تجربة آني في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لا أعرف كيف أصف تجربتي. يصعب عليّ القيام بذلك. كيف يمكنني وصف ما لا يُوصف؟ لكن حسنًا، سأبدأ بجزء من الشعر وضعته في الكتاب. كان الأمر أشبه بلقاء مع الذكاء العظيم: مع الندى على العشب، مع السماء عند الفجر، كان اجتماع مع المستنير الأعظم. لقاء مع النور العظيم الذي أصبحت ذاتًا واحدة معه. حينها شعرت بالسلام والصفاء التامين والمطلقين. حينها اختبرت الحب النقي – والحب غير المشروط، والقدرة المطلقة، والمفاضلة النقية، والذكاء الخالي من الخطيئة، اختبرت معرفة أن هذا الذكاء يتجاوز ما أعرفه عن نفسي من ذكاء. ذلك الذكاء الذي قد يستلزم تحقيقه أعمارًا عديدة. غمرتني النشوة الخالصة، والشعور بالفرح النقي. لم أرغب في تركه. كنت جزء من هذا الذكاء رغم أنني كنت أعلم أن هذا الذكاء هو محض معرفة نقية بلا خطيئة، بينما أنا ملوثة بالخطايا. لم يكن جسدي هو روحي. شعرت أن روحي منفصلة – آسفة يصعب عليّ وصف ذلك. فالروح في مهمة مختلفة، ويمكنها التواصل بشكل مختلف – وهو أمر يصعب شرحه. آسفة لأن أسئلتكم كثير. وتجربتي يصعب جدًا وصفها، وأنا أعلم أنني فشلت في وصفها.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: يوليو 1989.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. المرض. بالإضافة إلى الفحص الطبي على النحو المذكور أعلاه والذي أدى إلى وقوع كارثة. كان السائل الشوكي يتسرب من جسدي. أدى ذلك إلى الإصابة بنوبة شديدة جدًا من مرض التصلب المتعدد. كنت راقدة في السرير لمدة خمسة أسابيع، لم أتمكن من الحركة، كنت عاجزة عن الكلام تقريبًا، كان لعابي يسيل، وكان لا بد من إطعامي بالملعقة. لقد ضاع من عمري خمسة أسابيع في هذه الأزمة الصحية.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات يحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ بالطبع لا! لقد كانت التجربة حقيقة كاملة بالنسبة لي، وعلى عكس أي شيء مررت به من قبل. لقد كنت هناك!

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. بدا الأمر طبيعيًا تمامًا، ولم أكن قلقة بشأن ذلك الانفصال. كان يشبه خلع البيجامة تمامًا.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت فاقدة للوعي، ولكني اعتقدت أني كنت متيقظة. كانت التجربة أكثر واقعية من واقعية الجلوس هنا وتعبئة هذا الاستبيان.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. لم يكن هناك تواصل لفظي. لقد حدث التواصل دون جهد. لم أكن بحاجة إلى حنجرة. كان التواصل محسوسًا. أن الروح وصفت التجربة بأنها "من أجلي" إذا كان علي أن أصفها بالكلمات. أنا لست حقًا الشخص الذي اعتقدت أنه أنا. كان هذا ما شعرت به. شعرت أن الروح لديها مهمة مختلفة عن هذه الشقراء الغبية. أوه تبا، كم يصعب الشرح.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا .

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. نعم، نعم، نعم، نعم ألف مرة نعم. نور ليس كنور المصباح الكهربائي العادي. كان نور لامع. كان نور العالم حرفيًا. نور أبيض شديد البياض منتشر في كل مكان. كان حولي ومن أمامي ومن خلفي. كنت مع النور وكان النور معي. كنت جزء من النور. استطعت رؤية الأرض ككائن حي. كانت حية. لا شيء على هذه الأرض يستطيع وصف هذه التجربة أو مجرد الاقتراب من وصفها.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ النشوة، الفرح، النعيم، الحب الكامل. أوه، التعجب! لا شيء على وجه الأرض يشبه ما شعرت به.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. أدركت أن التجربة التي مررت بها جسديًا كانت من أجل روحي. يبدو كلامي غريبًا ولكن هذا هو السبب. الروح ليست أنا ولكن أنا الروح – أعلم أن هذا يبدو غريبًا. كل شيء مترابط وحيوي ومتصل. الأرض كائن حي تمامًا كالخلية. وفي مرحلة ما عرفت شيئًا مهمًا للغاية، ولكن في مرحلة معينة نسيته وأصبحت واعية. وكأنني عرفت ذلك، عرفت أنني لن أعود. لقد وصلت إلى درجة المعرفة الكاملة وكنت واعية.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ لقد انفتح أمامي كتاب يحتوي على كل ما قلته وفعلته وجربته في هذه الحياة، سواء أكان جيدًا أم سيئًا. لقد كان بمثابة سجل لأحداث حياتي. حتى أفكاري! كان ذلك الكتاب بمثابة مواجهة، ومن الكتاب تعلمت أن الحياة مجرد غرفة دراسة، مجرد مكان للتعلم. نحن هنا لنتعلم ولنُحسن من أنفسنا ليس على المستوى المادي بل على المستوى الروحاني! نحن أرواح لها أجساد ولسنا أجساد لها أرواح. نحن هنا لنتعلم كيف الطاعة والاستسلام. وفي النهاية سنواجه جميعًا "صلبنا" وخلاصنا. لا أحد يخرج من هذه الأرض دون يستوعب الدرس. لذلك أصبحت لا أحكم على الناس كما كنت أفعل من قبل. والناس يعتبرونني غريبة بعض الشيء بسبب تجربتي. لقد غيّرت التجربة من صداقاتي. وغيرت من زواجي. لقد غادرت في رحلة شخصية لمدة ستة أشهر تقريبًا منذ أحد عشر عامًا بسبب تأثير التجربة عليّ. وكان من الصعب على زوجي أن يتفهم ذلك في وقتها. وعندما رجعت بعدها أصيب زوجي بمرض خطير. نحن الآن قريبون جدًا من بعضنا ومترابطون تمامًا.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. وصلتني معرفة تتعلق بالأشخاص والأحداث المستقبلية، على سبيل المثال كنت أعرف ما هي الزيجات التي سوف تنتهي، ومتى سيحدث ذلك الانفصال في المستقبل. كنت أعرف متى يكون الشخص مريضًا، حتى وإن اعتقد أنه ليس مريضًا. استطيع أن أشعر بآلام الآخرين، عاطفيًا وجسديًا – كان هذا مؤلمًا بالنسبة لي، حتى أصبح لا يطاق لدرجة أنني طلبت في النهاية أن "أترك" بسبب الألم. أما الآخرون الذين خاضوا "لقاءات" مماثلة فقد عرفوني – رغم كونهم غرباء تمامًا عني. يقول الناس: "أنت تعلمين، أليس كذلك؟" وأشياء أخرى من هذا القبيل. لقد أزعج ذلك عائلتي. لم "أترك" للحظة. كنت أعرف في ماذا كان الناس يفكرون. بدأت بالكتابة بشكل تلقائي، واندفعت للانضمام إلى نوادي التحدث لإلقاء خطابات معينة حول البيئة والصحة وما إلى ذلك. لقد كان انهيار الشيوعية معروفًا بشكل مسبق. لكنني بدأت أخاف من نفسي.

هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ نعم. لم يكن هناك حدود كما نعرفها هنا. لكن من أجل التوضيح اللغوي سوف أسميه بابًا. لأنه لا توجد لغة يمكنها وصف ذلك الباب. حتى بعد "التجربة" وجدت من خلال التأمل أنني أستطيع الدخول والخروج من الباب بسهولة تامة، ولكني شعرت في الوقت نفسه، كما لو أن شخصًا ما قد شدّ الشعر من أعلى رأسي. كان الأمر مؤلمًا بعد التأمل وبعد التجربة. بدا الأمر كما لو أن شخصًا ما قد سحب التاج من أعلى رأسي. لكن الأمر كان يستحق. لمدة عامين تقريبًا بعد ذلك، كان بإمكاني الذهاب إلى هناك بسهولة شديدة – فقط بالإرادة. لم أكن موجودة في أي مكان، ولكن في نفس الوقت كنت موجودة في مكان خاص، وأمكنني البقاء هناك لساعات وساعات. وعندما استيقظت شعرت بالرعب من مقدار الساعات التي قضيتها في التأمل والجلوس في نفس الوضعية. لم انجرف إلى النوم قط، كنت فقط في حالة من تغير الوعي على ما أعتقد.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. كنت من الروم الكاثوليك. أصبحت الآن أكثر روحانية وأقل تديناً. كما أصبحت غير متحيزة على الإطلاق فيما يتعلق بجميع الأديان.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. أنا مؤمنة بكل الديانات. لكن اعلم أن كلها معيبة. آسفة لا أستطيع أن أوضح بالكلمات لماذا هي معيبة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أنا لا أتبع أي دين محدد. أنا أؤمن بهم جميعًا ولكنهم جميعًا معيبون. لقد أصبحت أكثر روحانية.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: بقيت على حالها تقريبًا

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ أعتقد أنني أجبت عن هذا السؤال. كل شيء في حياتي انقلب رأسًا على عقب. لقد تغيرت حياتي بشكل جذري.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ في البداية انفصلت عن زوجي، وسافرت في رحلة بعيدة لزيارة الأماكن المقدسة، ولكنني رجعت. إن زوجي رجل جيد. وقد مرض زوجي بعد رجوعي، ونحن ملتزمون تمامًا ببعضنا البعض. والأمر الغريب هو أنني فقدت وظيفتي. وبعدها انهار كل شيء، ولكنني تمكنت من تجميع شتات حياتي مرة أخرى. نعم حياتي كلها تغيرت بشكل كبير ولكن للأفضل.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. يبدو الأمر كما لو أنك تسألني نفس السؤال. من المستحيل أن أقول ما الذي جعل التواصل صعبًا لأن التجربة لم يتم فيها التواصل بالكلمات. لقد كانت التجربة عبارة عن حالة تواصل كاملة وتامة مع الكون، كانت تجربة سامية. لذلك تبدو الكلمات قاصرة للغاية في وصف تلك التجربة الرائعة.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. كما أوضحت أعلاه. لدي القدرة على الشعور بالناس. يمكنني أن أشعر بمشاعرهم. وأن أعرف فيما كانوا يفكرون. يمكنني أن أشعر بألم شخص آخر – جسديًا وعاطفيًا. كان هذا الأمر صعبًا ومرهقًا. استطيع أن أطرح أسئلة عن الكون (لعدم وجود كلمة أفضل) وتأتيني الإجابة بشكل فوري ومباشر في شبكتي العصبية الجسدية مع ضربة صوت مكتوم. يمكنني أن أشعر بها حرفيا هناك. لم تأتيني إجابة خاطئة أبدا. أصبحت خائفة من هذه القدرة. وكما ذكرت فإن الآخرين الذين مروا بنفس التجربة عرفوني على الفور، وفي بعض الأحيان كنا نخيف بعضنا البعض.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان النور والتواصل مع النور هو الجزء الأفضل من التجربة. أما الجزء الأسوأ فهو العودة ومحاولة فهم العالم وغباء الناس في بعض الأحيان. الناس يعتقدون أنني غريبة الأطوار.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد استمعوا إليّ في الغالب، ولكني كنت أعلم أنهم يظنون أنني "مخبولة" قليلاً. خسرت عدد قليل من الأصدقاء. أصبحت الآن وحيدة في الغالب. زوجي يصدقني، ووالد زوجي كذلك. لقد كنت قبل ذلك مهووسة حقًا بالحفلات، ولكني الآن أصبحت أنا وزوجي قريبون للغاية من بعضنا. يبدو الأمر كما لو أننا مرتبطون تمامًا معًا بسبب مشاكل صحية رهيبة. لكن بخلاف هؤلاء الأشخاص، وبخلاف أمي وحماتي (وهما متوفيتان الآن)، اعتقد الجميع أنني مجنونة، باستثناء الأشخاص الآخرين الذين مروا بنفس التجربة.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا تنتمي التجربة إلى هذه الأرض التي نحن فيها مقيدون بالزمان والمكان واللغة. انها ليست غلطتكم. لا، ليس هناك أي أسئلة أخرى لأنني غير قادرة تمامًا على وصف التجربة.