تجربة لي س، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت في العشرين من عمري، طالبًا جامعيًّا، في عام ١٩٦٨. وكنت إذ ذاك برفقة أصدقائي نحقن البروكايين عن طريق الوريد. كان هذا أمرًا محفوفًا جدًّا بالمخاطر، حيث يوجد خط دقيق بين الجرعة المرضية والإفراط مع احتمالية الموت. وبالطبع، جميع أولئك الأشخاص البالغة أعمارهم عشرون عامًا كانوا أحياء.

استيقظت، وشعرت بالرغبة في التقيؤ، وسرعان ما دخلت الحمام، برفقة أحد أصدقائي. وجثوت على ركبتي مباشرة نحو المرحاض. وفي هذه المرحلة، فقدت الوعي، لكن لا أظن أنني وقعت. وفجأة، كنت في نفق طويل مظلم للغاية. ليست لدي أي ذكرى عما إذا كان لدي جسد أم لا. إن ما كان الأبرز حقًّا هو وجود نور ذهبي محمر في نهاية النفق. إذ كان أجمل الألوان التي رأيتها، قبل أو بعد ذلك. لقد كان لدي دافع قوي للذهاب عبر النفق إلى النور. ثم من العدم، كانت هناك شخصيات غامضة يمكن تمييزها في أكفان سوداء بدت وكأنها تشير إلي للمجيء. كانت هذه الشخصيات في نهاية الظلام، قرب النور ولكن ليست فيه. وكان لدي شعور واضح بأن هؤلاء كانوا أقارب متوفين، ولكن لم أتعرف على أي فرد منهم على أنه جد متوفى، وكان لدي ثلاثة أجداد متوفين في ذلك الوقت.

لم يكن هناك خوف على الاطلاق. وعلى العكس تمامًا، كنت أرغب كثيرًا في المرور عبر النفق وفي الدخول في ذلك النور الذي لا يوصف الجميل والدافئ والمرحب. لم تكن تلك الشخصيات الموجودة في الأكفان مغرية بأي حال من الأحوال مثل النور.

ثم، عدت بالطبع. وليست لدي أي فكرة عن كم من الوقت قد مر، ولم أسأل صديقي. بل شكرته فقط، ثم نهضت، وعدت إلى الصالة. وأعتقد أنني توقفت عن تناول الجرعة في ذلك اليوم، لكن لا أتذكر ذلك حقًّا. وبالتأكيد أتذكر أنني لم أذكر هذه التجربة لأصدقائي.

أعتقد أنه قبل خمسة وعشرين عامًا على الأقل من أن أخبر أي شخص، وبعد أن سمعت أشخاصًا آخرين يناقشون تجارب مماثلة في البرامج الحوارية التلفزيونية. وقبل تجربتي الخاصة لم أسمع أبدًا بشيء كهذا.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٩٦٨.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم. جرعة زائدة من المخدرات (بروكايين) لست متأكدًا.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ إيجابية.

هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ نعم. نعم حقن البروكايين.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لقد كانت واضحة للغاية، خاصة اللون، لم تكن حلمًا، أو هكذا بدت.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غير مؤكَّد. لا أدري. لم يكن لدي أي جسد كنت على دراية به، لكنني لم أشعر أني بلا جسد، أيضًا.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت فاقدًا الوعي.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كانت أبعاد النفق غريبة، كما لو كانت طويلة جدًا ولم تكن طويلة على الإطلاق.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. لا. ما من أصوات على الإطلاق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. بدا أنه نفق طويل بطول عدة مدن. أسود كالقار. ضيق.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. ربما ست من الشخصيات الغامضة ترتدي الكفن الأسود. كانوا في نهاية النفق على جانبي في مدخل النور. كان لدي شعور واضح بأنهم أقارب متوفين وأنهم يريدون مني أن آتي معهم، لكن ما من كلام ولم تكن هناك إشارات ولا أصوات.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. جميلًا بشكل لا يصدق نور ذهبي محمر في نهاية النفق. كان الأمر كما لو أنني كنت في نفق بطول بضعة أبنية، مرتفعًا بما يكفي للوقوف، مع مدخل كبير في النهاية، كان المدخل أعلى من النفق نفسه.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح. كان النور رائعًا بشكل لا يصدق.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ لا.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ غير مؤكَّد. شعرت أن النفق محكم الإغلاق. ويبدو أن السبيل الوحيد للخروج هو التقدم نحو النور. كان لدي شعور أنه بمجرد دخولي في النور، فلن تكون هناك عودة.

هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟ جئت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت ضد رغبتي. لم تكن لدي أي حواس بجسدي. إنها بالضبط لم تعد تعمل فيه.

الله، الروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ لا شيء.

ما هو دينك الآن؟ لا شيء.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لا أخاف الموت، أميل إلى الاعتقاد بأنه قد يكون ممتعًا جدًّا، على الرغم من أنني سأترك الطبيعة تأخذ مجراها.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: متزايدة.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا يوجد تأثير حقيقي على أي شيء.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ لا.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان النور والوعد الذي يمثله هو الأفضل. الأسوأ؟ ربما العودة، وعدم التمكن من المضي قدمًا إلى النور.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد حكيتها لثلاثة أشخاص فقط. اثنان من الأقارب الإناث اللائي قرأن تلك الكتب المؤثرة مثل "المستفسر الوطني" و"النجم"، لذلك أميل إلى حسم ردود أفعالهن. وكان الآخر صديقًا ذكرًا قال إنه يعتقد أنها كانت هلوسة بصرية ناتجة عن إطلاق عقار الإندورفين الطبيعي.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لا شيء. سأكون فضوليًّا تجاه "ردود أفعالكم"، وما إذا كنتم قد سمعتم هذا الشيء من قبل من الآخرين أم لا. إنني أضع كلمة "ردود أفعالكم" ضمن علامات اقتباس لأنني بعد كل هذه الكتابة (أتعقب وأنقر)، أتساءل عما إذا كان هناك أي شخص سيقرأ هذا، أشعر بحماقة إلى حد ما في هذه المرحلة. لماذا أفعل هذا؟