة إلى أني كنت قد بدأت قبل حوالي شهر أفقد القدرة على التفكير بشكل صحيح، وأتوه في الأماكن التي كنت أعرفها جيدًا. أرسلني طبيب الأسرة للفحوصات وعدد من المختصين. لقد رأوا جميعًا شيئًا ما، لكن ما من شيء قطعي. أوصى جراح الأوعية الدموية برؤيته، وقال طبيب القلب إننا بحاجة إلى إلقاء نظرة في الداخل، لكن أعراضك تشير إلى مشكلة بسيطة في القلب، يجب أن تقابل طبيب أعصاب.

تناول هذا الدواء عندما تشعر بالألم، حتى نتمكن من تحديد موعد لإلقاء نظرة داخل قلبك. كان ذلك جيدًا بما فيه الكفاية! ثم قابلت طبيب الأعصاب في ذلك الأسبوع، كنت قد عانيت من آلام في الصدر عدة مرات، وتناولت الدواء. قال طبيب الأعصاب تبدو بخير! اذهب لرؤية اختصاصي الغدد الصماء للسيطرة على الغدة الدرقية وفي غضون ستة أشهر، ستشعر بالتحسن. لكنني سأحتاج إلى إجراء مخطط لكهربائية الدماغ ومسح ضوئي فقط لأكون آمنًا. وقبل أن يتم استبعاد الأمان، عليهم إلقاء نظرة فاحصة داخل هذا القلب.

وفي ٢٧ مايو حوالي الظهر. تحطم عالمي! كان الشعور في رأسي لا يوصف. كأن أحدًا قد قطع عنقي، وسيل الدم كله، لم يكن هناك سوى الدم! وعندما عادت قدرتي على الرؤية والتفكير، عاد الألم في ظهري وصدري حتى كتفي، "حسنًا، أنا أموت هنا!" كان لدي شعور كافٍ للخروج والجلوس والاتصال بالرقم ٩١١. "ساعدوني، من فضلكم ساعدوني أعتقد أنني أعاني من نوبة قلبية".

وصلوا بعد خمس دقائق، وربطوني بالشاشات وما شابه. كلا، سنأخذك إلى المستشفى. لا يشبه الأمر النوبة القلبية رغم ذلك! وفي المستشفى، وضعت على كرسي في غرفة الانتظار، "املأ هذه الاستمارة هنا، وسنقوم بمناداتك".

دخلت ممرضة الغرفة وقالت، "مرحبًا مارك! أرني الاستمارة!" "حسنًا، سأفعل إن استطعت! أواجه صعوبة في التحرك!" قادتاني كل من الممرضة وزوجتي -وقد ساعدتهما في ذلك- إلى غرفة الفرز. كانتا تنظران إليَّ بشكل غريب. قالت الممرضة: "ابتسم لي". وأطعتها. "ارفع حاجبيك نحوي. اعصر يدي بيديك". كانتا تنظران إليَّ بشكل غريب. فسألت زوجتي ما الأمر؟ وأجاب كلاهما! لا، لا أريد سماع هذا! "لقد أصبت بسكتة دماغية على جانبك الأيسر!" لم يكن ألم قلبي يعني شيئًا مقارنة بذلك الشعور الذي اعتراني! بدأت الدموع تنهمر من عيني - يا إلهي! ماذا يحدث لي؟ أدخلوني إلى وحدة العناية بهبوط القلب وراقبوني، وأعطوني مسيلات الدم وأدوية القلب وشيء لألم الصدر.

حسنًا، لقد حل الليل وقد أوقفوا الألم، لست ميتًا ولا أعاني من ضعف في الجانب الأيسر. تم استدعاء طبيب أعصاب وقد أكد التشخيص وطلب إجراء فحوصات. قال إنه اتصل بطبيب القلب لأنهم ليسوا مطمئنين لدقات القلب. حضر طبيب القلب في صباح اليوم التالي، "حسنًا، لقد أصبت بسكتة دماغية وستكون بخير! سنقوم بإجراء تصوير للأوعية الدموية في الأول من الشهر، لمجرد فحصها. بعد العطلة".

وفي الأول من يونيو، كنت أشعر بتحسن وأتناول الطعام بشكل جيد، ولم أكن خائفًا من تصوير الأوعية الدموية. وفي الصباح جاؤوا وجهزوني للعملية. أخذوني إلى المختبر في الطابق السفلي. وبدأت العملية، كانت زوجتي ستراني بعد ذلك في منطقة الإنعاش. كانت مبهورة تمامًا! فقد كنت أشعر بمجرد ألم خفيف أثناء العملية وبعد الشفاء. كانت زوجتي بجانبي وكان كل شيء على ما يرام.

جاء الطبيب الذي أجرى تصوير الأوعية وأخبرني. "هناك مشكلة في الشريان التاجي الأيمن! سنعالجها غدًا. سننقلك إلى المستشفى الرئيس في الصباح فقط من أجل الأمان. ستكون على ما يرام!"

حسنًا! حسنًا! كنت آنذاك خائفًا قليلاً ولكن بخير، كنت قد أنهيت المستندات عندما أدركت -قبل السكتة الدماغية- أن الإجراءات تنطوي على بعض المخاطر. لذلك منحت زوجتي توكيلًا رسميًّا فقط في حال استدعى الأمر ذلك. تلوت صلواتي في تلك الليلة، كي يرافقني يسوع ويوجههم، ويقدم لهم المشورة. كنت قد قابلت راعي الكنيسة التي كنت أذهب إليها، وطلبت منه أن يصلي من أجلي أيضًا. لقد كنت جاهزًا! وكان كل شيء على ما يرام!

وفي صباح الثاني من يونيو/ حزيران، كنت متشوقًا لنقلي إلى المستشفى الرئيس. كان فريق النقل يركض قليلاً. وكان من المفترض أن أجري العملية في الساعة ١٠:٣٠ صباحًا. وصلت إلى هناك الساعة ١٠:٣٠. كانت زوجتي هناك تراني. وتحدثنا، "إذا حدث شيء ما لديك التوكيل؟" "كل شيء سيكون على ما يرام وسوف أكون حاضرة عند الإنعاش عندما تصل إليه!" ثم حضرت الممرضات ليأخذنني في حوالي الساعة ١١:٠٠ صباحًا وأخبرن زوجتي بالمكان الذي يجب عليها الانتظار فيه وسيبلغنها عندما أنتهي.

أخذنني إلى الجناح، وبدأن في تجهيزه لطبيب القلب. قمن بإلباسي، ووضعن التخدير الموضعي، وشغلن الموسيقى المفضلة لدى الطبيب. كلاسيكية! ثم دخل الطبيب، وبدأ الإجراء. ناوليني القسطرة الموضعية، لقد استمعت باهتمام إلى المحادثات بين الآخريات في الغرفة والطبيب. قلن لزوجتي إن الإجراء سيستغرق حوالي ساعة إلى ساعة ونصف. ساعة، ساعة ونصف. لقد أمضيت ساعتين، كانت الكاميرا تتحرك وكنت أشعر بالضغط في صدري. سمعتهم يتحدثون عن الدعامة والضغوط اللازمة للقسطرة.

وفجأة سمعت من فم الطبيب، شيئًا لا يليق بطبيب، "أوه، تبًّا!" وكنت أفكر، "يا إلهي تبًّا ماذا!؟" وفجأة توقف صوت الناس الذين يتحدثون. وكانت الأصوات حينها تصدر من مؤخرة المختبر، حيث توجد أجهزة الكمبيوتر.

كنت أسمع حديثًا غاضبًا من مسافة بعيدة! "هل هذه جلطة؟" "غير مؤكدة؟" "فعلًا؟" "لا أعرف!" ثم اشتكيت من شعور بضغط ثقيل على صدري. وسمعت صوتًا من الجانب الآخر للطاولة، "هل تتألم؟" "لا يوجد الكثير من الضغط!" "يجب أن يزول الضغط!" وعندها شعرت بشيء بارد يغزو يدي. وسمعت صوتًا آخر في الغرفة، "هل أعطيته المورفين؟" فأجاب صوت آخر "أهو!".

تم سحب المعدات والشاشات والدروع وأضيأت الأضواء. لقد ظننت أنني في ورطة كبيرة، عندما سمعت طبيب القلب يسأل شخصًا ما في الغرفة، هل يجب أن أزيل القسطرة أم أتركها منتفخة؟ حيث أجاب صوت، "اتركها، سأخرجها عندما أنتهي".

ثم كان برفقتي ذلك الرجل الذي لم أره من قبل، ينظر إليَّ. بدا لطيفًا ومطمئنًا! قدم نفسه وقال، "ليس لدي وقت لشرح ما حدث ولكن حدث خطأ ما، سأصطحبك لإجراء عملية قلب مفتوح. سنهتم بك. وسنحصل على الإذن من زوجتك". وإذا كانت كلمة الخوف كافية لوصف شعوري آنذاك، فقد كنت خائفًا جدًّا لدرجة أن الشيء الوحيد الذي كنت أفكر فيه هو الصلاة من أجل أن يكون الرب بمعيتهم هناك بغض النظر عن هويتهم!

جاءت زوجتي ورأيت الطبيب، هذه المرة كان يدلك! وأمسكت زوجتي بيدي وقال الطبيب، "سنبذل قصارى جهدنا، أراك بعد أن تتعافى". قلت لزوجتي ما اعتقدت أنه سيكون وداعي الأخير؛ لشخص أحببته كثيرًا!

وبينما كانوا يقودوني إلى أسفل الصالة باتجاه المصعد، نظر طبيب التخدير إليَّ وقال، "ستنام قبل أن نصل إلى هناك!" وكان هذا آخر ما سمعته، حتى استيقظت على جهاز التنفس الصناعي، مع عدد لا يحصى من الأنابيب والأسلاك. كانت زوجتي بجانبي. أمسكت بيدي وتحدثت بهدوء. ستكون بخير! عزيزي لا بأس. كان هناك الكثير من الأشخاص من مختلف التخصصات منهم: الممرضات والأطباء والفنيون الذين يراقبون ويمسحون مكان الحقن!

كنت أعلم أن شيئًا خطيرًا قد حدث! كان دمي يسيل وشعرت وكأنني سقطت من الطابق العاشر على صدري. هابطًا على عظام صدري.

في الأيام السبعة التي سبقت ذلك، تعرضت لسكتة دماغية وتصوير وعائي وفشل في القسطرة وجراحة القلب المفتوح. علمت لاحقًا بأنني فقدت الكثير من الدم. كما علمت أن الشريان قد انفجر! كان الشيء الوحيد الذي منعني من النزيف حتى الموت هو القرار الحكيم بترك القسطرة منتفخة في مكانها.

علمت أن مشكلة القلب الخفيفة إلى المعتدلة التي كنت فيها، كانت أكثر من معتدلة، وأن البقاء على جهاز القلب والرئة لفترة طويلة، تسبب في مزيد من الضرر. كل ذلك كان رائعًا، صرت أشعر بالألم وأتنفس بصعوبة، وأشعر بالدوار وبضغط الدم ينخفض ​​مثل الصخرة. ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث؟ تذكر أن تكون حذرًا مما تصلي من أجله!

وبينما كنت أتعافى من الهجمة الأخيرة على جسدي، كانت الأمور تتحسن. حيث تمكنت من المشي قليلاً والجلوس على كرسي بجوار السرير لمدة ساعة أو نحو ذلك.

بدأت أتذوق الطعام مرة أخرى، وأصلي باستمرار. شكرًا لك يا رب على السماح لي بالبقاء لأفعل كل ما تريد مني أن أفعله من أجلك. على الرغم من أنني ما زلت لا أعرف بالضبط ما الذي تريده مني؟ لكن شكرًا لك على الدرس المستفاد.

إنه الآن الخامس من يونيو ويتحدث الجراح والأطباء الآخرون عن العودة إلى المنزل في يوم أو نحو ذلك! رائع! كنت بحالة جيدة! لكن لا يزال من الصعب عليَّ الالتفات، كنت ضعيفًا للغاية! واستغرق الأمر أكثر من ساعتين لأغتسل في كرسي بجوار الحوض.

قاموا بسحب أنابيب الصدر، حيث لم أعد أنزف داخليًّا، وربما سأستحم اليوم! جاء الطبيب في منتصف الصباح وقال: "نحن نفكر في إطلاق سراحك في ظهر هذا اليوم، لكننا قد نتمسك بك ليوم آخر أو نحو ذلك لأن ضغط دمك يستمر في الانخفاض. سنقوم بفحص أدويتك وضبطها! مجرد يوم أو نحو ذلك". كنت لا أزال في وضع صلاة الشكر، وكنت سعيدًا جدًّا عندما جاءت عائلتي للزيارة. كان الأمر مثل الولادة من جديد. وفي السادس من يونيو كنت مستعدًّا للراحة في المنزل، والنزول إلى ما أراد مني الله أن أفعله. كنت متأكدًا من أنني سأجده! وسأفعل ما يريد.

استيقظت في وقت مبكر من اليوم السابع قلقًا قليلاً في حوالي الساعة ٦:٠٠ صباحًا، وكان طاقم التمريض سيتغير في الساعة ٧:٠٠. لن ترى ممرضة أو أي شيء إلا بعد الساعة ٧:٣٠. كنت في الواقع في انتظار وصول طعام المستشفى! فقد كنت جائعًا! ماذا سيكون الفطور؟ لم أستطع تذكر ما كنت قد طلبته، وسرعان ما لم يعد الأمر مهمًّا فالمهم فقط أن تأكل! وبعد الساعة ٧:٠٠ بقليل كنت جالسًا على جانب السرير أشاهد التلفاز، كنت قد ذهبت للتو إلى الحمام، وما زلت جالسًا في انتظار الطعام. ثم بدأت أشعر بثقل في فكي، وظللت أنزع نظارتي وأفرك فكي. كنت أفكر، "يا رجل قد يتحول الأمر إلى صداع أو شيء من هذا القبيل. لن يجدي الطعام نفعًا".

ثم سمعت صواني الطعام تنطلق من المصعد، فسال لعابي وصرت أترقب بشغف. كانت الساعة ٧:٠٠ أو نحو ذلك وكنت أفكر في الطعام والعودة إلى المنزل في ذلك اليوم. كنت قد خططت حتى للاتصال بزوجتي لاصطحابي بعد الظهيرة.

وفي أقل من دقيقة، انطلقت في أكثر الرحلات التي خضتها على الإطلاق إدهاشًا. شعرت بإحساس مفاجئ بالهلاك، شعرت وكأن الدم لا يتدفق! لا وجود للألم! وفي غضون ثوان كان كل ما تمكنت من فعله هو: "ساعدني؛ أرجوك ساعدني، أرجوك يا الله".

وبعد ذلك لم أعد في غرفة المستشفى بل في الطريق! لم يكن طريقًا ذهبيًّا، بل مجرد طريق جميل. لقد كنت أرى نفسي! شابًّا، في سن حوالي عشر سنوات أو نحو ذلك بجانب غصن صفصاف طويل متدلٍّ على كتفي، ومنديل أحمر في نهاية الفرع، أشبه المشردين! كان هناك أشخاص كنت أعرفهم في حياتي، وكثيرون آخرون لم أعرفهم على هذا الطريق. تبادلنا الابتسامات عند مرورنا وكان عقلي في حالة من الرهبة مما كنت أراه. فقد كان أجمل طريق رأيته في حياتي! كانت تفاصيله لا توصف. وفجأة فكرت في جبل كنت قد رأيته خلال طفولتي. وبينما كنت أنظر في الطريق رأيته. لم يكن مجرد جبل! بل كان أكثر الجبال إبهارًا بين كل الجبال التي رأيتها في حياتي! كانت تفاصيله لا يمكن لأحد أن يتخيلها. الألوان وظلالها لا توجد كلمات لوصفها في اللغة البشرية.

بدا كل ما رأيته وشعرت به كما لو أن شيئًا ما كان يملأ ذهني بالإجابات، قبل أن أطرح الأسئلة حتى. كان حضور الله في كل شيء. كان الأمر كما لو أنني وعدت بالملء حتى الإفاضة. ما أرادت روحك رؤيته، غمرها في تلك اللحظة بالذات. كل ما تحتاجه روحك تمت تلبيته قبل أن يطلب. لا توجد مساحة هناك. وبالتالي لا وجود للوقت. ما تشتهيه روحك! كل ما ترغب في معرفته تحصل عليه! أنت مليء بالروح! وتعلم ذلك! لم أشعر قط بمثل هذا الشعور بالرضا في حياتي.

لقد جئت إلى ربي. في أكثر الأماكن كمالًا، وقد قبلني إلهي في بيته! كم هذا رائع! شعرت وكأنني عدت إلى المنزل. فمن الكمال تولد في الخطيئة وتعيش في النقص، ولا تدرك أبدًا عظمة الله، ثم تجد نفسك على بابه وهو يرحب بك.

ثم سمعت صوتًا بدا مصدره العدم، ومع ذلك انتشر في كل الأماكن، "مارك! يجب أن تعود!" "أعود! لا! لا! لا أستطيع العودة!" ثم قال الصوت: "عد. لقد أوكلت إليك مهمة، أنت لم تنته بعد" "لا، لا، رجاءً يا الله لا! دعني أبقى" وبسرعة البرق، كنت عاريًا أتحرك للخلف عبر أكثر الظلمات حلكة. كانت هناك صواعق خاطفة حولي. من قدمي إلى قمة رأسي. صواعق هائلة! تسري في كل الاتجاهات في الظلام. وبالرغم من سطوع البرق لم يخترق نوره المنبعث ذلك الظلام الرهيب.

وفجأة انفتحت عيناي وكانت يدي اليمنى تتخبط بعنف. كنت أتكلم! "لا، من فضلك توقف عن فعل هذا! توقف، دعني أذهب!" كنت أتطلع إلى الأمام، ورأيت ما بدا أنه ملعب مليء بالناس ينظرون ويهتفون من حولي، لإنقاذي! كان الضجيج مذهلاً، الجميع يتحدث، ويصيح بالأرقام، ويوجه الآخرين. ومن جانبي الأيسر، أخذ شخص ما يدي وأمسكها. نظرت إلى الأعلى ورأيت امرأة شابة.

كانت تنظر في عيني، ثم اخترقت نظراتها روحي. ثم انخفض الضجيج حتى لم يعد بالإمكان سماع شيء سوى صوتها. لم تغادر عيناها أعماق روحي قط. كان صوتها ملاكيًّا. وعندما تحدثت قائلة، "إنه ليس خيارك الآن! بل خياره!" توقفت عن الكفاح، ولم تعد يداي تتخبطان، ولا مزيد من التصريحات من فمي. سمعت من بعيد ممرضة تقول، "واضح"، وصوت صفير آلة، وطنينًا عاليًا. وهذا آخر شيء استطعت تذكرته حتى بعد خمسة عشر ساعة.

لماذا أعادني ربي؟ هل أرسل هذه الشابة لمساعدتي في تنفيذ وصيته؟ هل حضرت لمساعدتي في العودة إلى هذا العالم؟ أظن هذا! لقد أوفى بوعده، والآن عليَّ أن أفي أنا بوعده. عندما استيقظت بعد هذه الرحلة المذهلة، أزيل جهاز التنفس الصناعي. وشعرت أن طبيعة جسدي الروحية قد تغيرت. كما فتحت عيني للمرة الأولى منذ أن بدأت هذه الرحلة قبل أكثر من خمسة عشر ساعة.

أصبح من الواضح أن هذه العيون لم تعد ترى بالعقل، ولكن يبدو الأمر كما لو كانت روحي هي التي تنظر إلى العالم. كل شيء يحمل معنى! أعمق مما كنت أهتم بالنظر إليه من قبل. كل الأشياء كانت ذات أهمية، الكلمات التي تحدثت بها، والطريقة التي أشرت بها، وردود أفعالي. عندما كنت أبتسم، كان ذلك ينبع من القلب. وعندما أبكي تسيل الدموع من قلبي بامتنان. وبقدر ما كنت ضعيفًا، كان من الصعب عليَّ التنفس. كان كل نفس مجهدًا، وكان الألم الذي أصاب الجسد كله مستعصيًا على الحل. ومع ذلك كان قلبي ممتنًّا جدًّا للتجربة. فمجرد العيش من أجل غاية الله، منح معنى لكل ألم وكل نفس. كان الأمر كما لو أن الله يملأ رئتي بأنفاسه، في كل مرة أحتاج فيها إلى الهواء.

شعرت أن كل كلمة قلتها سجلها الله، وكنت أقرأ النص. لم تعد أفكاري تخصني ولا عن نفسي، بل أصبح كل من كنت على صلة به مركزًا لوجودي. أصبح كل شخص آخر مهمًّا، وكذلك ما قلته له.

تحدثت مع الممرضين اللذين اهتما بي في تلك الليلة، وقصصت عليهما ما عشته. حكيت لهما عن امرأة ظننت أنها ممرضة. لم أكن أعرف اسمها، لكن يمكنني وصفها. أخبرتهما أنها ظهرت على جانبي الأيسر في ذلك اليوم، وأود أن أشكرها شخصيًّا لمساعدتي. فقال أحدهما، "حسب وصفك، تبدو مثل ديبي! وقد كانت تعمل في ذلك الصباح. عندما أراها سوف أسألها عن ذلك".

وبعد يومين، عند منتصف الصباح في وحدة العناية التاجية المركزة، طرق باب غرفتي. قلت: "تفضل". فتح الباب ببطء، ودخلت شابة غرفتي. قلت، "أنت ديبي، أليس كذلك". قالت: "نعم" وجاءت مرة أخرى إلى جانبي الأيسر. قالت وهي تمسك يدي بيديها، "أنا سعيدة للغاية برؤيتك في حالة جيدة بعد الذي مررت به!" نظرت مرة أخرى في عينيها. ومرة أخرى، كانت تمعن النظر في روحي. قلت: "شكرًا! شكرًا لك! لقد مكنتني من العودة إلى هذه الحياة". وتابعت، "لا أريد أن أعود هل تعلمي؟ لقد جعلت ذلك ممكنًا! لقد سخرك الله من أجلي في ذلك الوقت تحديدًا: حتى الكلمات التي قلتها لي! لقد أرسل لي الله ملاكًا ليساعدني -وهو أنت- في العودة إلى هذا العالم!" ثم ظهرت دموع قلبي وامتناني في عيني. لقد رأيت روح الرب بداخلها. وتذكرت على الفور آية من الكتاب المقدس.

لقد ترددت هذه الآية في ذهني مرارًا وتكرارًا. لن أتركك بمفردك أبدًا، سأرسل ملاكًا مسبقًا ليعد لك مكانًا. وآية أبي المفضلة: أنا الآن بصدد تجهيز مكان لك. حيث يوجد في قصر أبي العديد من الغرف. كل هذا أصبح الآن منطقيًّا تمامًا بالنسبة لي. كنت في بيت الله! لكن غرفتي لم تجهز بعد. لذلك أرسلني أبي في مهمة ريثما ينتهي من تجهيز غرفتي.

هل الملائكة موجودون؟ لم أكن متأكدًا تمامًا! أما الآن فأنا لا أدرك فقط أنهم موجودون بل أدرك أنهم جزء لا يتجزأ من وجودنا. وفي كل مرة أستخدم فيها تلك النظرة أرى الروح تنظر، متجلية في عيونهم ليراها الجميع. كل ما يمكنني فعله هو الركوع أمامهم وتقديم الشكر. شكرًا جزيلاً لوجودك يا ​​رب في أرواح هذه الكائنات.

في العاشر من حزيران (يونيو) كان عليَّ أن أتجول ويجب أن أراقَب طوال الوقت. كان الأطباء يناقشون وضع مزيل الرجفان في صدري لمنع حدوث الموت القلبي المفاجئ مرة أخرى. وفي الرابع عشر من يونيو وتحديدًا في الليلة التي سبقت قيامهم بتثبيت الجهاز، أوضح لي الطبيب المخاطر التي ينطوي عليها الأمر. ولاختبار الجهاز، كان سيتعين عليهم إيقاف قلبي مرتين والسماح للجهاز بعمل الصدمة للتأكد من أنه يعمل.

اغتسلت في الحوض وحلقت شعري. وأثناء قيامي بذلك كنت أصلي من أجل جميع أولئك الذين سيشاركون في الجراحة في اليوم التالي. وفجأة نظرت إلى المرآة أمامي فبدوت قريبًا مرة أخرى. من هناك؟ من ذا الذي في داخلي الآن؟ لم تعد تلك العيون التي تنظر إليَّ هي عيون مارك التي أعرفها! سألت العينين بصوت عالٍ، "من أنت؟" فأجاب بصوت لطيف: "إنه مارك الجديد!" القديم لم يعد موجودًا. قلت: "يا رب طيب ماذا تريد مني؟" ومرة أخرى، أجاب صوت هادئ، "أنت بحاجة إلى المزيد من الحب! عليك أن تتقبل الحب أكثر، وأن تسامح أكثر، ضع في اعتبارك ما كان لديك امتياز لرؤيته، عالم لا يتذكره سوى القليل. الشيء الأهم: الحب هو الجواب!"

كنت غير مصدق، كانت الدموع تنهمر من عيني، وظللت أحمد مرارًا وتكرارًا، "شكرًا لك، على تجديدي! يا للعجب شكرًا لك". أصبحت عيناي الآن مفتوحتان، وأدركت معنى العبارة في ترنيمة الكنيسة، "افتح عيني قلبي يا رب، أريد أن أراك" لقد تفجر هذا الفهم في داخلي كقطع من الشظايا.

صرت الآن أرى من خلال عيني قلبي وليس فقط تلك الموجودتان في رأسي. قد رأيت الرب؛ وأدركت أنني رأيته مرات عديدة في شبابي. لقد أراني أشياء كثيرة، على الأرض كما هي في السماء. ومع ذلك، رأيت فقط ما يمكن لعيني الجسدية أن تراه.

أفهم الآن أن الكتاب المقدس قد ذكر ذلك في البداية. خلقت السماء والأرض بكمال. وتم وضع الإنسان في المكان المثالي على الأرض ليحصل على كل ما هو كامل.

ثم عصى أسلافنا فأصبحت الأرض غير كاملة. وعندما ننتقل من حياة النقص هذه إلى الدار الآخرة يسألنا الله دائمًا -وفي جميع حيواتنا- السؤال: "هل أنت مستعد؟ لقد كان أسلافك في الكمال! لكنهم لم يكونوا مهيئين له، لذلك أنا أسألك الآن؛ هل أنت مستعد؟" كان عليَّ أن أموت لكي أفهم هذا المفهوم! لقد كان الله يسألني! ويحاول أن يدلني على المسار. لكنني اخترت المسار البشري، كان مساري هو الأفضل.

كان موت جسدي آمنًا ورائعًا جدًّا. وأؤكد لكم أن رحلة العودة كانت في غاية السهولة. كنت خائفًا للغاية من الظلمة التي كنت أجتذب إليها ومن الألم المصاحب لرفضي من الحياة المثالية الأبدية، وصولًا إلى مكاني في الجحيم. من فضلكم تعلموا الآن! وأدركوا نعمة الله قبل أن تموتوا.

البعض يتعلم من المصاعب فقط؛ ويمكن للبعض أن يفهم فقط عندما تكون العلاقة مهددة بالانسحاب. افتح عيني قلبك ودعهما يريان نعمتك وقوتك. عليك أن تؤمن بربك! وأن تؤمن بأنه أعد لك مكانًا خاليًا من الألم والمعاناة وقيود الحالة الإنسانية. بعيدًا عن قيود الزمان والمكان، كيفما شاءت روحك. ما تشتهي الروح رؤيته.

سوف ترى بطرائق لا يمكننا تخيلها، وستفهم كل ما هو موجود على الفور. وستشعر أن إلهك موجود في كل شيء! وبصورة أبدية! يعيش معك في كماله إلى الأبد. وكما قلت سابقًا، كان عليَّ أن أموت لأدرك من هو صديقي، ومدى أهمية صداقته وحبه. نصيحته صحيحة! نحتاج فقط إلى التساؤل، ومن ثم نكون على استعداد للاستماع. في بعض الأحيان يصرخ الله. وفي معظم الأحيان يهمس، فلمَ نصغي فقط عندما يصرخ؟

لقد مرت خمسة أشهر منذ أن غادرت المستشفى في ١٧ يونيو. وقد حدث لي الكثير منذ ذلك الحين. لقد كنت على اتصال بابنتي وأحفادي وأفراد آخرين من عائلتي لم أرهم منذ فترة طويلة. وتمكنت من الالتقاء بهم جميعًا ورؤيتهم، وقضاء أوقات سعيدة معهم. لقد نجوت أنا وعائلتي من ثلاثة أعاصير - نجونا من الأضرار التي خلفتها. عشنا لبضعة أسابيع بدون وسائل راحة. لقد عشنا لحظاتنا، لكن الشيء المهم هو اجتماعنا معًا.

وحتى هذه اللحظة، لا أعرف ما إذا كنت سأستمر في هذه الكتابة أم لا. لدي الكثير لأقوله! لكن سأستغني عنه الآن، وسأسمح لمشيئة الله أن تمضي. لقد تحملت الألم والسرور والإهانة والإصابة. ومع ذلك، هذا هو بيت القصيد! لقد وهبني الله كل هذا لحكم يعلمها وحده. وإن منحني المزيد من الوقت على هذه الأرض فسوف أسعى لإكمال مهمته.

وسأثني عليه طوال الوقت. ١٧ نوفمبر ٢٠٠٤ خادمه المحب.

مارك.

حسنًا، مضى الفحص جيدًا. إذ ما زلت حيًّا! وما زلت أواجه مشاكل في حياتي. تم نقلي إلى المستشفى خلال عطلة عيد الميلاد بإصابة خطيرة. كانت أفكاري تتسابق على نحو يومي. حتى بعد خروجي من المستشفى، هل كنت أرغب في العيش؟ يخبرني نظام معتقداتي أنه لا يمكنك أن تنهي حياتك! في حين يراودني جسدي على إنهائها! هذه الحياة مقلقة على الدوام. كيف سأدفع لأولئك الأشخاص الذين أدين لهم بكل تلك الأموال؟

أشعر دومًا أنني مثل كلب حقير. لا أستطيع التنفس، وأتألم معظم الوقت، لمَ يكثر الله في عقابي؟ سؤال جيد! هل يعاقبني أم يثبت لي أنني أنا من أعاقب نفسي وهذا هو ديدني معظم حياتي؟ لا يزال من الصعب عليَّ تعلم الدروس التي حاول أن يعلمني إياها طوال هذه السنوات! أواجه أوضاعًا صعبة رغم ذلك!

لقد فهمت أن الألم البشري الذي يصيبنا في الجسد المادي يحدث لحكمة وهي إجلال المستقبل الذي ينتظرنا في كمال الله! اكتئابي هو خوفي من الحياة! وقلقي هو توقعي للمجهول. لقد جاءتني هذه الأفكار وفق ظروف خلال الأشهر التسعة الماضية وتسببت في مفاجأة كبيرة لي. هذه الدرر التي تصدر من شفتي! كنت أعرفها لأن الله علمني إياها منذ سنوات. فقط لم أكن أصغي وهذا هو كل شيء.

على سبيل المثال، لم نات إلى هنا لنمثل الورقة التي يتغوط عليها الآخرون؛ نحن هنا من أجل بعضنا البعض وليس لاستغلال بعضنا البعض. نحتاج حقًّا إلى بعضنا البعض في بعض الأحيان ولكننا نحتاج إلى الحكمة لنعرف متى نترك أحدنا بمفرده عندما يريد أن يكون مع صديقه الآخر، الله! لا يحق لنا أن نزعزع علاقته بإلهه.

يجب أن ندرك أن الأشياء السيئة يمكنها أن تحدث للناس الطيبين، والأشياء الجيدة يمكن أن تحدث للأشرار. لكننا لسنا القاضي، إذا أردنا شيئًا يجب أن نلاحقه. وأن نمنحه كل ما لدينا ونترك الحياة تكون مفاجأة لنا بدلاً من محاولة مفاجأتها! عندما أتذكر طفولتي، أسعد بذلك كثيرًا. كانت تلك أعظم لحظات حياتي! وبالنظر إلى الوراء، فقد كانت تمثل مفاجأة متواصة! كل يوم كانت تحدث بعض المغامرات الرائعة.

كان أصدقائي يفاجئونني ويسعدونني كل يوم! تتألق ذكرياتي عنهم مثل كشافات في ظلام سن الرشد. وتمتلئ عيناي بدموع الفرح في كل مرة أتذكر فيها واحدة من تلك الأيام الرائعة حقًّا. كان اليوم يعادل ضرب اليانصيب الكبير كل يوم!

يمكنني الشعور بإرهاق يوم كامل؛ أشاهد الوجوه المتسخة لأصدقائي بعد مغامراتنا الرائعة. وأشاهد الجمال الرائع للأشياء اليومية التي كنت أراها ومشاركة أفكاري العميقة مع هؤلاء الأصدقاء الرائعين. لماذا سمحت لهذه المفاجآت العالمية التي أعطتني مثل هذا الفرح أن تتبخر في حياتي اليوم؟

كان لدي صديق خاص عندما كنت طفلاً، لا أحد يستطيع رؤيته سواي. غالبًا ما كانت عائلتي تسخر مني بسبب ما يسمى بصديقي الوهمي. أطلقت عليه اسم ماتي! كان دائمًا موجودًا عندما أكون وحدي، أشعر بالخوف أو بالحاجة إلى المشورة. وعندما كنت مريضًا، كان ماتي حاضرًا! وعندما كنت وحدي كان برفقتي! عندما تحدث الأشياء وأكون في ورطة، كان ماتي حضورًا! لقد اكتشفت أن ماتي هو اسم آخر لله. كانت لدي علاقة معه شخصية جدًّا وواقعية جدًّا؛ يمكنني أن أخبره بأسراري الأكثر حميمية. كان يعرفني تمامًا. أخبرني ماتي بما سأمر به ذات يوم في السنوات اللاحقة. لقد نسيت الكثير مما قاله لي وأضعته في ظلمات حياتي. وخلال تجربتي في عام ٢٠٠٤، أصبحت لمحات من تلك المحادثات معروفة. لقد هيأني صديقي ماتي لما سيأتي. شكرًا ماتي لقد كان من دواعي سروري أن أتعرف عليك مرة أخرى! كل ما يريده الله، ماتي، فيشنو، يهوه، أيًّا كان الاسم، هو أن تكون لك علاقة صادقة حميمة معه! دع الطفل الذي بداخلك يكبر ليصبح بالغًا بنفس الإعجاب والمفاجأة والحياة الكريمة التي عشتها عندما كنت طفلًا.

"لست بحاجة إلى أن يطأك الآخرون حتى تكون محبوبًا ولا أن تطأ الآخرين لتحبهم".

"كونك لا تقبل السلوكيات السيئة في من تحب، لا تتخلى عن محبتهم".

"إن الله يحبنا برغم خطايانا، وهذا لا يعني أنه يقرها".

كل ما يمكن للمرء قوله في هذه المرحلة هو، هل أنت مستعد؟ لا نعرف التاريخ ولا الساعة، لكن كل ما يمكنني قوله هو أنه ليس لديك ما تخشاه. نهاية هذه الحياة هي بداية حياة أخرى.

استعد هنا كما لو كان كل يوم هو آخر أيامك! أنا الآن أفهم الألم، ولا يعني هذا أنني يجب أن أحبه! ذلك المكروه الذي يلحق بي أو بأحبائي. أنا أفهمه بالمعنى العام، وهذا لا يعني أنني أحبه!

أحببت أمي وأبي كثيرًا. كانا أفضل ما يمكن أن يمنحني الله إياه. لقد قضيت معهما القليل، وشاهدت كلاهما يعاني من عدة أشياء. وتسببت في بعض هذه الأشياء، كان معظمها مجرد معضلات الحياة العامة. حين ماتا، كنت متألمًا للغاية، فقدت والدين رائعين، وأفضل صديقين. ومع ذلك فقد استقبل الله اثنتين من أروع النفوس في السماء أو الأرض.

نحن لا نحفظ إخوتنا بل نعلمهم! لذا اخرج وعلمهم ما تعرفه في الحياة. إنه الشيء الوحيد الذي عليك حقًّا أن تنقله للآخرين. وإن التزمت به فإن الجميع سيحتاجون إليه، لأنك الوحيد الذي يعرفه! خمن ما هو؟ تتوقف قيمتك لحظة مغادرة الباب. ولا أحد يتذكر ما تعرفه بعد مغادرة هذه الأرض.

ولكن إن أردت تعليمه باحترام فابحث عن أولئك الذين يتوقون للمعرفة، وعندما تغادر العالم سيظل علمك باقيًا. وعندما يجد الناس علمك سيستمر لفترة طويلة بعد أن ترحل من هذه الأرض. إن الشيء الوحيد الذي عليك أن تقدمه للعالم هو ما تعرفه! عندما تخفيه بداخلك يذهب معك ولن يعثر عليه أبدًا.

كل ما تعلمته حول ما قمت به بشكل جيد في الحياة تعلمته من شخص آخر. تعلمت أيضًا الاستمتاع بمشاركته مع أولئك الذين يرغبون في التعلم! لقد تعلمت الكثير من الحياة، لا أصدق أن عقلًا واحدًا يمكنه تحمل هذا القدر! لقد أعطانا الله (أو أيًّا كان ما تفضل تسميته به) القدرة على أن نكون كل هذه الأشياء وأكثر.

يمكنك أن تكون قرصانًا أو مغامرًا في طفولتك. ميكانيكيًّا أو بناءً عظيمًا عند بلوغك، ورجلًا حكيمًا بكبرك في السن، ومدرسًا أو معلمًا. رجلًا مقدسًا في نهاية حياتك. أبًا عظيمًا أو أمًّا. ابنًا أو ابنة رائعة. والكثير من الأشياء! ولكن إن لم تتشارك ذلك مع الآخرين، فسوف يضيع هباءً منثورًا. يوجد شيء آخر! نحن مأخوذون بالجسد، انظروا يا له من شكل رائع ذلك الذي نحن فيه! وبمجرد أن تنتقل من هذه الحياة إلى الأخرى، ينسى هذا الجسد، في تجديد الروح. ما يبقى منك هو ذكرى تلك الأشياء التي نقلتها، وليس ما كنت عليه.

عندما توفيت والدتي كنت تائهًا. شعرت كما لو أنني بحاجة إلى كتابة شيء يعبر عن خسارتي. لذلك كتبت هذا وتركت الواعظ يدلي بدلوه. أو شيء من هذا القبيل:

عندما ولدت، كنت أنتظر منذ اللحظة التي علمت فيها أنك قد ولدت. انتظرت بفارغ الصبر أن تدخل عالمي. شهور، أسابيع، أيام، ثم جاء اليوم الذي انتظرته. لقد ولدت.

لقد كنت كاملًا في كل شيء، انتظرت طويلًا حتى تأتي إليَّ. لقد انتظرت طويلاً لتقول كلمتك الأولى؛ انتظرتك حتى تمشي! وانتظرت منك أن تفعل أول شيء لنفسك. كل هذا الترقب كان جيدًا يستحق الانتظار. لقد انتظرت أن تكبر ببطء في البداية ومن ثم بشكل أسرع.

انتظرت للمرة الأولى التي جرحت فيها نفسك وانتظرت مرة أخرى لمعرفة النتيجة. لقد انتظرت أن تصبح رجلاً. وقد فعلت. كنت فخورة جدًّا بك وبما وصلت إليه حتى الآن.

وبعد كل هذا الانتظار مضيت الآن لأعيش في بيتي الأبدي. لم أستغن عنك يا بني، لأن هذا ما لن أفعله أبدًا. أنا هنا، أنتظرك مرة أخرى وأنتظر عودتك إلى المنزل. كما كنت أفعل في مرات عديدة من قبل. ليس رحيلًا، بل مجرد انتظار لعودتك مرة أخرى.

أعلم أن هذه المرأة التي أحببتها كثيرًا في الحياة ستكون هناك بانتظاري وأعلم أن انتظارها سيكون قصيرًا. أتوقع رؤية وجهها ونعمتها وحبها الرائع.

كم هذا رائع؟

إننا نعيش في هذه الحياة مع ألم وقسوة الآخرين وكلماتهم الجارحة. والفرحة بمن نحبهم، وهكذا أحداث لا نتحكم فيها، خيرها وشرها. ولكن هل تعلموا! لا يمكن للحياة أن تخلو من ذلك! فكروا في الأمر! إذا علمنا ما سيحدث كل دقيقة فكيف سنتعامل معه؟ وإذا علمنا أننا سنقع في كومة من الحظ، فكيف سيكون رد فعلنا؟ أسنسقط ميتين من الصدمة؟ أيمكن أن نقول إنها مسألة وقت؟ الشخص الذي سأساعده؟ لست أنا! لا يمكن لشيء كهذا أن يحدث لي! أبدًا، لن يحدث أبدًا!

ماذا سنفعل إذا قال لنا صوت، ستنتهي حياتك في غضون ساعتين، ستموت في تمام الساعة ٨:٣٠ صباحًا! لن أجد ما يكفي من الوقت لإنجاز كل شيء، ولن أنجز. لكن ليس لديك خيار فالدقائق تمضي؛ لديك الآن ساعة وخمس وأربعون دقيقة فقط. بمن سوف تتصل؟ وما الذي ستقوله؟ ما هي الذكريات التي ستسترجعها؟ ماذا تنتظر؟ استمتع بكل ما لديك! مهما كان قليلًا، استمتع به. ما فائدة الذهب في الحياة الآخرة؟ لا حاجة له، لا يمكن لروحك حمله فهو ثقيل جدًّا.

إن ذكريات الأصدقاء الرائعين، وإعطاء القليل مما كان عليك أن تقدمه للحياة، هو ما سيذهب معك. ستصبح الكلمات والأفعال الطيبة جزءًا من روحك، وسترافقك ذكرياتك الجيدة؛ لدى الله متسع كبير لتلك الأشياء في الغرفة التي أعدها لك. ألا تعتقد أن هذه الأشياء حقيقية؟ سنحصل جميعًا على فرصة لمعرفة ذلك!

إذا كنت مراهنًا وأعطيت الاحتمالات ٥٠/٥٠، فسأكون على استعداد للمراهنة بنسبة خمسين بالمئة على الأخير لأنه يحتوي على تاريخ في جانبه؛ أنت تعلم أن الحصان الذي يركض في الوحل طوال الوقت لديه فرصة أفضل للفوز على مضمار رطب من الحصان الذي لم يسبق له الركض على أي مسار على الإطلاق! وفرصة أن يتغلب حصان ذو عين واحدة على حصان أعمى أصم هي خمسين بالمئة.

أنت تختار طريقتك الخاصة للتعامل مع الوفيات. الموت رهان أكيد، والخلود يعتمد على وجهة النظر. الحياة على الأرض هي رهان أكيد للأحياء، والحياة الأبدية ليس لها أي احتمال حيث لا يوجد إيمان بها. أنا أؤمن أن الشمس تشرق من الشرق، لأن هذا ما أراه كل يوم أستيقظ فيه!

تغرب الشمس في الغرب! وكل يوم يولد أناس ويموت آخرون. لا أعرف شخصيًّا كل شخص يولد ولا أعرف كل شخص يموت. لكن الأمر كذلك! بالتأكيد لا أعرف -بصفة شخصية- كل شخص على وجه الأرض، لكنهم موجودون!

عندما ترى الناس، هل تساءلت يومًا عن حياتهم؟ وإن تساءلت، فلماذا هي مهمة؟ لا يقتصر الحب على العائلة، فهو متأصل فينا! كلنا نريد أن نكون محبوبين، ولدينا جميعًا رغبة فطرية في الحب. إن الوضع الذي أجد نفسي فيه في هذا الوقت ليس بهذه الروعة. ففي كثير من الأحيان لا أستطيع التنفس وأشعر بألم شديد.

لا يمكنني الذهاب بعيدًا، حيث نفدت قوتي. لن أعود أبدًا إلى وظيفتي التي أحببتها! لقد كانت الشيء الوحيد في حياتي الذي كنت جيدًا فيه. لقد كنت مستمتعًا بها من أجل لقمة العيش، وكسبت منها رزقًا جيدًا، واحترمت القرارات التي اتخذتها في عملي. لقد احترمت فريق الإدارة الذي كنت أعمل ضمنه، ولم أتفق معهم دائمًا ولكن أحترمهم تمامًا.

قبل أن يحدث لي كل هذا، كان بإمكاني كتابة أكثر من تسعين كلمة في الدقيقة، دون النظر إلى لوحة المفاتيح. والآن لا يمكنني تذكر مكان أي من المفاتيح. هذه ليست شكاوى! بل لحظات امتنان! وكما ترون، ما زلت قادرًا على إيصال ما أشعر به، ولا يزال بإمكاني الاستيقاظ في الصباح ممتنًا لأن حياتي لا تزال تحمل معنى.

أفتقد الأشخاص الذين عملت معهم كثيرًا! لكن ذكرياتهم باقية إلى الأبد. عندما أموت سأنتظرهم. بإمكاني كتابة هذه الكلمات على أمل أن يجد البعض القوة للاستمرار، والسلام الذي لم يجدوه، وأن يكونوا متصالحين مع حياتهم.

أعتقد أنني اكتشفت سبب عودتي إلى هذه الأرض! على الرغم من أنني لم أرغب في العودة. أخبرني الله أنه لا يزال لدي شيء لأفعله؛ أعتقد أن هذه الكتابة جزء منه. والجزء الآخر هو الطريقة التي أتعامل بها الآن مع الآخرين. أنا صريح للغاية مع الآخرين عندما أختلف معهم. لكنني صادق تمامًا في حبي لهم!

لم أعد أسمح للآخرين بالاعتقاد أنني سأتفق معهم لجعلهم يشعرون بتحسن، أو لتفادي موضوع حساس. ومع ذلك، سأكون أول من أخبرهم أنني أحبهم حتى لو كنت لا أتفق معهم.

لقد وجدت نفسي أقول أشياء للغرباء الذين ألتقي بهم. وقد فاجأني ذلك! إنني أمدح الآخرين في الطريقة التي يتحدثون بها مع أبنائهم، والطريقة التي يتحدثون بها عن أحبائهم. أباركهم لأن عيونهم تكشف أنهم بحاجة إليهم.

إن الألم، والشعور بالضعف، يكون أفضل بكثير في سبيل مساعدة الآخرين. رغبتي في العمل والقيام بما أفعله بشكل أفضل تكون قوية جدًّا في بعض الأحيان، مما يجعلني أشعر بالعجز. رغم أنني لم أعد أستطيع أن أفعل ذلك بالمعنى المادي. لقد أصبح إحساسي الروحي قويًّا جدًّا. يبدو أنه كلما زاد الألم كانت الروح أقوى. نعم! يجعلني ذلك أرغب في الصياح! "مهلًا، سيتحسن الأمر. ما سيأتي أفضل من كل ما هو موجود الآن!"

كل يوم -بغض النظر عن الموقف- تتعلم درسًا، وقد لا يعجبك هذا الدرس لكنك تحتاج إلى تعلمه. في كتابتي هذه، استخدمت عدة أوصاف لشرح ما شعرت به ورأيته. حسنًا، لم يكن هناك ضوء ساطع، نوعًا ما! فقد كان الضوء شعورًا، إحساسًا بأن كل شيء مضاء. لقد تحدثت عند عودتي إلى هذا الوجود الأرضي عن الظلام الرهيب. كان ذلك مخيفًا! لقد كنت في الظلام من قبل، لكن هذا كان مظلمًا جدًّا. لا يوجد ضوء على الإطلاق ولا ظلال، كان بإمكان الضوء المنبعث من صواعق البرق أن يفلت من هذا الظلام. هذا بالتأكيد ليس المكان الذي تريد أن تكون فيه! حيًّا، ميتًا، بين هذا وذاك، في الجحيم، في المطهر، أو أيًّا كان المكان!

يبدو الأمر كما لو أن خوف العالم كله قد اجتمع في مكان واحد وفي وقت واحد وأنت تشعر به! لكن المكان الذي تجد نفسك فيه في النهاية هو شيء من صنع الأحلام، ولكن ليس حلمًا. وبعيدًا عن ذلك، كل ما تريده وأكثر. لقد مررت بلحظات كثيرة، وسارت الأمور بشكل خاطئ، وكان الأمر في بعض الأحيان وكأن لا شيء يسير على ما يرام. فقد كان حال الموتى أفضل!

لسبب ما في تلك الأوقات، تجد نفسك تنظر إلى كل ما كان صحيحًا. وتكاد تسمع الله يقول، "لا تستسلم، صحيح أن الدروس تزداد صعوبة ولكن المكافآت تزداد أيضًا". ترن حقيقة! إن الله أعظم من ما ندرك في عالمنا! لماذا نعتقد أننا الوحيدون في العالم؟ يمكننا أن نكون مثل الحمير. نحن لسنا وحدنا! لم تكن وحدك أبدًا! ولن تكون أبدًا! عندما يظهر شفق المغيب في حياتي على هذه الأرض، سيبدأ فجر الخلود. ستسدل عيناي الستار على حياتي المادية وتنفتحان على شروق الحياة الأبدية.

إن أملي الكبير في جميع الذين يرون هذه المهمة، هو أن تنير قلوبهم وتعزز آمالهم، وأن تخفف أثقالهم. بالنسبة لي، أتمنى أن أنجز هذه المهمة التي أعادني الله لإكمالها. دعك من كلامي، كن أفكار الله، وسيتنزل الله إلى الأرض في شكل صوت فكري.

أعنِّي يا ربي لأفعل ما تريده مني. أحمدك على ألمي ولا ألعنك. وفي الأوقات التي أشعر فيها بالضعف، أرجو أن تدعمني قوتك. املأ أيامي بك، وقلل من انشغالي بنفسي. أعلم أنك سوف تعطيني الراحة والسلام عندما تحل بي مشيئتك.

أقول لمن فقد عزيزًا؛ أبًا كان أم أخًا، أمًّا، زوجًا، أيًّا كان هذا الشخص أو الدور الذي ربما لعبه في حياتك. لا بأس أن تحزن بعض الشيء. ولكن بمجرد أن تتخطى فقدان هذا الشخص على هذه الأرض، فهذا يعني أنك لم تعد تحزن عليه بل على نفسك. لا تحزنوا عليهم لأنهم يعيشون الحياة بالطريقة التي كان من المفترض أن يعيشوها.

أحبوهم واحترموا ذكراهم. تذكروا الخير الموجود داخلهم واعلموا أنهم ينتظرون عودتكم إلى المنزل. سيكونون مرة أخرى جزءًا من حياتكم. كل ما في الأمر هو أنهم سيقدمون لكم حياة يصعب عليكم تصديقها. إن جمال الأرض مضخم هناك لألف مرة. والألم والبؤس غير معروفان. إذا انتهت أيامي، دعوا كلامي يبقى بمثابة خريطة تقودكم إلى بيت الله.

طفلكم المحب ماركوس.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٧ يونيو ٢٠٠٤.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ لا، مرض. جراحة ذات صلة بالأزمة القلبيَّة. سكتة دماغية، جراحة القلب المفتوح الطارئة، بعد خمسة أيام من الموت القلبي المفاجئ. ٤ دقائق و٣٨ ثانية بدون وظيفة، ٤ صدمات من مزيل الرجفان. الشفاء من جراحة القلب المفتوح، مشاكل الشرايين التاجية الشديدة. الموت القلبي المفاجئ.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. لقد فهمت على الفور تلك المفاهيم التي هربت مني في الحياة، كنت على دراية بكل التفاصيل من حولي. لا تحتوي تفاصيل ما رأيته على أي كلمات تصف اللون أو الأشياء التي رأيتها. لم أكن أرغب في مغادرة ذلك المكان.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ أثناء وجودي في الحياة التالية، وقبل أن يطلب مني العودة إلى حياتي الأرضية، ورؤية نفسي في سن حوالي عشر سنوات أو نحو ذلك، تلك الأوقات في الحياة حيث كان كل شيء رائعًا.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. بدا الأمر وكأنه لا وجود للزمان ولا المكان. ما تفكر فيه روحك تجده! أتذكر أنني أخبرت بطريقة ما أن ما تريده تحصل عليه! كما لو كان كل شيء موجودًا في جميع الأماكن في نفس الوقت، ولا شيء منفصل عنك.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. تألق اللون. كان الظلام أحلك ما رأيته في حياتي. وكانت الكائنات تظهر بتفاصيل شديدة وكنت تعرف كل شيء عنها بمجرد رؤيتها. لم تكن هناك شفافية في الأفق ولا في المعرفة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كانت كل الأصوات واضحة بشكل لا يصدق. يبدو أن صوت الكائن الأسمى كان ينبعث من العدم، ولكن في نفس الوقت من كل مكان. لم تخرج الكلمات من أفواه الكائنات، بل من الهالة المحيطة بها.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكَّد. كنت في الظلام، ثم وجدت نفسي فجأة على طريق جميل بدا أنني كنت فيه خلال شبابي، ولكن بتفصيل أكبر فقط.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. عرفت بعض الأشخاص الذين رأيتهم لكنهم ماتوا في الماضي. وآخرون لم أكن أعرفهم، لكن عندما مروا بجانبي ابتسموا بشكل هادئ للغاية. كانوا على الطريق يسيرون في اتجاهات مختلفة، تحدثت هالتهم كما لو كانت تعبر عن قصة حياتهم، لقد فهمت كل كلمة كما لو أن معرفتهم قد نقلت إليَّ بسرعة البرق.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. عندما اقتربت من الطريق كان هناك ضوء مثل ضوء الشمس الساطع.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لم أعرف مثل هذا السلام في حياتي. كان كل شيء عجيبًا، تلك السعادة التي شعرت بها لم أشعر بها في الحياة.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ سعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بأني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. ما رأيته خلال طفولتي، على ما أعتقد، رأيته بتفصيل عظيم. يبدو أنني اكتسبت المعرفة في شكل تدفق بيانات. عندما عدت إلى الحياة أدركت الألم والمعاناة ومشاعر أخرى لم تكن لدي قبل التجربة.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. أدركت قيمة الكلمات التي نتحدث بها، لنحب أكثر ولنكون محبوبين. وتعلمت ضرورة أن تكون صريحًا للغاية في مشاعرك ونفس هذا القدر من الصراحة مع حبك. رأيت نفسي أتحدث إلى مجموعات صغيرة من الناس وأفراد عن الحياة والموت بطريقة مختلفة تمامًا. لقد ثبت أن هذا دقيق دون شك. رأيت نفسي في أماكن ومواقف كانت حتى ذلك الحين تهافتًا على المال.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله، الروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ أصولي/محافظ. كان نظام معتقداتي قويًّا ولكن كنت بطبيعتي مواطنًا أمريكيًّا.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. أصلي لنفسي وللآخرين يوميًّا. لدي علاقة شخصية مع خالقي، أيًّا كان ما تسميه/تسميها لا يحدث فرقًا، إن علاقتنا مع الكون حقيقية مثل هذه الكلمات التي أكتبها الآن. شخص ما خلقها! أنت! وكل البقية. لقد كنت مريضًا جدًّا لدرجة عدم تمكني من الذهاب إلى الكنيسة لعدة أشهر. لكن أصبح نظام معتقداتي أقوى من أي وقت مضى.

ما هو دينك الآن؟ محافظ/أصولي. لدي إحساس كبير بالحاجة إلى الطبيعة الروحية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أصلي لنفسي وللآخرين يوميًّا. لدي علاقة شخصية مع خالقي، أيًّا كان ما تسميه/تسميها لا يحدث فرقًا، إن علاقتنا مع الكون حقيقية مثل هذه الكلمات التي أكتبها الآن. شخص ما خلقها! أنت! وكل البقية. لقد كنت مريضًا جدًّا لدرجة عدم تمكني من الذهاب إلى الكنيسة لعدة أشهر. لكن أصبح نظام معتقداتي أقوى من أي وقت مضى.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. يتم الرد على كل ما كنت ترغب في معرفته قبل أن تسأل. لقد فهمت أننا جميعًا لدينا هدف. يجب أن يتحقق قبل أن نتمكن من الانتقال إلى العالم التالي. كنت أعلم أنه لا يوجد ما يدفعني للخوف من الموت. وأن هذا هو المسار الطبيعي للأشياء. تعلمت أننا نعبر إلى هذا البعد في حياتنا ربما آلاف المرات، لكننا غير مدركين لذلك. وعلى الرغم من إعطائنا توجيهات عندما نفعل ذلك، ننظر إلى الأمر على أنه مجرد إحساس، لا ندري من أين أتى. إن العالم الآخر قريب من يدك؛ ولهذا السبب لا نعرف طريقة موتنا ولا وقته. ومع ذلك فهو قريب كطرفة عين.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. إن شدة حبي لمن هم في حياتي أكبر من السابق بألف مرة. لدي امتنان يفوق الخيال لأولئك الذين ساعدوني في مهمتي الدنيوية. تلك الأشياء التي أتخذها أمرًا مسلمًا به هي الأشياء التي أهتم بها. إنها أعظم النعم في هذه الأرض. الزوجة والأبناء والأحفاد، والأصهار والأصدقاء. أهم من المال والأشياء التي لا يمكنك أخذها معك عند رحيلك. إن المال والأشياء المادية لا تبادلك المحبة عندما تكون هنا!

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. يبدو أنه لا توجد كلمات لوصف الجمال والعظمة والإحساس فيما يتعلق بالإجابة على الأسئلة قبل طرحها. بمعنى أنه لا وجود للزمان والمكان. ترى الروح على الفور كل ما ترغب في رؤيته. حيث تلبى كل الرغبات على الفور. كانت المعرفة لحظية.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. لقد اكتشفت أن أشياء تخرج من فمي وأنني أكتب للناس في الوقت والمكان المناسبين. لقد غيرت أرواحًا بمجرد كلمة واحدة في الوقت المناسب. أحلم بأشياء ستحدث للآخرين، ذات طبيعة إيجابية دائمًا، وتتحقق. لا تحمل شيئًا محطمًا ولكن مفيدًا لهم في حياتهم. أشعر ببؤس الآخرين. الأمر أشبه بسكين يمر من خلالي، وفجأة أجد نفسي أقول لهم شيئًا، ولا أصدق أنني قلته. ثم أقرأ نظرات وجوههم وعيونهم تقول دائما شكرًا لك كيف عرفت أنني أعاني؟ أستطيع أن أهدئ خوف الناس من الموت، وأستطيع أن أعرف من يخاف من الموت ولماذا يخاف!

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ تلك المعرفة التي نقلت إليَّ. والطريقة التي أصبحت أتعامل بها مع الناس عندما عدت إلى الحياة، والمشاعر الشديدة التي أشعر بها تجاههم. والعلم أنه لا يوجد ما أخشاه من موتي، وطمأنة الآخرين أنه لا يجب أن يخشوا شيئًا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. رأيت ممرضة ممارسة بعد حوالي ثلاثة أشهر. كان لديها كل سجلاتي، وقالت لي، "بالتأكيد كانت لديك تجربة ما!" يمكنني القول إنها كانت في حالة مؤلمة، لذلك بعد أن تفقدتني حكيت لها ما رأيته وما شعرت به. فأخبرتني أن ما قلته لها للتو كان مطمئنًا، لأنها فقدت والدها قبل أقل من عام. وشكرتني على مشاركة تجربتي معها وغادرت. ثم رأيتها مرة أخرى بعد شهرين. وقد تحولت من شخص شديد الخجل إلى آخر واثق بنفسه. لم تكن مغرورة! بل واثقة بنفسها، ذات ابتسامة عريضة على وجهها، وموقف مبتهج. لقد أرادت مساعدتي في حل مشاكلي وقد فعلت ذلك، وبينما كنت أغادر عيادة الطبيب نظرت في عيني إلى روحي، وقالت ببساطة "شكرًا". وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أعتقد أنني قد عدت. وفي مناسبات أخرى تحدثت إلى آخرين بشكل عفوي، ووجدت أنهم في ذلك الوقت كانوا بحاجة إلى شخص ما للتحدث معه.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. لقد عشت التجربة بما في ذلك كل الألم بعد أن عدت إلى الحياة. وفي كل ليلة لمدة أسبوعين لم يكن الأمر لطيفًا، لكنني أتفهم.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لست متأسفًا كوني مررت بهذه التجربة، رغم أنني لم أرغب في العودة. أؤمن بأنني حصلت على لمحة عما ينتظرني لحكمة ما. لدي شيء لأفعله في هذه الحياة لسبب ما. وعندما يحين وقتي الأخير وتكتمل مهمتي في هذه الأرض سأعرف أن كل شيء كان جيدًا بالنسبة لي ولبقية العالم.