تجربة دونا في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت نائمة نومًا عميقًا واستيقظت فجأة لأجد صديقي العاشق فوقي، يغتصبني بقسوة. كانت يداه الكبيرتان تحكمان قبضتهما حول عنقي، يخنقاني بقوة. أتذكر تلك اللحظة من الصدمة والذهول، لأن الأمر كان مفاجئًا تمامًا دون أي مشاجرة مسبقة، ولأن ملامح وجهه كانت مشوهة بشكل مرعب. تحولت ملامحه الهادئة إلى ما يشبه الوجه الشيطاني - شيء لم أره من قبل في حياتي. حتى لون عينيه تغير من البني الدافئ إلى الأصفر الكريه.
حاولت المقاومة بكل قوتي لكنه كان جسدًا ضخمًا مقارنة بي. لم تتمكن يداي الصغيرتان من تحريك يديه القويتين. ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن أستسلم وأبدأ بفقدان الوعي تدريجيًّا.
وفي تلك اللحظات الأخيرة، راودني شعور لا يوصف بعدم التصديق. لم أستطع استيعاب أن حياتي ستنتهي بهذه الطريقة المفاجئة، وفي مثل هذا العمر الصغير. فكرت في نفسي، «انتهى كل شيء، سأموت الآن». ثم فجأة، وبسلاسة تامة، وجدت نفسي خارج جسدي، عائمة بالقرب من السقف.
وفي منظر غريب رأيته من هناك: تلك الفتاة الشابة على السرير، تُغتصب وتُقتل. شعرت بالأسى لها، لكن بلا أي ارتباط عاطفي. كان الأمر وكأن ذلك الجسد لم يعد ملكي. كنت مندهشة من مدى الراحة التي شعرت بها، ومن سهولة عملية الموت. كل هذا حدث في غضون دقائق قليلة. خاطبت نفسي، «غريب! كنت أظن أن الموت يستغرق وقتًا أطول». ثم بدأت بالتحرك صاعدة داخل سحابة من النور. كان شعورًا مثاليًّا، كأنني أخيرًا أعود إلى البيت. لم ينتبني أي شك أو خوف، فقط شعور غامر بالراحة والفرح. كان وكأن كل خلية في كياني تسبح في السعادة والنور، وشعرت لأول مرة في حياتي بهذا القبول غير المشروط.
بدأت أرتفع بسرعة، في مشهد غريب لأنني لم أرَ أي أسقف أو حواجز، لكن لا بد أنني كنت قد تجاوزت منزلي بكثير. في تلك اللحظة، لم يعد يهمني أي شيء - لا عائلتي، ولا أصدقائي، ولا حيواناتي الأليفة المحبوبة، ولا حتى ذلك الرجل الذي كان يقتلني. كل ما أردته هو أن أستمر في الطفو في ذلك النور الساحر، وأن أعود إلى البيت.
لكن فجأة ... اصطدمت بحاجز غير مرئي. ثم شعرت وكأنني أُلقيت بعنف مرة أخرى داخل جسدي. كان الشعور مروعًا. ما زال فوقي، يخنقني ويغتصبني بابتسامة شيطانية. لم أستطع تصديق أنهم أعادوني إلى هذا الجحيم، إلى هذا التعذيب المتكرر. غمرني شعور بالحرمان واليأس، وامتلأت بالغضب وأنا أجد نفسي مرة أخرى محاصرة داخل هذا الجسد المعذب.
ثم حدثت المعجزة: أزال يديه عن عنقي فجأة. فبدأت ألهث بحثًا عن الهواء، وأسعل بعنف. كان وجهه يعكس الذهول التام، وقد عادت ملامحه إلى طبيعتها، لم تعد شيطانية. تراجع عني جالسًا على فخذي، وبدأ لون وجهه يتغير من الأحمر إلى البنفسجي. ثم بدأ فجأة يحك عنقه بعنف، كمن يحاول إزالة أيد خفية تخنقه. خطرت لي فكرة أن ملاكًا ربما كان يحميني ويعاقبه في نفس الوقت. وفجأة، فقد وعيه وسقط على صدري.
دفعته بعيدًا بنفور، وتمكنت من الزحف خارج السرير، وما زلت ألهث بصعوبة. عندما دفعته، سقط عن السرير على الأرض محدثًا صوتًا مدويًّا. أول فكرة خطرت لي كانت: «جيد، أيها الوغد الشرير، أنا سعيدة لأن الله جعلك تموت». لكن سرعان ما حل الخوف مكان الفرحة. بدأت أفكر: «يجب أن أتصل بالشرطة والإسعاف». ثم تبادر إلى ذهني: «سيظنونني مجنونة إذا أخبرتهم أنني مت وأن الله هو من خنقه». من سيصدقني؟ ماذا لو كان عنقه مكسورًا؟ هل سيتهمونني بقتله؟ ماذا لو أصبح شبحًا يطارد منزلي؟ وماذا يجب أن أرتدي؟ (أعلم أن هذا يبدو سخيفًا، لكنني كنت صغيرة السن وفي حالة ذعر، ولم أستطع العثور على رداء الحمام. كنت ما زلت عارية، ولم أعرف إذا كان عليّ الاتصال بالشرطة قبل ارتداء شيء أم بعده).
قررت أن أقدم له الإنعاش القلبي الرئوي كي لا يموت في منزلي. قلبت جسده وفتحت مجرى تنفسه. وبمجرد فعلي ذلك، أخذ نفسًا عميقًا بدا وكأنه يختنق به. كانت عيناه مفتوحتين على اتساعهما، يملؤهما الرعب. تذكرت أنني فكرت وقتها أن عينيه على وشك الخروج من محجريهما من شدة البروز. أمسك بذراعي وأخذ يردد بصوت أجش: «لقد ذهبت إلى المكان الآخر» خمس أو ست مرات، ثم استلقى على الأرض وفقد وعيه مرة أخرى.
كنت أشعر بالغثيان والخوف والإرهاق. لا بد أنني عانيت من آثار الأدرينالين، لأنني شعرت بمرض شديد وإعياء تام، بينما كان حلقي وعنقي يؤلمانني بشكل لا يطاق.
لم أستطع فهم ما حدث. أخذت بطانية وذهبت إلى الطابق السفلي، حيث استلقيت على الأرض مع قططي، وأشعلت سيجارة (كان هذا في أوائل الثمانينيات حين كان التدخين عاديًّا)، أحاول فهم ما جرى. لم أستطع تصديق أنني متت فعلًا، ثم عدت إلى الحياة، أنقذني تدخل إلهي، بينما ذهب صديقي إلى الجحيم وعاد، ثم نام عاريًا على أرضيتي! استغرق الأمر مني سنوات لأتمكن من فهم هذه التجربة، وما زلت أذكر مدى خوفي وحزني واندهاشي في تلك الليلة.
كما أنني صدمت من غباء وشر ذلك الرجل. كانت هذه المرة الثانية التي يزور فيها الجحيم -كما أخبرني سابقًا- ومع ذلك لم يتغير. ذات مرة، بعد أن شرب كثيرًا، أخبرني أنه مات ورأى الجحيم بعد أن ظل ميتًا لمدة ثلاثين دقيقة. كان قد سمح لصديقه بحقنه بجرعة زائدة من المخدرات. قام أصدقاؤه بعمل إنعاش قلبي رئوي له لمدة نصف ساعة قبل أن يعود فجأة إلى الحياة دون أي آثار للمخدرات. وصف لي كيف ذهب إلى النور، وكان في مكان مع كائن رائع من النور والحب، لكنه لاحظ وجود ظل يتربص «في الزاوية» (مع أنه لم تكن هناك زوايا فعليًّا). أخبره النور أنه يحبه بقدر لا نهائي، لكن عليه أن يوازن بين أفعاله الخيرة والشريرة. رأى حياته كسائل من النور يُسكب في وعاء جميل على ميزان. وعندما رجحت كفة الشر، أخبره الكائن النوراني أنه مع حبه له، يجب أن يذهب مع الظل. ثم كبر الظل فجأة وغطاه تمامًا، مما أصابه بالرعب. صرخ: «أنا شاب، سأتغير!» وتوسل للعودة. فوجد نفسه فجأة في جسده بينما كان أصدقاؤه ينعشونه. سألته وقتها: «حسنًا، هل تغيرت؟» فأجاب بالنفي. وعندها عرفت أنه يجب أن أتخلص منه. لكنني لم أتخيل قط أنه سيقدم على الاعتداء عليّ، ناهيك عن محاولة قتلي.
وفي اليوم التالي، كان عنقي مغطى بالكدمات، وصار صوتي أجشًّا لعدة أيام. أما صديقي فلم يتذكر أي شيء مما حدث، وكان مصدومًا عندما رأى كدمات عنقي. لم أخبره بما جرى، لكنني تركته بعد ذلك بوقت قصير.
وللعلم، لم تكن هذه المرة الأولى التي أنقذت فيها حياتي بواسطة تدخل إلهي. فقد سبق وأن حذرتني كائنات نورانية عندما كنت مريضة جدًّا أن أطلب المساعدة الطبية. ومرة أخرى، رأيت كائنًا نورانيًّا يقف على حافة جرف، أوقف السيارة التي كنت أركبها والتي كنت فاقدة السيطرة عليها، ما منعني من السقوط في البحيرة.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ حدوث التجربة:
1981.
عناصر التجربة:
هل صاحب تجربتك حدث مهدد للحياة؟
نعم. هجوم إجرامي - موت سريري (توقف التنفس/وظائف القلب/الدماغ) صديقي المضطرب نفسيًّا أيقظني من نوم عميق وخنقني دون سبب واضح.
كيف تقيمين محتوى تجربتك؟
ممتعة بالكامل.
هل شعرتِ بالانفصال عن جسدك؟
نعم. غادرت جسدي بوضوح ووجدت نفسي خارجه.
كيف كان أعلى مستوى من الوعي والانتباه أثناء التجربة مقارنة بالحالة الطبيعية؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. أدركت أنني متصلة بقوة وطاقة ومصير وغاية بطريقة واضحة جدًّا.
في أي وقت خلال التجربة وصلتِ إلى أعلى مستوى من الوعي؟
عندما كنت عاليًا فوق جسدي أراقب موتي وأدرك أنني حرّة في العودة للبيت.
هل تسارعت أفكارك؟
أسرع من المعتاد.
هل شعرتِ بأن الزمن يتسارع أو يتباطأ؟
لا.
هل كانت حواسك أكثر حدة من المعتاد؟
أكثر حدة بشكل لا يصدق.
قارني بين رؤيتك في أثناء التجربة ورؤيتك الطبيعية قبلها؟
كنت أرى من مكان مرتفع فوق السقف وكأن السقف غير موجود.
هل شعرتِ بوعي بما يحدث في أماكن أخرى؟
نعم، وتم التحقق من الحقائق.
هل مررتِ بنفق؟
غير مؤكد. كان يشبه نفقًا غيميًّا أبيض ناعمًا.
هل رأيتِ أي كائنات في تجربتك؟
نعم، رأيتهم فعلًا.
هل قابلتِ أي متوفين أو أحياء؟
لا.
هل رأيتِ نوراً غير أرضي؟
نعم. نور يحيط من كل مكان.
هل شعرتِ بدخول عالم آخر؟
لا.
ما المشاعر التي شعرتِ بها؟
الفرح، والسلام، والقبول، والحب، والسعادة، والاكتمال، وشعور بالكمال المطلق، وغياب تام للخوف/الألم/القلق، وإحساس قوي بالألفة. كمن ضل طريقه أيامًا ثم وجد نفسه فجأة أمام بيته.
هل شعرتِ بالسلام أو الارتياح؟
سلام لا يوصف.
هل شعرتِ بالفرح؟
سعادة.
هل شعرتِ بالوحدة مع الكون؟
شعرت بالوحدة مع العالم.
الله والروحانية والدين:
ما كان دينك قبل التجربة؟
غير منتمية (نشأت كاثوليكية لكن غير ملتزمة).
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد التجربة؟
لا.
ما دينك الآن؟
غير منتمية.
هل كانت التجربة متوافقة مع معتقداتك الأرضية؟
احتوت على ما يتوافق وما لا يتوافق. عززت التجربة إيماني بتعدد الأرواح رغم تعاليم الكنيسة.
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك؟
نعم. لم أعد أحترم تعليمات الدين التي تحصر التجارب في أطر ضيقة.
هل قابلتِ كائنات دينية أو سمعتِ أصواتًا؟
لا.
بخصوص الحياة الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبتِ معرفة خاصة عن هدفك؟
نعم. كان لدي عمل يجب إنجازه هنا، وإلا لما عدت. أدركت أن لي حيوات سابقة.
هل كنتِ تخافين الموت قبل التجربة؟
خوف شديد.
هل ما زلتِ تخافين الموت بعد التجربة؟
لا يوجد خوف.
هل تغيرت علاقاتك بعد تجربتك؟
نعم. ما تفعله مهم كل يوم. لم أعد أرغب في مصاحبة غير المكترثين.
بعد التجربة:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة؟
نعم. المشاعر تفوق الوصف. لم أشعر بمثل هذه الروعة في حياتي.
ما مدى دقة تذكرك للتجربة؟
أتذكرها بدقة أكثر من أحداث أخرى في تلك الفترة.
هل ظهرت لديكِ أي قدرات غير عادية؟
نعم. أصبحت أعرف عندما يكون الشخص على وشك الموت خلال شهر.
هل شاركتِ التجربة مع آخرين؟
نعم. أخبرت صديقة ملحدة كانت تحتضر وساعدتها على التسليم.
هل كانت لديكِ معرفة مسبقة بتجارب الاقتراب من الموت؟
غير مؤكد. رأيت جدتي تتحدث إلى كائنات قبل موتها.
ما رأيكِ في واقعية التجربة بعد حدوثها بفترة قصيرة؟
كانت حقيقية بالتأكيد. جزء مني يشتاق لذلك المكان كل يوم.
هل تكررت معك أي أجزاء من التجربة لاحقًا؟
لا.