وصف التجربة:

بدأتُ أدرك ببطء وجود نور أمامي. بدا وكأنني أُسحب نحوه. كانت هناك درجات سُلَّم أمامي، لكنني لم أكن مدركة لكيفية استخدامها – كانت فقط موجودة هناك. على جانبيَّ كان هناك أشخاص آخرون في الظلام، كانوا يحاولون التسلق لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وبدا أنهم محاصرون وعالقون داخل كتلة ضخمة من أنفسهم. كل الأشياء التي حدثت بعد ذلك بدت وكأنها حدثت دفعة واحدة، أو حدثت بتتابع سريع جدًا. دخلتُ إلى النور. كان النور ساطعًا للغاية لكنه لم يكن دافئًا ولا باردًا. بدا الأمر تقريبًا وكأنه استحوذ عليّ بالكامل. اجتاحني شعور بالحب قوي للغاية وغامر. كان قويًا لدرجة أنك تكاد تستطيع مد يدك ولمسه.

اقترب مني مجموعة من الأشخاص يرحبون بي بحرارة. تحدثوا إليّ عن طريق أفكارهم، وكنت أعلم أنهم مثلي، لكنني لم أستطع التركيز على ملامح وجوههم. كانوا أيضًا مغمورين بالنور، وكان النور يشعّ من كل واحد منهم. وبينما كنت مدركة أنهم يرحبون بي، كنت في الوقت ذاته مدركة أن هناك نوعًا من الارتباك، كأنني لم يكن من المفترض أن أكون هناك. قيل لي إن أجلي لم يحن بعد، وأنه يجب عليّ العودة لأكمل عمل حياتي. لم يكن هناك أي سلبية في الأمر، بل كانت هناك لفتة مريحة تدعوني للعودة، وأن وجودي هناك كان عن طريق الصدفة. خلال تلك اللحظات، نظرت بعيدًا وأدركت كم كان المكان جميلًا، كانت الألوان زاهية للغاية، وكانت حواسي نابضة بالحياة جدًا. شعرت أن كل المعرفة التي يمكن امتلاكها كانت موجودة هناك لأعرفها إذا اخترت ذلك. حينها فهمت أنني سأرزق بولدين في حياتي، وسيكون بينهما فارق بضع سنوات. كما علمت أنني سأعيش حياة صعبة لفترة من الزمن، لكنني سأجد شخصًا / شيئًا سيُغني حياتي لبقية سنواتي. وكان واضحًا لي أيضًا أنني في سنواتي الأخيرة سأُحدث فرقًا كبيرًا من نوع ما في العالم.

وبمجرد أن بدأت التجربة، حتى كانت تنتهي. أولئك الذين رحبوا بي كانوا يُرجعونني بلطف نحو الظلام. قيل لي إنني سأزور هذا المكان مرة أخرى في الوقت المناسب، وأنني يجب أن أكون يقِظة في حياتي. رجعت إلى الظلام، فرأيت الناس على جانبيّ يشدّون بعضهم البعض ويحاولون العثور على النور. والشيء التالي الذي أدركته هو أنني استيقظت على فراشي ومعي ذلك الشعور بالحب مشتعلًا في صدري. شعرت بالحزن لاضطراري للعودة، لكنني كنت أعلم أن هناك المزيد من حياتي لأعيشه. وحتى يومنا هذا، أي بعد مرور ستة عشر سنة؛ لا زلت أشعر بذلك الحب، ولديّ إحساس قوي بأن شيئًا عظيمًا سيحدث، ويجب أن أكون يقِظة ومتأهبة.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: صيف 1993.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ لا شيء.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. كما سبق.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما قيل لي إن أجلي لم يحن بعد، وأنه يجب عليّ العودة.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. بدا الأمر كأنني كنت أستطيع رؤية كل شيء. لم تكن هناك حدود لما يمكنني رؤيته إذا رغبت في ذلك.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان الأمر نفسه ينطبق على السمع. حيث كان بإمكاني سماع كل ما يمكن سماعه إذا اخترت ذلك.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟نعم، لست متأكدة مما إذا كان يمكن وصفه بالنفق، لكنه كان ظلامًا يقودني نحو النور. وبمجرد أن وصلت إلى النور، بدا وكأنني عبرتُه، ولم يعد هناك ظلام.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟نعم، عندما مررت من خلال النور، استقبلني آخرون مثلي. لا أستطيع أن أقول إنني تعرفت عليهم، لكنهم عرفوني. وكانوا سعداء لرؤيتي، وتواصلنا بهذه المشاعر دون كلمات.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟نعم، رأيتُ نورًا ناعمًا، ساطعًا، ومُشجِّعًا. كان قويًا للغاية وتغلغل في داخلي وفي كل شيء من حوله. لم يكن نورا يُعمي، بل كان نورا غامرًا. كان مريحًا جدًا لبصري.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بسلامٌ وحبٌّ لا يمكن وصفهما. شعور الحب كان قويًا لدرجة أنه استحوذ عليّ بالكامل. ظلّ هذا الشعور معي طوال هذه السنوات، لقد كان قويًا للغاية.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. لقد فهمت أن حياتي لم تنته بعد وأنني سأنجب أطفالاً، اثنان في الواقع، صبيان، وكنت حتى على دراية بفارق السن بينهما.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظة / أصولية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ محافظة / أصولية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. المعرفة كانت متاحة لمن يريدها.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. لقد ساعدني ذلك على إدراك أننا جميعًا متشابهون، وأن الموت ليس نهاية بل انتقال إلى شيء أكثر إشباعًا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لا توجد كلمات لوصف ما مررت به بشكل كامل وشامل.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. أصبحت قادرة على التعاطف مع كل من أقابله. أشعر وكأنني أشعر بمشاعرهم. لا داعي للكلمات، فأنا فقط أعرف مشاعرهم وأعرف كيف أجعلهم يشعرون بتحسن. لديّ أيضًا قدرة خارقة على معرفة ما سيحدث لاحقًا، وقد تنبأت أحيانًا بما سيحدث في المستقبل – وقد تحققت كل تنبؤاتي.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. بعد هذه التجربة، استغرق الأمر مني قرابة عشر سنوات لأتمكن من الحديث عنها دون أن أتأثر عاطفيًا. لقد شاركت قصتي مع ثلاثة أشخاص فقط.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا. لقد نشأتُ مع أبي وأمي وأختي فقط. لم يكن أجدادي جزءًا من حياتي، ولذلك لم أرَ أحدًا يموت. كنتُ أيضًا بمعزل عن معظم وسائل الإعلام، لذلك لم أتعرض قط لمثل هذه الأمور.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ كثيرا ما أتساءل، لماذا أنا؟.