تجربة كارا م، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت مراهقة طائشة. تعاطيت كميات خطيرة من الكوكايين الممزوج بالكحول. قال أصدقائي الذين شهدوا هذا الحدث إنني أصبت بنوبة حادة وكان نبض قلبي غير منتظم وتوقف في نهاية المطاف. ظنوا أنني مت لأن قلبي توقف. ونظرًا لأننا كنا في وسط مكان مجهول، لم يتمكنوا من الاتصال بأي طاقم طبي في الوقت المناسب. الآن أعيش أسلوب حياة صحي للغاية وخال من المخدرات.

في ذلك الوقت، أتذكر خروج دقات قلبي عن السيطرة. أدركت أنني أعاني من جميع أعراض النوبة القلبية وخطر لي أنني ربما تناولت الكثير من المخدرات. لم أرغب في تنبيه أي شخص، واعتقدت أنه يمكنني احتواء الأزمة بمفردي. أتذكر أنني كنت أعاني من أجل العودة إلى خيمتي ثم إلى النوم. الشيء الغريب أنني عندما استيقظت كنت أقف على منحدر تل بعيدًا عن الخيمة. شعرت بالحيوية التامة، وفي ذلك الوقت لم أستطع تذكر ما حدث. لقد افترضت فقط أنني نمت لفترة من الوقت. وبعد ذلك لاحظت أنني فقدت أغراضي وشعرت بشيء ما. ألقى كل من أصدقائي الذين قابلتهم نظرتين ونظر إليَّ كما لو كنت شبحًا وهرب. لم أستطع في ذلك الوقت أن أفهم لماذا تصرفوا بهذه الطريقة شديدة الغرابة. وعندما هدأ روعهم، أخبروني بما شهدوه، وأخبروني أنهم كانوا يعتقدون على وجه اليقين أنني مت ولذلك تركوني عندما توقف قلبي عن النبض تمامًا وبعد أن شاهدوا النوبات الحادة ولم يعلموا ما يجب عليهم فعله حيالها في مثل هذه المنطقة النائية.

وبعد حوالي أسبوع، عادت ذكرى ما حدث بوضوح. كان الأمر أشبه بواقع بديل تكشف أمامي. في هذا الواقع البديل، دخلت الخيمة واستلقيت وأغمضت عيني.

استمر نفس التسلسل في تكرار نفسه. كان الأمر أشبه بشريط يُعاد تشغيله مرارًا وتكرارًا، متبوعًا بصوت عيار ناري. كنت أعلم أن الأمر كان لغزًا عليَّ اكتشافه قبل أن أتمكن من المضي قدمًا. فقد الوقت كل المعاني. الشيء الغريب هو أنني كنت أمتلك رؤية واضحة. أنا عمياء رسميًّا دون نظارتي. تمكنت أيضًا من الرؤية في اتجاهات عديدة في وقت واحد. كنت أنظر إلى جسدي وإلى خارج عيني جسدي في الوقت ذاته، وكذلك خلفي وخارج أبواب الخيمة. وأخيرًا، أدركت أن صوت الرصاص كان صوت آخر دقات قلبي. أدركت أنني مت من جرعة زائدة من المخدرات، بنوبة قلبية. كنت ميتة. وفي النهاية، وصل الطاقم الطبي ووضعوا جثتي على نقالة. شاهدت كل هذا يتكشف من خارج جسدي. بكت والدتي وهي تحضن جثتي بين ذراعيها. كان لدي جنازة ودفنت. لقد دفنت في الأرض وما زلت مقيدة بجسدي المادي. بطريقة ما، كنت أعرف غريزيًّا أنني سأظل مقيدة به حتى يتحلل بالكامل ويصبح جزءًا من الأرض. فكرت فيما إذا كان هذا نوعًا من العقاب، أن أكون مقيدة بجسدي، لأن جرعة المخدرات الزائدة تشبه الانتحار نوعًا ما. مرت آلاف السنين وأنا مستلقية على الأرض، لكن في الوقت ذاته بدا الأمر وكأنه بضع ساعات فقط. شعرت أن التحرر كان قريبًا، إذ شعرت أن آخر جزء من ما كان عليه جسدي يتلاشى. وما حدث بعد ذلك كان لا يصدق.

فجأة أصبحت مجردة من أي شكل جسدي. كانت كل الموجودات مجرد أضواء وألوان وموسيقى وأنماط ولكن لا يمكن وصفها بالكلمات. كنت جزءًا من الوعي الجماعي. كان الكون وكل شيء فيه متصلين. شعرت بالجوهر الحقيقي لروحي. لم يكن لدي أي شكل، كنت مجرد نقطة دقيقة من الطاقة الحرة المرتبطة بآلاف الطاقات الأخرى من الوعي المغاير والتي تمثل التوازن المثالي للكون. لا أستطيع وصف هذا بالكلمات. لا تنصف الكلمات وصف شعوري أن الأمر مجرد طاقة، ومجرد ذرة وعي مرتبطة بكل شيء في الكون. الوقت ليس له معنى. كان كل شيء واحدًا مع كل شيء وكان مذهلاً للغاية. لم أعد أدرك أنني بشر بعد الآن. كل شيء كان أنا وكنت كل شيء وكان كل شيء متصلًا. سمعت نوتات موسيقية ولكن ليست نغمات بشرية كما لم أسمعها من خلال آذان بشرية. لقد فقدت كل المفاهيم البشرية والأشكال المادية. ثم فجأة ومن خلال الضوء، صدر صوت وجد _بطريقة ما_ نقطة وعيي الخاصة من بين الاتصال الشامل للوعي. تحدث معي مباشرة. كان صوتي. سمعته يقول، "يا إلهي. أنت ميتة. أنت ميتة حقًّا. لكن مهلًا، ليس من المفترض أن تموتي بعد". وهكذا، بااام. تحول كل شيء إلى ظلام. وبعد ذلك وجدت نفسي في جسدي، أشعر بالانتعاش التام.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: يوليو ١٩٩٧.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ نعم. نوبات شديدة/ أعراض نوبة قلبية من جرعة زائدة من الكوكايين/ الكحول (لا يوجد طاقم طبي قريب _ كان هذا في منتصف مكان التخييم مع الأصدقاء) لقد تناولت جرعة زائدة.

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل توجد أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ نعم. الكوكايين والكحول.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ كانت مخالفة لأي شيء يمكن أن أتخيله أو أتصوره.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. في المرحلة الأولى من موتي _عندما كنت لا أزال مرتبطة بالهيئة البشرية_ شعرت وكأنني خارج جسدي. وبالنظر إلى ما حدث لي، أعتقد أنه يتعين علينا قبول وفهم حقيقة موتنا قبل أن ننتقل إلى المستوى الأعلى. أعتقد أن "الأشباح" أرواح لم تفهم هذا بعد. ربما كنت شبحًا لفترة وجيزة من الوقت قبل أن أتمكن من اكتشاف اللغز. لكن بعد موتي فقدت كل مفاهيم الهيئة البشرية تمامًا.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لا أجد كلمات لشرح هذا.

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. كان السمع أشبه بإدراك من نوع ما حيث لم يكن لدي آذان كما عرفتها. كان هناك الكثير من الاهتزازات والمشاعر الكهربائية النقية والطاقة.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ كنت في عالم مختلف، واقع مغاير لما حدث عندما مت. يمكن لأشخاص آخرين التحقق من توقف نبضات قلبي بعد سلسلة النوبات الحادة وخفقان القلب الشديد.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. الآن بعد أن أجريت المزيد من الأبحاث وجدت الكثير من أوجه التشابه التي هي جزء من أفكاري الجديدة حول الروحانية لكن في ذلك الوقت لم أكن أعرف هذه الأشياء.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. شعرت أنني متصلة بالكون وأن الكائنات الأخرى مثلي كانت أشكالًا من الطاقة والوعي الصافي. لم يكن التواصل يشبه التواصل البشري. لقد كان تفاهمًا تخاطريًّا تلقائيًّا. كنا جميعًا شيئًا واحدًا.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ غير مؤكَّد. كان الأمر أشبه بأنماط وموجات من الطاقة أكثر من مصدر ضوء معين.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ في المرحلة المبكرة شعرت بالأسف لأنني مت مبكرًا جدًّا كما شعرت بالذنب حيال الطريقة التي مت بها وخاصة رؤية والدتي تحزن عليَّ. أشعرني هذا بالأسف العميق. لكن بشكل عام كنت أهدأ من ما كنت أتخيل عندما أدركت حقيقة موتي. لا أستطيع أن أصف المشاعر التي كانت لدي عندما انفصلت تمامًا عن هذا البعد لأنه لا توجد كلمات تصف تلك المشاعر لكنني أتذكر الشعور بوضوح كما لو حدث اليوم.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك الآن؟ أنا أعد نفسي روحانية جدًّا ولكن لا أحمل هوية دين منظم ومحدد. أعتقد أننا جميعًا متصلون ونؤمن بقوة أعلى للوعي الشامل الجماعي. ومع ذلك فأنا أقبل الأشخاص الذين لا يصدرون أحكامًا على جميع الخلفيات الروحانية أو الدينية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. ابتعدت عن المخدرات وبدأت في البحث عن تجارب الخروج من الجسد وتجارب الآخرين في الاقتراب من الموت. أعتقد أنني أصبحت روحانية أيضًا.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: متزايدة.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ لدي اهتمام قوي للغاية بأن أحصل على تجربة واعية في الخروج من الجسد لكنني لم أستطع أبدًا تجاوز المخاوف في أثناء حالة الاهتزاز. أعمل على التخلص من هذه المخاوف. أود الحصول على المزيد من تجارب الخروج من الجسد.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. كان من السهل التعبير عن المرحلة الأولى من التجربة بالكلمات. كان الجزء الأخير صعبًا للغاية لأنه لا توجد كلمات في اللغة البشرية يمكنها وصف تجربته بشكل مناسب.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. منذ ذلك الحين مررت بالكثير من تجارب "حالة الاهتزاز" وشلل النوم لكنني كنت خائفة جدًّا من الدخول في تجربة الخروج من الجسد انطلاقًا من تلك الظروف، على الرغم من أنني أرغب حقًّا في ذلك. لا أعرف لماذا نتجت حالات شلل النوم هذه عن تجربة موتي.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان أفضل جزء هو أن تكون جزءًا من شيء شاسع وجميل مثل الارتباط بالكون. وكان أسوأ جزء هو رؤية أمي تتألم بعد موتي ومعرفة أنني مت بسبب اختياراتي غير المسؤولة.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد وجد بعض الأشخاص ممن وثقت بهم وأخبرتهم عن هذه التجربة، وجدوا أنها ممتعة للغاية حتى أن بعضهم انفتح وأخبرني بتجارب مماثلة حدثت لهم.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. عادت إليَّ التجربة في الأحلام عدة مرات.