نظرة إسلامية للحياة الآخرة
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة



بقلم: شذى محمد

إن الإيمان بالحياة الآخرة في الدين الإسلامي ليس ضروريًّا فحسب، بل هو أحد الأركان الأساسية للإسلام. لذلك يؤمن جميع المسلمين بحياة الآخرة. وعلى غرار المعتقدات المسيحية، فإن المسلمين يعتقدون أن الصالحين سيكافئون في الجنة. وستتم معاقبة غير المؤمنين بالله والأشرار وإرسالهم إلى الجحيم. توجد مستويات عديدة في الجنة تعتمد على المعتقدات الحسنة والحسنات في الحياة الدنيا. كما توجد كذلك عدة مستويات في الجحيم اعتمادًا على المعتقدات السيئة والسيئات في الحياة الدنيا. بالنسبة إلى أتباع التعاليم الإسلامية، فإن الإيمان بالحياة الآخرة يضيف معنًى للحياة الدنيا. كما يوفر دافعًا للأفعال الجيدة والخوف من عواقب الأفعال الخاطئة.

وهذه بعض الاقتباسات من كتاب المسلمين "القرآن" والتي يطمئن فيها أتباعه بأن هذه الحياة لم تأت عبثًا:

لقد سأل الله الناس قائلاً: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) سورة المؤمنون، الآية (115).

وصف الله عملية الموت في كثير من أجزاء القرآن، قال الله تعالى:

{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)} [الواقعة: 96-83]

الروح في الإسلام:

يصف الله الروح في القرآن بقوله، (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) سورة الإسراء، الآية (85).

بعد الموت:

إن أرواح الموتى لا تفنى بعد الموت، بل تعيش هذه الأرواح في ما يسمى بـ(البرزخ)، تنتظر يوم الحساب، أما الأجساد فهي ما يفنى على الأرض (في القبر). يمكن لأرواح الموتى أن تتواصل مع الأحياء -بمشيئة الله- إذ يمكن أن يتم هذا الاتصال في النوم حيث تلتقي أرواح المتوفين بأرواح الأشخاص النائمين. ويمكن للأرواح المتوفاة إرسال رسائل وإخبار أرواح الأشخاص النائمين عن حياتهم وبعض الأحداث المستقبلية. وهو ما يجب أن يحدث بالضبط. ثم تعود أرواح النائمين إلى أجسادهم. وتظل أرواح المتوفين في البرزخ.

قال نبي الإسلام محمد: "ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام".

ما الذي سيحدث في يوم الحساب؟

تصف أجزاء كثيرة من القرآن ما سيحدث في يوم الحساب، حيث أن أرواح المتوفين ستعود إلى أجسادهم التي ستبعث من جديد وستخرج من القبور، سأل الله الناس الذين ينكرون هذا البعث قائلاً، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5). سورة الحج، الآية (5).

ويضرب الله مثالًا للبعث بقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ (11). سورة ق.

وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «ما بين النفختين أربعون»، قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟ قال: أبيتُ، قال: «ثم يُنزِل الله ماءً فينبتون منه كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيءٌ إلا يَبلَى إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب ـآخر عمود الظهرـ ومنه يُركَّب الخلق يوم القيامة»


ترجمها إلى العربية: أحمد حسن، السودان.