تجربة دومينيك، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

أنا الراوي، لم تحدث لي هذه التجربة. إنها في الواقع تخص ابن عمي. اعتدت أن أكون حذرًا للغاية بشأن هذا النوع من الشهادات. لكن ابن عمي دومينيك كان يتألم بشدة من الحديث عنها. إن تعليمه متدن. كان مدمنًا على الهيروين ذات مرة. ولا يزال مدمنًا على الكحول. يمكن القول إنه دائمًا ما يدعم البار، كونه واحدًا من أكثر الأشخاص الذين يمكنك تخيلهم ممن يشربون الخمر. ما أجده مقنعًا إلى حد ما هو أن الأشياء الخارقة للطبيعة أو الدينية أو حتى تلك الأشياء المجردة كانت معتادة على البقاء بعيدًا عن مستوى فهمه. لم يكن بالتأكيد ذلك النوع من الرجال المهتمين بأي شيء على الإطلاق.

في ذلك الوقت كان دومينيك وأحد أصدقائه يغادران حفلة أكثرا فيها شرب الكحول. لا داعي للقول إنه كان مخمورًا كالمعتاد وأن صديقه الذي كان يقود سيارته كان في نفس الحالة تقريبًا. لقد أخفقا في أحد المنعطفات وتعرضت السيارة لتحطم عنيف.

وفي هذه اللحظة بالذات شعر دومينيك بأنه يغادر جسده، كما لو أن الضربة كانت عنيفة بما يكفي لإخراج روحه من جسده الفاني. كان يحدق في صديقه القريب منه -قتل صديقه في الحادث- وشعر أنه كان ينظر إليه ولكن ليس بطريقة جسدية. في الواقع كان لديه شعور قوي بأن لا شيء جدير بالاهتمام بالنسبة لما كان يخرج من هذا الصديق. لا يزال وصفه الدقيق للمشهد غير واضح. لم يكن قادرًا على رؤية أكثر مما يمكن رؤيته بطريقة جسدية لكنه يؤكد أنه كان يرى نوعًا من "القبح" ينبعث من تلك الجثة القريبة. ثم صرح دومينيك أنه بدأ يطفو حول حطام السيارة.

وفقًا لما يقوله بقي دومينيك لفترة طويلة طافيًا فوق مكان الحادث. فترة كافية لرؤية وصول سيارة إسعاف الطوارئ. ثم رأى جثته في سيارة الإسعاف. وبينما كانت سيارة الإسعاف تسرع نحو المستشفى شعر فجأة برغبة شديدة في العودة إلى جسده. لذلك من المفترض أن يكون قد سعى إلى التحليق خلف سيارة الإسعاف. ويذكر أنه كان يطير دائمًا بالقرب من النافذة الخلفية، ومع ذلك ظل غير قادر على العودة إلى جسده الفاني. وعند وصوله إلى المستشفى شعر ابن عمي كما لو أنه نفخ في نفق لم يكن به نور على الإطلاق.

ثم بدأ في التفكير في كل الأحداث الماضية في حياته واستمر في القول إنه كان يشعر بتضخيم آثار أعماله الصالحة بقوة بينما كان غارقًا في الخزي من أعماله السيئة (أعتقد أنك قد تفترض دون إهانته أن أعماله السيئة كانت كثيرة - وهو ما يقره بشدة). ثم صرح دومينيك أنه وجد نفسه في مكان يمكن أن يطلق عليه عادة الجحيم.

كان يطفو قليلاً فوق الأرض وكان عدد كبير من الأشخاص يركضون نحوه ويحاولون الإمساك به بهدف إبقائه منخفضًا عند مستواهم. كانت وجوه هؤلاء الكائنات تعذب بالكرب والغضب وكانت مخيفة حقًّا. يقول ابن عمي إن كلابًا وأسودًا كانت هناك أيضًا. كانت هذه -كما يقول- أكثر التجارب المخيفة التي مر بها في حياته. كيف كان هذا المكان بالضبط؟ يضيف إنه "مكان كئيب"، غير راغب في الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.

وهنا تأتي حلقة أخرى لا تصدق، لم تحمل هذه الحلقة أي تحسن! أمسكت يدٌ ابن عمي بينما كان على وشك السقوط وأعادته إلى النفق. هذه المرة كان هناك ضوء في النهاية. من أنقذه؟ "كائن من نور". "شخص مسمَّر على الصليب" لست متأكدًا حتى مما إذا كان ابن عمي قد سمع عن يسوع المسيح قبل هذا الحادث أم لا. إن تناول مثل هذه المسألة أمامه كان سيثير ضحكًا فظيعًا من جانبه وكان بالتأكيد سيسخر منك علانية.

يقول ابن عمي إنه اقترب من حافة الضوء وإنه التقى بوالده (المتوفى في وقت التجربة) والذي يبدو أنه قال له، على نحو بين المزاح والجد، "لقد لعبت دور الأحمق مرة أخرى!" كان والده أيضًا كائنًا من النور ويبدو أنه رافق ابن عمي في النور.

إن ما يحير دومينيك هو التعبير بوضوح عما يبدو أنه قد اختبره بعد ذلك. يتلعثم ويظهر عليه القلق والغضب ويكاد ينفجر بالبكاء. يقول إنه لم يشعر أبدًا بالحب والرفاهية كما شعر به في هذا النور. كان هذا شيئًا لا يوصف ومؤثر جدًّا. كان هذا النور هو الله، لكن لم يكن له الحق في أن يتأمل الله. كان بإمكانه رؤية الإشراق لكن أصل النور كان مخفيًّا عنه بالسيف (!)، ربما بواسطة ملاك، وهذا الأمر لا يزال غير واضح. يقول إنه ذهب إلى مكان رائع وأن الناس الذين يعيشون في أقصى درجات السعادة أحاطوا به. كان لهؤلاء الأشخاص وجوه أو رؤوس مثلثة، أو ربما كانت شيئًا أكثر من مثلث، حيث يبدو أن المثلث هو أقرب شكل يمكن أن يصفه دومينيك. يجب اعتبار هذا الشكل "رمزًا إيجابيًّا" يمنحه الله.

خاطبه والده مخبرًا إياه أن ابنته بحاجة إليه (كانت ابنته رضيعة آنذاك) وأنه سيتعين عليه الاعتناء بها، وأن واجبه لم يتم الوفاء به بعد. يقول ابن عمي إنه لم يرغب في الابتعاد عن النور ولكن لم يعط خيارًا آخر. ثم يبدو أنه عاد إلى جسده.

لماذا أقول كل هذا طالما أنني لم أتصرف في هذه التجربة مطلقًا؟ لماذا أصدق ذلك رغم أنني أشعر ببعض الشكوك؟ كما ذكرت سابقًا لم يكن ابن عمي بأي حال من الأحوال من النوع الذي يهتم بالأمور الروحية. في رأيه، كان المثقفون مجرد حمقى مغرورون. كان إذا تحدثت معه سيعتبر أن أتفه الأشياء التي تقولها محاولة منك للتلاعب بقدراتك العالية. كان سيسخر منك.

إنني لا أقول هذا من باب الإساءة إليه؛ أريد فقط تعزيز التناقض بين موضوع التجربة ومحتويات روايته. ما يدفعني إلى الإيمان بحقيقة روايته يكمن في حقيقة أن ابن عمي -في ظل الظروف العادية- سيكون آخر شخص يُسمع وهو يروي مثل هذه القصة. لم يشارك هذه التجربة بنفسه لأنه لا يهتم بالإنترنت ولا بأي شيء آخر غير حديث الخمور والسكارى. يصبح خجولًا جدًّا عندما تتناول هذا الموضوع؛ عليك أن تدفعه قليلاً للدخول في المناقشة بسبب خوفه من أن يبدو مجنونًا. لكنه لا يشعر بالحرج أبدًا من سرد قصته حيث يبدو أنه لا يدرك بوضوح مدى علاقتها بالروحانية.

هل تغير شيء في حياته بعد الحادث؟ نعم بالطبع ولكن إلى حد معين فقط. وقد ظل مشلولًا لعدة أشهر بعد الحادث. يمكن أن تثبت عملية إعادة التأهيل أحيانًا أنها رائعة، حيث استعاد شيئًا فشيئًا حركة أطرافه الأربعة. لكن الأمر استغرق سنوات حتى يصبح مستقلاً. إنه الآن يمشي بمساعدة عصا ويعيش على معاش المعاقين.

من وجهة نظر أخلاقية قرر التكفل بتوفير المال بصورة شاملة لابنته حتى تتمكن من جني الأموال. ليس لديه اتصالات أخرى معها والأخيرة لا ترغب في مقابلته بشكل خاص. شيء واحد محير؛ يقول دومينيك إنه في بعض الأحيان -في الليل- يمسك به شخص ما أثناء نومه مما يجبره على الاستيقاظ والتفكير. يقول إنه يشتاق إلى النور. ولا يزال يمضي في الشرب بكثرة كما كان دائمًا، لكنه يؤكد: "إن الرب كان يعلم جيدًا أنه إذا أعادني إلى الأرض فلن أتوقف عن الشرب".

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٩٩٠.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. الحالة السريرية ليست محددة بشكل جيد ولكن حادث سيارة عنيف. توفي شخص آخر في الحادث بينما أصيب ابن عمي بآثار حادة (تعافى منها على المدى الطويل).

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ يبدو أن دومينيك متأكد من حقيقة ما يقوله. ومع ذلك يصبح مترددًا في الحديث عن التجربة إذا فشل مناخ الثقة في ترسيخ نفسه. إنه يخشى أن يعتقد المرء أنه مجنون.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. تبدو الأبعاد الثلاثة المعتادة غير كافية لوصف المشهد السماوي.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. تبدو المناظر الطبيعية التي استحضرها دومينيك على التوالي ذات جمال لا يوصف بالإضافة إلى وصف صديقه الذي يرقد في السيارة وسكان تلك المناظر الطبيعية غير الأرضية. إذا كنت قد فهمت ما كان يقوله على النحو الواجب، يبدو أن ابن عمي قد فتن بمفهوم مختلط بالبصر وإحساس آخر غير محدد.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. لا.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. في المرحلة الأولى نفق مظلم ومؤلم قبل الدخول إلى "الجحيم"، ثم بعد "الإنقاذ"، نفق يؤدي إلى ضوء شديد. وقبل دخول النور مباشرة، كان والده ينتظره.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. تلك النفوس اللعينة التي كان قصدُها الواضح استدراجه بينهم وإلحاق الأذى به. وذلك الكائن النوراني الصامت أثناء إنقاذه له من النفوس اللعينة وقد شعر بحب عميق اتجاهه. ووالده الذي وبخه عند وصوله إلى النور. وتلك الكائنات النورانية التي شبهها بالمثلث والتي كانت محايدة في موقفها لكن ابن عمي وجدهم محسنين. والله مخفي بالسيف، لكن حبه الغزير وفرحه أثرا بعمق في ابن عمي.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. نورًا ينبعث منه حب لا متناه وشعور بفرح لا يوصف.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ مشاعر مختلفة أثناء استعراض أحداث الحياة الماضية ورعب لا يوصف أثناء إقامته في "مكان الشؤم"، وحب ورفاهية عند رؤية النور.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. لم يحدد الحقائق الدقيقة لحياته، بل كان حريصًا على غربلتها. فقط كان لديه شعور مضخم للغاية سواءً كان استمتاعًا بالخير الذي فعله للآخرين أو إدانة بالشر الذي فعله للآخرين.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. شعر دومينيك أنه ترك جسده وكان يتابعه خلف سيارة الإسعاف وكان يسافر عابرًا مستويات مختلفة من الوجود.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. ملحد تمامًا.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. يؤمن دومينيك بقوة بالله ويسوع ولكنه ليس من رواد الكنيسة. قبل التجربة كان سيجد أنه من الغباء تناول هذه الأمور.

ما هو دينك الآن؟ معتدل. يؤمن بالله ويسوع ولكن دون ارتباط بكنيسة معينة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. يؤمن دومينيك بقوة بالله ويسوع ولكنه ليس من رواد الكنيسة. قبل التجربة كان سيجد أنه من الغباء تناول هذه الأمور.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. تصور الأرض بصفة عامة وشكل من أشكال القيمة الأخلاقية التي تنبع منها.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. لعدة سنوات تعهد بتوظيف واستثمار الأموال من أجل ابنته. لكن بصرف النظر عن الآثار الجانبية الجسدية والاجتماعية لم يغير طريقة حياته.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. تعجز الكلمات عن التعبير عنها.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. في الليل يشعر دومينيك غالبًا أن شخصًا ما يهزه أو يمسكه أثناء نومه بهدف إيقاظه للتفكر في المغزى من حياته.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. شخصيًّا، لقد فعلت ذلك، مما دفعنا للتحدث عن تجربته - ليس هناك شك تقريبًا في أنه لم يسمع بمثل هذا الشيء قبل تجربته.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا. لا أعرف، إنه يشرب كثيرًا.