4050ديفيد ج. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
وجدت نفسي في فراغ مظلم. والشيء التالي الذي لاحظته هو غياب الإحساس بأي شيء؛ كأنني مجرد عقل محضٍ. افتقدتُ إحساس وصوت نبضات القلب، والشعور والصوت المألوف لتنفسي المنتظم. لم يكن هناك شيء. لم تكن هناك أي أحاسيس على الإطلاق. وحينها ناداني أحدهم. لم يكن صوتًا، بل كان أشبه بصوت، لكني شعرت به في عقلي كأنه تجاوز أذني وتوجه مباشرة إلى عقلي. بدا لي صاحب الصوت وكأنني أعرفه. وما قاله كان غريبًا للغاية. أدركتُ أنني قد متُّ للتو. إنها لحظة صادمة. أن أجد نفسي بلا إحساس في فراغ مظلم، ثم أجد أحدهم يناديني. كيف عرفتُ أنه يناديني أنا؟ لا أعرف، لكنني فقط عرفتُ أنني أنا المقصود. قال: "هل عدت بالفعل؟"، حينها رأيتُ النور. كان نورا ساطعًا دائريًا، أزرق مائل للبياض، على بُعد مسافة ما. شعرتُ أنه من الطبيعي بالنسبة لي، أن يكون هناك في النور. أردتُ أن أرى من ناداني، وبدا لي لأنني أردتُ أن أرى من هناك. فإن النور بدأ يبدو أقرب. لا أدري إن كنتُ أنا من تحرك نحوه أم هو من تحرك نحوي، كل ما أعرفه هو أن النور ازداد اتساعًا حتى دخلتُ فيه.
وصف ما رأيته وسمعته صعبٌ للغاية، لأننا لم نخترع الكلمات. لم نخترع الكلمات لأن هذه التجربة خارج نطاق تجربتنا. أفضل محاولة لي لوصفها هي أنها بدت كأنها تحدث كاانت في مكان ما في الفضاء. لكن عندما رأيت صديقي مع أصدقائه، لم يكن ذلك موجودًا في أي صورة رأيتها من قبل. ظهر لي ككرة نور بيضاء زرقاء، وكان مع مجموعة من الكرات الأخرى. تراوح لون نورها ما بين اللون الوردي الفاتح إلى نور صديقي الأزرق الأبيض. تحدثت، قبل أن أفكر إن كنت أستطيع التحدث. سألته: "هل أنت الله؟"، ضحك قليلًا، كانت ضحكته رائعة، تجعلك تشعر بروح الدعابة، وتجعلك تشعر بالسعادة الداخلية، تجعلك تبتسم. كان بعيدًا جدًا. بعيدًا كأنه عند طرف المجرة، أو شيء يشبه المجرة. كان المشهد يشبه صورًا رأيتها لاحقًا ملتقطة من تلسكوب هابل. بدا أن المسافة لم تؤثر كثيرًا على تواصلنا. استطعت رؤيته وسماعه كما لو كان بجانبي. عندما توقف عن الضحك، قال لي: "لا، أنا لستُ الله، وهو لا يحب أن يُنادى بذلك الاسم. إنه الراعي. إنه الراعي لأن هذا ما يفعله، فهو يرشد ويحمي". تحدثتُ أنا وصديقي قليلًا. أخبرني ببعض الأشياء، وأراني أشياءً أخرى، لكن سرعان ما عدتُ إلى الفراغ المظلم. هذه المرة بدا الأمر مختلفًا، لأن أحدهم كان هناك معي.
هذا من الصعب جدًا وصفه، وأعلم أنني لن أستطيع وصفه أبدًا، ولا يمكنني أبدًا وصف ما شعرت به من هذا الكيان، أو هذا الشخص، أو أيًا ما كان. فقد شعرت بقوة، قوة هائلة. لم أكن أعلم أن للقوة شعورًا، لكن هذا الشعور كان أشبه بكل القوة التي يمكن لأي شخص أن يتخيلها مضروبة في مليار ضعف. لكن لم يكن هناك شعور بالقوة فحسب، بل كان هناك شعور مماثل بالحب. لا داعي للتساؤلات. أي شخص سيفعل أي شيء؛ سيفعل أي شيء بسعادة وعن طيب خاطر من أجل هذا الكيان، أيا كان. كان الشعور بالقوة والحب شديدًا جدًا لدرجة أنه بدا متينًا تقريبًا. لم أستطع رؤية من كان أو كيف كان يبدو. بدا الأمر كما لو أن بصري كان محجوبًا. كنت مبهورًا. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن ألاحظ وجود آخرين هناك. هؤلاء الآخرون تمكنت من رؤيتهم والتحدث إليهم.
كلمة "الحساب" تبدو كلمة قاسية جدًا، أود أن أسميها "تقييمًا" لأحداث حياتي ولي. والآخرون هم من قاموا بذلك. كانوا موجودين طوال حياتي، وبدا لي أنني عشت حياتي مرة أخرى. لم أعتقد أبدًا أن ما تفكر فيه وتشعر به أهم مما تقوله وتفعله. كان كل واحد من الآخرين يوقف حياتي ويُريني عندما تحدث واقعة مهمة، ثم ينقلونها إلى ذلك الوجود القوي والعظيم والمحب. الاحترام الذي تشعر به تجاه الآخرين، ومسامحتك للآخرين ومسامحة الآخرين لك، ولحظات إدراك ما يفعله الآخرون لأجلك، والحب الأول وكل المشاعر المرتبطة به، ولحظات النمو والتطور الشخصي، هذه العوامل التي تم تقييمي بناءً عليها، ولكن حينها، كنت في الثانية عشرة فقط من عمري. لم أرَ أو أسمع ذلك الوجود حتى انتهى التقييم وأصبح الآخرون هادئين وساكنين. ثم تحدث، تحدث إلي. هذا ما قاله: "لا يمكنك تجاوز هذا. يجب أن تعود وتعيش حياتك. يجب أن تعيش حياتك لثلاثة أسباب. الأول هو أنك مُقدّرٌ لك فعل شيءٍ لم تفعله بعد. الثاني هو أنك مُقدّرٌ لك أن تؤثر في شخصٍ لم تقابله بعد. الثالث هو أنك لم تتعلم ما يكفي بعد لتتمكن من إنجاز الأمرين الآخرين". هذا كل شيء. مع كلماته الأخيرة، شعرتُ بأنني أتلاشى إذ ظننتُ أنني في مرحلة انتقالية للعودة إلى حياتي، ولكن بينما كان هذا يحدث، قال لي شيئًا أخيرًا. قال: "لا تخبر أحدًا بما تعلمته هنا في هذا المكان وفي هذا اليوم. فلم يحن الوقت بعد". كنتُ قد عدتُ إلى جسدي. طارت يداي بعيدًا عن أنبوب الري وسقطتُ أرضًا، لكنني لم أُبالِ حينها.
بعد اثنين وأربعين سنة، شعرتُ بذلك الحضور مجددًا. لن أنسى أبدًا ذلك الشعور. هذه المرة قال لي: "لقد حان الآن وقت سرد قصتك، أحكِ قصتك الآن". لقد صادفتُ ذلك الحضور مرة ثالثة. وفي كل مرة، يكون بصري محجوبًا، فلا أعرف من هو.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
يونيو 1963.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث. كنتُ أُركّب نظام ريّ عندما ركض سنجابٌ أحمقٌ داخل جزءٍ من أنبوب. حاولتُ إخراجه. حملتُ الأنبوب إلى الورشة، التي تقع أسفل أسلاك الكهرباء. رفعتُ الأنبوب وضربتُه في الحائط. فبدأ يهتزّ. عرفتُ أن هناك خطبًا ما عندما لم يتوقف. حاولتُ تركه، لكن كل شيء تلاشى قبل أن أتمكن من التحرك.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودًا خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ طوال الوقت باستثناء خلال الفترات الانتقالية.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. المكان والزمان لا يهمان، أو أنهما متغيران.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. وهو نفس ما قلته سابقًا. بدا الأمر كأن لدي عينان، لكنني لا أستطيع الرؤية. لي آذان، لكنني لا أسمع. بعد عودتي واجهت صعوبات وإحباطات بسبب فقدان الحواس.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم يكن لدي آذان. لا بد وأن الأفكار كانت تُنقل وليس الأصوات.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟نعم. وجدت نفسي في فراغ مظلم. عندما ناداني أحدهم، رأيت نورًا من بعيد، بدا الأمر كأنني كنت أمر عبر نفق، ولكن بعد التأمل، خطرت لي فكرة أخرى حول هذا الموضوع. عندما نَمر من مكان مظلم إلى مكان مضيء للغاية، تُغمر أعيننا بالنور. هذه هي الطريقة التي تعمل بها أعيننا الجسدية، ولكن قد تكون أعيننا الحقيقية تعمل بطريقة مختلفة. فكر في هذا – ماذا لو أن أعيننا الحقيقية كانت تعمل بشكل مختلف؟ ماذا لو سمحت بدخول القليل من النور في البداية ثم سمحت بدخول المزيد عند فتحها؟ سيبدو الأمر كما لو أننا نتحرك عبر نفق نحو نور، بينما النور قد يكون حولنا طوال الوقت ولا يمكننا رؤيته حتى يفتح أحدهم أعيننا لنا – عندما يحين الوقت.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟نعم. كل ما أريد قوله مذكور أعلاه.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟نعم، لقد دخلت إلى النور.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالخوف و النشوة والقلق، والرهبة التي لا توصف، شعرت بالحب، وشعرت أنني محبوب، شعرت بالرفقة والرعاية والاهتمام، لم أرغب في العودة، لكنني شعرت بالقبول.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. أفكارنا ومشاعرنا لا تقل أهمية عن أفعالنا. لا توجد أسرار، لا شيء مخفي. عش حياتك كأن كل شيء سيكون مراقب.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. الأحداث المستقبلية لن تبدأ إلا في حياتي، وسيأتي المزيد بعد ذلك.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. لا شيء.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ معتدل. لا شيء.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، سأشاركها.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، نحن جميعًا في هذا معًا. كلنا متصلون. لا يوجد "نحن" و "هم"، الكل هو "نحن". كل واحد منا.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. من الصعب شرح التجربة. لقد تمكنت من الرؤية والسمع بعد قليل، لكن لم يكن لدي جسد. ناداني أحدهم عندما كنت في فراغ مظلم تمامًا. حينها تمكنت من رؤية النور. تحركت نحو النور لأرى من ناداني. كيف يمكنني أن أقول إنني تحركت؟ تحركت نحو النور لأنني أردت أن أرى من ناداني. تحدثنا، ولكن ليس بأفواهنا. عندما ناداني، فتح أذنيّ اللتين لم تكونا أذنين، لكنهما تصرفتا كما لو كانتا كذلك. عندما ناداني، بدا أنه فتح عيني، ولكنها عيون أخرى، لأنني تمكنت حينها من رؤية النور. لمحاولة شرح تجربة غير مادية باستخدام تجربة مادية فقط، أرى أنه لا توجد كلمات لوصف ما رأيته بشكل صحيح، ولا من قابلته، ولا ما سمعته، ولا ما أراني إياه، ولا من قابلته بعد ذلك.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ يمكنني أن أشرح لكم ذلك إذا كنت مهتمين.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، مرت اثنين وأربعين سنة قبل أن أخبر إنسان. ردود الأفعال كانت كما هو متوقع. ربما تأثر شخص معين بها.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. سأشرح لكم ذلك إن كنتم مهتمون. فلم ينتهِ الأمر بعد.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ هناك المزيد، هل أنتم مهتمون بمعرفته؟.