تجربة برايان س، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في منتصف أبريل ١٩٨٩، في يوم الأحد، كنت أقود سيارتي عائدًا إلى منزلي من معرض تجاري في منتجع. وبينما كنت أقود السيارة، فكرت في يوم بداية الربيع الجميل، حيث بدأت الأوراق تظهر على الأشجار. وكان الطقس جميلًا، بدرجات حرارة تبلغ حوالي ٧٥ درجة فهرنهايت، أو نحو ذلك. كنت أقود شمالًا على الطريق السريع. وعلى الراديو كنت أستمع إلى أغنية رائعة، (على الرغم من أنني لم أتمكن أبدًا من تذكر ما هي هذه الأغنية)، فقد كنت سعيدًا بالعودة إلى المنزل بعد أن اضطررت للعمل في المعرض في نهاية هذا الأسبوع. لقد طُلب مني أن أكون وصيفًا في حفل زفاف صديق منذ فترة طويلة في نهاية هذا الأسبوع، لكن المدير قال إنني لا أستطيع ترك العمل. فشعرت بخيبة أمل بسبب فقدان حفل الزفاف وعدم رؤية صديقي، لكنه لم يكن بعيدًا عن ذهني خلال ذلك اليوم. فقد كنت أفكر، بينما كنت أقود، أن صديقي سيكون في حفل الاستقبال في هذا التوقيت وتساءلت عن كيف ستسير الأمور. ثم رأيت سيارة تقترب من الطريق السريع (طريق مزدوج متفرع) من الغرب على طريق من الحصى. رأيت السيارة تعبر الممرات المتجهه جنوبًا وتمر عبر الوسط مقتربة من إشارة التوقف التي تحكم حركة المرور على هذا الطريق الصغير لتتوقف قبل أن تواصل عبر الممرات المتجهه شمالًا.

وعند النظر إلى الوراء، أدركت أن السيارة لم تتوقف أبدًا عند إشارة المرور قبل التحرك عبر الممرات المتجهة جنوبًا. وبدلاً من التوقف عند إشارة المرور قبل القيادة عبر الممرات المتجهة شمالاً، تلك التي كنت أقود فيها في ذلك الوقت، استمرت السيارة في التحرك بعد إشارة المرور مباشرة في مسار سيارتي.

وبالنظر إلى التجربة، يبدو أنه من الغريب أن تتغير تصورات المرء تحت هذا النوع من الضغط. وفي رأيي فقد كانت تلك السيارة ضخمة من أجيال منتصف السبعينات لينكولن تاون. (كنت أقود سيارة أصغر بكثير) وعند تفحص سبب هذا التصور الخاطئ، (حيث لم تكن السيارة في الواقع سيارة ضخمة، بل كانت من أجيال منتصف الثمانينات متوسطة الحجم من طراز أولدسموبايل)، أدركت أنني تمكنت فقط من تحديد أن السيارة قد كانت قريبة جدًا. لقد غيرت رأيي في كبر حجمها.

ومع ذلك، عرفت لونها الصحيح. فقد كانت خضراء.

لقد تباطأ كل شيء في حركة بطيئة. فقلت أو فكرت في كلمة بذيئة. وما زلت أعتقد أنني قلتها، ولكن بالنظر إلى قلة الوقت الذي أمضيته في هذا المجال من التجربة، أعتقد أن عقلي كان يعمل بسرعة كبيرة لدرجة أنني اعتقدت أنني قلت تلك الكلمة البذيئة.

أذكر أن يدي اليمنى سحبت ذراع نقل السرعة إلى الخلف. (لقد كانت آلية، ولكن مثل جميع السيارات الأمريكية، فإن هذه الحركة ستجعل ناقل الحركة ينتقل إلى ترس أقل عندما تصبح سرعة السيارة مناسبة للقيام بذلك). وفي الوقت نفسه، أدرت عجلة القيادة بقوة إلى اليسار، (بينما كانت السيارة الخضراء تسير من يساري إلى يميني). أتذكر أنني كنت أفكر، "إذا تمكنت من إصابة هذه السيارة في المحور الخلفي، فسوف تدور السيارة على المحور الأمامي بعيدًا عن طريقي، وربما نحن (أنا والرجل المسن الذي يقود السيارة والمرأة المسنة في مقعد الراكب والتي تمكنت من رؤيتها بوضوح)، سنعيش من خلال هذا الشيء. لقد عالج عقلي صورتيهما في سيارة تدور على محورها الأمامي ثم عالج صورتيهما في سيارة اصطدمت بالمركز، على باب الراكب، بسيارتي.

أتذكر أنه لم يكن هناك صوت غير الرياح. وأتذكر أنني كنت أفكر، "هذا غريب حقًا، أين الرياح؟" فكرت، "حسنًا، لن يكون هناك أي صوت حتى تصطدم السيارتان". ثم تساءلت لماذا لم تكن سيارتي تدور. فأدرت العجلة إلى اليسار بقوة، ولكن لم يحدث شيء. فوصلت إلى نقطة، تقاربت فيها السيارتان، حيث أدركت أنه لا يوجد شيء يمكنني فعله للتأثير على نتيجة هذا الحادث. كنت هناك فقط وسيحدث كل شيء حولي. كانت تلك هي المرة الأولى في حياتي (وآخر مرة في حياتي) التي وصلت فيها إلى هذا الإدراك.

شاهدت الناس في السيارة الأخرى يقتربون أكثر فأكثر، في البداية على بعد بضعة أقدام، ثم بوصات. كان الرجل يتطلع من خلال الزجاج الأمامي، وانحرفت المرأة قليلاً نحوه وأظن أنها كانت تتحدث إليه. كانت تحمل ما ظننت أنه جهاز راديو ترانزستور صغير في يدها اليمنى بالقرب من أذنها اليمنى. ففكرت، "لم أر مذياعًا كهذا منذ عام ١٩٧١ أو نحو ذلك". ثم وقع الحادث (وبالتأكيد، سمعت ما فيه الكفاية من صوت الاصطدام) وقد حُجبَت عني رؤية الأشخاص الآخرين على الفور بالدخان المتصاعد من مدفأة سيارتي المنفجرة. أتذكر أنني علمت أن هذا هو ما قد حدث. حيث بدأت سيارتي تدور ببطء نحو الغرب. ولم أتمكن من الرؤية على الإطلاق بسبب الدخان وأتذكر أنني كنت أفكر، "كل ما أحتاجه حقًا هو أن تجرفنا مقطورة جرّار على أن يستمر هذا الوضع، يا فتى كنت أود بالتأكيد أن أراها قادمة" ثم فكرت في أن الرياح قد كانت تهب من الغرب، وبما أن سيارتي كانت تدور من الشمال إلى الغرب، فبمجرد وصولها إلى نقطة تدور فيها باتجاه الجنوب الغربي، فإن الدخان ربما لن يحجب رؤيتي. فمن المؤكد أنه عندما تدور السيارة باتجاه الجنوب الغربي، سيخرج الدخان من مجال رؤيتي، حيث كنت أرى أسفل الطريق السريع من الاتجاه الذي وصلته للتو. أتذكر أنني كنت أفكر، "يا رجل، هل أنا محظوظ بحيث لا توجد شاحنة تهبط علينا!" ثم توقفت سيارتي.

وأدركت أن سيارتي توقفت عن الحركة، وفكرت: "يا رجل، يجب أن أخرج من هنا!" أتذكر أن رأسي انحنى وذقني كان يضرب صدري، ثم كان هناك صوت اندفاع كبير. (إن الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها وصف ذلك الصوت، هي أنه يشبه الصوت الذي تصنعه عندما تقفل شفتك السفلية خلف أسنانك العلوية وتنفخها مرة أخرى في الوضع الطبيعي) أتذكر الشعور كما لو كنت مندفعًا، وكما لو كنت لفافة قد تم بصقها سريعًا من خلال القش. لقد سمعت وشعرت بالصوت.

كنت أقف (نسبة لعدم وجود كلمة أفضل، كان الارتفاع نحو اليمين وبدا بشكل عام عموديًا في الاتجاه بالنسبة لبقية العالم) بجوار باب السائق في سيارتي. نظرت إلى الرجل الجالس هناك وفكرت، "مهلًا، هذا أنا، مما خلق نوعًا من الارتباك. لم يكن الأمر سيئًا للغاية على الرغم من ذلك، إذ لا يبدو أن هناك أي شيء من الجسد قد تمزق، فكل شيء يبدو موجودًا إلى حد كبير، إلا أن الجسد قد مات. (لقد عملت على جنائز لمدة عام ونصف تقريبًا وكنت على دراية تامة بالأجساد وكيف تبدو عندما تكون بلا حياة).

وفي هذه اللحظة، سمعت صوتًا خلفي فالتفت. وهناك، كنت واقفًا (وما زلت لا أجد كلمة أفضل) بجوار اثنتين من صديقاتي اللتين قتلتا في حادث سيارة في عام ١٩٨٣. كانتا معًا عندما قُتلتا (كما كان ذلك مناسبًا لأنهما كانتا لا تفترقان دائمًا) ونحن الثلاثة كنا أقرب من الأخ والأخت. لقد ذهبت إلى كلا جنازتيهما وأقسمت على نفسي بأنني أود حقًا أن تأتي هاتان الفتاتان لأخذي (إذا كان الأمر هكذا) عندما أموت. حسنًا، لقد كانتا هنا. إن الشيء المدهش (بالنظر إلى ذلك) هو أنني لم أتفاجأ برؤيتهما هناك على الأقل. أتذكر قولي (على اعتبار عدم وجود كلمة أفضل، ولكن أعتقد أنني كنت أقول)، "مرحبًا ليزا، مرحبًا سوزان" بطريقة من اللا مبالاة كما لو أنني التقيت بهما للتو في اتحاد الطلاب بعد عطلة الفصول الدراسية. بدأت أخبر ليزا عن جسدي. فقلت: "مرحبًا ليزا، انظري إلى هذا الثقل"، كنت نوعًا ما مستمتعًا بالوضع وأشير إلى جسدي الجالس في السيارة.

أتذكر شعورًا بالحرية التامة والمطلقة. ولا توجد كلمات لوصف هذا الشعور ولكن كان بإمكاني فعل أي شيء أريده في حالتي تلك، ويمكنني أن أذهب إلى أي مكان ولا توجد قوانين فيزيائية تملي ما يمكنني القيام به. حيث أدركت أنه يمكنني حتى الذهاب إلى برج إيفل إذا أردت (كانت هذه هي قناعتي بالضبط، ولكن لا أذكر أبدًا رغبتي في الذهاب إلى برج إيفل أو حتى التفكير في هذا الأمر قبل ذلك، بخلاف ربما التفكير في الإجابة على سؤال في مسابقة الجغرافيا في الصف الخامس). لقد بدأت أستمتع بمشاعري الحالية، حيث شعرت بالرفاهية لدرجة أنني أفتقدها حتى الآن.

قالت ليزا: "براين، عليك أن تصغي جيدًا، (هل قالت أنه ليس هناك الكثير من الوقت؟ أم أن هذه مجرد معلومة ضمنية من خلال الفكر). واصلت ليزا: "فلتنظر"، وأشارت (أو بالأحرى وجهت انتباهي بطريقة أخرى - من الصعب وصف كيف يتم التحدث والتحرك والوقوف وما إلى ذلك بالضبط في هذه الحالة) إلى الأفق الغربي. لقد لاحظت أن العالم بأكمله قد أظلم تقريبًا، مثل جهاز تلفاز لا يحصل على استقبال جيد وأحيانًا تتخلل الأسود والأبيض مجموعة من الألوان، ولكن إلى حد كبير فإن المشهد هو الأسود والأبيض. لقد كانت حياتي في السماء. كان الأمر أشبه برؤيتها على شاشة فيلم (شاشة عريضة) بالألوان، على مسجل كاسيت فيديو عالق في التقديم السريع، ولكن بدلاً من مجرد رؤيتها، شعرت وكأنني في الحياة و"أقف" بجانب ليزا وسوزان في نفس الوقت. لقد عشت الحياة حرفيًّا من ولادتي إلى "موتي".

وفي نهاية عرض الشاشة لأحداث الحياة، لم يبق لي أحد يقول لي، "لقد أخطأت! أنت آثم! فعلت هذا وذاك وهذا كان سيئًا وضد الوصايا العشر!" وبدلًا من ذلك تُركت وحدي لتقييم حياتي. لم يكن بها الكثير من حيث "كنت شخصًا سيئًا، شخصًا جيدًا"، بل بالأحرى، "كانت تلك حياة جيدة"، وكما لو كنت أعلّق بموضوعية على وجبة خاصة أو الانتهاء من مشروع قد اكتمل للتو مما أسعدني بشكل استثنائي. كنت أعلم في تلك اللحظة بالذات أنه كانت هناك حياة أخرى. وعندما انتهت، كنت قد خضعت لمراجعات متطابقة أو متشابهة ولكن لم أشعر بالفضول حيال تلك الحياة الأخرى منذ أن تم الانتهاء منها، لقد أكملتها، ولم أترك منها أي عاقبة أخرى. كنت أعلم أن هذه الحياة لن تكون مثمرة بعد الآن فقد اكتملت.

وأدركت أنني أعرف كل شيء. فلم تكن هناك أسئلة. إذ أن كل المعرفة كانت موجودة على الفور في أفكاري. (على سبيل المثال، كنت أعرف أن كل شيء تم إنشاؤه في أي دولة كان جزءًا من مفهوم ضخم. كانت هذه المعرفة مجرد جانب من المعلومات التي أتذكرها، ولكنني تمكنت من استكشاف هذا المفهوم الضخم من الداخل وأن أكون جزءًا من كل شيء أثناء التفكير فيه، منذ الوهلة الأولى. الأمر مربك أليس كذلك).

كنت أعلم أن هذه هي حالتي الحقيقية. لقد كنت مخلوقًا/ كائنًا حسبما وجدت نفسي آنذاك، والذي استخدم، لبعض الوقت، تلك القطعة من اللحم التي لا حياة فيها والموجودة داخل السيارة. (لقد شعرت بالحزن إلى حد ما على جسدي، على الرغم من أنني لن أستخدمه مرة أخرى فهو نوعًا ما يبدو وكأنه أصبح عديم النفع، وقد كان أداؤه جيدًا بالنسبة لي. مثل الشعور الذي تشعر به عندما تتاجر في سيارة).

لا يبدو أن أيًا من ذلك قد استغرق وقتًا طويلاً، ففي وقتنا، مرت عشرون ثانية تقريبًا. في حين حدث لي كل ذلك، وتم التفكير فيه، في ذلك الوقت.

قالت ليزا، أو بالأحرى، "عليك أن تصغي (كانت هناك أهمية عاجلة في كلامها)، لقد قمت بما يكفي من الذهاب معنا، (توقفت مؤقتًا)، أو يمكنك البقاء، ولكن إذا بقيت، فعلينا أن نعرف لماذا وعليك أن تخبرنا. عليك أن تعلم هذا، إذا بقيت، فسيكون الأمر صعبًا جدًا.

فقلت بصراحة، "يجب أن أبقى". فسألت ليزا: "لماذا؟" قلت: "ليس لدي أطفال بعد" (كان هذا مهمًا، لكنه لم يكن مؤثرًا، فقد كان أشبه بمنزل من المفترض أن أقوم بطلائه وقد فعلت، إلا أن المطر قد هطل فأخبرت شخصًا ما أنني ما زلت بحاجة إلى يوم آخر لأقوم بالطلاء حول النوافذ).

كنت على علم بأن سوزان لم تقل شيئًا خلال ذلك، فقط ليزا. وقد لاحظت أنه وراء سوزان، كان هناك شخص آخر. وأدركت أن هذا الشخص كان يستمع باهتمام وأنه لم يسمح لي برؤيته.

ظهر هذا "الشخص" فقط كحضور كبير لم يكن بالإمكان إدراكه إلا على أنه موجات من التمويه، محميًا من وعيي حتى لا أتمكن من رؤيته مباشرة. (للحصول على مثال لهذا شاهد الفيلم، Predator مع Arnold Swartzenegger وانتبه إلى كيف يبدو الغريب عندما يكون "مخفيًا''. كنت أرى هذا التأثير. وحتى لا أشوش على القارئ باستخدام مثال الفيلم الرهيب الذي ذكرته، فلم أكن مهددًا في ذلك. فقد أردت فقط تقديم إشارة إلى التمويه البصري المستخدم. إذ لم تكن هناك مشاعر "خطر"، فقط إدراك لهذا الوجود).

قالت ليزا، "حسنًا، عليك أن تعرف أن قلبك توقف عندما اصطدمت بعجلة القيادة، لكنك لن تصاب بإصابة دائمة جراء ذلك. ستكون إصاباتك كسر في القص، وجرح في إصبعك، وستفقد زوجًا من الأسنان. فقلت: "حسنًا"، وسمعت صوت اندفاع. كان كل شيء أسود وكنت مرتبكًا في البداية، ولم أتمكن من معرفة أين كنت بالضبط. ثم سمعت صوتًا، مثل دوي بعيد. ثم كان هناك صمت ثم دوي آخر، ثم آخر، ثم آخر أقرب إلى بعضها البعض. ثم سمعت صوت دقات قلب وأخرى وأدركت أن ذلك الصوت الداوي كان صوت قلبي الذي بدأ في العمل. أتذكر أنني كنت أفكر، "لماذا بدأ قلبي!" ثم أدركت أنني بحاجة إلى أخذ نفس من الهواء حقًا، بشدة. (مثل الشعور الذي تشعر به عندما تكون في عمق المياه ولا تعرف ما إذا كنت ستصل إلى السطح قبل نفاد الهواء - تخيل الآن كيف ستشعر أنك لم تدرك ذلك. ثم تصل إلى السطح قبل نفاد الهواء - هذا الشعور) لقد أخذت أطول وأعمق نفس أتذكر أني قد أخذته. وعندما انتهيت، فتحت عينيّ ولاحظت المشهد، فرأيت يدي تبدأ في النزيف.

لن أكرر جميع تفاصيل الحادث. ومع ذلك، واصلت في اكتساب الوعي وفقدانه. وفي كثير من الأحيان، كنت أسمع الناس يتحدثون ولكن لا يبدو أن لدي أي رد فعل. أتذكر لثلاث مرات على الأقل، تحسس الناس رقبتي وقالوا، "لقد مات". وعندها رفعت رأسي أخيرًا وأدليت ببيان إلى أحد أفراد الشرطة الذي انحنى عند باب السائق في سيارتي وهو ينسخ رقم الشاسيه. وقد هجمني أنه، قفز إلى الوراء وصاح، "مهلًا، هذا الشخص على قيد الحياة، تعالوا هنا!" أتذكر أن أحد فنيي طب الطوارئ قد كان موجودًا في سيارتي وأتذكر الاهتزاز من معدات السَّحب. أتذكر كاميرا تلفزيونية وكنت أقول، "أبعدوا تلك الكاميرا عن وجهي". وأتذكر أنني كنت في سيارة إسعاف، وأن طبيبة طوارئ كانت تجلس على مقعد بجانبي. أتذكر أنني سألتها، "أين نحن بالضبط؟" قالت: أنت في سيارة إسعاف. قلت: "لا، أين نحن على الطريق بالضبط، كم نبعد عن المدينة؟" قالت، "آسفة ليست لدي طريقة لمعرفة ذلك، فهناك نافذة صغيرة فقط". أتذكر أنني قلت، "هذا جيد؛ سأخرج وأنظر" وأتذكر أنني مررت من جانب سيارة الإسعاف ورأيت محجر صخور لطالما استخدمته معلمًا ولاحظت أننا كنا على وشك الوصول إلى المدينة. فعدت إلى جانب سيارة الإسعاف وقلت لها: "نحن على وشك الوصول إلى محجر الصخور. جيد، نحن نقترب". فنهضت طبيبة الطوارئ، وذهبت إلى النافذة الصغيرة على جانب سيارة الإسعاف، وقالت: "عجبًا، أراه، نعم ، ولكن كيف..." لم تنه هذه الجملة، ولم تقل شيئًا بخلاف: "عليك فقط أن تستلقي بهدوء، نحن على وشك الوصول"، ثم جلسَت.

وفي وقت لاحق، في غرفة الطوارئ، جاء فني الطوارئ الطبي من داخل السيارة وقال: "أنت تبدو أفضل بكثير مما كنت عليه منذ فترة". فأخبرته أنني شعرت بتحسن. فقال: "طوال السنوات التي كنت أقوم فيها بذلك، لم أتحقق من أي شخص ولم أكن مخطئًا في أنهم سيعيشون أو سيموتون، حتى الآن" قلت له: من قال أنك مخطئ؟ فبدا عليه القلق، لكنه ابتسم حينها وقال، "أنت رجل بارد"، وغادر. فسألتني ممرضة إذا كانت لديّ خلفية عن مهنة الطب، نسبة لأني أخبرت الناس في مكان الحادث وفي غرفة الطوارئ أن لدي عظمة مكسورة، وجرح في إصبعي، وأنني كنت سأفقد سنَّين. فأخبرتها أنني لا علاقة لي بمهنة الطب.

لقد تعافيت من عظمة القص المكسورة، وجرح يدي، واضطررت إلى إجراء قناتين جذريتين على أسناني. (ومع ذلك، أثناء وجودي في المستشفى، واجهت صعوبة كبيرة في النوم، ففي كل مرة دخلت في النوم، شعرت بأنني بدأت أطفو من جسدي واعتقدت أنني سأموت مرة أخرى وعرفت أنه من المفترض أن أبقى، لذلك كان عليّ إيقاظ نفسي).

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: أبريل ١٩٨٩.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. كنت في حادث سيارة خطير، وكان جسدي لا يزال في حطام السيارة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ إيجابية.

هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لا، لقد كانت أكثر واقعية من هذا الواقع.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. كان تفكيري في ذلك الوقت يشبه تفكيري في هذه الحياة، ولكن كانت لدي القدرة على الظهور بأي طريقة أحببتها.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عظيم!

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. الوقت هنا والوقت هناك ليسا متشابهين، (إذا كان الوقت موجودًا هناك). كان كل شيء هنا باهتًا جدًا (أبيض وأسود مع القليل من اللون الباهت).

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. "صوت" عندما خرجت من جسدي، بدأ صوت قلبي ينبض عندما عدت. وقد كان كل شيء بينهما محادثة إلى حد كبير.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ انظر محادثتي مع طبيبة الطوارئ بخصوص محجر الصخور.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. ورائي مباشرة. عرفت اثنين منهم (صديقتين رائعتين جدًا)، لكن كان هناك شخص ثالث لم يُسمح لي برؤيته بوضوح. لقد أخبرنني بما حدث، وقدمن لي مراجعة لفيلم عن حياتي والتي كنت فعلاً أعيش فيها مرة أخرى، ثم أخبرنني أن بإمكاني الذهاب معهما أو البقاء، ولكن إذا اخترت البقاء فيجب أن أخبرهما بالسبب. فأخبرتهما بالسبب فقالتا إنه سيكون من الصعب جدًا، فعدت.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. سيكون عليك إلقاء نظرة على السرد الرئيسي لأنه يحتوي على أفضل طريقة يمكنني الوصف عبرها. نعم، أبعد من أي وصف.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ رأيت والدتي تلدني. لم أر ذلك قبل أن أتذكره. ورأيت نفسي أركب سيارة دواسة مارًّا عبر الباب في مواجهة ممرنا وكوني كنت "مطرودًا" إلى المرآب معها. لم أكن أذكر ذلك. لقد عثرت فيما بعد على علامة في الباب حيث اصطدمت سيارتي. لقد تعلمت أن الحياة (هنا) كانت مجرد أسلوب لزيادة المعرفة/الخبرة لوجودك الفعلي.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. دقيقة للغاية، لدي الآن طفلان. وقد تم العثور على إصاباتي كما هو موضح.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟ جئت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت ضد رغبتي. لقد أتيحت لي الفرصة في الاختيار بين العودة أم لا، لكن كان عليّ أن أخبرهم بالسبب.

الله، الروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ غير مؤكَّد. لقد كنت ميثوديًّا متزوجًا من كاثوليكية. لم أكن أذهب إلى أي كنيسة بشكل منتظم في ذلك الوقت. كنت فقط أعمل وأعيش.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. لست متأكدًا بالضبط مما أنا عليه الآن، ولكن ما زلت متزوجًا من كاثوليكية. ولا أدري بالضبط ما أنا عليه حاليًا، فأنا في الحقيقة لا أتبع عقيدة أي دين بعينه، لكني أشعر بأن الاحتفال الديني كما يظهر في الكنائس ليس جزءًا مني. هل يجعلني هذا ليبراليًّا؟

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أعلم سبب وجودنا هنا. وأعلم المغزى من وجود الحياة البشرية، فقط لا أعلم لماذا أنا هنا على وجه التحديد. أعلم أن هناك نمطًا محددًا مسبقًا لجميع أشكال الحياة في كل مكان من أصغر ميكروب إلى الفضاء.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: ظلت كما هي.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ لقد انقلبت حياتي كلها. فقد غيرت مهنتي، ولدي أبناء، وبقيت في المنزل وأبحث عن أشياء ممتعة أقوم بها مع أبنائي. إنني أعمل مع الجمهور، أستغل الفرص لمساعدة الناس في بعض الأحيان، وقد رأيت بالفعل "الخطة" تعمل من خلالي في حياتي المهنية.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، لقد أثرت التجربة سلبًا على علاقتي مع زوجتي لعدة سنوات. ومع ذلك، انتهى ذلك التأثير السلبي وعادت علاقتنا قوية. إن حياتي اليومية تبدأ بتساؤلي عما يفترض بي أن أفعله في ذلك اليوم أو التجربة التي هي جزء من الخطة. أما بشأن الممارسات الدينية فلا أظن نفسي متدينًا، بل إنني جزء من علاقة روحية عظيمة مع الجميع. لقد غيرت عملي من المبيعات (نحات) إلى ضابط شرطة/رجل إطفاء.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. لقد جعلتني التجربة أطيل التفكير بحثًا عن الكلمات المناسبة لتناسب ما حدث. ليس هناك أي شيء يمكنه أن يصف التجربة بالضبط. كيف يمكن للمرء أن يشرح ما لا يمكن شرحه؟

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل جزء هو معرفة ما هو قادم، والتحقق من الخلود ومشاعر العودة إلى المنزل. وأسوأ جزء هو العودة إلى هذا الجسد - إنها أشبه بمحاولة التحرك بمعطف مثقل بالوحل ومليء بالرطوبة. فقد كان هناك نوع من إعادة التكيف.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أخبرت زوجتي بعد عدة أيام من حدوث التجربة، فوقفت مصدومة وقالت: "إن هذا لم يحدث"، وغادرت. لم يفد هذا الأمر علاقتنا كثيرًا. وأخبرت أختي والتي بكت وقالت بأنني تلقيت نعمة عظيمة، ثم شكرتني. ثم أخبرت صديقًا جيدًا كان يحكي لي أن والدته قد رأت في حلم أنه مات في انهيار خندق. (كان سباكًا). وقد كان لديه رد فعل إيجابي وقال إنه شعر بتحسن كبير بشأن الموت. لقد توفي بعد ثلاثة أيام في انهيار خندق. (تحدث عن كونه جزءًا من خطة، وقد كان من المفترض أن ألتقي به في ذلك اليوم وأجري هذه المحادثة).

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ أنا لا أخشى الموت. الحياة واضحة الآن، فهناك هدف من كل شيء.