تجربة بوبي، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت أغادر عرضًا فنيًّا في معرض فني محلي جمعني بفنانين كنت أعمل وكيلًا لهم فصدمتني سيارة في منتصف تقاطع مزدحم. لم تكن السائقة تنظر إلى المكان الذي تتجه إليه بل كانت تنظر إلى زينة عيد الميلاد في المبنى خلفي ولم ترني حتى صدمتني. رأيتها قادمة وظننت أنها ستتخطاني منعطفة نحو المسار الأبعد لكنها لم تفعل وضربتني بكامل قوتها. كنت أعلم أنها ستصدمني قبل أن تصدمني وأدركت أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يمكنني فعله لمنع الاصطدام لأن سرعتها كانت كبيرة. أتذكر أنني كنت أتواصل بالعين مع السائقة قبل أن تصدمني السيارة مباشرة وكان آخر شيء أتذكره قبل أن أفقد الوعي هو، "من الذي سيخبر ابني أنني مت؟" كما أتذكر أيضًا وميض وجه ابني أمام عينيَّ. اصطدمت السيارة بجانبي الأيسر مصيبة ركبتي اليسرى. أتذكر أن قدمي انتزعت من تحتي. وأتذكر أنني رميت فوق غطاء السيارة لكن ليس تمامًا، وهبطت على الجزء العلوي من غطاء المحرك. ثم دفعت إلى أمام السيارة وفي الواقع دفعتني السيارة على الطريق وقذفتني بعيدًا. لقد رأيت أو شعرت أن كل هذا يحدث كما لو كان يمر بحركة بطيئة ولكنني أدركت أيضًا أنه حدث بسرعة كبيرة. وبحسب الشاهد، تعرضت للصدم والدفع. ثم ألقيت على بعد حوالي سبعين قدمًا في الشارع قبل أن أعانق الأرض بشدة. كانت السرعة الفعلية التي تجري بها السائقة واللحظة الدقيقة التي انحرفت فيها جهة اليسار، هما ما تسببت في الواقع في إلقائي بعيدًا عن السيارة، وإلا لكانت السيارة قد تحركت فوق رأسي.

لا علم لي باللحظة التي أغمي عليَّ فيها. أتذكر رؤية سطح مبنى البلدية. والذي يقع أمام التقاطع مباشرة، وهو مبنى إداري مرتفع. يبعد هذا المبنى مسافة معقولة من ذلك الشارع الذي أصبت فيه. رأيت أيضًا تلك المكتبة المحلية التي تقع خلف مجموعة من الأشجار والتي لم يكن من المفترض أن أراها من زاوية نظري في مكان الحادث. وبعد أن استيقظت أتذكر شعوري بالفضول لمعرفة الكيفية التي رأيت بها هذه الصور رغم أنني كنت على الأرض. استيقظت في وضعية جلوس مائلة وغادرت مرة أخرى أتساءل لاحقًا كيف تمكنت من الجلوس عندما عدت. لم أشعر بأي ألم أو خوف على الإطلاق. كنت أشعر بالهدوء والسكينة. اعتقدت أن السيارة دفعتني فقط، وأنني دفعت للأسفل، وأن كل شيء على ما يرام. كان عليَّ فقط أن أرفع نفسي وأزيل الغبار عني.

اكتشفت لاحقًا من الشاهد الرئيس أنه قفز من سيارته ببطانية، وأخبرني لاحقًا أنه أحضرها ليغطيني لأنه كان يعتقد أنني ميتة. كان قد هيَّأ نفسه لتقبل مشاهدة حادث مروع ورؤية شخص يقتل. ثم جلست. فانصدم قليلًا وكان بحاجة إلى مشورة للتعامل مع ما تعرض له بسبب حادثتي. حاول الناس رفعي لإخراجي من الشارع لكنني دفعت الجميع بعيدًا وتمكنت من النهوض بمفردي. شعرت بتورم جسدي بأكمله، وخاصة النصف السفلي لكنني لم أشعر بأي ألم. في ذلك الوقت كنت أفكر في أن هذه السيارة ربما لم تصدمني، فبعد كل شيء كنت أمشي وأتحدث. قيل لي بعد ذلك أن شاهدة أخرى ممرضة استدعت سيارة إسعاف بمجرد أن رأت الحادث؛ كما أنها كانت تتوقع الأسوأ. وبعد أن ساعدوني في الجلوس على مقعد قريب ظهرت سيارات الإسعاف والإطفاء والشرطة ونقلت إلى المستشفى. اكتشفوا هناك عدة كسور وتمزق وخلع في المفاصل بالإضافة إلى نزيف داخلي والعديد من الكدمات والإصابات في الأنسجة الرخوة.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٢ ديسمبر ٢٠٠٠.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. رد فعل تحسسي. لقد أصبت بالسرطان منذ ١٠ سنوات، وهو رد فعل تحسسي ظل يهدد الحياة منذ ١٤ عامًا، وحادث السيارة المذكور وقع قبل ٦ سنوات. صدمتني سيارة بينما كنت أمشي في ممر للمشاة.

كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. شعرت فقط أنني كنت على دراية كاملة بكل التفاصيل الدقيقة. بما في ذلك ألوان المباني سواء كانت من الطوب أو الخشب أو الخرسانة. كانت التصميمات الفعلية والألوان الفردية لكل لبنة في المبنى واضحة بالنسبة لي.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما رأيت السيارة لا تتحاشى صدمي وعندما رأيت أسطح المنازل والطوابق العليا.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. فقط في الوقت الذي تلا لحظة الاصطدام مباشرة شعرت كما لو أنني خرجت تمامًا من الحادث، كما لو كنت أشاهده من مسافة بعيدة. لم أر شيئًا على الإطلاق باستثناء أسطح المباني.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كان كل شيء أكثر وضوحًا وتركيزًا. كنت قريبة من النظر ولكني تمكنت من رؤية الأشياء البعيدة بوضوح شديد. كانت الألوان نابضة بالحياة للغاية.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. غير مؤكَّد. لم أسمع أي شيء على الإطلاق منذ اللحظة التي سبقت اصطدام السيارة بي حتى استيقظت.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. رأيت ابني عند باب منزلنا الأمامي المفتوح. رأيت وجهه خاليًا جدًّا من التعابير ومصدومًا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الهدوء لدرجة الشعور بالهدوء والسلام في كل شيء. حتى عندما كنت قلقة بشأن كيفية تلقي ابني نبأ موتي كنت أشعر بالاطمئنان إلى أن كل شيء سيكون على ما يرام. وفي إحدى اللحظات شعرت بغريزة الأم الغامرة والحزن العميق عندما تخيلت وجه ابني وهو يُخبَر أنني مت.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله، الروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظة/أصولية. روحانية ولست متدينة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ محافظة/أصولية. روحانية ولست متدينة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ لا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. ابني الأصغر، والذي كان المسؤول عني بعد الحادث، أصبح لا يفارقني تقريبًا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. لطالما كانت لدي تنبؤات وتوقعات معززة. ولطالما كان حدسي وبصيرتي قويين. لكن بعد الحادث زادت هذه القدرات بشكل كبير بمرور الوقت. لقد قدمت العديد من التحذيرات التفصيلية التي تحققت وحدثت خلال فترة زمنية قصيرة. كما أن أمي توفيت بعد حوالي عام ونصف من الحادث. وبعد حوالي ستة أشهر من وفاتها رأيتها جالسة أمامي. كانت واقعية للغاية. كان الأمر كما لو كنت أنظر إلى شخص آخر في الغرفة. كما كنت أرى أشخاصًا آخرين حاضرين. لم تتحدث إليَّ لكنها كانت تنظر إليَّ بما شعرت أنه نظرة حب قوية وساحرة لدرجة أن هذه العاطفة سحقتني. كان من الغريب ظهورها بتسريحة شعر كانت معتادة عليها خلال مراهقتي ولباسها سترة كنت دائمًا ما أسخر منها بسببها وأضحك عليها. بدت سعيدة للغاية بنظرة معروفة على وجهها. ويبدو أنها كانت تخبرني أن كل شيء سينجح وسيكون على ما يرام.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أخبرت لاحقًا أنه بعد مجيئي طلبت من أحد الشهود الذهاب إلى معرض الفنون الذي كنت قد غادرته للتو ليخبر الفنانين أنني بخير وأن لا داعي للقلق. كنت أدرك بطريقة ما أن الأخبار ستصل إليهم ونسبة لمظهري المميز كانوا سيعرفون أنني أنا من أصيب في الحادث وسيتركون العرض للاطمئنان عليَّ.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. بعد أسبوعين من مناقشتي للأمر مع المحامي لم يتفاجأ وبدا أنه يصدق ما كنت أقوله ويتفهمه. تحدثت عن الحادث الفعلي لعدد قليل من الأصدقاء ممن سألوني عنه. فيما عدا ذلك تجاهلت ما حدث لي. لقد وجدت أن معظم الناس لا يريدون التحدث عن مثل هذه التجربة السيئة وكانوا يواجهون صعوبة في تقبل الآلام الجسدية التي عشتها والتعافي وصعوبة في التعامل معهما أيضًا. لم أتحدث إلى أي شخص عن الجانب العاطفي لما يقرب من ثلاث سنوات حتى انجزبت إليَّ روحانية محترفة في جمعية وبحت لها بالأمر أخيرًا. شرحت لي الكثير مما ساعدني على فهم المزيد. ساعدتني هذه الجمعية في الانفتاح ومشاركة حادثتي ومشاعري المفصلة اتجاه ابني (الذي كان يبلغ من العمر أحد عشر عامًا في ذلك الوقت)، والذي كان القائم على رعايتي ومساندتي في رعاية نفسي. لأنه كان المسؤول الأول عني وكان خائفًا جدًّا من أنه قد فقدني تقريبًا. لم يكن يريد مناقشة الحادث الفعلي. إن ابني يدرك تمامًا بصيرتي القوية وغالبًا ما يطلب مني مساعدته في اتخاذ القرارات أو قراءة الأشخاص أو الأحداث المتعلقة به. وكثيرًا ما يأتي الأصدقاء إليَّ للحصول على بصيرة ونصيحة قوية.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم. كان لدي أيضًا رد فعل تحسسي شديد اتجاه دواء موصوف استغرقت أكثر من عام للتعافي منه. قال الأطباء إنني كنت على بعد حوالي خمس دقائق من الموت السريري عندما عالجوني.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. كنت أنا وابني نعبر ممرًا للمشاة بعد ثلاث سنوات من الحادث وعندها حدثت نسخة طبق الأصل تقريبًا لحادثتي مرة أخرى. الاختلاف الوحيد هذه المرة كنت أنا وابني في منتصف ممر المشاة. كان يمشي أمامي قليلاً وسحبتُه بعيدًا عن الطريق لأن السيارة المسرعة القادمة كانت ستصيبه بكل تأكيد. ثم دخلت في مزيج من البكاء والصراخ بغضب بينما كنت أتابع السيارة في موقف للسيارات. كنت غاضبة جدًّا وأردت إلحاق الأذى بذلك السائق الغافل ولم أصدق أنه لم يدرك حقيقة أنه كاد يضرب ابني. أمسكني ابني في ساحة انتظار السيارات حتى تمكنت من التحكم في نفسي.

هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟ قبل يومين من وقوع الحادث كنت أغادر متجر صديقي الخاص بالأدوات الفنية للحاق بالحافلة بغية الذهاب إلى معرض فنوني لأفتح أبوابه ليعمل طوال اليوم. كنت أحمل الكثير من الحقائب والطرود الثقيلة. وعندما وصلت إلى محطة الحافلات رأيت رجلًا مسنًّا ينتظر الحافلة أيضًا. اقترب مني وسألني إذا كان لديه ما يكفي من المال لركوب الحافلة. لقد أكدت له أنه لا يملك المال الكافي وأخبرته بتعرفة الأجرة لكبار السن. مد يده في جيبه ليكتشف أنه لا يملك ما يكفي من المال. وقف مرتبكًا لكنه لم يطلب مني أي نقود لمساعدته. وضعت على الفور جميع الطرود على الأرض وبدأت أبحث في حقيبتي عن نقود كافية لمساعدته. أتذكر أنه على الرغم من أنني فعلت ذلك دون أن يُطلب مني كنت أشعر بنفاد صبر وإحباط، (وهو ما لم أظهره)، لأنني اضطررت إلى وضع كل شيء في ذلك البرد القارس والرياح والثلج المتساقط من حولنا. وعندما أعطيته المال قبله لكنه لم يقل شكرًا. وبدلًا من ذلك استدار نحوي وقال، "سوف يبتسم لك ملاك من أجل هذا اللطف". تبسمت فقط بينما كنت أرفع جميع الطرود مجددًا ولم أفكر في هذا اللقاء مرة أخرى حتى مرت أشهر بعد الحادث ربما.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ إنني سعيدة بما قدمتموه بالفعل.