تجربة مارسي س، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت تحت مبنى وانهار فوقي. لم أستشعر أي خطر قادم ولم أسمع أي صوت يحذرني من أنني على وشك أن يتحطم فوقي طن ونصف. وجدت نفسي خارج جسدي وأنظر إلى جسدي. أتذكر الوضع والمكان الذي كان جسدي فيه، ومع ذلك لم يكن ذلك مصدر قلق كبير بالنسبة لي. لم يكن لدي أي ارتباطات عاطفية بذلك الجسد الذي كنت أسكنه. أتذكر أنني كنت أفكر في أن الجسد كان مصابًا بجروح بالغة بحيث لا يمكنني العودة إليه. لم أعتبر ذلك خيارًا في الحقيقة. كان مسألة حقيقة لا أكثر. كنت أطير في الهواء لكن يبدو أنه لدي معرفة كاملة بكل ما يدور من حولي. كنت في المنزل تمامًا ولم أفكر في وجودي في أي مكان آخر غير المكان الذي كنت فيه. علمت بطريقة ما أنني مت حيث رغبت في أن أرى أختي التي توفيت عام ١٩٩٧ بسرطان الدماغ. أردت أن أرى أختي فيليس. علمت أنها كانت على يساري في مكان ما وعرفت أنه بمجرد وصولي إليها لن أعود إلى الجسد. قال لي أبي، الذي توفي قبل أربعة أشهر من الحادث، "مارسي، تنفسي، تنفسي مارسي!"

أتذكر أنني أدرت رأسي إلى اليمين وقلت، "آه، أبي!" لم أكن أرغب في التنفس. فقد كنت بخير في ذلك الحال. لقد كان صوت أبي، بدا وكأنه صوته لكن لا يبدو أنني سمعته ومع ذلك كان صوته وكلماته واضحين جدًّا ولم يكن لديَّ أي شك على الإطلاق في أن أبي هو من طلب مني أن أتنفس. ظل أبي يردد مرارًا وتكرارًا، "تنفسي مارسي، تنفسي". وفجأة سمعت إلحاحًا في صوت أبي (لا أجد مصطلحًا أفضل يصف كيفية سماعي لهذا الصوت) عندما طلب مني أن أتنفس. وعلى الفور رأيت صورة أمام عيني. كان الأمر أشبه بصورة عائلية، وكنت أرى وجه كل فرد على حدة. كانت صورة لعائلتي وأصدقائي الذين ما زالوا يعيشون في أجسادهم.

وفي تلك المرحلة كان الشيء التالي الذي أتذكره هو العودة إلى جسدي وإخبار نفسي أن أتنفس بالقول في ذهني، "شهيق، زفير، شهيق، زفير، شهيق، زفير!" كنت أعاني من صعوبة كبيرة في التنفس لكن بعد ذلك وجدني زوجي وعدت. وعلى الرغم من ذلك لم أشعر -إلا في وقت ما ربما بعد ستة أشهر أو نحو ذلك- بأنني دخلت جسدي بشكل كامل. لقد تعرضت لإصابة في الدماغ وإصابات مؤلمة للغاية في جسدي. وعانيت من صعوبة في التنفس لفترة طويلة بعد الحادث بسبب إصابات في منطقة صدري. كان من المؤلم للغاية بالنسبة لي مجرد التنفس بعمق.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٩ أكتوبر ٢٠٠٠.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. إصابة مباشرة في الرأس. كنت تحت مبنى مشيد حديثًا له سقف يزن طنًّا ونصف. انهار المبنى فوقي وضرب رأسي أولاً، ثم نزل عمود يحمل المبنى وأصاب كتفي الأيسر وقذفت مسافة عشرة أقدام تقريبًا.

كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كنت أكثر انتباهًا بشكل لا يصدق. من المثير للاهتمام طرحكم لهذا السؤال. لم أفكر فيه مطلقًا بوعي حتى طرح عليَّ هذا السؤال ولكن عندما قرأت السؤال فكرت، "أين عثرتم على هذا السؤال؟" وعرفت على الفور إجابة السؤال وهي أنني لم أشعر أبدًا بحالة انتباه أكثر من تلك الحالة التي شعرت بها في ذلك الوقت.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بعد أن خرجت من جسدي مباشرة. كنت مدركة تمامًا لمكان وجودي وكنت منتبهة تمامًا. ربما شعرت بأنني أكثر انتباهًا مما كنت عليه في جسدي.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لست متأكدة مما يعنيه ذلك.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. غير مؤكَّد. لا أعرف كيف أجيب على هذا السؤال. عندما نظرت إلى الجسد رأيته ملونًا. لا أعرف ما إذا كنت قد رأيت الأشياء ملونة أكثر أم ما إذا كان هذا مجرد شعور بأنني محاطة بالكثير من الألوان. كان لدي شعور بالوضوح الكامل والمعرفة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. لكني لا أعرف كيف أصف ذلك. سمعت صوت أبي بوضوح تام لكنني لا أتذكر سماعه من خلال أذني. كنت أعرف دون أي سؤال أن أبي هو من كان يتحدث معي. ولا أتذكر أي صوت آخر في ذلك الوقت.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. لم أكن على دراية به، فقط كنت أطير في الهواء.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكَّد. كان أبي بجانبي تمامًا ولكني لم أتمكن من رؤيته بصريًّا. وكانت أختي قريبة جدًّا؛ شعرت أنها على يساري. وشعرت بأفراد آخرين من العائلة بالقرب مني لكنني لم أرهم. بدا أن أختي وأفراد عائلتي الآخرين كانوا على يساري. كما بدا لي أنني أسمع أبي من جهة اليمين أو هكذا بدا الأمر. كان أفراد العائلة الذين شعرت بهم مألوفين جدًّا بالنسبة لي. الشخص الوحيد الذي كنت أعلم بوجوده بجانب أختي وأبي هو جدتي. كما يوجد آخرون ولكن لا يمكنني أن أحدد شخصًا على وجه اليقين بخلاف أولئك الذين ذكرتهم.

هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا. كنت محاطة بضوء ساطع لكنني لم أرَ ضوءًا ساطعًا ولم أشعر أنني كنت منجذبة إلى ضوء ساطع. كان كل شيء مشرقًا ومضيئًا.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لم أشعر بأي مشاعر على الإطلاق اتجاه جسدي المادي. لم يكن لدي أي قلق على جسدي المادي. اعتبرت أنه سيارة كنت أستخدمها لا أكثر ولا أقل. لم يكن لدي أي رغبة في البقاء بالقرب من جسدي أو أي رغبة في العودة إليه. كانت مشاعري، التي لا تتعلق بجسدي المادي، يغمرها الفرح الشديد. لم تكن لدي مخاوف ولم أرغب في مغادرة المكان الذي كنت فيه. كنت في مكان شعرت أنه المكان الذي أنتمي إليه.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. كان لدي معرفة بكل شيء دون تحديد. ما تعلمته من هذه التجربة هو أنه لا يوجد ما يستدعي الخوف على الإطلاق فيما يسمى بالموت. لم أشعر بالموت. شعرت بمفارقة تلك السيارة التي كنت أستخدمها في أثناء وجودي على الأرض. لم أكن حزينة بأي حال من الأحوال على فراقها. شعرت لفترة طويلة بعد أن مررت بهذه التجربة أنني محاطة بالملائكة. لا أعرف لماذا، حيث لا أتذكر رؤية الملائكة. عندما كنت في طريقي إلى أحد مواعيد الأطباء العديدة التي كنت أتبعها بعد تجربتي رأيت ملصقًا مكتوبًا عليه، "أنا أؤمن بالملائكة". لقد سحقني ذلك ولم أستطع التحكم في البكاء. لم أكن حزينة على الإطلاق. لقد غمرتني الفرحة بفكرة الملائكة. وكلما فكرت في هذا الملصق بدأت في البكاء. وحتى يومنا هذا يدمع هذا الملصق عيني. شعرت أنه على الرغم من كل إصاباتي وآلامي الهائلة التي عانيت منها وما زلت أعاني منها، فإن التجربة كانت تستحق أي ألم قد أشعر به. شعرت بفخر لا يصدق، لا أجد كلمة أفضل، لأنني مررت بهذه التجربة.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. لدي بعض الذكريات عنها ولكن هذا كل شيء.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. ربما ينبغي أن أسميه حدًّا زمنيًّا. كنت أعلم أنني إذا لم أبدأ في التنفس فلن أتمكن من العودة إلى جسدي. لم أكن أرغب بشكل خاص في العودة إلى جسدي. في الواقع لم يكن لدي أي علم واعٍ بالموافقة على العودة. رأيت وجوه عائلتي وأصدقائي الذين كانوا لا يزالون في أجسادهم وبعد ذلك عدت، كما يبدو، إلى الجسد الذي تركته للتو.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. كنت أؤمن بالله وأعتبر نفسي روحانية جدًّا. لقد نشأت في كنيسة قديسي الأيام الأخيرة، وقبلها كنت مشيخية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. أعلم أنه يوجد كائن أسمى وأن كل شيء وكل شخص يتناسب مع هذا الكائن الأسمى بطريقة مثالية.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. أنا روحانية للغاية وأؤمن بكائن أسمى سواء أكان هذا الكائن مزيجًا من جميع الأرواح أو إله مفرد.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أعلم أنه يوجد كائن أسمى وأن كل شيء وكل شخص يتناسب مع هذا الكائن الأسمى بطريقة مثالية.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. كان لدي شعور كامل بالمعرفة.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. لم أعد أقلق كثيرًا بعد الآن. لدي وعي بأن كل شيء على ما يرام كيفما كان. وهذا لا يعني أنني لا أجري تغييرات في حياتي بل يعني فقط أنني أحظى بسلام حقيقي مع حياتي ولا يهمني ما إذا كانت تجربة الحياة جيدة أم سلبية. هذا أفضل ما يمكنني شرحه.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا. من الصعب التعبير عن تلك المشاعر التي كانت تتماشى مع التجربة حيث أعتبرها شيئًا محسوسًا بعمق بالغ درجة لا أستطيع فيها العثور على الكلمات للتعبير عن تجربتي. لقد كانت رائعة.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. استيقظت ذات صباح وأخبرت زوجي أن صديقًا وزميلًا له في العمل قد مات. لقد تحدثت إلى هذا الرجل عبر الهاتف في وقت ما خلال فترة خمسة عشر عامًا لكنني لم أقابله أبدًا. لم يكن شخصًا أفكر فيه. أخبرت زوجي فقط أنه مات. وبعد فترة وجيزة تلقى زوجي مكالمة هاتفية وأخبره صديق أن هذا الرجل قد مات. أعتقد أنه ربما مات بعد أن أخبرت زوجي. عندما تلقى زوجي المكالمة الهاتفية وأخبره الرجل بمن مات أفاد زوجي بأنه يعلم ذلك سلفًا. ثم تذكر زوجي أنني أنا من أخبرته. كانت لدي تنبؤات أخرى حول الأحداث التي ستحدث لكنها لم تكن أشياء تدمر الحياة. كنت أعرف فقط أشياء مختلفة كانت ستحدث قبل حدوثها بالفعل.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان من المهم بالنسبة لي أنني لم أكن بعيدة جدًّا عن ما أنا عليه الآن. كما كان من المهم مدى قرب أصدقائي وأقاربي الذين تركوا أجسادهم بالفعل. أعلم أنهم قريبون مني الآن.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد شاركت تجربتي بمجرد أن تمكنت من التحدث على ما أعتقد. أخبرت الطبيب الذي كان يقدم لي الرعاية الأولية. أخبرت زوجي وأي شخص آخر يمكنني إخباره. كنت متحمسة جدًّا لمشاركة تجربتي مع أشخاص آخرين. أتذكر الدهشة التي بدت على وجوه عدد قليل من المحامين الذين كانوا يستجوبونني لصالح شركة التأمين. أعتقد أنه طلب مني ألا أتحدث عنها كثيرًا لكنني كنت متحمسة للغاية وأردت مشاركة تجربتي.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم. سمعت عنها.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟ إن لم أكن متعبة كثيرًا فربما كنت سأضيف المزيد لكنني متعبة وإصاباتي من الحادث تضايقني عند الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر لفترة طويلة.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ ربما يمكنني التفكير في بعض الأسئلة في المستقبل. أما الآن فلا بد لي من التوقف عن الكتابة. أنا متعبة جدًّا ومتألمة كثيرًا من الموقف الذي أنا فيه. شكرًا لكم على السماح لي بالمشاركة.