لين س. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
خضعتُ لتخدير في النخاع الشوكي خلال مخاض طويل وصعب. كنتُ مستلقيةً على النقالة بعد الولادة عندما بدأتُ أشعر بوجود شريطٍ مشدودٍ حول صدري. قامت ممرضة بقياس ضغط دمي، وقالت إنه ٧٠/٣٠. فتحت الممرضة المحقن الوريدي. وشعرتُ بتحسنٍ كبيرٍ لدرجة أنني أردتُ مد يدي لإغلاق المحقن، لكنني لم أستطع الحركة. لم أكن قلقةً على الإطلاق، وقبل أن أدرك ما يحدث، كنت خارج جسدي أطفو ووجهي إلى الأسفل. رأيتُ جسدي على النقالة، لكنني لم أشعر بأي قلق على الإطلاق. ركض طبيبٌ نحوي، وصرخ: "ماذا حدث بحق الجحيم؟ كانت بخيرٍ قبل دقائق! أحضروا العربة!" (عربة الإنعاش). جاء أطباء وممرضات آخرون يركضون. لم أكن مهتمة حقًا بما يحدث هناك في الأسفل. لقد شاركتُ في الكثير من عمليات الإنعاش، وكان مشاهدة عملية إنعاشي مملة جدًا.
شعرتُ براحةٍ لا تُوصف، لم يكن هناك ألم ولا قلق. لاحظتُ أن قمم الجدران قد غطتها الظلمة، وكنت قادرة على رؤية النجوم في السماء. لاحظتُ وجود نافذةً كبيرةً تحتي، وبطريقة ما وصلني إحساس أنه بإمكاني الذهاب إلى المنزل لدقيقةٍ إن شئتُ. لم يكن زواجي على ما يُرام آنذاك، فقررتُ ألا أزور منزلي قبل الرحيل.
وفجأة، وجدت نفسي مستلقية ورأسي وكتفيّ مرفوعين قليلًا، داخل نفقٍ أثيري، كنت أتحرك ببطء نحو النور. كان هناك كائنان أمام النور. كنت أعلم أنني سأبدأ قريبًا بالتحرك بسرعة نحو النور. كنت مستعدة للانطلاق. بدا أن الكائنين يشعران بالارتباك بعض الشيء، وكانت لديهما أفكار مثل: "لم يحن أجلها بعد". "كيف حدث هذا؟"، إلى آخره. وأخيرًا، هدأ أحدهما وبدأ بالتواصل معي. أخبراني بلطف أن أجلي لم يحن بعد، وأن لديّ سنوات عديدة لأعيشها. كنت أعلم أن القرار النهائي يعود لي. فقررتُ المضي قدمًا. ثم قالا: "لكن، سيتعين عليكِ إعادة القيام بكل هذا من جديد. ستعيشين حياةً طويلة ولديكِ الكثير من العمل لتقومي به". جعلني هذا أتردد، وبينما كنت أحاول اتخاذ القرار، قالا: "من سيعتني بالطفل؟"، التفتُّ إلى يساري فرأيت ابني مستلقيًا في سريره في غرفة الأطفال. كان مُنهكًا ومُصابًا بكدماتٍ نتيجة المخاض الطويل. كان نائمًا، ولاحظتُ أن رأسه غير منتظم. بدأت عزيمتي في المضي قدمًا تتزعزع. وجدتُ نفسي أُكافح كي أعود إلى جسدي، كأنني كنت أسبح للخلف.
وفجأةً، عدتُ إلى جسدي. شعرتُ بالبرد والرطوبة والألم. وللحظة، ندمتُ على عودتي. غضبتُ من الممرضات والأطباء لأنهم أعادوني إلى الحياة. ورغم ذلك، كنتُ أعلم أنني اتخذتُ القرار الصحيح.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1 ديسمبر 1970.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. انظر السرد الرئيسي للتجربة.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. طوال الوقت الذي كنت فيه خارج جسدي.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ طوال الوقت الذي كنت فيه خارج جسدي.
هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لا أستطيع وصف الوقت، لكن المكان والزمان كانا مختلفين بالتأكيد عن تجربتنا على الأرض .
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، لا أستطيع وصف رؤيتي. بدا الأمر كأنني كنت أستطيع أن أرى من خلال الأشياء، وما حول الأشياء، ولأميال، وما إلى ذلك.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. أعتقد أن السمع الذي اختبرته كان من خلال التخاطر.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟نعم، نفق جدرانهشبهشفافة،عديمةاللون، متموجةقليلاً.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟نعم، كائنانيبدوان شبيهان بالبشر.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟نعم، بداوكأنهنورأصفرساطعودافئومُرحِب،كانبمثابةفتحة علىمكانآخر.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالفرح والسلام، لم يكن هناك ألم ولا انزعاج، ولا قلق من أي نوع. شعرتُ وكأن هذا ما كان من المفترض أن أشعر به طوال الوقت.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.نعم. ستكون حياتي طويلة، وأمامي الكثير من العمل لأقوم به في المستقبل. وأنني كنت سأضطر أيضًا للبدء من البداية لاحقًا، إذا قررتُ المضي قدمًا والرحيل الآن.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. قيل لي إن لديّ الكثير من العمل لأقوم به، وقد عملت بجدّ كممرضة ومعلمة تمريض وممرضة ممارسة في السنوات التي تلت ذلك. شعرتُ أيضًا أن لديّ الكثير من العمل لأقوم به على نفسي، وما زلتُ في هذه المرحلة.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، كنت أعلم أن حياتي على الأرض ستنتهي إذا عبرت إلى النور.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، أصبحت أكثر روحانية وأقل تدينًا. كنت باحثة عن الحقيقة طوال حياتي.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، أصبحت أكثر روحانية وأقل تدينًا. كنت باحثة عن الحقيقة طوال حياتي.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، أن لديّ هدفٌ وعملٌ كثيرٌ لأقوم به. لكن لم يُخبرني أحدٌ ما هو الهدف.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكّد. هذا السؤال معقد للغاية بحيث لا يمكن الإجابة عليه في هذا الوقت.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. كان من الصعب التعبير عن الشعور بالسلام التام، وغياب الهموم، وغياب أي نوع من الألم الجسدي، والرغبة في العودة إلى الوطن.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ معرفة أنني سأَضطر إلى عيش حياةً جديدةً لو عدتُ إلى الوطن قبل الأوان. ومعرفة أن هناك خطةً، وأن لديّ الكثير من العمل لأقوم به، الذي سيكون عملاً ذا معنى.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لم أشارك هذه التجربة لسنوات. كنت أخشى أن يظن الناس أنني مجنونة. كان لدي دائمًا شوق للعودة إلى موطني الأصلي. في سنة ١٩٧٧، كنت أعمل في وحدة العناية القلبية، وبدأ المرضى يخبرونني عن تجارب الاقتراب من الموت التي مروا بها. قرأتُ كتاب الدكتور مودي "الحياة بعد الحياة"، وأدركتُ أن تجربتي كانت حقيقية. بعد ذلك، بدأتُ بمشاركة تجربتي مع الآخرين. معظم الناس مهتمون جدًا، والبعض الآخر متشكك. لا يهمني ذلك، فأنا أعلم أن التجربة حدثت بالفعل.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد عملت في العديد من مجالات التمريض، لكن لم يقتصر عملي قط على رعاية المحتضرين أو الحالات الميؤوس منها. مع أنني مهتمة بهذا المجال، إلا أنني كنت أخشى أن يزيد وجودي مع المحتضرين من رغبتي الشديدة في العودة إلى الوطن، رغم أنني لم أفكر أبدًا في الانتحار. أعلم أنني بحاجة لأن أعيش الحاضر وأواصل عملي هنا على الأرض.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا أستطيع التفكير في أي سؤال في هذا الوقت.