تجربة جيسي ن، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

حدث ذلك في شقتي في لندن، المملكة المتحدة في أواخر فبراير من عام ٢٠٠١. فبعد يوم مرهق في العمل قررت أن الوقت قد حان لإطلاق سراحي، وعدت إلى المنزل مع صديقي وصديقته والكثير من المخدرات. ذهبت إلى الحمام وحقنت نفسي بجرعة قاتلة من الكوكايين والمورفين. لقد كان موتًا فوريًّا. على الرغم من عدم إدراكي لهذا في البداية. اعتقدت أنني كنت نائمًا نوعًا ما.

لذلك حاولت الوقوف وخرجت حرفيًّا من جسدي المادي! لا يمكنني وصف صوت تلك الموسيقى بالكلمات لأنه ببساطة لا يمكن سماعه بذلك الوضوح في عالمنا هذا! كان يخطف الأنفاس! كان جميلًا جدًّا. كنت على استعداد للانفجار من الفرح! استطعت رؤية العالمين في البداية. ورغم ذلك بدا العالم المادي يشبه فيلمًا بالأبيض والأسود مقارنةً بالعالم الذي أمامي! كانت الألوان من خارج هذا العالم. عميقة جدًّا، وساطعة جدًّا، وجميلة جدًّا! وكان أمامي باب وكنت أسمع ضحكات فرح تأتي من خلف الباب صادرة من الكثير من الناس! كانت لدي رغبة لا يمكن السيطرة عليها في الدخول إلى هذا الباب ومقابلة كل تلك النفوس!

زاد تصوري ليبلغ مستويات من الوعي لم أكن أعتقد أنها موجودة، على الرغم من وجودها الدائم في داخلي على مستوى أعمق، لقد كانت مقفلة! «المنزل!» كان هذا هو المنزل! كانت هذه هي الكلمة التي ظلت ترن في أذني بصوت عالٍ وواضح جدًّا! فكرت في أنني خارج نطاق الزمان. كان الوقت غير موجود! كنت على استعداد لعبور العتبة حتى سمعت خطى قادمة من داخل الباب. كان سمعي حادًّا جدًا. كما كان بإمكاني الشعور بكل التفاصيل الصغيرة.

كان رجل قادمًا من ذلك الباب. لا أظن أن بإمكاني العثور على الكلمات المناسبة لوصفه. كانت عيناه مثل بحر لا متناه من الحب؛ ساطعتين جدًّا عند النظر إليهما. ومع ذلك، بدأت أتعود عليهما! فكرت: «أعرف هذا الرجل! لقد عرفته! كنت أعرفه منذ ألف عام! ألف عام لا تعني شيئًا هنا، إنها قصيرة جدًّا! لا، لقد كنت أعرفه منذ عشرة آلاف عام! حسنًا، عشرة آلاف لا تعني شيئًا هنا، إن الوقت غير موجود!» فتبسم ذلك الرجل في وجهي بينما كنت أطرح هذه الأفكار، لا يوجد شيء مخفي هناك، كل شيء مكشوف. كان يعرف بالضبط ما كنت أفكر فيه بوضوح كبير وقد أحببته، أحببته كثيرًا، حبًّا جمًّا. حتى لم أعد أحتمل بعد الآن، ظننت أنني سأنفجر مثل البالون. كان يحدق بي مشحونًا بذلك الحب اللامتناهي والرحمة اللامتناهية والسلام اللامتناهي. لقد شعرت بوضوح أن كل ما فعلته في هذه الحياة قد سُجِّل وكان هذا الرجل يعرف كل التفاصيل الصغيرة. إنه يعرفني، ويحبني حبًّا يتجاوز الوصف، وكان يعرف أنني أحاول تذكر هويته، لأنني نسيتها، فقد بدا وكأنني كنت أستيقظ من حلم عميق وأحاول التكيف مع الواقع.

هذا ما شعرت به، الاستيقاظ من الحلم _ الاستيقاظ على حقيقة ما أنا عليه وأن هذه الحياة لم تكن سوى حلمًا! وفي تلك اللحظة المجيدة كانت لدي رغبة واحدة لا ثاني لها، ألا وهي العودة إلى هذه الحياة وعيش تجربة الولادة من جديد في هذا الجسد المادي. لذلك لمسني الرجل على جبهتي مبتسمًا تلك الابتسامة الحنونة، ابتسامة حب غير محدود وأعمق من أي مدى يمكن أن تفكر فيه. ومدركين أننا على الأرجح سنلتقي مرة أخرى، أعادني إلى جسدي المادي. كنت قد غادرته لحوالي خمس دقائق فقط من وقتنا الأرضي. وجدت صديقي ينعشني. لقد عدت! عدت مدركًا أننا جميعًا سنحيا إلى الأبد، وسنجتمع معًا في تلك الحياة الرائعة التي تولف كل هذه الحياة المادية على نغمة المحبة! نغمة التطور الروحي التي يتشارك الجميع في عزفها؛ كل ما نهدف إلى تجربته _ يباركه الله في النهاية!

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٢٠٠١ _ ٢٠٠٢.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. تناولت جرعة زائدة من المخدرات عن طريق الخطأ. مات جسدي لمدة خمس دقائق تقريبًا.

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ رائع.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. لا أستطيع وصف وعيي حقًّا _ حسنًا كنت على دراية بكل شيء من حولي بوضوح كبير، كل التفاصيل، كنت أدرك الكمال في كل صوت، والحياة في كل شيء، وشدة وجمال كل لون، والشعور بحب لا يقاس وبتقبل لكل شيء!

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في الوقت الذي اعتدت فيه على النظر إلى عيني الرجل، كنت مليئًا بحب يفوق الوصف!

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لقد تغير تصور الوقت في تجربتي. كان تصورًا مختلفًا تمامًا عن ما كان موجودًا في هذه الحياة. كنت أشعر بالوضوح الشديد والأمان واليقظة والوعي بكل التفاصيل من حولي!

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كانت الألوان زاهية للغاية ومشرقة جدًّا وواضحة جدًّا، بها الكثير من التفاصيل. كنت أركز بشدة على كل شيء من حولي، وأدركت كل شيء بدقة وبشكل تدريجي _ وهنا يكمن التناقض، أدركت كل ذلك في لحظة واحدة!

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كان صوت تلك الموسيقى لا يشبه أي شيء سمعته من قبل في هذا العالم! كان بإمكاني تمييز كل التفاصيل في تلك القطعة الموسيقية بعمق مذهل! استطعت إدراك كل حركة طفيفة بشكل كامل، بهدوء وصبر شديدين وفي نفس الوقت بعاطفة كاملة، خاصة الفرح الطفولي!

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. كما ذكرت أعلاه، قابلت ذلك الشخص المليء بالحب والفرح والصبر والرحمة والذي عرف أفكاري وعرف كل ما فعلته في هذه الحياة وما وراءها! لقد عرف أيضًا وتذكر من أنا!

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. الفرح، والحب، والشعور بالحرية الهائلة، والراحة بطريقة ما، والراحة في معرفة من أنا!

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ نعم. الفرح، والحب، والشعور بالحرية الهائلة، والراحة بطريقة ما، والراحة في معرفة من أنا!

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. كنت باحثًا، ومؤمنًا بالله، ومتوحدًا مع كل شيء. ورغم ذلك لم يكن لدي أي ارتباطات دينية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. على الرغم من أنني كنت أعلم دائمًا بطريقة ما أن هذا العالم لم يكن بيتي أبدًا، وأن الحياة لا تنتهي أبدًا، كنت دائمًا أبحث عن هدفي في هذه الحياة، صدق أو لا تصدق، بسبب معتقدات دينية معينة كانت تلقي بظلال من الشك في ذهني، للحظات على أي حال!

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. لقد ولدت من جديد مسيحيًّا/ قياديًّا / ليبراليًّا للغاية، كل الطرق توصل، كل الأديان صحيحة، كلها تجسد مشيئة الله المحددة لتجربتنا.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. على الرغم من أنني كنت أعلم دائمًا بطريقة ما أن هذا العالم لم يكن بيتي أبدًا، وأن الحياة لا تنتهي أبدًا، كنت دائمًا أبحث عن هدفي في هذه الحياة، صدق أو لا تصدق، بسبب معتقدات دينية معينة كانت تلقي بظلال من الشك في ذهني، للحظات على أي حال!

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. بدأت أتذكر من أنا حقًّا، وهدفي في هذه الحياة بالذات! عرفت أن لا أحد يموت حقًّا، فالموت وهم!

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أعلم أن كل شيء وكل شخص يمثل نعمة للآخر، وجميع الأشخاص والأحداث في حياتي تنجذب إليَّ مثل المغناطيس من أجل تجربة ما أنا عليه والسماح للآخرين بتجربة ما يختارون أن يكونوا عليه! لذلك بدأت أدرك إمكانية التغيير من خلال العلاقات وفي الوقت نفسه مساعدة الآخرين على تذكر من هم!

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ غير مؤكَّد. على الرغم من إمكانية توصيلها بالكلمات، لا أعتقد أنني أستطيع توصيل تجربتي بالكلمات على أكمل وجه لأنها ببساطة خارج نطاق الحواس الخمس.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. أصبحت حساسًا جدًّا للأمور الروحية، ولدي طبع مميز.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ نعم، تلك الحقيقة التي شعرت بها كما لو كنت أستيقظ من حلم، وحقيقة أنني كنت أعرف أنني على ما يرام، وشعور الحب الغامر اتجاه ذلك الشخص، وذلك الحب الذي اعتقدت أنه لم يكن موجودًا قبل التجربة!

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. شاركتها أول مرة بعد عودتي بدقائق قليلة، أخبرت الصديقين اللذين كانا معي! اعتقد أحدهما أنني فقدت الحبكة، بينما صدقتني صديقته، لم أر هذا في عينيها، ورغم ذلك كانت مصعوقة وربما في رهبة من مظهر جثتي قبل استيقاظي ومشاركتهما تجربتي! لم أشارك تجربتي على نطاق واسع لمدة عامين تقريبًا لأنني كنت أشعر أن الكثير من الناس لن يفهموها أو يكونوا على استعداد لسماعها! لكن الشخصين اللذين شاركتها معهما تأثرا بها، عاش أحدهما بعض التجارب الدنيوية الأخرى بنفسه! لقد انضممت إلى مجتمع روحي منذ حوالي ثلاث سنوات وشاركت تجربتي مع الكثيرين، ولدهشتي تقبلوها بلطافة، وبالتأكيد كان لها تأثير عليهم لكنني أشعر أن معظمهم رشحوها من خلال عيون ارتباطاتهم الدينية أو نظام معتقداتهم.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. كان لدي بعض الرؤى، واحدة لا يمكنني وصفها. فهي بعيدة عن هذا العالم تمامًا، أظهرت لي رحلة روحي حتى النهاية، وعلى الرغم من ذلك فهي بالأصح ليست رحلة فقد كانت تجربة فعلية _ تجربة حاضرة على الدوام. لدي أيضًا أحلام ورؤى توجهني، وفي إحدى هذه ألأحلام رأيت زعيمًا دينيًّا معروفًا أحدثت رؤيته هذه تحولًا كبيرًا في مسيرة حياتي.

هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لقد ذكرت كل شيء.