فوربس ج. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
أثناء عملي في محطة خدمة سيارات محلية، كنت قد أصلحت إطار شاحنة كبير بها حافة مُنشقّة، وكان الإطار مُلقىً على أرضية الورشة لعدة ساعات. لاحظتُ أن صاحب الإطار وصل بسيارته، فقررتُ فحص ضغط الهواء لأتأكد من أنه 90 رطل/بوصة مربعة. جلستُ على الإطار، وقرأتُ ضغط الهواء، وعندها انفجر كل شيء. انفجر الإطار المُنشقّ، وقُذفتُ عبر الورشة، واصطدمتُ برأسي في صندوق الأدوات.
أول ذكرى واضحة بعد شعوري بالتحليق كانت استلقائي على أرضية الورشة وأنا أنظر إلى الأعلى على زملائي في العمل. بعد دقائق، جمعت الأحداث في ذهني، وأدركت ما حدث. أول ما خطر ببالي هو أنني ميت، لم أكن أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر، لكنني كنت أعرف أنني ميت. أتذكر أنني فكرت: "حسنًا، فليكن"، وتقبّلت فكرة أن كل شيء قد انتهى. وفي لحظة ما، كان مديري ينحني نحوي، فقلت له: "اذهب لإحضار زوجتي، حاول ألا تُخيفها، ستسير الأمور بخير". استغرق الأمر عدة دقائق حتى وصلت سيارة الإسعاف.
خلال تلك الفترة، بدأتُ أُقيّم حجم الضرر الذي لحق بي. لا أعرف لماذا فعلتُ ذلك، لكنني فعلتُ. وبحلول الوقت الذي وصلت فيه سيارة الإسعاف، كنتُ قد قررتُ أنني قد لا أموت رغم الإصابات. أخبرتُ أفراد الإسعاف بكل الأضرار التي لحقت بي. أدخلوني إلى سيارة الإسعاف، وانطلقنا. اكتشفتُ لاحقًا أن الإطار قد كسر ثلاثة عشر عظمة في جسدي، من وركي الأيسر، الذي كان مثبتًا على الإطار، إلى عدة عظام في يدي اليسرى وذراعي وأضلعي في جانبي الأيسر، حيث انفجر الإطار بقوة في جانبي. كانت رحلة سيارة الإسعاف لا تُصدق. كل مطب، كل منعطف، كل لمسة فرامل تُرسل موجات من الألم عبر جسدي. كانت صفارة الإنذار تُدوّي، وكان المرافق يتحدث معي محاولًا الحصول على معلومات. وبينما كانت سيارة الإسعاف تُنعطف أخيرًا نحو المستشفى، شعرتُ بتعب شديد، وغمرتني موجة، لم أشعر بمثل هذا التعب في حياتي من قبل، وأغمضت عيني.
وفجأةً زال الألم، واختفت صفارة الإنذار، وانتهت الرحلة الوعرة. كنتُ في مكانٍ لا أستطيع وصفه. كنتُ في مكانٍ هادئٍ ودافئٍ وساكن وممتع، وشعرتُ بشعورٍ رائعٍ من السلام والحب والرضا. كنتُ أتلذذُ به، غارقًا فيه، وفجأةً سمعتُ صوتًا في مؤخرة رأسي يقول: "افتح عينيك". كنتُ في هذا المكان الرائع، وكان لهذا الصوت الجرأة أن يُقاطعني. فكرتُ في كلمة: "ماذا؟"، وكنت منزعجًا من الصوت. سمعتُ الصوت مرةً أخرى، لكن بنبرةٍ أعلى وأقوى: "افتح عينيك!". كنت نصفُ غاضب ونصفُ خائف من الصوت، وفتحتُ عينيّ، وانهار العالمُ الحقيقيّ عليّ. عاد كلُّ شيءٍ، الألم، وكلُّ ما كان حولي أصبح حيًا وحقيقيًا من جديد. رفعتُ رأسي فوجدتُ المرافق الذي كان يُحدّثني سابقًا جالسًا الآن على وركيّ، يستعد لبدء الإنعاش القلبي الرئويّ لي. نظرت إلى وجهه، كانت عيناه متسعتين، وفمه مفتوحًا، وقال: "لقد عُدت!".
بقية القصة عادية جدًا، فقد بذل الطاقم الطبي قصارى جهده لإبقائي على قيد الحياة، وبالطبع نجحوا. بعد بضعة أشهر، تحدثتُ مع المرافق الذي كان معي في سيارة الإسعاف. تحدثنا عن الحادثة بإسهاب. اكتشفتُ أنه كان يعمل في إدارة الإسعاف قبل فترة قصيرة جدًا من إصابتي، وأنها كانت أول حالة إصابة خطيرة يتعامل معها. أخبرني أن قلبي توقف لثلاث أو أربع دقائق تقريبًا (طبقًا لتقديره). وبسبب كثرة الإصابات التي تعرضتُ لها، كان يتحدث مع طبيب المستشفى حول ما إذا كان ينبغي عليه إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لي أم لا، لأنه قد يتسبب في مزيد من الضرر لقفصي الصدري. وعندما حصل على الموافقة، كان على وشك البدء بالإنعاش القلبي الرئوي عندما فتحتُ عينيّ. سألته هل تحدث معي خلال الوقت الذي كنت فيه ميتًا. فقال: "لا"، بل كان يتحدث مع طبيب المستشفى خلال تلك الفترة. ما زلتُ لا أعرف من كان يتحدث معي. أعلم أن هناك ازدواجية في طبيعة البشر لا يمكن لأحد تفسيرها بالكامل. عندما نسأل أنفسنا ماذا يجب أن أفعل؟ مع من نتحدث؟ سيقول المسيحيون إن يسوع أنقذني، وسيقول آخرون إنها مشيئة الله، وهكذا. الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أن المكان الذي ذهبت إليه كان أروع مكان زرته في حياتي، ولا أخشى العودة إليه مرة أخرى.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
29 يونيو 1976.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث. صدمة شديدة، كسر في ثلاثة عشر عظمة، ونزيف داخلي، وإصابة في الرأس.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. عندما كنت أستمتع بعظمة ذلك المكان.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت أستمتع بعظمة ذلك المكان.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لم أستطع سماع أي شيء من حولي، لكني سمعت الصوت في رأسي بوضوح تام.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟لا.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟لا.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السلام والهدوء والدفء والسكينة.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. "أؤمن بأن هناك شيئًا أبعد من الحياة، ولا اتبع أي ديانة منظمة".
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ غير مؤكَّد.لطالما كنت إلى حد ما ضد الديانات المنظمة أو لا اتبع أي منها.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. "أؤمن بأن هناك شيئًا أبعد من الحياة، ولا اتبع أي ديانة منظمة".
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد.لطالما كنت إلى حد ما ضد الديانات المنظمة أو لا اتبع أي منها.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. لقد وجدت أنني أصبحت أقل تحملًا للأعضاء المتدينين من أي دين منظم.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.