تجربة لافيتي هـ، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لم أتمكن من السباحة عندما تم دفعي إلى حوض السباحة في النهاية العميقة. فغرقت مثل صخرة عندما لمست قاع البركة، فخرجت "نفسي" -كما أسميها- من جسدي. وعلى الفور كنت في الأعلى إلى يمين جسدي ووراء الكتف الأيمن. كنت أدرك تمام الإدراك أن تلك الجثة التي رأيتها تغرق كانت جسدي. ومع ذلك، لم يكن لدي أي تعاطف معه أثناء مشاهدته يغرق ويكافح من أجل الحياة، وكنت غير مرتبطة به تمامًا. فتساءلت على الفور: كيف يمكنني أن أكون هنا وهناك في نفس الوقت؟

وضعت يديّ أمامي ولامستهما معًا. وبما أني شعرت باللمس فقد أدركت أنهما يداي. لم أفهم كيف يمكن لذلك أن يكون فأخذت نفسًا عميقًا وقلت: "مذهل! أستطيع التنفس تحت الماء!" وقد أذهلتني أصوات من كانوا على جانب حوض السباحة يناقشون مصير جسدي الغارق. فقد كنت أسمع كلامهم بوضوح وكنت مدركة لعواطفهم المتعلقة بجسدي الغارق؛ لكنني كنت لا أزال غير مهتمة به وأعدت انتباهي إلى حقيقة أنني لم أتضرر على الإطلاق بالموت.

لقد اندهشت من مدى واقعية وحيوية الألوان والأنوار من حولي. هذه حقيقة فقد كان ذلك الجسد مجرد معطف كنت قد ارتديته. وشعرت بالارتياح عند الخروج منه. وشعرت بالتحرر من الألم والارتباك وكل ثقل الحياة الذي يكون على أكتاف المرء. كان منظوري الكامل للحياة يتغير بأسرع ما يمكن أن أفكر فيه. وبينما كنت أتعجب من كل ذلك في نفس الوقت، قفزت المرأة التي دفعتني لتمسك بي. وقد شاهدتها وهي تسحب الجسد إلى أعلى الماء. وبنفس السرعة التي خرجت بها نفسي من الجسد، عادت إليه فكنت غاضبة على الفور من ذلك.

كنت أشعر في ذلك الحين بالتجربة التي مر بها الجسد أثناء انفصالي عنه. لقد كانت مرعبة ومغضبة ومخيفة. لم أجرب شيئًا من ذلك حتى الآن، فقد أجبرت على الشعور بالحالة التي شعر بها الجسد رغم أنني لم أكن فيه عندما حدث ذلك. لم أر أبدًا من خلال عيون الجسد، فقد شعرت فقط بما كان يشعر به الجسد بخصوص ما كان يحدث له. كنت أدرك أيضًا أنه لم ير أحد هناك نفسي تخرج مني ولم أستطع أن أقول لهم أي شيء عن ذلك. ويبدو أنه أثناء وجودي في الجسد كانت له الأولوية والتحكم في كل أفعالي أثناء وجودي فيه. كانت لديه غريزة قوية للبقاء ولم يكن على دراية بحقيقة أنه قد كان من الجيد له أن يموت. لقد أدركت أن الانفصال لا يؤذي النفس بل يؤلم الجسد بشدة. يمكن للنفس أن تختبر الجسد أثناء وجودها فيه، أما الجسد فلا يمكنه أن يختبر النفس، فهو غير مدرك تمامًا لوجودها.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: يونيو ١٩٧٧.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم. غرقت في حوض للسباحة.

كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟ إيجابية.

هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لا! لقد كانت أكثر واقعية من هذه الكتابة عنها.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. كنت أشبه جسدي تمامًا في المظهر بما في ذلك الشامات والندبات.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ مئة بالمئة.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. نحن جميعًا نعيش في عالم متعدد الأبعاد، بينما في الجسد لا يمكننا أن نرى بغير أعيننا الحقيقية ولا يمكننا أن نرى سوى هذا العالم والوقت الحاضر.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. أصوات وأفكار من حولي.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ سمعت نقاش شخص ما يريد مساعدتي وحجة دارت بينهم. أراد البعض أن يمنحني وقتًا لتعلم السباحة، في حين كان آخرون خائفين وطالبوا بإنقاذي.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ غير مؤكَّد. لا يوجد نور على وجه الخصوص مجرد سطوع أو إضاءة في كل شيء وكما لو كنت في إضاءة خافتة طوال حياتي وقام شخص ما بتشغيل النور. ومثلما يحدث بعد نهاية فيلم عندما تضيء جميع الأنوار في المسرح.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ حرة، خالية من جميع المشاعر والأفكار السلبية.

هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟ كل شيء عن الكون. الحياة ليست ما نتعلمه أو نفكر فيه، فالحياة دائمة الوجود وستظل كذلك.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ لا يوجد موت كما نعرفه.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟ جئت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت ضد رغبتي. لم أكن على علم بقرار عودتي ولكني كنت غاضبة منه. أفترض أنه إذا تم إعطائي الخيار كنت سأقول "لا"، لذا لم يتم تخييري.

الله، الروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ لا شيء.

ما هو دينك الآن؟ محافظ/أصولي. غير طائفي.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أصبحت أقل اهتمامًا بالحياة من الآخرين، أدرك أن هناك ما يمكن معرفته أكثر مما تعلمناه، وأصبحت أكثر تفانيًا في اكتشاف المزيد وأكثر قوة وثباتًا عند وفاة الناس وأحبائهم.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: متزايدة.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ لقد تغيرت من الخجل والخضوع إلى السيطرة التامة.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ عندما يكتشف المرء هويته الحقيقية وحقيقة الحياة بأكملها سيتغير كل شيء فيه. إنني متفانية في العلاقات، أحاول في حياتي اليومية دائمًا الاستفادة إلى أقصى حد مما منحته. إن الممارسات الدينية هي مجرد تقاليد، وبالنسبة لي فإن الدين الحقيقي هو عيش الحياة بأقصى درجة من الصدق والنزاهة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. يمكن أن أشعر بما إذا كان الناس سلبيين أم إيجابيين (أخيار أم أشرار) دون حتى رؤيتهم.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الأفضل هو التواجد هناك وكان الأسوأ هو العودة.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. يهابني الناس على أي حال، إنها واحدة من تلك الحالات التي يجب أن تجربها حتى تؤمن بها، ومع ذلك أخبرت والدي في الليلة التي سبقت إصابته بجلطة دماغية وعندما وصل إلى المستشفى، لم يكن قادرًا على التحدث، فأصر بشدة على أن أبقى معه حتى وفاته وظل يومئ برأسه، "نعم، نعم".

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. بعد سنوات، تمت زيارتي وتذكيري بالحادثة وأبلغت بأن السبب في عدم السماح لي بالموت هو أن حياتي كانت على وشك أن تثمر.

هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟ كانت هذه هي التجربة الثانية من بين ثلاث تجارب خارقة مررت بها حتى الآن، وهي التجربة الوحيدة التي يمكن اعتبارها تجربة اقتراب من الموت على الرغم من أنها لم تكن التجربة الأكثر عمقًا بين الثلاث.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ المزيد من الأسئلة الأساسية عن البيئة وحالة الأسرة.