تجربة إيزابيل، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

حدثت هذه التجربة خلال صيف عام ٢٠٠٢ عندما كنت في أفغانستان أعمل مراسلًا يغطي الأحداث لوسائل الإعلام التي كنت أعمل بها. بعد غزو الأمريكيين لأفغانستان أرسلت إلى كابول بصفتي مراسلًا من بلدي. مكثت ثلاثة أشهر. وبعد ظهر أحد الأيام في نهاية شهر أغسطس بينما كنت أسافر مع صديق صحفي من نيوزيلندا إلى أحد معسكرات قوات حفظ السلام الدولية (إيساف) لشراء بعض البيرة والاحتفال بعيد ميلاد رفيقي، تعرضنا لحادث خطير للغاية تشاركت فيه عدة مركبات. انقلبت سيارتنا، وهي مركبة تناسب جميع التضاريس، عدة مرات (أتذكر مرتين منها). قتل رفيقي في الحادث. وبأعجوبة، نجوت أنا والسائق. ومن بين أمور أخرى، كسرت جمجمتي ووضعت تحت الملاحظة لعدة أيام بسبب نزيف داخلي.

وفيما يتعلق بالتجربة يجب أن أقول إن ذاكرتي عادت شيئًا فشيئًا ولست متأكدًا مما إذا كانت ذكرياتي حقيقية أم نتيجة لخيالي. قبل ذلك كنت جيدًا جدًّا في القراءة عن دراسات تجربة الاقتراب من الموت وكنت على دراية بعمل الدكتور ريموند مودي. ما أتذكره بالتأكيد هو أنني لم أكن في أي نفق. لدي مشاعر غامضة أود أن أسترجعها من أجل توضيحها في ذهني. أتذكر شعورًا جيدًا برفقة شخص بدا لي مثل يسوع على الرغم من أنني لم أر وجهه في أي وقت. لقد كان كائنًا هادئًا يرافقني محلقًا فوق مكان الحادث بينما كان يشرح لي الأشياء. أتذكر أنني كنت أطير فوق مكان الحادث ورأيت نفسي مستلقيًا على الأرض. وخلال ذلك الوقت سادني شعور بعدم الفهم التام على الرغم من أنني كنت أرشد خلال التجربة ملفوفًا بشعور آمن ودافئ. أول ما فكرت فيه هو ما سيحدث لعائلتي عندما يكتشفوا الحادث دون أن تتاح لهم الفرصة لرؤيتي والتأكد بأنفسهم من أنني بخير حقًّا. يبدو أن هذه الأفكار قد قرأها رفيقي "الخيالي" حيث قال لي، "انظر، ها أنت هناك في الأسفل، لكن لا تقلق. ستعود وستكون بخير". أو شيء من هذا القبيل. كانت هذه تطمينات مهدئة بقوة نموذجية.

تغلبت عليَّ على الفور مشاعر الذنب لأنني كنت أرى صديقي المراسل وكنت أخشى ألا يعود. فرد رفيقي "الخيالي" قائلًا: "لا تقلق عليه. لقد قرر البقاء هنا. ستعود أنت لكنه سيبقى". كنت أفهم من كلماته رسالة مفادها أنه لا يوجد صراع مع الموت. لا يوجد سبب للحزن.

بعد ذلك تختلط ذكرياتي لأنني استعدت وعيي ورأيت نفسي في سيارة إسعاف محاطًا بالأطباء والأسلاك. لاحظ أحدهم أنني أصبحت واعيًا وأخبر الآخرين. ثم انحنى فوقي وبينما كان يسلط الضوء في عيني سألني أسئلة سخيفة، مثل ما إذا كنت أعرف مكاني وما إذا كنت أعرف ما حدث لي. إن المثير للفضول هو أنني أجبت بلغة إنجليزية ممتازة (كان الطبيب والمسعفون جنودًا ألمان من قوات حفظ السلام إيساف) على الرغم من الضربة التي تعرضت لها رأسي والارتباك والمسكن وحقيقة أن لغتي الأم هي الإسبانية وأنني لست ثنائي اللغة تمامًا. أتذكر أن هاجسي الأول كان يتعلق بمعرفة ما إذا كان بإمكاني تحريك أصابع يدي وقدمي. وبمجرد أن تأكدت من أنني أستطيع تحريكها سلمت نفسي للموقف بهدوء تام. لم أفقد التحكم في أصابعي في أي وقت من الأوقات خلال عودتي إلى الوعي. كان لدي ثقة مطلقة بأنه لن يحدث لي أي شيء سيئ. لا لشيء قد قيل لي، ولكن كنت أشعر بذلك في اللا وعي. كان الأمر أشبه بالعيش في حالة من الهدوء. ومع مرور الوقت فهمت أن هذا الحدث كان بالتأكيد نتيجة لتأثيرات المورفين. لقد فهمت أيضًا سبب حرص الجنود دائمًا على حمل المورفين معهم في القتال؛ إنه جنة اصطناعية مثالية في خضم الحرب.

توجد أشياء كثيرة لا معنى لها فيما يتعلق بما حدث. أعتقد أن التجربة يمكن اعتبارها بمثابة تعديل لتأثيرات المسكنات. أريد أيضًا أن أعبر عن أنه عندما يقضي شخص ما شهرين في حالة حرب فإن هذا يغير كثيرًا من وظائف عقله وتصوراته. إنه شكل من أشكال الجنون المؤقت. لا تكون الحياة هي نفسها كما في حالات الإدراك المتأخر أو الإدراك عن بعد. حتى لو لم تخض القتال في الخطوط الأمامية (وهو أمر يصعب القيام به أيضًا في الحروب المحوسبة في هذا القرن الجديد) يتغير وعيك بالضرورة لاستيعاب أشياء معينة.

ما أريده بعد مشاركة هذه التجربة هو إيجاد شخص مر بتجربة مماثلة لتجربتي هذه حتى يجيب على جميع تلك الأسئلة التي لم أعثر على إجابة لها - يوجد الكثير حتى أنني لا أعرف من أين أبدأ.

ما هو مؤكد هو أنني لم أعد كما كنت منذ أن مررت بهذه التجربة، ولا أعتقد أنني سأستبدل حياتي الحالية بالماضي على الرغم من أن حياتي الآن أكثر صعوبة وتحديًا - ولكنها أيضًا أكثر واقعية.

بالتأكيد أنا ممتن لأنني نجوت ولكن منذ ذلك الوقت تهت أكثر من أي وقت مضى ولم أعد أمتلك أوهام الحياة التي كانت لدي من قبل. يبدو الأمر كما لو أنني اضطررت إلى تغيير اتجاه حياتي بالكامل رغم مقاومتي ذلك.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٢٣ أغسطس ٢٠٠٢.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ لا، حادث.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. لقد كان لدي إحساس بامتلاك فهم كامل لكل الأشياء، فلكي تفهم أي نظرية علمية كل ما عليك هو التفكير فيها. لكن أكثر من مجرد فهمها، تشعر بها في داخلك. يشبه الأمر نظرية النسبية، حيث لا تفهمها فحسب بل تشعر أنك فيها.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لا أتذكر على وجه اليقين، ربما قبل الاستيقاظ في سيارة الإسعاف. لكن بما أنها تجربة بدأت أتذكرها مع مرور الوقت - لا أعرف كيف أجيب على ذلك. يعود المشهد إليَّ في بعض الليالي بقوة كبيرة ووضوح تام، أنا معتاد على تدوين الملاحظات. إنها أحلام حية أعود منها بأحاسيس مختلفة. على الرغم من أن الأكثر شيوعًا هو تعديل جزء من الحلم ليتوافق أكثر مع اللغز الذي أضعه في ذهني.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. الوقت لا يوصف. تتطور التجربة بأكملها داخل مكان غير موجود حيث لا يوجد الزمان والمكان كما تتصور عقولنا عادة.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. لست معتادًا على رؤية نفسي من فوق - هههه.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. إن الأمر أكثر من مجرد قدرة على السمع. تمتلك القدرة على السمع بدون آذان، أي تسمع داخليًّا.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكَّد. لدي ذكريات غامضة يمكن أن تنتمي لمخيلتي ولهذا لم أكتب عنها بالتفصيل. أعتقد أنها جزء مما أضفته إلى القصة في ذهني بمرور الوقت لكن ليس لدي يقين من أنني رأيت أي فرد من أفراد الأسرة أو صديق.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السرعة والهدوء ودفء منزل أمي، يشبه ذلك ربما كوني في الرحم.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. مع كل هذه الأسئلة أشعر أن جزءًا من المعلومات محجوب؛ كأنه بداخلي لكني أفتقر إلى القدرة على إيجاده.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. ما يحدث معي الآن هو أنني قادر على معرفة الأحداث قبل وقوعها، ليس أن طائرة ستتحطم أو أرقام اليانصيب ولكن أشياء أقرب إلى حياتي وإلى حياة من هم في دائرة حياتي. عادة ما تكون في شكل أفكار تتحقق فيما بعد. يبدو الأمر كما لو أنني قد أعطيت تصورًا لكيفية تنظيم الأشياء في هذه الحياة ولماذا يحدث شيء بدلاً من شيء آخر. يشبه الأمر درسًا في أنه بغض النظر عما يحدث فكل شيء سيكون على ما يرام، حتى في تلك الأوقات التي أشعر فيها بالإحباط العاطفي فإن الحفاظ على هذا الشعور يتطلب مجهودًا.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. كنت أؤمن بالله ولكن بطريقتي الخاصة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. سابقًا كنت أؤمن بالله ولكن لم أكن أؤمن كثيرًا بالكنيسة الكاثوليكية. الآن أفضل أن أقول إنني أفهم بشكل أفضل ماهية الله وماهية جوانب معينة من الحياة، رغم أنه من الصعب أحيانًا تذكر ماهية هذه الجوانب.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. سابقًا كنت أؤمن بالله ولكن لم أكن أؤمن كثيرًا بالكنيسة الكاثوليكية. الآن أفضل أن أقول إنني أفهم بشكل أفضل ماهية الله وماهية جوانب معينة من الحياة، رغم أنه من الصعب أحيانًا تذكر ماهية هذه الجوانب.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ غير مؤكَّد. ربما تعلمت سبب وجودي وكذلك سبب وجود جميع الكائنات الأخرى هنا على الأرض. ليس على نحو شخصي بل بشكل عام.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. صرت بالتأكيد أميل إلى أن أكون أكثر عزلة. صرت أستوعب الأشياء أكثر وأستمتع بالصمت لما يبدو أنه الأبدية. في كثير من الأحيان أشعر بالوحدة الكاملة في حين أكون محاطًا بأشخاص في نفس الوقت - "وحيدًا وسط الجميع". لم أعد أرى المآسي على ذلك النحو الذي كنت أراه سابقًا ولم تعد الأشياء تؤثر عليَّ كما كانت تفعل سابقًا. لقد تضاءلت قابليتي للتأثر أو تغيرت.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. هناك أسئلة كبيرة في ذهني دون إجابة حول ما حدث.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. أنا لا أعتبرها هبات. كما أنها لا تبدو غير عادية. لا أريد أن أنقل انطباعًا مما قلته أعلاه بأنني تلقيت هبات غير عادية. لدي ببساطة القدرة على رؤية ما وراء العديد من المواقف بالإضافة إلى أن حدسي قد استيقظ كالمجانين منذ تجربتي؛ لكنني متأكد من أن هذا الحدس مخفي داخلنا جميعًا ولم يتطور داخل أنفسنا، وأن أي شخص يمكنه ممارسته أو تنشيطه في أي وقت.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لا أعرف ماذا أقول عن هذا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. بعد عدة أسابيع، وربما مرت أشهر. في السابق كان عليَّ إعادة سرد التجربة لنفسي ولم يكن ذلك سهلاً على الرغم من أنني شخص منفتح جدًّا على أشياء كثيرة. كانت ردود أفعال أولئك الذين أخبرتهم هي الاستماع باحترام، لكن لم يكن لدى أحدهم أي أسئلة - ولهذا السبب تواصلت معكم.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم. شرحت ذلك أعلاه. كانت هذه الظاهرة تثير اهتمامي دائمًا، لكن لا شيء يشبه العيش فيها شخصيًّا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ ربما كانت التجربة حقيقية. لم تكن التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية. فمن بعض النواحي أصبحت الآن أكثر نضجًا واكتمالًا، على الرغم من أنني كما قلت من قبل أود الانتهاء من تجميع كل قطع اللغز معًا بطريقة ما.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. فطر بسيلوسيبين. لقد مررت ببعض التجارب مع هذا الفطر، بجرعات منخفضة سيطر عليها صديق - لم تكن الطريقة التي اتبعتها محددة وواضحة، ولكن كان الأمر تجربة داخلية. كانت هذه التجارب بمثابة توسع في الوعي. لقد شعرت في بعض الأحيان تحت تأثير هذا الفطر بالدفء العاطفي إلى حد ما وهو نفس الدفء الذي شعرت به أثناء الحادث.