تجربة كيم سي، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت أقود دراجة نارية على طرق وعرة مع والدي وأختي في منطقة نائية وبقيت والدتي بالقرب من السيارة لتقرأ. كانت التضاريس تحتوي على عدد قليل من التلال والمطبات ولكنها مفتوحة إلى حد ما مع وجود نباتات قصيرة تنتشر حولها. كنت متسابقة متمرسة وكان لدي خوذة شديدة التحمل وحزام كلوي وأحذية دراجة نارية وسراويل ثقيلة وقميص بأكمام طويلة ووسادات للكوع، كنت أركب دراجة بسعة ١٢٥ سي سي، ليست كبيرة ولكنها ليست صغيرة كذلك. كنا آنذاك في عطلة الربيع وكنت في السنة الثانية في مدرسة التمريض. كنا أنا وأختي نحب التسابق إلى نقاط معينة على دراجتينا. حسنًا، تسابقت إلى الأمام متقدمة فوق المطبات الصغيرة وقافزة عليها بينما كنت أصعد تلة صغيرة. نظرت خلفي لأرى مدى قربها، وعندما التفت إلى الأمام رأيت أنني على وشك الدخول في قناة واسعة وعميقة مسؤولة من السيطرة على الفيضانات لم أكن أعرف من قبل أنها موجودة هناك. وفي رمشة عين، كنت مدركة أنه ليس لدي وقت للتوقف وأنني متحطمة لا محالة مهما فعلت، زدت سرعة الدراجة في محاولة للقفز على الفجوة. كدت أن أتجاوزها لكن الإطار الخلفي اصطدم بالجانب الآخر، وآخر شيء أتذكره هو الانقلاب رأسًا على عقب من على الدراجة والتفكير في نفسي قائلة: "رائع! أنا على وشك الموت!" ثم حل السواد.

وتدريجيًّا أدركت أنني داخل فراغ أسود أشعر فيه بالطفو والصمت التام والسكون. في البداية شعرت بالارتباك ثم تذكرت ما حدث وفي تلك المرحلة شعرت بالذعر والخوف وعرفت أنني ميتة. مررت بأشياء أشعرتني بخيبة أمل لأنني لم أحققها (التخرج، المهنة، الزواج، الأطفال) وشعرت أيضًا بالدهشة لأنني مت في وقت مبكر جدًّا من حياتي لأنني في الحقيقة كنت أعتقد أنني سأموت كبيرة. لكن بمجرد أن لاحظت السكون والسلام أصبحت في الواقع سعيدة ومهتمة بظروفي الجديدة وفكرت في أنني على وشك البقاء مع عيسى.

وفي تلك المرحلة ظهر ضوء أبيض ساطع غير أرضي، وعلى الرغم من أنني لم أسمعه بأذني، سمعت صوتًا يجيب على سؤالي بأنني ميتة وأنا في طريقي إلى الجنة ولكني لم أصل بعد. شعرت بالسلام والحب في تلك اللحظة. ثم أخبرني "الصوت" أن عمري على الأرض لم ينته بعد وأنني بحاجة إلى العودة. فتوسلت من أجل البقاء فقد كنت أفضَل حالًا بعد أن مت ولا أريد العودة. قال الصوت فقط، "لا، يجب أن تذهبي".

وفي تلك اللحظة بدأت في الخروج من ذلك الفراغ على نحو أسرع وأسرع، وقد كان سطوع الضوء يتلاشى بينما كنت أسرع عبر نفق ضيق وأشعر بالحزن الشديد. رأيت ضوءًا أوسع نطاقًا وأقل كثافة خلف عينيَّ المغمضتين واستيقظت في مؤخرة شاحنة صغيرة على الطريق المؤدية إلى المستشفى وفكرت، "يا للحماقة، لم أعد ميتة'' وفقدت الوعي - كنت أكتسب الوعي من حين لآخر. لم أكن على علم بأصوات أي شخص أو أي شيء آخر خلال تلك الأوقات حتى استيقظت تدريجيًّا بعد يومين في المستشفى. بعد ذلك شعرت بالضيق وسرعة الانفعال وكان لدي ما أسميته "لحظات من نغم الاتصال" إذ يبدو الأمر كما لو أن كل شيء انتهى، وكنت أقف مشلولة بلا تفكير. وما زلت أقف هكذا من وقت لآخر.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: أبريل ١٩٨٠.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. إصابة مباشرة في الرأس.

كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لا.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. شعرت بمزيد من الانغماس الحسي في ذهني وجسدي. كنت أدرك في تلك اللحظة أن المكان الذي أعيش فيه عادة في وعيي كان جزءًا بسيطًا مما كان ذهني قادرًا على استيعابه وأن ما اختبرته في تجربة الاقتراب من الموت كان أيضًا جزءًا بسيطًا من المكان الذي سنذهب إليه ولكنه عزز كثيرًا من تجربتي السابقة.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بدأ أعلى مستوى من الانتباه في حوالي ربع الطريق من بداية التجربة واستمر طوال الوقت حتى النهاية عندما بدأت أتلاشى عائدة إلى وعيي الأرضي. لا أستطيع حقًّا أن أشير إلى وقت محدد.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. يبدو أن الوقت بين الانهيار والوعي بالوجود في الفراغ ظل يظهر تدريجيًّا بمرور الوقت؛ بدا الوقت في الفراغ وكأنه ساعات ودقائق ولكن رحلة العودة بدت وكأنها ثوان. مرت عشر دقائق تقريبًا في وقتنا اليومي.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كانت رؤيتي مثالية. كان تصور الفراغ الذي كنت فيه مختلفًا عن وضعية الطفو في الماء، كما كان ذلك الإحساس المغاير بنفسي في الفضاء مختلفًا عن الإحساس اليومي بالذات في الفضاء. كان الأمر مختلفًا تمامًا عن الأحلام لأنه في تجربتي بدا كل شيء حقيقيًّا، على الرغم من كونه مغايرًا.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. ما كنت أسمعه لم يكن يأتي من الخارج عبر أذني إلى عقلي بل كان في رأسي. يبدو الأمر كما لو أن الصوت كان إحساسًا داخل رأسي. كانت الأصوات مثل الرؤية أيضًا مثالية ليس بها طنين وليست مكتومة ولا يعيقها عائق.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كان النفق هو أنبوب الخروج، نوعًا ما، خارج الفراغ وبعيدًا عن حضور الله ومتجهًا نحو العالم الأرضي.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. ظهر ذلك الحضور بعد أن أدركت ما حدث واستقريت في محيطي الجديد. عرفت على الفور أن هذا الحضور هو "الله" وشعرت بالحماس لوجودي في محضره. كنا نحن الاثنين فقط وأبلغني أنني توفيت ولكني كنت بحاجة إلى العودة لإنهاء بعض الأعمال غير المكتملة التي كان يحتاج مني إنجازها.

هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. انبعث النور من الحضور في الفراغ ولم يكن هذا النور دنيويًّا في تألقه ونقائه، لقد تلاشى هذا النور عندما غادرت الفراغ وعدت.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ في البداية كنت أشعر بالذعر والحزن. ثم اجتاحني سلام هائل وابتهاج وإثارة، وعند الذهاب بعيدًا شعرت بالحزن والوحدة تقريبًا كما شعرت بالضياع.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. فعلت شيئًا أشبه بفهرسة لما لم أنجزه بعد. من المثير للاهتمام أنه لم يكن لدي أي نية لإنجاب الأطفال حتى لو تزوجت، ومع ذلك كان إنجاب الأطفال أحد أهم هذه الأشياء المفهرسة، شعرت بالندم لأنني لم أنجب. تعلمت أنه يوجد فرق بين ما كنت أعتقد أنني أحتاجه وما أحتاجه حقًّا. لقد تزوجت ورزقت بأطفال في غضون خمس سنوات من تجربة الاقتراب من الموت.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ غير مؤكَّد. عندما كنت في الفراغ واجهت الحضور وهذه المنطقة، إذ بدا أننا كنا في مكان أشبه بغرفة الانتظار أو غرفة الاحتجاز ولم يسمح لي بالذهاب إلى ما وراء هذا المكان. لا توجد جدران مادية في حد ذاتها ولكن يوجد شعور بضرورة الالتزام بالبقاء في مكان معين.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. لقد أصبحت أقل تقليدية بكثير في معتقداتي على الرغم من أنني أحضر الكنيسة المسيحية بانتظام. أرى أن الدين، مثله مثل العلم، لا يمكنه تقديم المعرفة الشاملة بسبب القيود البشرية ولكن هذا لا يؤثر حقًّا على ما هو صحيح أو حقيقي في المستوى الكوني. أنا أكثر انفتاحًا على التفكير خارج الصندوق أكثر من ذي قبل.

ما هو دينك الآن؟ معتدلة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لقد أصبحت أقل تقليدية بكثير في معتقداتي على الرغم من أنني أحضر الكنيسة المسيحية بانتظام. أرى أن الدين، مثل العلم، لا يمكنه تقديم المعرفة الشاملة بسبب القيود البشرية ولكن هذا لا يؤثر حقًّا على ما هو صحيح أو حقيقي في المستوى الكوني. أنا أكثر انفتاحًا على التفكير خارج الصندوق أكثر من ذي قبل.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. في تلك اللحظة أصبحت مقتنعة بوجود حياة بعد الموت وأن الله حقيقي. لقد شعرت أيضًا أن ما نعتقد أننا نعرفه على الأرض ليس سوى جزء بسيط مما هو معروف في الكون. كان لدي شعور بأنني كنت على الأرض لسبب ما وكنت بحاجة إلى العثور على هذا السبب. قبل الحدث كنت أعتقد أنني ممرضة تمتلك قدرًا كبيرًا من الطاقة المؤثرة وأن العلم يمكنه أن يفسر كل شيء، لكن بعد ذلك شعرت بالتواضع والذهول عندما أدركت الحقيقة.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. قبل الحدث كنت معتادة على أن أكون شخصًا اجتماعيًّا وسطحيًّا. ومنذ ذلك الحدث ازداد تعمقي وازدادت قناعتي بالبقاء وحيدة وازدادت حساسيتي اتجاه الجماهير والألعاب التي يلعبها الناس. كما تزايد اهتمامي بالظواهر الروحية والميتافيزيقية، إن أصدقائي يميلون إلى هذه الظواهر أيضًا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. في ذلك الوقت لم تكن أبحاث تجارب الاقتراب من الموت معروفة بشكل عام، لذا فإن التعبير عما حدث كان يشعرني بالجنون بعض الشيء، لا سيما سردها في حضرة المختصين الصحيين وفي حضور عائلتي. أصبح من السهل بالنسبة لي التعبير عنها عندما تحدثت بالفعل إلى المرضى الذين مروا بها في أثناء عملي في وحدات العناية المركزة. لا تزال عائلتي تعتقد أنها محض حلم حدث في أثناء فقدان الوعي.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. أصبحت نشطة جدًّا في الطب البديل من أجل تعزيز صحتي وتعلمت العديد من فنون العلاج وبعضها أقل مادية وأقرب إلى طاقة الطبيعة. عندما أدلِّك شخصًا ما لا بد لي من وضع حاجز شعوري بيني وبينه وإلا فسأشعر بأعراضه. سابقًا عندما كنت أدلِّك المرضى بصفتي ممرضة لم أكن أتأثر بطريقة أو بأخرى، أما الآن فيبدو الأمر كما لو أنني أشعر بالضيق وبانتصاب مناطق الطاقة لديهم أو انتصاب شعر رقبتي، وعندما أشعر بهذا الشعور يكون مؤشرًا على أن هذا الشخص سامٌّ بطريقة ما سواء عاطفيًّا أو جسديًّا. إنني كذلك حساسة اتجاه الروائح والسموم والأدوية وهو ما لم يكن لدي من قبل.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ بمجرد أن هدأ ذهني كان الشعور بالسلام الشامل والسكون والهدوء في الفراغ أمرًا مذهلاً للغاية. كان سماع كلام ذلك الحضور مشجعًا للغاية وظل معي منذ ذلك الحين إذ لم أشعر أبدًا بتخليه عني أو أنني وحيدة، أشعر كما لو كان لدي شخص ما يراقب ويلاحظ مساري الأرضي.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد شاركت التجربة في البداية مع والديَّ وقد عزوها إلى حلم عشته بينما كنت فاقدة للوعي، وهكذا اعتقد الطاقم الطبي الذي قابلته. وبعد سنوات كنت أتحدث مع مريض استيقظ من غيبوبة في وحدة العناية المركزة حيث كنت أعمل ووصف شيئًا مشابهًا جدًّا لتجربتي لذلك شاركت قصتي معه أيضًا. كان زوجي متفهمًا جدًّا ويؤمن بما مررت به. لدي بعض الأصدقاء الذين أخبرتهم وقد بدا الارتباك على أغلبهم ولكن يبدو أن البعض يتفهم ويطرح الأسئلة.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ ربما كانت التجربة حقيقية. لم تكن التجربة حقيقية بالتأكيد. في البداية بدت لي حقيقية ثم تراجعت إلى حقيقية على الأرجح لأنني لم أستطع تصنيف ما حدث لي. لم أسمع أبدًا عن شيء بهذه الغرابة، وبدأت أضعها في فئة "الحلم" ولكن كان لدي شعور مزعج بحقيقة حدوث التجربة لأنني شعرت بالتغيير، لذلك أعتقد أنني استقريت على "ربما كانت التجربة حقيقية" للتوفيق بين رأسي وقلبي.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ يبدو الاستبيان شاملًا جدًّا. شكرًا لكم على منحي فرصة لمشاركة تجربتي معكم!