تجربة آن في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة

قبل يوم من تجربة الإقتراب من الموت ذهبت لرؤية طبيبي، لإنني كنت أعاني من مشاكل في الجلوس، بعد أن تم فحص المستقيم وجدَ خراجاً كبيراً. تم إرسالي مباشرة لتحديد موعد عملية جراحية في اليوم التالي. في تلك الليلة، عندما كنت مستلقيةً على السرير، شعرت و كأن روحي تخرج من جسدي حتى إنني استطعت رؤية جسدي مستلقياً على السرير. أخافتني التجربة كثيراً لذلك حاولت أن أوقظ زوجي، لكنه لم يستيقظ.

في اليوم التالي، كنت في دورة المياه أحقن نفسي استعداداً لعملية المستقيم، وعندما نهضت لاحظت وجود دم في المرحاض، و شعرت بخفقان قوي (الخفقان هو تسارع نبضات القلب عن المعدل الطبيعي). كنت خائفةً جداً، شعرت بجسدي يحتضر و بدأ تنفسي يقصر، عرفت إنني سوف أموت.

بدأت بالصلاة و شعرت بهذا الإحساس حيث لو أنني استسلمت من الممكن أن اموت، شعرت بسلام كبير و مع ذلك قررت أن لا استسلم، لم أريد أن يجدوني أطفالي ميتةً في الحمام.

أعتقدت بأنني لو دخلت إلى حوض الاستحمام فسوف أشعر بالاسترخاء و عدم الشعور بالإرهاق، فدخلت إلى الحوض و إذا بروحي تترك جسدي مجدداً! حتى إنني استطعت أن ارى جسدي ملقى في الحوض مما أرعبني الأمر فخرجت من الحوض زاحفةً إلى التلفون كي أهاتف جارتي، طلبت منها أن تساعدني في ارتداء ملابسي، نزلت من الدرج بضعف لكنني شعرت بأنني بخير بفضل مساعدتها.

جاء والد زوجي بعد ذلك ليأخذني لإجراء الجراحة. عندما كنت في مركز العيادات الخارجية، حاولوا البدء في التنقيط الوريدي و لكنهم واجهوا صعوبة في ذلك، وضعوا الرباط المطاطي الخاص بجهاز الضغط حول ذراعي و لكن لم يتم القياس، ضحكت و أخبرت الممرضة بإنه يجب أن يكون هناك خطبٌ ما. عندما أتى طبيب التخدير، توجّب علي إخباره بأن لا يدعني أموت، أتذكر انه نظر إلي و كأنني مجنونة. تم نقلي إلى غرفة العمليات و عندما وضعوا جهاز الملاحظة علي، رأيت معدل نبضات القلب ”V-Tach“ ( وهو تسرع القلب البطيني: عدم إنتظام ضربات القلب وهو خطر يهدد الحياة) ثم نظرت لجهاز ضغط الدم و قد كان ٤٠ ثم انخفض. استاء طبيب التخدير و بدأ يركض في الغرفة، ثم فجأة تركت روحي جسدي. لقد شعرت و كأنني اُمتصصت من جسدي كما تشفط المكنسة.

ارتفعت روحي من المستشفى طلوعاً إلى الفضاء، شعرت و كأنني في ”ستار تريك“ (فيلم خيالي علمي يتحدث عن الكون الخيالي)، سافرت روحي سريعاً و رأيت الأرض تحتي و كنت على مايبدو بين النجوم، ثم سمعت صوت ارتطام و هبطت في هذا المكان الغائم. رأيت كل المتوفيين الذين اهتممت بهم كممرضة، رحبوا بي و كانوا يبتسمون، ثم تفرقوا. قدمَ إليّ والدي الذي قد توفى منذ ستة أشهر، أتذكر كم كنت سعيدة لإنني احببت والدي كثيراً، ابتسم والدي و أمسك بيدي و قادني نحو نفق.

بدا النفق و كأنه يتحرك ذهاباً و إياباً ببطء، و عندما وصلت أمامه، أشرق ضوء ساطع، حينها لم أشعر بأي ألم و شعرت بهذا الحب الذي لا يصدق و الذي يشع بداخلي. مشيت داخل النفق، و في منتصف النفق هناك شخص مرتدي اللون الأبيض و لديه شعر طويل، كان مُديرٌ ظهره إليّ، شعرت بحب لا يصدق منبعث من هذا الشخص و علمت انه لو ادار ظهره و نظر إليّ فإنني سأكون ميته. يوجد خلف هذا الرجل مكان بالغ الروعة، كانت الألوان تعجّ بالحياة، كان يبدو و كأنه الجنة، الألوان كانت حيّة و الصخور و السماء و العشب كانوا جميلون جداً.

رأيت حياتي تومض أمامي كما الفيلم، و رأيت كل الأشياء الجيّدة و السيئة التي قمت بها خلال حياتي، ثم سمعت ثلاثة أصوات تقول: ”يمكنك البقاء أو المغادرة“ و فكرت في نفسي بإنه يمكنني البقاء أو المغادرة، و قلت:“لست جيّدة بما يكفي لأكون هنا“، ثم قالت الأصوات : ”أوه..بلى“ كانت الأصوات شديدة الرقة و بدت لي فكرة البقاء فكرة جيّدة. و كنت أرغب بالبقاء مع والدي، لكنني شعرت فجأة بهذا الثقل على كتفي و كأنه يسحبني، و قد عرفت على الفور انها صلوات عائلتي و أولادي.. و على الفور قلت ”يجب أن أذهب!“

في تلك اللحظة، قُذفت خارج النفق إلى الفضاء، سمعت صوت ارتطام و عدتُ إلى جسدي. كان الطبيب مائلاً بجسده نحوي و يقول: ”آني، لماذا لم تخبريني بأنك مريضة جداً؟ لقد أُصبتِ بسكتة قلبية و قمنا بإنعاشكِ و أجريتِ الجراحة بدون تخدير، لكنك على الأرجح سوف تموتين، انتِ في حالة صدمة إنتانية، أجبته قائلةً :“لا يا دكتور، كنت في الجنة و رجعت، لذا لن أموت“

كنتُ مريضةً جداً لمدة ستة أشهر، مجمل العمليات التي أجريتها كانت خمسة و قد حصلت على عدة صدمات إنتانية لكنني نجوت.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت: فبراير، ١٩٩٧.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

هل تناولتِ أدوية أو مواد أثرت عليك وسببت التجربة؟ لا.

هل يصعب وصف التجربة بالكلمات؟ لا.

هل كانت هنالك مهددات للحياة في التجربة؟ نعم، كان لديّ سكتة قلبية خلال وجودي في غرفة العمليات، وأخبروني بعد التجربة أنني كنت على وشك الموت لأنني كنت في حالة صدمة إنتانية، لكنني لم أمت لقد نجوت.

كيف كان مستوى وعيك وتيقظك أثناء التجربة؟ لقد كنت يقظة تماماً.

هل كانت التجربة تشبه الحلم إلى حدٍ ما؟ لا، بالنسبة لي كانت واقعية.

هل رافق التجربة انفصال وعيك عن جسدك؟ نعم، شعرت بانفصال روحي عن جسدي.

ما هي المشاعر التي تملكتك خلال التجربة؟ في البداية كنت خائفة، ثم شعرت بالسعادة والراحة.

هل سمعتِ أصواتاً غريبة أو ضجيجاً ما؟ سمعت فقط صوت الارتطام عند خروج ودخول روحي لجسدي، والثلاثة أصوات بداخل النفق، بينما الأصوات الباقية كانت من تخاطر عقلي.

هل مررتِ من نفق ما؟ نعم، فقد وصلت لمنتصف النفق ثم خرجت مباشرة بعد أن اخترت العودة.

هل رأيتِ ضوءًا؟ نعم، رأيت ضوءًا مقابلاً للنفق، كان مشابهًا لكشّاف ضخم والذي أزاح كل الألم وأعطاني حُب طاهر.

هل قابلتِ أو صادفتِ مخلوقات أخرى؟ نعم، رأيت المرضى المتوفين الذين اعتنيت بهم خلال عملي كممرضة، ورأيت الشخص الواقف في منتصف النفق والذي أحسست أنه المسيح.

هل تضمنت تجربتك مراجعة لأحداث من حياتك؟ نعم، رأيت حياتي تومض أمامي، شاملة جميع التجارب الجيدة والسيئة لقد تعلمت أنه يجب علينا أن نحب قبل كل شيء في هذه الحياة. وأن أعمالنا تخضع للمساءلة وأن حياتنا مترابطة للغاية. تعلمت أن الانتحار هو خطيئة لا تغتفر اتجاه الإنسانية، لأن الحياة مميزة جداً، يجب تبجيلها ويجب عدم اعتبارها أمراً مفروغ منه. لنحقق ما هو أعلى لا بد أن نعاني، وفوق كل هذا يجب أن نحب وأن ننحب. تعلمت أن ابتسامة بسيطة، أو كلمة طيبة أو اعتراف يمكن أن يغير من حياة شخص ما، لقد وهبت قدرة الرؤيا والوعي الروحي لمعرفة مما خلق الكون منه.

هل لاحظتِ شيئاً بخصوص أناس أو أحداث خلال التجربة وقد تحققت منه لاحقاً؟ لا.

هل رأيتِ أو زرتي أمكنة جميلة في مستويات أو أبعاد أخرى؟ نعم، لقد رأيت الجنة في الجهة الأخرى من النفق، أجمل مكان على الإطلاق.

هل كان لديك إحساساً بالفضاء أو الزمن المعدل؟ نعم، شعرتُ وكأنني في بُعد آخر، كأنني في الجنة.

هل كان لديكِ معرفة خاصة أو أتاك أمراً عالمياً أو طلباً ما؟ نعم، شعرت بأنني علمت سرّ الكون ألا وهو الحُب بلا حدود.

هل وصلتِ إلى حد ما أو تركيب طبيعي محدد؟ نعم، رأيت نفسي أغادر الأرض وأدخل إلى مكان آخر لم أره من قبل.

هل أصبحتِ تملكين قدرة التنبؤ بأحداث مستقبلية؟ نعم، لقد علمت بأنني سوف أنجو من هذه المحنة.

هل أشركتِ في قرار العودة إلى جسدك؟ نعم، لقد أُعطيت الخيار إما البقاء أو المغادرة، لكنني شعرت بنداء عائلتي لي لذلك قررت العودة.

هل وهبتِ أي خوارق خاصة بعد التجربة والتي لم تكن لديكِ من قبل؟ نعم، أستطيع قراءة أفكار الآخرين أحياناً، وأستطيع أن أرى الجيد والسيء في الناس. لقد اكتشتف أن الموصلية الكهربائية لجسمي قد تغيرت، لا أستطيع ارتداء الساعات لفترات طويلة لأنها تتعطل. بعضٌ من رؤياي أصبحت حقيقية، أستطيع أحياناً التواصل مع الموتى، بداية كنت أشعر بالضيق بين الحشود لأن طاقتهم تزعجني.

هل لديكِ أي تغيير في المواقف والمعتقدات بعد التجربة؟ نعم، نظرتي للحياة تغيرت تماماً للإيجابية.

هل أثرت التجربة على علاقاتكِ أو على حياتكِ اليومية أو الخيارات الوظيفية أو الممارسات الدينية وما إلى ذلك؟ يمكن أن تعيق أو تساعد، وذلك يعتمد على بصيرتي أنا لدي التزام أعمق اتجاه الرب وما زلت أمارس مهنتي كممرضة.

هل شاركتي هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بعد تجربتي جاء الكثير من الناس إلى غرفتي للاستماع لهذه التجربة. وقال كثيرون أنهم تغيروا بشكل عميق والبعض الآخر يشكك بينما بعض الناس أصبح لديهم ارتباط أعمق بمحبة الآخرين.

ماهي مشاعركِ بعد التجربة؟ العديد من المشاعر، الشك والإيمان والأمل والمعرفة (العلم بأن هناك حياة بعد الموت) وعدم الخوف من الموت والتعاطف مع أولئك المرضى وقبول الهبات.

ماهو أفضل وأسوأ جزء من التجربة؟ أفضل جزء هو معرفة أنه توجد حياة بعد الموت. أسوأ جزء هو أنني تغيرت وبعض الأحيان أشعر بالوحدة وكأنني لا أنتمي إلى هنا.

هل هناك شيء آخر تودين إضافته؟ لقد حدثت هذه التجربة ولقد تغيرت للأبد.

هل تغيرت حياتك نتيجة لتجربتك؟ نعم، لدي وعي تام بمعاناة الآخرين. أصبحت لدي القدرة على لمس قلوبهم عندما يتألمون أو بحاجة للراحة.

هل تناولتِ مواد أثرت عليك أو أعادت جزء من التجربة؟ لا.

هل الأسئلة والمعلومات التي أدليتِ بها تصف تجربتكِ بشكل كامل؟ نعم.