تجربة أنيتا إ، المشابهة لتجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت في حالة عاطفية قاسية. كنت أعاني بشكل دوري من نوبات الاكتئاب ولكن هذه المرة لم أتمكن من التخلص منها. لم أكن أتناول أي دواء، ولم يخطر ببالي مطلقًا أن أطلب المساعدة المهنية لذلك. أدرك الآن أن الوراثة والطفولة القاسية قد ساهمتا في مرضي. على أي حال، كنت قد عزلت نفسي في شقتي وتوقفت عن الذهاب إلى العمل ولم أستطع الأكل ولا النوم. كنت غارقة فقط في وحل أفكاري المتسارعة. وفي مرحلة ما فكرت في أنني أريد أن أموت وقلت بصوت عالٍ، "من فضلك يا الله، لا تدعني أموت هكذا!".

وفي تلك اللحظة كنت في مكان آخر. مكان مظلم، أعتقد أنه في مكان ما أمامي وعلى يميني يوجد ذلك النور المذهل. مشرق للغاية، وجذاب، ومحبب. وفي اللحظة ذاتها شعرت بإحساس واسع الانتشار بالقبول والحب والدفء، لقد اختبرت مراجعة للحياة. كل لحظة في حياتي، كل ما نسيته، أو لم أكن على علم به بشكل خاص في ذلك الوقت.

ثم خاطبني صوت من النور، بلا كلمات، يشبه الأمر نقل المعرفة والتطمينات. في ذلك الوقت كنت أظن نفسي شخصًا متضررًا ولم أكن أحب نفسي. أخبرني الصوت أنني بخير تمامًا وأن كل الأشياء التي اعتقدت أنها عيوب كانت أوهامًا وكل تلك "الأشياء السلبية" وضعت ببساطة فوق كياني الحقيقي مثل معطف متسخ. أحبني النور دون قيد أو شرط. وشعرت بأنني في "المنزل".

كنت منفصلة عن أبي في ذلك الوقت. أتذكر أنني رأيت أبي في مراجعة حياتي وفهمت أن ما دفعه للتصرف على ذلك النحو هو سلسلة متصلة من التصرفات بعضها في حياته وآخر قبل حياته. فهمت من أين أتى الآخرون، والصواب، والخطأ، واللا مبالاة. وفي الوقت نفسه فهمت أن كل شيء يحدث كما ينبغي له. كنت أعرف "مبررات الأحداث". وهذا أحد الأشياء التي لا أتذكرها الآن. لكن الأمر كان منطقيًّا تمامًا وفكرت، "نعم، بالتأكيد، كيف لي أن أنسى هذا؟" كان الأمر بسيطًا جدًّا! لقد عرض عليَّ المهم وغير المهم. كان الحب قبل كل شيء هدف الكون، نحن جميعًا مترابطون.

في اللحظة التالية (؟) عدت جالسة على حافة سريري. شعرت بالنور والسعادة والنعيم. شعرت أيضًا أن الله حملني من مؤخرة رقبتي وهزَّني طاردًا كل التفاهات من داخلي. كنت مستيقظة! في هذه التجربة بدا أن كل شيء قد حدث في لحظة واحدة. النور، الصوت، مراجعة الحياة، نقل المعرفة الهائلة. لم أغادر شقتي منذ أيام لكنني خرجت على الفور وأعجبني كل ما رأيته. لقد سرت في الشوارع جيئة وذهابًا وأنا أشعر بالسعادة والارتياح. استمر هذا الشعور عدة أيام. عدت في النهاية إلى وعيي "الطبيعي" لكنني لم أنس أبدًا التجربة أو الدروس التي تعلمتها.

كان لدي الكثير من الدروس لأتعلمها ولكني أعتقد أنه لو لم أوهب هذه التجربة لما كنت سأعيش. لا أعرف أي غرض محدد لأي منا بخلاف الأمر الحتمي بأن نساعد بعضنا البعض وأن أنانية الذات هي مضيعة للفرصة وهي السوء بعينه.

أشعر بصوت يقول، "الله" معي ومعنا جميعًا ودائمًا. ليس لدي خوف من الموت. أعتقد اعتقادًا راسخًا أننا جميعًا سنذهب إلى المنزل.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٨ مارس ١٩٨١.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ نعم. الاكتئاب الحاد. كنت أعاني من قلق شديد وطويل الأمد وألم عاطفي. كانت أفكاري تتسابق. أعتقد أن هذا ما كان يطلق عليه الانهيار العصبي. أصف حالتي هذه بكونك معلقًا من كعبيك فوق الهاوية. شعرت كما لو كنت أطير بعيدًا. أعتقد أن كلًّا من إحساسي بالذات وكبريائي قد مزق إربًا إربًا. أردت أن أموت هربًا من الألم. الشيء الوحيد الذي أوقفني هو إيماني بأننا نأخذ مشاكلنا معنا.

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ رائع.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كان الوعي الذي عايشته مثل الاستيقاظ. شعرت أن المعرفة التي لدي كانت موجودة في داخلي منذ الأزل لكنها مكبوتة ومنسية.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت في ما وراء الوقت. كانت تجربتي لحظية. لا أعرف كم من الوقت استمر. ثانية، ساعة؟ كنت في مكان آخر لم يكن فيه وقت.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. هذا ما لا نملك مفردات تعبر عنه.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. رأيت النور فقط. وقد كان النور كل شيء.

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. سمعت صوتًا. لقد أدركت أن هذا الصوت صوت الله.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. في لحظة ما رأيت النور. كان هناك سواد لكنني لا أذكر أنني مررت به كما يصف الآخرون. لدي فقط ذكرى خافتة عن إحساسي به.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. مشرق بشكل لا يصدق ولكنه مهدئ. أكثر إشراقًا من أي شيء، يمكنني وصفه. كان الصوت يأتي من هذا النور.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ سلام عظيم، حب غير مشروط، اتحاد مع المصدر. شعرت بأنني عدت إلى المنزل. كان هذا هو المكان الذي كنت أتوق إليه دائمًا.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. رأيت كل شيء في كل ثانية من حياتي. وإلى جانب هذه المراجعة كنت أفهم سبب حدوث الأشياء بالطريقة التي حدثت بها وأفهم لماذا تصرف الآخرون بتلك الطريقة التي تصرفوا بها. كما أن بعض الأشياء التي كنت أشعر بالسوء حيالها، أي الأشياء التي شعرت بالذنب بشأنها كانت تافهة وفهمت أنني لست بحاجة إلى الشعور بالسوء حيالها. وتلك الأشياء الأخرى التي فعلتها والتي لم أفكر فيها حتى، كانت غير لائقة، مثل أفكار الخبث اتجاه الآخرين، لقد فهمت أن سوء النية والرغبات المريضة كان خطيئة خطيرة للغاية. لم يخبرني الصوت بهذا. بل جعلني أفهمه بنفسي. أدركت أنني كنت دائمًا أمتلك هذه المعرفة ولكني نسيتها. لقد حاكمت نفسي بنفسي. أتذكر أنني كنت أفكر، "نعم، بالتأكيد، كيف لي أن أنسى هذا؟".

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. بعد تجربتي قضيت سنوات عديدة أبحث في المعتقدات والأديان المختلفة. وكما ذكرت أعلاه، أجد أن المعتقدات البوذية تتوافق بشكل وثيق مع قناعاتي. أنا لست بوذية ولكني أحاول أن أكون حذرة، لأنها أسلوب حياة متحرر.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. إن من بين جميع الأديان الرسمية، أعتقد أن الفلسفة/ المعتقدات البوذية لديها نظرة ثاقبة على هوياتنا الحقيقية وطبيعة الوجود.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. بعد تجربتي قضيت سنوات عديدة أبحث في المعتقدات والأديان المختلفة. وكما ذكرت أعلاه، أجد أن المعتقدات البوذية تتوافق بشكل وثيق مع قناعاتي. أنا لست بوذية ولكني أحاول أن أكون حذرة، لأنها أسلوب حياة متحرر.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. كان كل شيء منطقيًّا تمامًا. كل شيء يحدث كما يجب أن يحدث. أكدت المعرفة التي تلقيتها أن كل شيء مُقدَّر مسبقًا. وفي وقت لاحق لم أكن مرتاحة لهذا التقييم لأننا في ثقافتنا تربينا على تقرير المصير. وأيضًا، التوفيق بين الأشياء المروعة التي نفعلها لبعضنا البعض وبين فكرة القدر المقيت. ومع ذلك، لم أستطع التخلص من هذه القناعة. ومنذ ذلك الحين لدي فهم أفضل للإرادة الحرة والسبب والنتيجة.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. توسعت قدرتي على الشعور بالتعاطف مع تقدمي في السن. إنها ليست محاولة لكسب التعاطف، حتى اتجاه أولئك الذين قد يتمنون لي الأذى. لم أعد عالقة في وحل اضطرابات الآخرين العاطفية. أنا أكثر تسامحًا مع آراء الآخرين ولا أشعر بالحاجة إلى الدفاع عن آرائي. لقد تخليت عن الاستياء وصرت حذرة بشأن عدم تغذية استياء جديد. الحياة قصيرة. لدينا فرصة هنا وعلينا الآن استثمارها بالشكل الصحيح. أنا أحب الناس وأستمتع بصحبتهم ولكني أقضي معظم وقتي وحدي. أنا لست وحيدة أبدًا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. ليس لدينا المفردات الملائمة لوصف هذه التجربة. إذ لا يجدي مثل هذا الوصف: كانت التجربة "مثل هذا" و"مثل ذاك". لا يمكن التعبير عن تجربة الوحدانية بشكل كامل من خلال تمثيلها بشيء آخر. في وعينا اليومي، نختبر الأشياء ضمن إدراك الزمان والمكان. لا يوجد زمان ولا مكان هناك. هذه أعراف وأوهام.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. منذ أن كنت طفلة كانت تحدث معي أشياء غريبة. أحيانًا أحلم بأحداث تحدث لاحقًا. وقد أخافني ذلك عندما كنت أصغر سنًّا. ومنذ حدوث التجربة كنت إما أتجاهل هذه الأحلام لأنها تشتت الانتباه ولأنها ليست مهمة أو إذا كانت مستمرة وحيوية، أحاول معرفة ما تعنيه. أنا مهتمة أكثر بأن أكون "مدركة" لحظة بلحظة. ومع ذلك من يوم لآخر أجد الكثير من التزامن والمصادفات في حياتي. أنا حساسة اتجاه أمزجة الآخرين وطاقاتهم. أشعر بما في داخل الآخرين وأستطيع "الاستفادة" من خصوصيتهم ومحبتهم. إنه ليس من قبيل الصدفة أن أصبحت مستشارًا. لقد تعلمت تجنب الأشياء التي تستنزفني عاطفيًّا وزرع الأفكار والأفعال التي تزيد من رفاهيتي. أشعر أحيانًا بالاتحاد مع كل شيء، على الرغم من أن هذا الشعور ليس بذات الوضوح الذي رأيته في تجربة الاقتراب من الموت.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ هذه الاستنتاجات من التجربة لا تزال راسخة في قناعاتي. الله موجود والله محبة. والكون محبة. نحن هنا لمساعدة بعضنا بعضًا. كلنا مترابطون. لا يوجد ما يسمى بالوقت ولا مثيلًا له. والعقل خالد. وعلى المستوى الشخصي، فهمت خلال مراجعة حياتي سبب حدوث بعض الأشياء المؤسفة لي وأنه يمكنني أن أتصالح مع الاضطرابات العاطفية. وبفضل التجربة، يمكنني المضي قدمًا والنمو. لا يزال لدي الكثير لأتعلمه، وما زلت أتعلم. وبعد أن خرجت من التجربة، لم أعد أشعر بالاكتئاب، وكنت سعيدة جدًّا. استمر هذا الشعور المتزايد بالرفاهية لعدة أيام بعد ذلك.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أصيب أول شخص أخبرته بالرعب وقطع علاقته بي تمامًا. وأخبرني شخص آخر بصراحة أنني تعرضت لانهيار عصبي. لقد أخبرت عددًا قليلًا جدًّا من الآخرين. وطيلة هذه السنوات أخبرني شخص واحد فقط أنه مر بتجربة مماثلة.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا. بالتأكيد لم أكن أعرف أي شيء عن تجربة الاقتراب من الموت. ولسنوات بعد التجربة، كنت أفكر في التجربة على أنها "عيد ظهوري". فكرت في الصوت على أنه "الحبيب". كانت هذه الفكرة في غاية الخصوصية. أعتقد أنني قرأت عن هذه التجارب لأول مرة من كتاب للدكتور ريموند مودي. لقد كنت متحمسة لما قرأته لأنه بدا شبيهًا إلى حد كبير بتجربتي ولكن نظرًا لأن الحدث السابق الذي أفضى إلى تجربتي لم يكن يهدد الحياة، لم أكن أعتقد أن تجربتي كانت تجربة اقتراب من الموت. وبعد سنوات قرأت رواية عن رجل اعتقد فقط أنه على وشك الموت فحدثت له التجربة. قرأت أيضًا قائمة خصائص تجربة الاقتراب من الموت وفكرت في أنها تنطبق على تجربتي.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل لديك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ بعد خمسة عشر عامًا من تجربتي، حاولت كتابة سرد قصصي لـ(الرابطة الدولية لدراسات الاقتراب من الموت) لكنني لم أتمكن من إكماله. لم أتمكن من العثور على الكلمات. كانت استمارتكم هذه خير معين.