تجربة كاثلين سي، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

تسبب لي التسمم بالضيق وفقدان السمع وفقدان المهارات الحركية وفي النهاية انزلقت إلى السواد. نزلت على الفور كما لو كنت في مصعد يهبط مسرعًا. كان إحساسي الوحيد هو الانحدار في الظلام الدامس، والصمت التام. وعندما انتهى الهبوط كنت في أعمق وأحلك فراغ عشته في حياتي. وفجأة أصبح كل شيء واضحًا بالنسبة لي. كنت ميتة. لقد خلقني الله. كان الله حقيقة ولكنني لم أكن معه. اتضح لي أنه كان معي لكنني لم أكن أعرف ذلك بعد. حاولت أن أرى ولكن لم أستطع. بدأت أسمع ضوضاء وكان ما سمعته محزنًا للغاية وفي النهاية أصبح لا يطاق. ومع ازدياد حدة الضجيج أدركت أنها كانت أصواتًا لا حصر لها لكثير من النفوس، لا تقول شيئًا، فقط تبكي وتنتحب. كانت تلك الأصوات هي الأكثر حزنًا وإثارة للشفقة بين كل الأصوات التي سمعتها في حياتي. ومع كل لحظة تمر كانت هذه الأصوات تزداد حتى تخيلت أنها ملايين الأصوات. كانت لا تطاق. كان عليَّ الخروج من هذا المكان. ولكن كيف؟ لم يكن لدي جسد ولا صوت. وأخيرًا، في مكان ما في أعماقي، صرخت بأقصى ما أستطيع. سمعت صدى صوتي يتردد مرارًا وتكرارًا، يا الله، ساعدني. والشيء التالي الذي حدث هو أن يدًا عملاقة نزلت وتحركت تحتي وأخرجتني من تلك الهاوية.

ثم رفعت إلى الأعلى. وتلاشت تلك الأصوات الحزينة وساد الهدوء. رأيت مرة أخرى وأدركت أنني كنت أرحل بعيدًا عن الأرض. وفي لحظات وصلت إلى وجهة معينة وكنت في حيرة من أمري. كنت قلقة بشأن ما حدث لي، أي ما حدث لجسدي. وجدت نفسي في مواجهة مجموعة من الناس شعرت أنني أعرفهم بطريقة ما. يبدو أنني كنت أعرفهم منذ وقت طويل جدًّا. وكنت أعرف أنهم يعرفونني. يبدو أنهم أحبوني كثيرًا وكانوا سعداء للغاية برؤيتي. لم أتمكن من تمييز وجوههم ولكني كنت متأكدة من أنني كنت أعرفهم وأحبهم في مكان ما، في وقت ما. بدا أحدهم وكأنه جدتي لكنني مهما حاولت لم أتمكن من رؤية وجهها. ظللت أسألهم، "ماذا عن كاثي؟" كنت قلقة للغاية بشأن ما حدث لي. أخبرني الآخرون بألا أقلق عليها (جسدي، نفسي السابقة). قالوا لي إنني معهم وهذا كل ما يهم.

قالوا لي إن عليَّ التحدث إليه وأشاروا إلى رجل كان بعيدًا عنا. كنت على الفور في محضره وتحدثنا مطولاً. لم أسمع صوته لكن أفكاره انتقلت على الفور إلى وعيي وكذلك انتقلت إليه أفكاري. أتذكر أنني سألته عن كيفية مجيئي إلى هنا. أخبرني أنه قد خلقني وأن رغبته في أن أكون معه. أخبرته أن هذا المكان رائع للغاية وعرفت أنني لم أفعل أي شيء في حياتي لأستحق أن أكون في هذا المكان الجميل معه. ومرة أخرى أخبرني أنه قد خلق روحي في البداية وكان يتوق دائمًا إلى أن أكون هناك معه! أصررت عليه بأنني لا أستحق حبه وأنني لا أعتقد أنني يجب أن أكون هناك. وبدأ يجيب على أسئلتي. لقد أفهمني أنه خلقني وأنه أحبني كثيرًا. مررت روحه في روحي حبه الذي لا يصدق. أدركت أن الحب الذي عشته للتو من خالقي كان مختلفًا عن أي حب عرفته على الأرض، حتى حب جدتي التي أحبتني كثيرًا. لا يمكن مقارنة حبها بالحب الذي كشفه لي أبي هذا للتو.

علمت أن لديه إجابات عن جميع الأسئلة، لذلك بدأت أسأله عن أكثر الأشياء التي كنت أتساءل عنها. لماذا يوجد شر؟ وكانت إجابته: لأنه يوجد خير. سألته كيف يسمح لأي شخص، على ما هو عليه، بالوجود في منزل الله هذا. فأفهمني أنه يعرف كل شيء عني وأنني كنت في هذه السمة الفريدة التي أنا عليها الآن لأنه هو نفسه قد صممني لأكون هكذا بالضبط، على وجه التحديد من أنا، وبغض النظر عما كنت عليه فأنا ما زلت خلقته، وطفلته، وقد أحبني كثيرًا.

سألني إذا كنت أعرف أنني ميتة. قلت: حسنًا، نعم. أعتقد أنني أعلم أنني ميتة. سألته: "أخبرني من فضلك. عندما نأتي إلى الوجود، نحن أبناؤك، هل نعيش مرة واحدة فقط أم نعيش مرارًا وتكرارًا؟" قال: "إن الأمر هكذا"، وأخذني إلى مدخل قاعة. وقفنا ونظرنا إلى أسفل هذه القاعة الطويلة وكان بها الملايين والملايين من المداخل المؤدية إليها. لقد أفهمني أنه يوجد الكثير من الخيارات المتاحة لي وأن هذا الخيار هو الإجابة ذاتها على السؤال الذي طرحته. كان الاختيار متروكًا لي. أفهمني أنه يمكنني اختيار البقاء حيث كنت، ويمكنني اختيار السير في تلك القاعة واختيار أحد الأبواب. لقد جعلني أدرك أن اختيار الباب سيكون خروجي من الجنة وسأولد مرة أخرى من رحم امرأة ما في مكان ما على الأرض. سألته، "ولكن كيف لي أن أعرف أي باب أختار؟" وكان رده أن الباب الذي اخترته هو خياري. لم يكشف لي عن شكل تلك الحياة. إذ ستكون لغزًا.

سألته، "هل علينا في كل مرة أن نختار بابًا مختلفًا ونعيش مرارًا وتكرارًا؟" سيكون هذا بحد ذاته جحيمًا بالنسبة لي لأن ما عانيت منه، في جزء كبير منه، كان محزنًا ومؤلمًا للغاية.

أخبرني أن بعض الناس يختارون العودة مرارًا وتكرارًا. لا يريدهم أن يفعلوا ذلك. يريدهم أن يبقوا معه لكنه يتفهم مشاعرهم. وأوضح أنه عندما نختار أن نتركه فإنه يزيل كل ذكريات الحياة السابقة لأنه لا يريدنا أن نشعر بالحزن. إنه يرغب في أن تكون حيواتنا جميعًا تجربة جيدة لنا. ثم كرر كل اختياراتي وأرسل لي حبه مرة أخرى. ثم سألني، "والآن، لماذا تريدين تركي؟" لا أتذكر الرد. وسألني، "الآن، ما هو شعورك حيال موتك؟" قلت إن ذلك لم يزعجني كثيرًا في الحقيقة لكن أسفي الوحيد هو أنه لم تتح لي الفرصة لتوديع والديَّ.

والشيء التالي الذي أدركته بشكل مذهل وملحوظ ومدهش - هو أنني مرة أخرى كنت في جسدي القديم دون أن أدرك أنني قد اتخذت قراري. لقد اخترت أن أترك أبي السماوي المحب والمتقبل لكي أعود وأقول وداعًا لوالديَّ. يا إلهي ما هذا التنازل الذي فعلته؟ أصبحت مرعوبة وحزينة ومكتئبة لدرجة تعجز الكلمات عن وصفها. لقد عدت مرة أخرى إلى هذا العالم. اخترت الحياة التي حددتها لنفسي. هذا بالضبط ما طلبته، أن أقول وداعًا لوالديَّ. وهكذا تمضي القصة. توفي أبي بعد أربع سنوات. وما زلت أقول وداعًا لأمي.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: نوفمبر ١٩٧٢.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، هجوم إجرامي. كان التسمم متعمدًا. كما ذكرت سابقًا، كنت ضحية تسمم. لقد أعطيت مشروبًا غازيًّا مليئًا بالإستريكنين.

كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. على النحو الوارد أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بعد أن تركت جسدي مباشرة وحتى عودتي كنت متيقظة للغاية ومدركة أنني تركت جسدي المادي، وأنه قد توقف عن العمل وأنني كنت في مستوى جديد من الوجود.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كانت تجربة خالية من الوقت والإلهاء. كانت منطقة مفتوحة ضخمة.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. غير مؤكَّد. أدركت في البداية ظلامًا دامسًا فقط. وبعد أن استوعبت ما كنت أعتبره سماوات أصبحت على دراية بكل الأشخاص الذين كانوا هناك على الفور وحيوني. لم يسمح لي في تلك اللحظة برؤية شيء آخر. لكنني شعرت بالتأكيد أنه يوجد الكثير مما لم يكشف لي.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. مع تقدمي في عملية الموت فقدت سمعي في مرحلة ما. ومع ذلك في أول وجهة لي بعد الموت لم يكن لدي سوى حاسة السمع.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. سافرت في البداية إلى الأسفل كما لو كنت في مصعد غير مرئي. ورفعت لاحقًا إلى الفضاء بيد عملاقة.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. في المستوى السفلي سمعت عويل أرواح لا تحصى. وفي المستوى العلوي قابلت كائنات مجهولة الهوية كنت أعرف أنني أعرفها. تحدثت إلى البعض ووجهوني إلى شخص تحدثت معه مطولاً.

هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت في البداية بالخوف والرهبة والوحدة والضياع. وعندما صرخت طلبًا للمساعدة نقلت إلى مكان أعلى. لقد شعرت بإحساس غامر بالحب والقبول.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟ جئت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت بعكس رغبتي.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ غير مؤكَّد، لا شيء.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. جعلتني التجربة أدرك جوهر روحي. لم يكن لدي أي معتقدات قبل ذلك. لم أكن أحمل في داخلي شيئًا لله سوى الاحتقار حتى ذلك الوقت بسبب وفاة جدتي.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. مسيحية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. جعلتني التجربة أدرك جوهر روحي. لم يكن لدي أي معتقدات قبل ذلك. لم أكن أحمل في داخلي شيئًا لله سوى الاحتقار حتى ذلك الوقت بسبب وفاة جدتي.

هل يبدو أنك قد واجهت كائنًا روحانيًا أو وجودًا أو سمعت صوتًا غير معروف؟ لقد صادفت وجودًا أكيدًا، أو صوتًا واضحًا من أصل روحاني أو غير مكتشف.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. لقد وصفت هذا في قصة تجربتي. برزت هذه المعلومات في أثناء المحادثة التي أجريتها مع الواحد.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. هربت في النهاية من المعتدي. أنا مرتبطة بشكل مختلف بوالديَّ. لفترة طويلة بعد ذلك شعرت بحزن لا يصدق اتجاه الجميع لأنهم لم يعرفوا ما أعرفه.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. لقد مررت بتجارب عديدة مع الحساسية اتجاه موت الآخرين. تلقيت إشارات وسمعت أسماء مرارًا وتكرارًا وشعرت بحدوث وفيات لآخرين (حوادث طائرات، غرق قوارب، حوادث، اختطاف... إلخ). في معظم الحالات لم أكن أعرف حتى هؤلاء الأشخاص. كنت أتردد في تسميتها هبات. لقد كان الأمر أكثر من لعنة لأنني دائمًا ما أكون متفرجة عاجزة.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان الجزء الأكثر أهمية في التجربة برمتها هو أنه بعد فقدان وعيي مباشرة كنت متأكدة من موتي، وكنت متأكدة من وجود الله وغيابي عنه. تلك المحادثة مع الواحد ما زالت معي والمعلومات التي أعطاني إياها لا جدال فيها وهي جزء مني.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. بعد حوالي ثلاث سنوات كان والدي يحتضر بسبب السرطان وسألني عما أعتقد أنه حدث بعد الحياة. شاركت التجربة معه. لقد اندهش من القصة وأخبرني أنه إذا كان قادرًا فسيحاول الاتصال بي. أشعر أحيانًا أنه كان يتواصل معي. وبعد سنوات، في أواخر الثمانينيات تقريبًا، التقيت بزوجين كانا يستضيفان اجتماعًا لـ"أصدقاء الرابطة الدولية لدراسات الاقتراب من الموت" وأقنعت بمشاركة قصتي. أخبروني أنني كنت واحدًا من بين ألفين قوبلوا ولديهم تجارب سلبية تتمثل في السفر إلى ما لا يمكنني تسميته إلا بالجحيم. وأيضًا في عدة مناسبات، خلال مسيرتي في التمريض، شعرت أنني مضطرة لمشاركة قصتي مع مريض مصاب بمرض مستعص. لقد ناقشتها أيضًا مع العديد من أفراد الأسرة.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟ لسبب ما أشعر الآن برغبة شديدة في مشاركة هذه التجربة على نطاق أوسع. وهذا نفس الشعور الحدسي الذي كنت أشعر به فيما يتعلق بوفاة الآخرين.