تجربة بارني أ، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

نشأت في بلدة صغيرة مع عائلة كبيرة والكثير من الأشقاء وأبناء العمومة. كان لدى كل منا خصال شخصية خاصة به ليشعر بالتفرد. كنت المهرج. وعلى خلاف زماننا هذا، كان من الشائع جدًّا لمجموعة من الأطفال دون سن التاسعة أن يركضوا في شوارع بلدتنا في تلك الجبال كثيفة الأشجار. تقع مدينتنا في واد به طرق شديدة الانحدار. كانت مجموعة كبيرة منا متوجهة إلى منزل عرَّابتي للسباحة. كانت تسكن على بعد أربعة منازل فقط من منزلي وعلى بعد شارع واحد من منزل أعز أصدقائي. كان منزلها يقع على قمة تل شديد الانحدار (شديد الانحدار في عيني طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات على أي حال). ركضت في الطريق وشرعت في أداء دور حارس العبور. رفعت يدي في إيماءة للتوقف ولوَّحت بالأخرى. لقد عبر الجميع بأمان ولكن سرعان ما تحولت المزحة إلى مأساة. هذا كل ما أستطيع إخباركم به من وجهة نظري للقصة التي أدت إلى ما حدث بعد ذلك. كان الأطفال الآخرون منشغلين بمن سيدخل المسبح أولاً لدرجة أنه في الحقيقة لم يمكن باستطاعة أي منهم تقديم المساعدة. قيل لي إن السائق لم يعرف قط أنه صدمني. كانت سيارة الجيب تقترب من التل (بأسرع من ما يمكنني تخيله) واندفعت فوقي. أصبت مباشرة في رأسي من ممتص الصدمات. وقد ساعد وجودي في منتصف الطريق في حمايتي من دهس الإطارات لكن كان هذا حظي الوحيد.

لا أذكر أنني تركت جسدي. أفضل طريقة لوصف الأمر هي القول بأنني استيقظت فوق المشهد. كنت في مستوى قمم الأشجار أنظر إلى الأسفل. كنت أشاهد والدة أعز أصدقائي وهي تخرج من منزلها بغطاء طفل أخضر ليموني. وغطتني به. شاهدت سيارة الإسعاف وهي تتقدم. كانت محطة الإطفاء على بعد حوالي ربع ميل أسفل التل، لذلك فكرت في أنه من الغريب أن تقترب سيارة الإسعاف من الاتجاه الآخر ومن الغريب أيضًا أن تحمل اللونين الأصفر والأبيض. في ذلك الوقت كان علينا الذهاب بدراجاتنا كل عام إلى مركز الإطفاء لنحصل على ملصق أخبرنا رجل الإطفاء أنه ترخيصنا. كان لدينا أيضًا مسيرات على مدار العام، وكانت سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف تسير بأضوائها وصفارات إنذارها. لم أرَ سيارة إسعاف بالأصفر والأبيض من قبل في حياتي. كما رأيت الأنوار ورقم سيارة الإسعاف على السطح. نظرت حولي وتعجبت من مدى صمت الوضع. يشبه الأمر تلك الأفلام القديمة قبل ظهور النصوص. كانت مشاهدة كل الأحداث في الأسفل دون سماع صوت أمرًا غريبًا. وعلى سطح منزل صديقي، رأيت طبقنا الطائر وبعض كرات البيسبول. لقد رصدت أيضًا طائرة ورقية في أعلى شجرة أمام منزل عرَّابتي. فكرت في أنه لمن الرائع أن تمكنت من رؤية الأشياء من وجهة النظر هذه. أردت أن أذهب لأجد أشياء أخرى. سمعت صوت بكاء وحديثًا خافتًا بدا أشبه بحديث أبي. كان لدي شعور مفاجئ بأنني فعلت شيئًا فظيعًا، شعرت أنني سأواجه مشكلة. شعرت أن والديَّ لن يسامحانني. شعرت بالغثيان في معدتي. أغمضت عيني وسمعت أبي يقول لي، "لا بأس، لا بأس، لا بأس". وعندما فتحت عيني كان أبي يجلس بجواري في سيارة الإسعاف. كان لا يزال يقول، "لا بأس". فسألته: لا بأس بشأن ماذا؟ قال لي إنني ظللت أتحدث عن الأضواء الموجودة على سطح سيارة الإسعاف. وما تبقى من معلومات جمعته من الآخرين. توفيت ثلاث مرات خلال العملية. وقد عمل معي ثلاثة أو أربعة أطباء لمدة عشر ساعات. شجت جمجمتي طوليًّا واضطروا إلى أخذ الجلد من ساقي/ مؤخرتي لإصلاح منطقة أمام أذني.

كنت أحاول التفكير كثيرًا في تجربتي من ناحية منطقية. علمت أنه ليس من الممكن أن أرى شيئًا لم أره من قبل إذا كنت أحلم، لذلك وضعت الكثير من التفسيرات فيما يتعلق بالألعاب الموجودة في منزل صديقي. لا بد أنني أدركت وجودها في السقف، في وقت ألقيت فيه هذه الألعاب هناك ونسي أمرها. لم تكن تلك الطائرة الورقية تخصني لكنني أعلم أننا أطلقنا العديد من الطائرات الورقية في ساحة منزل عرَّابتي لأنها كانت تمتلك واحدة من الساحات الكبيرة القليلة التي كانت خالية من الأشجار الكثيفة. (أستطيع أن أقول ذلك بعد شهور من التعافي. صعدنا وحصلنا على كل ما رأيته). كنت مضطرًّا إلى رؤية البطانية التي استخدمتها والدة صديقي خلال واحدة من العديد من فترات النوم خارج المنزل. إن ما ظل يطاردني حتى اليوم هو سيارة الإسعاف تلك. وبمجرد أن طلبت من أمي التحدث عن ذلك اليوم، أخبرتني أن محطتنا كانت مشغولة في مكالمة أخرى وأنهم أرسلوا سيارة إسعاف من المدينة المجاورة لمدينتنا. ذكرت لها رقم السيارة وألوانها فبدأت تبكي. لم أجد أي مبرر لمواصلة الحديث عن الحادث مع عائلتي، لذلك حاولت فقط نسيانه وعدم إثارته مرة أخرى. لقد أخبرت ربما خمسة أشخاص فقط في حياتي.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٩٧٨.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث.

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل توجد أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ في بعض النواحي. السائد هو الصمت وعدم الشعور بالحرارة والرياح والألم.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت منتبهًا جدًّا.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ لا.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ بينت كل شيء في قصتي.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ العجب، القلق، والشعور بالذنب.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ لا.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ رأيت أشياء مفقودة على أسطح المنازل. وكانت سيارة الإسعاف من بلدة مختلفة ورأيت سقفها.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك الآن؟ لست متأكدًا.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أشعر أنني شخص عاطفي للغاية من الداخل. وقد يقول الأشخاص المقربون مني إنني هادئ بشكل مزعج في المواقف العصيبة.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: متزايدة.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لطالما كنت مهتمًّا بالعلم والتطور لكنني تربيت في الكنيسة. كنت نشطًا جدًّا في الكنيسة قبل وقوع الحادث. كانت بلدتنا الصغيرة جادة بشأن الكنيسة ومدرسة الأحد. وفي ظل وجود الكثير من الأدلة يمكن أن يثبت العلم أنه من الصعب تجاهل هذه التجارب لكن ما حدث لي لا يدعمه العلم على الإطلاق.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ لا.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الأفضل هو أنني حصلت على لمحة صغيرة لشيء يتجاوز هذه الحياة. والأسوأ هو أن جزءًا صغيرًا من مؤخرة رأسي سيظل مخيطًا مدى الحياة.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل لديك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لقد تذكرت الجميع، وما زلت أستطيع ذلك لكنني حقًّا لا أتذكر أي شيء من طفولتي. يمكنني أن أتذكر الأشخاص الموجودين في الصور ولكن لا يمكنني إخباركم بما حدث في اليوم الذي التقطت فيه الصور.