تجربة هنري و، المحتملة في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

حقيقة الأمر أنني مت، أتذكر أنني شعرت بقلبي يتباطأ حتى توقف وفي تلك اللحظة أغمضت عيناي. ولم يمض أكثر من ثانية حسب ما بدا لي حتى استعدت الرؤية مرة أخرى. كان الأمر كما لو كنت قد رمشت.

جلست وشعرت بالرهبة من مدى وضوح كل شيء. كنت أرتدي نظارات أو عدسات لاصقة طوال حياتي، لذلك اندهشت من حدة الغرفة من حولي وحيوية الألوان. كنت أرى طاقة تحيط بكل شيء. يبدو أن كلًّا من الكتب والمنضدة وأثاث الغرفة يحتوي على وهج خفيف يشع منه. وما إن لاحظت هذا حتى أدركت أنني أستطيع الرؤية بزاوية ٣٦٠ درجة من حولي. لم أكن بحاجة إلى لفت رأسي، كنت أنظر فقط وأرى. كان خلفي يرقد جسدي، وفي تلك اللحظة أدركت أنني قد مت.

وحالما أدركت ذلك رأيت ضوءًا يأتي من المدخل. وعندما حدقت فيه بدت الغرفة وكأنها في مهب الريح، وكنت في عالم آخر. في البداية كل ما أدركته كان مساحة شاسعة كنت أعرف أنها ممتدة بطريقة ما إلى ما لا نهاية. كانت هذه المنطقة مضاءة لكن مصدر الإضاءة لم أتمكن من رؤيته. كان الكون بأكمله مكونًا من لون أرجواني داكن لم أر مثله في حياتي. وفي تلك اللحظة أدركت أن كل حواسي قد تضاعفت، وكان بإمكاني سماع الصمت. لا توجد ضوضاء لكنني كنت أسمع شيئًا. ربما كان "وجود" هذا الكون. كان حيًّا. كنت أتنفس ولكن لم أكن أتنفس، وبدلاً من الهواء كنت أشعر بقوة حية تتدفق من خلالي. شعرت كما لو أنني كنت أسبح في جوهر الحب.

عندما كنت أتنقل عبر هذا الفضاء أصبحت على دراية بآخرين من حولي. لم أكن أعرف أحدًا لكنني استشعرت وجود كائنات أخرى. وسرعان ما حسبتهم أجرامًا ذهبية صغيرة من الضوء، كل منها منفصل، فرد. ومع ذلك كانوا جميعًا مرتبطين بخيط رفيع. كانوا منتشرين على مد البصر وكنت أعرف أن كل واحد منهم مرتبط بما أعتقد أنه الله.

من المهم أن نلاحظ هنا أنني لم أسمع أصواتًا قط. وبدلاً من ذلك بدت الكلمات وكأنها تدخل إلى ذهني فورًا عندما أدرك شيئًا ما. كان الأمر أشبه بعرض قصة فيلم. لقد تلقيت إجابات على أسئلتي حتى قبل أن أتمكن من طرحها. علمت على الفور تقريبًا أنني لن أبقى، بدا أن هذا الكون يعرف ما كنت أرغب في فهمه عن الحياة وألغاز سبب وجودنا على هذه الأرض. حيث تأهب لإخباري.

أصبحت على دراية بأصوات أخرى أو أجرام سماوية أو أرواح أخرى من حولي، كنت أسمعهم وهم يتواصلون مع بعضهم بعضًا. رأيت مجموعات من الأجرام السماوية. كانوا يحدثون بعضهم بعضًا عن حيواتهم على الأرض وكل ما أدركوه وشعروا به. لقد تشاركوا تجاربهم ليس بالحديث فقط بل عاشوا هذه التجارب من جديد. وإذا لم يفهم أحد هذه الأجرام السماوية، فإنه يختفى ثم يعاود الظهور. يعود هذا الجرم السماوي بطريقة ما إلى الأرض ويختبر تلك "الحياة" لمزيد من الفهم. لقد فهمت أنه لا وجود للوقت هناك ويمكن لهذه الكائنات أن تعبر عن نفسها في أي وقت ترغب فيه على الأرض. كانت هذه الأجرام السماوية أو بالأحرى "الأرواح" تغادر وتنفصل عن هذا العالم وتعود إلى عالم أرضنا. وفي عالم الأرض تعيش وتموت ثم تعود وتشارك التجربة مع جميع الأرواح الأخرى. يمكن للروح التي لا تفهم التجربة أن تذهب وتعيش تلك الحياة أيضًا لتجربة تلك الحياة. تعلمت أن لدينا العديد من الأرواح، في الماضي والحاضر والمستقبل.

هذه الأرواح، أرواحنا لا تستطيع أن تختبر أشياء معينة مثل الألم والحزن والكراهية والغضب. وعلى الرغم من أن هذه أشياء سلبية، كان من المهم بالنسبة لنا فهمها وتجربتها. ربما لفهم دوافع البشر، أو (وأنا أؤمن بهذا في قلبي) لكي تتطور الروح في النهاية إلى كائن شبيه بالله - كلي المعرفة والفهم.

في هذا الوقت تكشفت لي أشياء وأجوبة على أسئلة أخرى. كنت أستطيع أن أرى المفاهيم كما لو كانت كيانات. أستطيع أن أفهم لأول مرة في حياتي أن E = MC2. تعلمت أن كوننا هو واحد من عدة أكوان. وأنه أشبه بطبق زجاجي. محكوم بقوانينه الخاصة بتربية كائن معين. وفي حالتنا هذه، يهدف لتربية كائنات مثل البشر. كان لكل كون قوانينه الخاصة في الفيزياء. أدرك الآن أن كمية المعلومات التي يجب أن تتعلمها الروح هائلة، وبالتالي يمكننا تخيلها هنا.

المفهوم أو القاعدة التالية التي تعلمتها هي أن الله لا يمكن إثباته بالوسائل العلمية. إن من شأن هذا التوجه أن يفسد البيئة. سوف يدمر الإيمان. عندما يكون لدينا إيمان سنسعى ونتعلم. إذا ظهر الله أمامنا في هيئة كائن ضخم في الأمم المتحدة، فسيؤمن العالم بأسره ولكن أيضًا سيعيش في خوف. لتجربة الوجود البشري بنجاح يجب أن يكون المرء بعيدًا عن الاتصال المادي بالله. علينا أن نتعلم ونسعى بأنفسنا. نحن بحاجة إلى البحث عن معنى وجودنا وتجربتنا هنا على الأرض. إن الإيمان هو الدافع نحو الاكتشاف. فدون الإيمان نحن مثل النمل.

تعلمت لماذا تحدث الأشياء السيئة لأناس طيبين. إذا لم يحدث لنا أي شيء سيئ فسنكون جميعًا متشابهين. يشبه الأمر صياغة المعادن، عليك تسخينها وطرقها بشكل متكرر لصنع أداة مفيدة منها. نبدأ هذه الحياة بقطعة ورق فارغة. ومع كل حدث نمر به يسجل جزء من المخطط حتى تنشأ خطة كاملة للفرد. تملي هذه الخطة نهاية حياتنا. إن العيش بسعادة في هذا العالم هو إدراك المخطط وتغييره. وأخيرًا الوقت ليس سوى مفهوم للقياس هنا. أما في العالم الآخر فهو غير موجود. وفي حين أننا قد نشعر بالألم والحزن على الأرض، فهذا ليس سوى ثانية في المخطط الكبير للأشياء. سنحيا حياة الخلود، في الواقع الأرواح لا تموت حقًّا. إن حياتنا هي مجرد فكرة توفر الظروف لهذا الوجود. ومع تقدم الروح تنسى كل هذه الصدمات وتوضع في منظورها الصحيح بوصفها جزءًا من عملية التعلم.

كان أحد الأسئلة التي لطالما طرحتها شخصيًّا والذي أجيب عليه هو، "هل الأشباح حقيقية؟" وكان الجواب الذي تلقيته، "نعم، يوجد في الجسد البشري نوعان من الوجود الروحي" الأول هو "الروح"، ذلك الكائن الذي له علاقة تكافلية بالجسد المادي. والثاني هو الكائن الذي أنشئ بواسطة "بيولوجيا" جسم الإنسان. هذا الكائن ذكي وهو في الأساس شخصية الفرد. والغرض منه توفير احتياجات الإنسان من الغذاء والجوع والبقاء والإنجاب. هذا المفهوم مشابه جدًّا لمفهوم فرويد "الهوية والذات والذات العليا" تقسيم العقل والشخصية. تزودنا الروح بكل الأشياء الخاصة بالفرد التي تفصلنا عن مملكة الحيوان. مثل القدرة على التفكير المنطقي أو استخدام المنطق أو الشعور بالرهبة عند رؤية غروب الشمس. هذه الروح هي الجانب الإبداعي للبشرية. الكائن الثاني هو جانبنا الحيواني والذي يدفعنا لتحقيق أو متابعة الأشياء لتلبية احتياجاتنا ورغباتنا.

عندما نموت تنفصل الروح وتتقدم إلى الجانب الآخر (سامحوني على أخذ الأمر بهذه البساطة). كيان الجسد يموت، آخذًا معه المشاعر القوية و"الأمتعة" ودوافع البشر. وهذا جزء طبيعي من عملية الاحتضار. ومع ذلك في بعض الأحيان في ظل الموت العنيف أو المفاجئ لا يحظى هذا الكائن الآخر -لا أجد له تسمية أفضل- بفرصة الموت. وبدلاً من ذلك يظل متأخرًا باعتباره المحرك والعواطف والدافع لأرواحنا. هذا الكائن الجسدي بدون توجيه الروح هو في الأساس مجرد صدفة. يتجول دون هدف. وغالبًا ما سيكرر الأعمال التي عملها من قبل لأن الذكريات هي "الموجه" الوحيد لديه. وبمرور الوقت تتبدد طاقة هذا الكائن ولا يتبقى منه شيء. يمكن أن تستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً. ومن ثم نحصل على "شبح" يطارد منزلًا أو شخصًا. هذا الشبح هو مركز وجود ذلك الكائن وروحه البشرية بعد موته. يبقى هنا على الأرض حتى يختفي في النهاية. يمكن التواصل مع هذا الشبح وتوجيهه ولكن ليس لديه إرادة حقيقية خاصة به، لا شيء لديه سوى إرادة العادة.

ومع انتهاء الأسئلة والأجوبة شعرت بنفسي أسقط. وبهزة عنيفة، عدت إلى جسدي. فتحت عيني على عالمي الخاص. لقد مرت دقائق قليلة فقط لكنها بدت وكأنها دهر.

تعلمت الكثير من الأشياء الأخرى والتي نسيتها مع مرور الوقت.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: مارس ٢٠٠٠.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ لا، محاولة انتحار.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. لست متأكدًا، بدا الأمر متسقًا جدًّا.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ شعرت أن الوقت غير موجود أو أنه كان خطيًّا، أي أنه يتحرك بشكل جانبي وليس للأمام أو للخلف.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. تضاعفت رؤيتي، كنت أرتدي النظارات في العادة ولكن كل شيء كان واضحًا للغاية وأكثر إشراقًا. وأيضًا لم أستطع رؤية أنفي أو وجهي وكأنني كنت أمتلك رؤية بزاوية ٣٦٠ درجة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. تضاعف سمعي، حتى الصمت بدا وكأن له صوت.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كان الأمر أكثر من مجرد مدخل مضاء.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكَّد. كان لدي وعي بالآخرين ورأيت أشياء تشبه الأجرام السماوية كنت أعرف أنهم آخرون.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. في البداية بدا الأمر كما لو كنت قد نقلت إلى عالم ذي لون أرجواني غامق.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعور عميق بالحب وكأنني أسبح فيه.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. أحيلك إلى روايتي.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. لا توجد معرفة معينة بأشياء محددة، فقط "معرفة" بأن كل الأمور ستسير وفقًا لما يجب أن تكون عليه.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟ جئت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت بعكس رغبتي.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ غير مؤكَّد. لم أكن مؤمنًا.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. المسيحية/ العصر الجديد.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل يبدو أنك قد واجهت كائنًا روحانيًا أو وجودًا أو سمعت صوتًا غير معروف؟ لقد صادفت وجودًا أكيدًا، أو صوتًا واضحًا من أصل روحاني أو غير مكتشف.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. مرة أخرى سأحيلك إلى روايتي فقد فصلت الأمر فيها.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أبحث كثيرًا عن أصدقاء من أجل الحصول على الحكمة والمزاج السلمي.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ غير مؤكَّد. تلك المشاعر الطاغية ومداها.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. الحكمة والصبر والفهم العميق لعمل الكون.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كلها كانت كذلك. شعرت أنني منحت هدية.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. تحدثت عنها كثيرًا إلى صديق بعد حدوثها مباشرة وكتبتها بعد يوم أو نحو ذلك من حدوثها، وروايتي هذه مأخوذة من تلك الكتابة.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم. كنت قد قرأت عنها، ومع ذلك لم أتوقع أن تحدث لي. يجدر بي القول إنني كنت أبحث طوال حياتي عن إجابات لأسئلتي الوجودية وأنني كثيرًا ما كنت أصلي من أجل الحصول على تلك الإجابات.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية. ما زلت أعتقد أنها حدثت لكن ذاكرة الإنسان ضعيفة وتدلِّس الأشياء. نحن بطبيعتنا نشك في الأشياء بمرور الوقت.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لا.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا شيء لدي.