تجربة جريج سي في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت لا أزال طفلاً صغيرًا في عمر لا يهتم فيه الطفل بأحد في العالم. كان والدي يشغل منصبًا رفيعًا في قطاع السياحة، وكان معتادًا على اصطحابي معه عندما يذهب إلى العمل. كان الجميع يعرفني هناك، وكنت استمتع كثيرًا باللعب ومناقشة مختلف الأمور مع الكبار. كنت بطبيعتي فضولي للغاية، لم أكن أبدًا أتردد في طرح جميع أنواع الأسئلة عليهم، بشكل كان يؤدي غالبًا إلى عواصف من الضحك الممزوج بالحنان. لقد استمتعت بالركض والدخول إلى الزوايا البعيدة من المبانى. كنت اتجول في كل جزء في المكان، بحثًا عن كنوز خيالية، وجعلت نفسي البطل، وابتكرت مغامرات ومهام لإنجازها. وفي أحد الأيام الجميلة، غامرتُ بالذهاب إلى المطبخ، حيث يتم إعداد مشروبات ما قبل العشاء لحفلات الاستقبال الكبيرة. كان المطبخ كبير جدًا ومستطيل الشكل، وكان هناك دائمًا شيء ما لأقضمه.

رأيت أحد مواقد الطهي التي أزيلت من مكانها المعتاد، وخلفها كان هناك مقبس كهربائي كبير مؤرض ومثبت في الحائط. لم يكن القابس متصلًا، لذلك قررت اللعب به وتوصيله بمقبس الحائط. لم أكن أعرف في هذا الوقت ما إذا كان المقبس محميًا بغلافه البلاستيكي أو ما إذا كانت الأسلاك معزولة بشكل صحيح، كل ما كنت أعرفه هو أنني كنت منجذبًا جدًا لهذه "اللعبة الجديدة". لذلك وبعد أن قررت التسلية عن طريق توصيل الوصلة، تلقيت صدمة كهربائية من الرأس حتى أخمص القدمين. دفعة هائلة من الكهرباء سببت لي الشلل، وشعرت بنوع من "الاحتراق" بداخلي، وتوقف قلبي، وخلال هذا الوقت فقدت الوعي (لم يعد لدي أي مفهوم عن الوقت، ولا أعرف ما إذا بقيت مستلقيًا على الأرض لمدة عشرين دقيقة أم لثلاثين ثانية فقط). ثم وجدت نفسي مغمورًا بنوع من النور الأبيض الذي غطى كل الجدران. لم يكن النور نورًا يعمي الأبصار، لكنه كان شديد البياض، مريح وهادئ تمامًا؛ لم أشعر بأي مشاعر، لا خوف ولا فرح، بل انطباع عام بالصفاء التام.

كنت أذوب في هذا النور، كنت داخل النور وكان النور داخلي، شكلنا وحدة واحدة. واليوم أنا مقتنع أن أحداثًا أخرى وقعت بعد ذلك، لكنني لم أعد أتذكر شيئًا منها.

كان الانطباع العام الطاغي هو الاحساس بالأمان التام، كنت أعرف أن شيئًا خطيرًا للغاية قد حدث للتو، لكن لم يكن لدي أي خوف. لم أخشى شيئًا. وفي لحظة معينة غير محددة استعدت وعيي. كل ما أتذكره هو أنني كنت أرتجف وأشعر بالبرد وأن جسدي كان ثقيلًا بشكل لا يصدق! أتذكر ذلك الشعور بأنني "عشت" شيئًا غير عادي، ولكن بدون أي ذكريات دقيقة متبقية عنه، بخلاف ذلك النور الأبيض المريح بشكل غير محدود. شعرت بنفسي كما لو أنني أصبحت "متحول". عندما رأيت والدي والأشخاص الذين يعمل معهم مرة أخرى، أدركت أن حياتي وطريقتي في رؤية للأشياء سوف تتغير تمامًا من ذلك اليوم فصاعدًا، رغم كون تلك الأحداث خارجة عن ذاكرتي أو فهمي.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: بداية 1979 و 1980

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم حادث. أزمة قلبية. لمس مأخذ كهربائي كبير مثبت على الحائط قرب موقد غير موصول. خطر الصعق بالكهرباء.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ محتوى رائع

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كانت حالة وعيي مختلفة، كما أنني كنت منفصلاً عن كل شيء، وغمرني وعي مختلف، وفي نفس الوقت كنت أنا نفسي وكنت أيضًا عبارة عن وعي عالمي شامل، كنت هذا النور وكان هذا النور أنا.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت مدركًا تمامًا أثناء التجربة ولكن لم يكن لدي نفس الوعي بـ "الذات". كنت على طبيعتي، لكن بوعي مختلف.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. الوقت ليس له معنى. ليس لدي أي فكرة عن المدة التي بقيت فيها فاقدًا للوعي.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم لم تكن هناك "رؤية"، بالمعنى الصحيح، لكن كنتُ أنا الرؤية، ولم أكن "إلا" رؤية، بقدر ما كانت رؤيتي شاملة وغير مقيدة بتصوراتنا المعتادة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. لم يكن هناك ضوضاء أو أصوات، ساد الصمت التام. الإحساس بالصمت الرقيق اللامتناهي والآمن.

هل بدا أنك كنت على دراية بالأمور التي كانت تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكد. ليس لدي ذاكرة عن هذا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكد. ليس لدي ذاكرة عن هذا.

هل رأيت، أو شعرت، بأنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأين نور يغلف كل شيء، نور شديد البياض لكنه لا يغشي الأبصار، كل شيء كان هو ذلك النور.

هل بدا لك أنك دخلت عالمًا آخر غامض؟ دخلت عالم روحاني أو غريب بشكل واضح

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الرقة والحنان.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ فرح لا يصدق

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني فرد منه

هل بدا لك فجأة انك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. لا توجد ذكريات دقيقة، لكنني أعلم أن هذه التجربة غيرت وجهة نظري تمامًا بعد ذلك. أصبحت طفلًا "مختلفًا" عن الآخرين.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. انخراطي الديني، وبعد ذلك رفضي له، زواجي وطلاقي، تخبطي ثم صحوتي وسط المعاناة. وعيي بما أنا عليه حقًا وتوقع "قيامتي" في المستقبل. لقد عرفت، وعرفت دائمًا منذ مروري بهذه التجربة، وكان لدي علم مسبق عنها قبل ذلك.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. "لقد شعرت بحضور كبير في داخلي منذ سن مبكرة جدًا، كنت أعلم أن الأمر يتعلق بالله ولكن في رأسي كطفل كان من الصعب تكوين فكرة دقيقة عن ذلك".

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. يمكن القول أنني انخرطت في الكنيسة الكاثوليكية ولكن هذا الأمر لم ينجح لأنني لم أجد فيها ما كنت أبحث عنه.

ما هو دينك الآن؟ معتدل. "في أعماقي ما زلت أحب الله كثيرًا ولكن لا أنتمي إلى أي كنيسة. أعتقد أن الله ليس لديه دين مفضل أيضًا، دينه الوحيد هو حبنا لبعضنا البعض. أما الباقي فمتروك لحكمنا الشخصي".

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. يمكن القول أنني انخرطت في الكنيسة الكاثوليكية ولكن هذا الأمر لم ينجح لأنني لم أجد فيها ما كنت أبحث عنه.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. لقد حاولت فك رموز هذه المعرفة في نفسي، وقد ضللت كثيرًا، لكنني كثيرًا ما أستطيع أن أرى ما بداخل الآخرين، وأشعر بما يشعرون به (الغضب أو الحب أو اللامبالاة) ويمكنني (في بعض الأحيان) توقع ردود أفعالهم بشكل مسبق.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. بالكامل. أصبحت أكثر حساسية وتقبلًا، ولكن ظهرت أيضًا العديد من الجوانب السلبية: أصبحت معزولًا قليلاً عن العالم، وأشعر أنني ما زلت مختلفًا تمامًا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا. لا توجد صعوبات في الوصف.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. كثيرًا ما أرى من خلال الأشخاص الآخرين، أشعر بما يشعرون به (الغضب أو الحب أو اللامبالاة) ويمكنني (أحيانًا) توقع ردود أفعالهم بشكل مسبق.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ غيرت هذه التجربة تصوري للأشياء، وأصبحت حساسًا للغاية تجاه كل شيء. لكنها أيضًا أزعجتني وأربكتني لاحقًا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ لا. أبداً.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا. مُطْلَقاً.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد

في أي وقت من حياتك، هل أعاد أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. مرتين، الأولى: أثناء خدمتي العسكرية، عندما كنت في نهاية دورة تدريب بدنية خاصة. شعرت بالحب اللامحدود (وجود الله، وليس رؤيته) لأنني كنت أساند رفيقًا كان يعاني بشدة ويبكي. استمر هذا الشعور لمدة ثلاث دقائق، وهو الوقت الذي استغرقه إعادته إلى المخيم. كان الأمر غير عادي. لقد شعرت بكل ما يشعر به الناس أثناء تجربة الاقتراب من الموت، لقد كان الشعور أقوى من شعوري أثناء تجربتي الشخصية في الاقتراب من الموت، دون أن أكون قريبًا من الموت أو من أي خطر مباشر!

والمرة الثانية بعد طلاقي: كنت مستلقيًا ويائسًا، عندما شعرت بحضور قوي يغمرني بنفس شدة الحب غير المشروط.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ نحن جميعًا أطفال تائهون، متعطشون للحب. يجب أن نوجه هذه القوة وهذه الطاقة لكي نجد أنفسنا. نحن مولودون من النور وعلينا أن نصبح هذا النور مرة أخرى، نحن هنا على الأرض من أجل إنقاذ الأرواح التي تتألم.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا توجد اقتراحات في الوقت الحالي.