تجربة الإقتراب من الموت في اريفور
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

منذ حوالي أربع سنوات توفي صديق طفولتي، كلڤن. كان هو ووالديه في طريقهم إلى سانتا دومينغو، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول، فقد تحطمت الطائرة وعُثر عليهم ميتين. بعد حوالي ثلاث سنوات، توفيت حبيبتي ڤاليري بسبب فقدان الدم المفرط وبسبب إصابات خطيرة في الدماغ وقعت لها في حادث سيارة. لقد كنت في تلك السيارة معها ومع والدتها، وبطريقة ما كنت أنا الوحيد الذي نجا. بعد هاتين الحادثتين وبعد ووفاة والديّ أقنعت نفسي بأن أكون وحيدا، وفقدت الأمل، وشعرت بالحزن والاكتئاب لمدة عام تقريبا...

(وبعد مرور عام، وفي يوم 21 فبراير، وهو عيد ميلادي).

كنت في سيارة مع چيسون والد ڤاليري. كنا متجهين نحو المقبرة التي كانت ترقد فيها ڤاليري. كانت الثلوج تتساقط ولم تكن رؤية الطريق واضحة. كنا نتحدث أنا وچيسون عن مدى روعة الحياة لو لم يكن الموت موجودًا، وفي سياق هذا النقاش عرفت كم هو رائع هذا الرجل حقًا.

*انفجرت الاطارات*.

وفقد چيسون السيطرة على السيارة، وصرخ في وجهي، كان يصرخ من أعماق رئتيه ويقول: "لا تقلق، ستكون بخير، سأكون بخير".

انقلبت السيارة وقُذفت أنا وچيسون خارج السيارة من زجاجها الأمامي. كنت على الأرض والثلوج تحيط بي. نظرت حولي وبدأت أبحث عن چيسون رغم أنني لم أتمكن من الرؤية بوضوح لأن الدماء كانت تغطي وجهي. لكن عندما رفعت رأسي ورأيته صرخت في وجهه: "چيسون، چيسون، چيسون!!!" لكني لم أسمع أي رد. وعندما نظرت إليه للمرة الثانية بتدقيق أكبر، لم أرى له أي حركات جسدية، ولا أي علامة على التنفس. كنت على وشك أن أنفجر في البكاء، ولكني شعرت فجأة بلسعة مؤلمة في قلبي. كانت عيناي فارغتين. وكانت أصابعي تتخدر. لم أستطع التنفس. لم أستطع أن أشعر. كل شيء أصبح فارغًا، كل ما رأيته هو مساحة مظلمة وفارغة. وفجأة شعرت بنفسي موجود داخل نفق، كان النفق مظلمًا، وكانت النار تحيط به من الداخل. كنت أعبر هذا النفق وخرجت من ذلك النفق، وظهرت في هذا الكون حيث كان يغطيني نور ساطع، شعرت بالدفء، وأحاط بي السلام، شعرت أنني سعيد ومرغوب. ذهبت مباشرة في طريق ضيق، وأدركت أن هناك امرأة ذات شعر أشقر داكن تنظر إليّ، لكنني تجاوزتها ومضيت بشكل مباشر. رأيت كوكب الأرض، وعلى الجانب الآخر منه مباشرة كانت هناك أربعة عوالم ذات شكل أرضي محاطة بنور مكثف. لقد اخترق ذلك روحي وجلب لها الفرح.

ثم ظهر أمام عيني كل أنبياء التعاليم الدينية؛ المسيحية والإسلام واليهودية وغيرها. وفي المنتصف كان هناك نور ساطع على شكل إنسان. تحدث معي النور قائلًا إنه الله، لم أصدق ذلك في البداية (من كان سيصدق)، فسألته: "من أنت؟"، فأجابني قائلا: "أنا مثلك تماما، وحيد، غير مرغوب فيه، حزين. لقد خلقت عدد لا يحصى من البشر على هذا الكوكب، وخلقت هذه الكواكب بقدرتي الخاصة، وخلقت أنبياء ليشرحوا للناس أنني موجود، لكن مع ذلك فإن هؤلاء البشر الذين خلقتهم ينكرون وجودي. ويؤمنون بآلهة أخرى ليس لها وجود". فسألته: "لماذا لم تعطهم فرصة؟". رد عليّ بشكل هادئ للغاية، وقال لي: "أريفور، ألم تشعر بالوحدة وأنك غير مرغوب فيك؟ ألم تستسلم لأنك تعلم أن الناس لن يصدقوا وجودك، لذلك أنا على يقين أنك عندما تعود، وعندما تتحدث عن هذه اللحظة، فإن من ستخبرهم لن يصدقوك. دعهم يصدقون ما يريدون، فكل ما أطلبه هو أن يقبلوا حقيقة وجود إله آخر. ومن هذا الإيمان وحسب سأكون سعيدًا".

سألته: "لماذا أنا؟".

قال لي برد حزين: "أنت الوحيد الذي وجدته قويًا بما يكفي للتعامل مع هذا الألم. أنت تشاركني نفس المشاعر التي شعرت بها، الشعور بالوحدة، والشعور بعدم انتباه الآخرين لك، ولهذا اخترتك. من الآن فصاعدًا لن تنسى هذه اللحظة أبدًا، ولن يدرك الآخرون أبدًا المعنى الحقيقي للحياة، أنت وحدك من ستفهم الحياة, وأنت وحدك من يستطيع الإيمان بوجودي".

سألته: "ما هو الدليل الذي لدي على وجودك، أنا فاقد للوعي. ربما هذا كله مجرد وهم؟".

"ربما، فقط ربما لا أكون موجودًا وربما يكون هذا وهمًا، ولكن ما الدليل الذي لديك على ذلك. أنت لست فاقدًا للوعي، أنت ميت. ولكن لديك فرصة ثانية، وسوف أتركك تعيش. لكن قبل ذلك أريد أن أقول إنني آسف حقًا للألم الذي سببته. إن ڤاليري وكلڤن ووالديك ووالدا ڤاليري وكلڤن، كلهم آمنون. إنهم معي في الجنة".

كنت أبكي بشدة.

بعدها "عرفته" حقًا على أنه الله، وكنت مقتنعًا بهذا بكل اليقين.

سألني الله: "لماذا تبكي؟"

ردًا على ذلك، قلت: "أنا سعيد لأنهم بخير. شكرًا لك".

ثم فجأة قال الله شيئًا ما جعلني أفكر فيه حتى يومنا هذا.

"هل تريد أن ترى ڤاليري وكلڤن؟"

لم أرد.

فقال: "رغم أنك لا تريد التحدث، إلا أنني أشعر بقلبك يخبرني أنك تريد رؤيتهم بشدة. آمن بي، آمن بوجودي".

(وفجأة كان هذا النفق يمتصني. وفي لحظة كنت على متن طائرة. كنت جالسًا في المقعد الأوسط، وعلى يساري كان كلڤن وعلى يميني كانت ڤاليري، لقد كبروا في السن. ابتسم لي كلڤن، أما ڤاليري فقد أمسكت بيدي.

نظر كلڤن إليّ وقال: "لا بأس، ستكون بخير". هذا هو أريفور الحقيقي ، أنا حقيقي. لا تستسلم، ستصبح أقوى من أي شخص على هذا الكوكب. آمن بالله، فوجوده حقيقي".

*وفجأة*.

تحركت الطائرة بزاوية وبدأت في السقوط. أمسكت ڤاليري بيدي وقالت لي: "لا تخف، أنت آمن، أنت حر، آمن. هناك شخص ما هناك تلك الفتاة التي تشاركك نفس الألم الذي تشعر به. لذلك لا تتمسك بذكراي، امضِ قدمًا، عش وتنفس، وسوف تقابلها في النهاية. أنا... أنت يا أريفور".

عندما بدأت الطائرة في السقوط أغمضت عيني، وتحول كل شيء إلى اللون الأسود. كان لا يزال لدي شعور بالوجود. فتحت عيني ووجدتني هناك في المستشفى. تحركت قليلاً ونظر إلي الجميع (الأطباء، والآخرون) بصدمة، كما لو أنهم رأوا شبحًا للتو. بدا كل شيء بالنسبة لي وكأنه حلم سيئ، لكنه في الواقع كان حقيقة. لقد اختبرت للتو المعنى الحقيقي لحياتي.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: "21 فبراير 2005"

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. تعرضت لحادث. لقد كنت ميتًا، وكنت أعرف ذلك، لكنني لم أكن متأكدًا مما سيحدث لي.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لا.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ منذ بداية التجربة تمامًا كان لدي القدرة على معرفة ما يجري.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. أتذكر أنني كنت على متن طائرة، وعندما سقطت تلك الطائرة، كنت اسقط معها. كنت أمسك بيد حبيبتي التي توفيت، وشعرت بأن الأمر حقيقي للغاية. لقد أمسكت بالمقعد، وشعرت أنه كان حقيقيًا بالفعل.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كنت أسمع الأشياء من مسافة بعيدة. كنت أسمع أصوات تناديني.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. لقد مررت بنفق مظلم، ثم غطاني ذلك النور الساطع.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. كانا داخل الطائرة التي استقلها صديق طفولتي كلڤن الذي توفي أثناء سفره على متنها إلى سانتا دومينغو. (لا أريد أن أقول أيهما.) ونعم كنت أعرفهما، كلڤن وڤاليري (حبيبتي التي توفيت) كانا داخل تلك الطائرة. عندما أمسكت ڤاليري بيدي، قال كلڤن: "لا بأس، كل شيء سيكون على ما يرام، آمن بالله، فهو يفعل هذا ليختبر قوتك. إنه يفعل هذا ليس ليؤذيك بل ليرى مدى قوتك". وتركت ڤاليري يدي وقالت: "أشكرك. ستقابلها، ستقابل فتاة ستحبك وستشاركك قصتك، لذا امض قدمًا، وعش حتى تلك اللحظة، وعش من أجل هذا المستقبل".

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان بحجم الأرض، وكانت هناك أربعة من هذه العوالم المضيئة والتي تأخذ شكل الأرض.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ رأيت الأطباء يفحصون جثتي، وشعرت أنهم يستخدمون أدوات ليتأكدون من موتي، لكن ذلك الفحص لم يكن مؤلمًا للغاية، لقد شعرت فقط بالقرصات عندما كنت في البعد الآخر.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ السعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد كنت في مراجعة لأحداث حياتي. كنت في نفس الطائرة التي تحطمت ومات فيها كلڤن في الحياة الحقيقية. لقد تعلمت من هذه التجربة أن الله يهتم، وأنه عليّ أن أتجاوز الماضي وأنني يجب أن أصنع مصيري.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. لقد حدث كل شيء كما قيل لي تمامًا. لقد التقيت بهذه الفتاة التي تفهمتني وشاركتني نفس الألم الذي كنت أشعر به، وكانت تبدو تمامًا مثل الفتاة التي رأيتها في رؤيتي.

هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ نعم. لقد عبرت الحدود إلى العراق، وشهدت كل الوفيات دفعة واحدة، وأدركت وفهمت أن عمليات القتل والوفيات هذه كان من المفترض أن تحدث. وأنهم إذا لم يموتوا هناك (القوات والجنود، وغيرهم) لكانوا قد ماتوا في مكان آخر. وعندها أدركت أن العالم لديه طريقته الخاصة لتصحيح نفسه.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل "لم يكن لدي الكثير من الإيمان، بسبب ما كنت أمر به في حياتي..."

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ محافظ / أصولي "لقد تغيرت على مر السنين، وقصتي في الاقتراب من الموت سوف تشرح ذلك".

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. رأيت يسوع المسيح، ثم رأيت نورًا ساطعًا على شكل إنسان، وبجانبه كان هناك الكثير من الأنبياء الذين كنت على علم بهم.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. قد يراني الناس غريبًا ومختلفًا، وفي الحقيقة هذا صحيح بالفعل.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ راجع السؤال رقم 18.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ لا.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم. الله نفسه أخبرني، والأرواح التي تحدثت أخبرتني بوضوح أن لدي خيار إما بالعودة أو البقاء، فقلت نعم أريد العودة.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد رأيت الله يتكلم، وسمعته يقول لي كم هو وحيد، وكيف أن الناس ينكرون وجوده ويؤمنون بآلهة أخرى. لقد شهدت إلهًا مختلفًا لم يسمع عنه هذا العالم. لكن من بين مليارات الأشخاص، اختار التحدث معي. قال لي في سياق حديثه: "أستطيع أن أشاركك آلامك". وعندها أدركت أن الله هو ما نعتقد أنه الله.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا.