تجربة قريبة من الموتBrian B
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة :

كنت أخضع لعملية خزعة الثدي جراء وجود كتل فيه. كنت في الثامنة عشر من عمري و حاملاً بطفلي الأول. وضِعتُ تحت التخدير الموضعي لذلك كنت على وعيٍ وعلم تام بما يجري من حولي. كانت عملية بسيطة في العيادة الخارجية بحيث يتم تسريحي للمنزل بعد العملية. كان بإمكاني الشعور بالطبيب وهو يقوم بشق صدري وإخراج الكتل منه و كأنما التخدير الموضعي لم يكن يعمل كما يجب. علم الطبيب بعدم ارتياحي لأنه سألني إن كنت أستطيع الشعور بما يفعله فقلت له نعم. أظن بأنه لم يصدق أن بإمكاني الشعور وذلك لأنه لم يقم بشيء لهذا لموضوع.

شعرت بعد ذلك بدوار في رأسي و أحسست بحرارة شديدة جداً في أنحاء جسدي بالإضافة إلى أصابع قدمي. فلم أستطع بعد ذلك الشعور بجسدي كلياً.


هل تضمنت تجربتكِ مراجعة أحداث من حياتك؟ مرت تجاربي في الحياة بسرعة أمام عيناي و كأنني أشاهد فيلماً مسّرعاً.

هل رافق التجربة انفصال وعيك عن جسدك؟ شعرت وكأن جسدي قد انفصل عن ذلك الجسد على طاولة العمليات وبدأت بالطفو.

كيف كان مستوى وعيك و تجربتكِ أثناء التجربة؟ كنت أسمع حديث الأطباء و الممرضين. كنت أسمع الطبيب وهو يقول " يا رفاق نحن نفقدها، نحن نفقدها"، بعدها أصبح كل شيء مشوشاً و لم أستطع فهم أي شيءٍ مما يقولون. كل ما استطعت رؤيته هو محاولة الأطباء و الممرضين ايقاظي بشكل جنوني .

ماهي المشاعر التي تملكتك أثناء التجربة؟ انتابني شعور مخيف وكأنني أطوف عالياً نحو نفقٍ طويل و ضخم و أشبه بقبعة الحفلات من جانبه. كانت فتحة المقدمة التي عبرت منها كبيرة لكن عند نهاية النفق أصبح المخرج أضيق.

هل رأيتِ ضوء؟ كان هناك ضوء ساطع جداً أقرب ما يكون مُعمياً في النهاية. ظهرت فتاة من ذلك الضوء، كانت بانتظاري و ترتدي ثوباً ساطعاً كالضوء في نهاية النفق. لم يكن لبشرتها أي لون. كانت تبدو وكأنها ضوء بحد ذاته ولكنها تمتلك وجهاً و يدين. كان ثوبها مغطياً ساقيها و قدميها لذا لا أظن أنها تمتلك ساقاً حتى. علمتْ بأنني كنت خائفة فمدت يداها لتواسيني، و أخبرتني بأنني سأكون بخير فانتابني فوراً شعور بالطمأنينة. لم أجرب مثل هذا الشعور بالطمأنينة من قبل، كان سلمياً جداً.

ظللت ألتفت من حولي لكي أرى غرفة العمليات، لكنها أخبرتني بألا أقلق لما خلفي. قالت لي بأن اتقدم إلى الأمام فهناك أشياء أفضل بانتظاري في المتجر الذي ستأخذني إليه. فوافقتُ و ظللت أسير قريبةً من نهاية النفق. لم يكن لدي أي حس بالصوت على الإطلاق، ولم تُنطَق أية كلمة. كنت أستطيع قراءة أفكارها وهي كذلك فلم يكن يلزمنا أية أصوات لنتواصل مع بعضنا. كنت أخبرها باسمي لكنها قالت بأنني لا أحتاج إلى اسم في المكان الذي سأذهب إليه مما أصابني بالحيرة لكنني وثقت بها لأنها كانت لطيفة جداً. شعرت بحرارة الضوء كلما اقتربنا أكثر فأكثر من نهاية النفق. نظرنا إلى بعضنا و ابتسمنا.

هل قابلتِ أو صادفتِ مخلوقات أخرى؟ اقترب منا رجلان يرتديان مثل ما ترتدي الفتاة و رحبا بي. جعلني الجميع أشعر وكأنني في المنزل لذا رغبت بشدة أن أذهب معهم. كنت أتطلع لذلك ولم أعير اهتماماً لحياتي السابقة لأنني علمت بأن الجميع سيكون مؤيداً لقراري بأن أبقى مع هذه الكائنات اللطيفة. نظر إليّ رجل -من الذين قدما للترحيب بي- فجأة و أخبرني بأنه يجب عليَّ العودة لأنه لم يحن وقتي بعد للذهاب معهم. انتابني الشعور بالحزن لأنني لم أرغب بالعودة، و شعور بالحيرة والارتباك كذلك. واجهت قراريّ إما العودة أو البقاء معهم. علمت من أعماق قلبي أني لم أرغب بالعودة لأني لم أشعر بلزوم ذلك. لم أكن بحاجة أي شيء أو أي شخص من حياتي السابقة، لكن الرجل أكد لي بأنهم سيكونون هنا جميعاً للترحيب بي عندما يحين وقت عودتي إليهم. أوضح لي تماماً أنه لابأس بذهابي معهم لكنه لا يظن أنه قرار سديد. كما أوضح لي بشده أنه حين أطوف خارج النفق معهم فإني لن أتمكن من العودة و سأبقى معهم إلى الأبد، والذي كان أمراً جيداً بالنسبة لي. لم ترغب الفتاة التي قدمت لتحيتي بأن أذهب لكنه نظر إليها و كأنه يقول "اجمعي شتات نفسكِ و اجعلي ذلك سهلاً عليها (كان يقصدني) لتقرر" . لم يكن باستطاعتي أن أسمع أفكاره لكنني استطعت رؤية ذلك التعبير على وجهه. كان الجميع يبتسم مرة أخرى فطاف جسدي عكسياً حتى لم يعد بإمكاني رؤيتهم أبداً. لم أعد في النفق بعد ذلك، وكأنما تم شفطي الى حيث جسدي الذي على طاولة العمليات. وعيت على صوت الطبيب وهو ينادي باسمي.

هل شاطرت هذه التجربة مع الآخرين؟ وجب عليَّ إخبار شخص ما بهذه القصة لأني أخبرت أمي ذلك اليوم بما مررت به فرفضت التصديق واخبرتني بأن كل ذلك كان من صنع خيالي والذي يجب عليَّ نسيانه و ألا أخبر أيّ أحد بذلك. اخبرتني بأني كنت أتخيل هذا كله ولا شيء منه كان حقيقياً. كان من الصعب عليّ أن اكبت نفسي لأني أعلم أن ما مررت به كان حقيقياً كما كنت انا وهي نتحدث في تلك اللحظة. لازلت استطيع رؤيته كما لو أنه حصل بالأمس.

هل أحسستِ بشعور الألفة عندما قابلتي تلك الكائنات؟ شعرت بإحساس الألفة عندما ظهر الكائنان الآخران و كأنني أعرفهما.

عندما كنتِ حاملاً بطفلك الأول هل كانت فتاة؟ أجل رزقت بفتاة و قد أُجبرتُ على تسميتها كيارا وهو اسم روسي ينطق <كي آرا> كان الاسم كما لو أنه اتصل بي لأني لا اعرف شيئاً عن روسيا او الروس.

هل أصبحتِ تمتلكين قدرة التنبؤ بأحداث المستقبلية؟ لقد واجهت أيضاً بعضاً من الوساطة الروحية، لا اعلم إن كنت أرغب تسميتها بذلك لأني لا أعتبر نفسي وسيطة روحية، لكنني رأيت أشياء تحدث قبل وقوعها ومررت بالوقت مرة تلوَ المرة. كما بدت الأماكن و الأحداث مألوفة جداً. جميع المسارات التي كان لابد علي سلكها ظهرت لي كذلك لأني تجاهلت هذه الأشياء الا مؤخراً بسبب معتقدات أمي. حتى الأشخاص المقدر لي مقابلتهم ظهروا لي. المريب في الأمر كله هو أنني لم اشعر بعدم الارتياح او بالغرابة. يبدو كل شيء طبيعياً عندما تأتي الرؤى إلي. هل يمكن أن تعرف ما يعنيه هذا كله؟ و لمَ حصل لي ذلك؟ .

شكراً جزيلاً على وقتكم .