تجربة جون ل في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في البداية شعرت بالألم وعدم الارتياح. حاولت بكل قوتي الخروج من هذا الوضع. سمعت ضجيجا متموجا. وبعد فترة من الوقت، بدا لي أن الوضع يناسبني. ثم بعدها لم أعد أستطيع الشعور جسديا. اختفى الوضع المؤلم. فقد غادرت روحي جسدي من خلال رأسي. ثم رأيت مجموعة من الناس تحيط بجسدي. يبدو أنهم كانوا يحاولون انقاذ جسدي. شعرت أن روحي كانت بعيدة تمامًا عن جسدي. لم أستطع أن أرى بالضبط ما الذي كانوا يفعلونه. وطفت روحي في بيئة منيرة بخلفية زرقاء فاتحة، وغمرني شعور عميق بالهدوء والسكينة.

وفي وقت لاحق تم إنعاشي فجأة وكنت مستلقيًا على السرير. كنت أعاني من آلام في أصابعي، وكان ذلك أول شعور شعرت به. لم أكن أعرف كيف عادت روحي إلى جسدي المادي، الأمر الذي كان بمثابة استرجاع للذاكرة. وأخبرتني الطبيبة في وقت لاحق أنها عندما قامت بفحصي ووجدت أنني كنت لا أتنفس وكانت ضربات قلبي ضعيفة للغاية. فأعطوني علاجات طارئة. وبعد أن قاموا بفحصي ووجدوا أني بلا نبضات، واصلوا محاولة انقاذي بالعلاجات والإبر. أخبرتني أنهم كانوا يعتزمون التوقف بعد خمس دقائق إذا لم استجيب. لكنني بدأت أبدي بعض الاستجابة والحركة وأن ذلك أسعدهم كثيرًا، فاستمروا في العمل حتى استيقظت.

تجربة الاقتراب من الموت والسلام العالمي - هل ينعم القتلة الانتحاريون بالسلام في تجارب الاقتراب من الموت؟

تزايدت حالات العنف والجريمة في السنوات الأخيرة وخاصة القتلة الانتحاريين في العالم. غالبية القتلة لديهم معتقدات متطرفة. بينما القتلة الآخرون لا يكون لديهم أي عقيدة دينية. هناك ثلاثة أسباب رئيسية لأعمال القتل التي يقومون بها: (1) لديهم "كراهية" قوية؛ (2) يعتبرون أن أعمال القتل الانتحارية التي يقومون بها قد تجعل منهم "أبطال" أمام أفراد مجموعاتهم و(3) يظنون أن بوسعهم الحصول على بعض المكافآت من آلهتهم بعد الموت مقابل التضحية بحياتهم. قد تساعد المناقشات التالية حول تجارب الاقتراب من الموت في تقليل حالات القتل الانتحاري وتحقيق المزيد من السلام في العالم.

لقد كان الموت قضية رئيسية بالنسبة للأديان وغير الأديان لعدة آلاف من السنين. يعتقد الأشخاص ذوو المعتقدات الدينية أن هناك حياة أخرى بعد الموت. أما الأشخاص الذين لا دين لهم، والذين يؤمنون بمعتقدات غير دينية، فإنهم يعتقدون بعدم وجود حياة بعد الموت، ويعتبرون أن الموت يشبه تشغيل مصباح كهربائي بدءًا من وضع التشغيل حتى وضع الإيقاف. بينما يعتبر الأشخاص ذوو الأديان المتطرفة أن معتقداتهم وأفكارهم فقط هي الصحيحة، بل ويجبرون الآخرين على اتباعها. ويستخدم بعض القادة بعض المعتقدات المتطرفة لخدمة أغراضهم الخاصة بتعليم الأطفال وغيرهم من الناس. كل الأديان المختلفة لديها أفكارها الخاصة بالحياة بعد الموت، والتي قد تؤثر على مواقف الناس وقيمهم وأفعالهم. وقد استخدم بعض القادة المعتقدات الدينية لإحداث العديد من الصراعات والحروب في تاريخ البشرية. يعتبر معظم القتلة الانتحاريين أنفسهم "أبطالًا" أو يعتقدون أن أفراد مجموعاتهم سوف يعتبرونهم "أبطالًا" بسبب أفعالهم وموتهم. فالموت لغز ولا يستطيع أحد أن يحدد بالتفصيل لأن الموتى لا يستطيعون العودة ليخبرونا بالحقيقة، كما لا توجد أدلة علمية في الكتب ذات الصلة بالموضوع. لذلك يعيش أصحاب الأديان بمعتقداتهم الدينية.

إن تجارب الاقتراب من الموت هي حقيقة عملية، وقد تصلح كأرضية مشتركة بين جميع الناس. فالجميع، سواء كان لديهم معتقدات دينية أو كانت لديهم معتقدات متطرفة أو حتى ليس لديهم إيمان، الجميع سيواجهون تجارب الاقتراب من الموت. لقد تم إثبات أمر هذه التجارب "علميًا" بواسطة العديد من العلماء، بما فيهم أنا، من الذين مروا بتجارب الاقتراب من الموت. وقد قام الدكتور ريمون مودي بدراسة حالة أكثر من مائة شخص، مروا بـ "الموت السريري" وتم إعادتهم إلى الحياة، ونشر كتابه "الحياة بعد الحياة"، والذي ناقش فيه التحقيقات التي أجراها حول تجارب الاقتراب من الموت. وهناك أدلة من تجارب الاقتراب من الموت تشير إلى أن الأشخاص المحتضرين يستمر وعيهم في إدراك بيئاتهم المحيطة بعد إعلان وفاتهم سريريًا. لقد اختبر الناس خروج الأرواح من أجسادهم المادية، ورأوا أنفسهم والبيئات المحيطة مع حضور النور، وشعروا بالسلام والرغبة في العودة. ويُعد موقع www.nderf.org (مؤسسة أبحاث تجارب الاقتراب من الموت) مصدرًا جيدًا لعدد كبير من تجارب الاقتراب من الموت.

وفقًا لتجربتي ودراستي الخاصة، فإن تجربة الاقتراب من الموت هي عملية ما قبل عملية الاحتضار، والتي تستمر لفترة أطول بكثير من مجرد "تشغيل المصباح الكهربائي من التشغيل حتى إيقاف التشغيل". فالبشر لديهم أرواح. والروح هي عبارة عن طاقة خاصة. وبعد تجارب الاقتراب من الموت، هناك احتمالان. إما أن تستمر الروح في حياة ما بعد الموت، وهي فكرة تناسب الأشخاص المتدينين، أو أن تتبدد الروح في الهواء مع تحول الطاقة الخاصة إلى البيئة، وهي فكرة تناسب الأشخاص غير المتدينين. أما ما يعنيني فهو العلاقة بين تجارب الاقتراب من الموت والسلام. فتجارب الاقتراب من الموت هي شعور حقيقي، تم إثباته في عملية ما قبل الاحتضار.

قد تؤثر العديد من العوامل على تجارب الاقتراب من الموت مثل الإيمان والسلوك والخلفية والعمر والصحة والبيئة والحالة ودرجة الحرارة وغيرها. ومن بين هذه العوامل، يعتبر الإيمان والسلوك عاملين رئيسيين. وكما نعلم من العديد من تجارب الاقتراب من الموت فإن الأشخاص ذوي العقائد المسالمة والسلوك الجيد في الحياة، عادة ما يمروا بتجارب مسالمة وجيدة عند الاقتراب من الموت.

عندما قتل سيونج هوي تشو 32 شخصًا آخرين في فرجينيا في 16 أبريل 2007، مر هؤلاء الضحايا بتجارب الاقتراب من الموت. فتجربة الاقتراب من الموت هي عملية تمهيدية للاحتضار، والتي تستمر على الأقل لفترة زمنية. كان لدى الاثنين والثلاثين روحًا القدرة على إدراك أجسادهم وبيئاتهم. ويُعتقد أن أرواحهم لا تزال على علم بما فعله القاتل ببندقيته. وسرعان ما قتل تشو نفسه. وفي تجربة الاقتراب من الموت التي عاشها تشو رأى الثلاث وثلاثين جثة ضحايا جريمة القتل التي ارتكبها. لكن وقتها لم يكن لدى روح تشو القدرة على حمل بندقيته واضطر إلى مواجهة اثنين وثلاثين روحًا أخرى. في تجارب الاقتراب من الموت، كانت روح تشو ضعيفة جدًا مقارنة بالأرواح الاثنين والثلاثين. كان من الصعب جدًا على روح تشو أن تتمتع بالسلام أثناء تجربة الاقتراب من الموت.

كثيرا ما تحدث التفجيرات الانتحارية في العراق، عندما يقتل انتحاري نفسه وحوالي عشرين شخصًا آخرين. وسرعان ما يمر هو والعشرين شخصًا بتجارب الاقتراب من الموت. يجب أن تواجه روح القاتل العشرين روحًا الأخرى التي قتلها. يجب أن تتمتع جميع الأرواح الواحد والعشرين بالقدرة على الرؤية والتعرف والتفاعل أثناء تجارب الاقتراب من الموت. إذا كان لدى الانتحاري عقيدة دينية ويعتقد أنه من الممكن أن يحصل على مكافأة في حياته بعد الموت، فإن إلهه يحتاج أيضًا إلى مواجهة الأرواح العشرين التي تتبعه وتشكو منه. إنهم ضحايا مدنيون. بل قد يكون لدى بعض الضحايا من هؤلاء العشرين شخصًا نفس المعتقد الديني للانتحاري أو معتقد مشابه.

فيما يلي بعض الملاحظات لأي قاتل انتحاري محتمل. إذا لم يكن لديك إيمان ديني ولديك "كراهية" في عقلك، فقد يكون لديك بعض القوة مثل البندقية لقتل الآخرين ثم قتل نفسك لاحقًا. لكنك ستواجه أرواحًا أخرى في تجربة الاقتراب من الموت. وفي تجربة الاقتراب من الموت لن يكون لديك أي قوة إضافية كتلك البندقية. إذا كنت تشعر بالظلم و"الكراهية" تملأ حياتك بسبب أمور أصبحت من الماضي، فيجب على المرء إظهار حبه للآخرين، وبذل بعض الجهد بداية لتحسين الأوضاع. إذا ركزنا فقط على الماضي دون القيام بفعل شيء لتحسين الأمور، فمن غير الممكن تقريبًا أن نحظى بمستقبل أفضل. يجب أن ينتمي التاريخ إلى الماضي. ويجب أن ينصب تركيزنا على الحاضر والمستقبل. إن أول شخص سوف يبادر لفعل شيء لتحسين الوضع سوف ينال بركة خاصة. وإلا فإن حياتك الماضية ستبقى "غير عادلة"، ولن يكون لديك سلام لمواجهة الأرواح الأخرى في تجربة الاقتراب من الموت. وهذا وضع بائس للغاية. إذا كان لديك إيمان ديني متطرف يستند إلى قضية إيمانية، فأنت بحاجة إلى مواجهة الواقع في تجربة الاقتراب من الموت. وإذا قتلت أشخاصًا آخرين وقتلت نفسك، فعليك أن تواجه أرواحًا أخرى، وهم الضحايا المدنيون الذين قد يكون من بينهم شخص لديه نفس إيمانك الديني، أولئك الذين قتلتهم سوف يتبعون روحك في تجربة الاقتراب من الموت وفي الحياة الأخرى بعد الموت. إذن لن يعطيك إلهك بعض المكافأة أمام أرواح الضحايا الأخرى. وإذا كنت تظن أن هناك أشخاص آخرين من نفس دينك أو من دين مشابه سوف يعتبرونك "بطلًا" بسبب عملك الانتحاري، فعليك أن تفكر في تجربتك الخاصة في الاقتراب من الموت وكيفية مواجهة أرواح الضحايا. لأنك في تجربة الاقتراب من الموت، لن يكون لديك أي قوة إضافية كتلك القنبلة، ومن غير الممكن على الأرجح أن تتمتع روحك بالسلام. من فضلك احترم الآخرين واحترم ذاتك وفكر في كيفية وصولك إلى السلام عند مرورك بتجربة الاقتراب من الموت.

سيكون الناس مسؤولين عن تجارب الاقتراب من الموت الخاصة بهم عندما يكونون في الحياة. سوف يساهم إيمانهم وسلوكياتهم بالإضافة إلى عوامل أخرى في تجارب الاقتراب من الموت التي يمرون بهم. إن الأشخاص ذوي الخلفيات المسيحية أو الإسلامية أو اليهودية أو البوذية أو غير الدينية لديهم قيم مشتركة من السلام. وسيمر الجميع بتجربة الاقتراب من الموت أثناء عملية الاحتضار. سلام أم لا سلام الأمر متروك لكم.