تجربة أنجي فينيمور في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




تمت ترجمة هذه التجربة من موقع كيفن ويليامز https://www.Near-Death.com

https://www.near-death.com/experiences/exceptional/angie-fenimore.html

كانت أنجي فينيمور، الزوجة والأم والتي تطاردها الإساءة في مرحلة الطفولة ويغرقها اليأس، كانت في حالة ذهنية يائسة. وفي 8 يناير 1991، انتحرت، على أمل الهروب من إحساسها بالفراغ والمعاناة. لكن الموت السريري لم يجرها إلى النور الذي شوهد في العديد من تجارب الاقتراب من الموت. وبدلاً من ذلك، وجدت نفسها في عالم الظلام. كانت الجحيم التي جربتها أكثر فظاعة وذاتية من استعارات النار والكبريت القديمة. فقد كان جحيمها عالمًا من الرؤى المرعبة والانفصال النفسي العميق. وبأعجوبة، عادت إلى الحياة: وقد طُبع فيها إحساس أبدي جديد بالإيمان، وخضوع للإرادة المقدسة، وكونها حقًّا ابنة الله. وفيما يلي مقتطف من كتابها الرائع "ما وراء الظلام". https://www.amazon.com/dp/0553574426/?tag=iandsorg-20

وصف التجربة:

كنت أمر عبر مجال مختلف. وكانت روحي تنفصل عن جسدي بطنين ظل يعلو شيئًا فشيئًا، ويرتفع إلى الأنين بينما سحبني اهتزاز الموت على نحو أعمق.

لاحظت وجود شاشة كبيرة أمامي. وانجذبت إلى عرض شرائح ثلاثي الأبعاد لحياتي تم عرضه أمام عيني بترتيب زمني، بينما اختبرت كل جزء منه من جميع وجهات النظر وجميع نقاط الفهم. كنت أعرف بالضبط كيف شعر كل شخص ممن تفاعلوا معي.

وعلى وجه الخصوص، على الرغم من ذلك، كنت أظهر في تفاصيل حية بالضبط مثلما كانت تبدو عليه طفولتي. فقد تطايرت صور الماضي، لكنني استوعبت كل لحظة بسهولة، كل إثارة كانت تؤدي إلى ذكرى كاملة أو جزء من حياتي. وهذا ما كان يقصده الناس عندما قالوا، "ومضت حياتي أمام عيني".

وكلما اقتربت من نهاية حياتي، زادت سرعة تطاير الصور. كان ذلك لا يصدق! لقد عشت في لحظة طيلة سبع وعشرين سنة منذ ولادتي وحتى اللحظة التي وجدت فيها نفسي أموت على الأريكة وأمر في النفق الدافئ. ثم توقفت الحركة السريعة لحياتي عن الاندفاع من الماضي ومن خلالي فجأة.

ماذا الآن؟

أين كنت؟ كنت غارقة في الظلام. ويبدو أن عينيَّ كانتا متكيفتين معه، واستطعت الرؤية بوضوح بالرغم من عدم وجود ضوء. وظل الظلام منتشرًا في جميع الاتجاهات وبدا أنه لا نهاية له، لكنه لم يكن مجرد ظلام، بل كان فراغًا لا نهاية له، وغياب تام للضوء. كان مطبقًا تمامًا.

أدرت رأسي في الأرجاء من حولي لاستكشاف هذا الظلام الكثيف فرأيت، إلى يميني، تقف قلة من الآخرين جنبًا إلى جنب. كان جميعهم مراهقين.

"عجبًا، لا بد أننا المنتحرون"

وضاحكة، فتحت فمي، ولكن قبل أن أتمكن من تكوين الكلمات، خرجت متدفقة. لم أكن متأكدة مما إذا كنت قد فكرت في الكلمات أو حاولت أن أقولها، لكنها كانت مسموعة دون أن أضطر إلى تحريك شفتيَّ. وبعد ذلك لم أكن متأكدة مما إذا كان هؤلاء الأشخاص قد سمعوني، حتى رد شخص بجواري.

لم يقل كلمة لي. نظر إليَّ برفق والتفت إلى الأمام مرة أخرى. لم يكن هناك أي تعبير على وجهه، ولم يكن هناك حماس أو إفادة في عينيه. وعالقين في الظلام، وقف هو وجميع الآخرين في ذهول بلا تفكير.

وفي المرتبة الثانية من الطرف الآخر من الصف كانت هناك فتاة تبدو في سن المراهقة المتأخرة. كنت قادمة لرؤية ذلك الشعور -ما يسميه البعض الحدس أو الحاسة السادسة- وهو الطريقة المفضلة لنقل المعلومات هنا، حيث تصبح الأفكار غير المنطوقة مسموعة. وعندما كنت أمارس قدرتي الجديدة هذه من الحس/الشعور، كانت لدي فكرة عن كوني تذكرت مهارة مألوفة وطبيعية كانت منسية من زمن طويل؛ تم استبدالها بالكلمات أو تخريبها، وسرعان ما أصبحت بارعة في هذه الطريقة الجديدة لاكتساب المعرفة.

إلا أن هذه الفتاة لم تتواصل معي. كانت نظراتها الخاوية، الثابتة على لا شيء، مستمرة بلا انقطاع باستمرار أفكاري عنها. كانت مثل البقية، تحدق إلى الأمام بشدة، دون قلق أو فضول حول مكاننا. لقد ماتوا، وكذلك أنا.

وفجأة، كما لو كنا ننتظر حدوث نوع من عملية الفرز، انغمست بقوة أكبر في الظلام من قبل قوة غير مرئية ومبهمة، تاركة المراهقين ورائي. وهبطت على حافة مملكة غامضة ...

كنت أعلم أنني كنت في حالة جهنمية، لكنها لم تكن الجحيم النموذجية للنار والكبريت الذي تعلمتها عندما كنت طفلة صغيرة. وارتفعت كلمة المطهر، هامسة في ذهني.

كان الرجال والنساء من جميع الأعمار، عدا الأطفال، واقفين أو جالسين القرفصاء أو يتجولون في هذه المملكة. وكان بعضهم يهمهمون لأنفسهم. وكان الظلام ينبعث من الأعماق ويشع منهم في هالة شعرت بها. لقد كانوا منغمسين تمامًا في أنفسهم، كل واحد منهم عالق أيضًا في بؤسه أو مشاركته في أي تواصل عقلي أو عاطفي. كان لديهم القدرة على التواصل مع بعضهم البعض، لكنهم عجزوا بسبب الظلام.

وأصبحت مدركة تدريجيًّا لأصوات موجة متغيرة من الأصوات، وأدركت أن الأفكار في هذا المجال هي طريقة الاتصال. كنت أسمع ضجيج الأفكار من حولي، كما لو كنت في قاعة سينما مزدحمة ذات أضواء خافتة، وألتقط أصوات التواصل الصامت.

كان يجلس بجواري رجل بدا أنه يبلغ من العمر ستين عامًا تقريبًا. كانت عيون هذا الرجل بلا معرفة على الإطلاق. كان يجلس القرفصاء على الأرض بشكل مثير للشفقة، مرتديًا ثيابًا بيضاء قذرة، لم يكن يظهر أي شيء، ولا حتى الشفقة على الذات. شعرت أنه استوعب كل ما يمكن معرفته هنا واختار التوقف عن التفكير. كان مرهقًا تمامًا، كان ينتظر فقط. وكنت أعلم أن روحه كانت تتعفن هنا إلى الأبد. قد يكون اليوم في هذا السجن المظلم يعادل ألف يوم أو ألف سنة.

كنت على يقين من أن هذا الرجل، مثل تلك المرأة التي في منتصف العمر، قتل نفسه. تشير ملابسه إلى أنه ربما كان قد ظهر في الأرض أثناء بعثة يسوع المسيح الأرضية. فتساءلت عما إذا كان يهوذا الإسخريوطي، الذي خان المخلص ثم شنق نفسه. وقد شعرت بالحرج لأنني كنت أفكر في هذه الأشياء في حضوره، حيث كان يسمعني.

ومع توصل ذهني لمزيد من المعلومات، شعرت بخيبة أمل هائلة. شعرت وعرفت تمامًا كل شيء حولي من خلال طرح سؤال في ذهني أو من خلال النظر في أي اتجاه. كانت إمكانيات التعلم لا حصر لها، لكن لم يكن لدي كتب، ولا تلفزيون، ولا حب، ولا خصوصية، ولا نوم، ولا أصدقاء، ولا ضوء، ولا نمو، ولا سعادة، ولا راحة - ولا معرفة لاكتسابها ولا طريقة لاستخدامها.

لكن الأسوأ كان شعوري المتزايد بالوحدة الكاملة. حتى سمعت غضبًا شديدًا لشخص ما، ومع بشاعته، كان شكلًا من أشكال الاتصال الملموس. ولكن في هذا العالم الفارغ، حيث لا يمكن إجراء اتصالات، كانت العزلة مرعبة.

ثم سمعت صوت قوة رهيبة، ليس بصوت عالٍ ولكن تحطم فوقي مثل موجة صوت هادر. إن الصوت الذي يحمل مثل هذا الغضب الشرس يمكنه أن يدمر الكون بكلمة واحدة، والذي يحمل أيضًا حبًّا قويًّا وثابتًا كهذا، مثل الشمس، يمكنه تملق الحياة من الأرض. لقد ارتعدت من قوته ومن كلماته المؤلمة:

"هل هذا ما تريدينه حقًّا؟"

كان هذا الصوت العظيم ينبعث من نقطة ضوء متضخمة تتضخم مع كل كلمة داوية حتى تعلق مثل شمس مشعة خلف جدار الضباب الأسود الذي شكل سجني. وعلى الرغم من أنه أكثر إشراقًا بكثير من الشمس، إلا أن الضوء قد هدَّأ عينيَّ بتألقه الأبيض الغامق والنقي. وشعرت أن الضوء لا يستطيع (أو ربما لا يريد - لم أكن متأكدة) عبور الحاجز إلى الظلام. وعرفت بكل يقين أنني كنت في حضرة الله.

لقد كان كائنًا نورانيًّا، لا يشع ضوءًا فحسب أو يضيء من الداخل، بل يبدو أنه مخلوق من الضوء. كان نورًا ذا جوهر وأبعاد، أجمل مادة مجيدة رأيتها في حياتي. كل الجمال، كل الحب، كل الخير تم احتواؤه في الضوء الذي انبثق من هذا الكائن. ولكن لا يوجد شيء يمكننا حتى أن نتخيله يقترب من حجم الحب المثالي الذي أفرغه هذا الكائن في داخلي.

وفي حين لم أكن أتذكر تفاصيل الحياة قبل ولادتي، كنت أعيد تعريف نفسي بالحياة التي تشاركتها مع الأب، وهي حياة روحانية بدت تمتد إلى بداية الكون.

وأدركت أنه ما من أحد في تلك المملكة كان على علم بوجود الله. كان الرجل المختبئ بجواري يدرك أني كنت أركز على شيء ما، ولكن كان من الواضح أنه لا يستطيع رؤية أي شيء خارج الحاجز. واستمر الآخرون في الثرثرة وهم غير مدركين.

ثم كلمني الله. وقد كانت كلماته مؤلمة:

"هل هذا ما تريدينه حقًّا؟ ألا تعلمين أن هذا هو أسوأ شيء يمكنك فعله؟"

لقد شعرت بغضبه وإحباطه، لأنني ضربت بطاعته عرض الحائط ولأنني انقطعت عنه وعن توجيهاته.

كنت أشعر أنني محاصرة. ولم أتمكن من رؤية أي خيار آخر سوى الموت قبل أن أتمكن من إحداث المزيد من الضرر في الحياة. فأجبت:

"لكن حياتي صعبة للغاية".

تم نقل أفكاري بسرعة كبيرة لدرجة أنها لم تكتمل حتى قبل استيعاب رده:

"هل تعتقدين أنها كانت صعبة؟ إنها لا تعني شيئًا مقارنة بما ينتظرك إذا أكملت حياتك".

وعندما تحدث الأب، انفجرت كل كلمة من كلماته إلى مجموعة من المعاني، مثل الألعاب النارية، وكرات صغيرة من الضوء التي انبثقت إلى مليار قطعة من المعلومات، مما ملأني بدفقات من الحقيقة الحية والفهم الخالص.

"من المفترض أن تكون الحياة صعبة. لا يمكنك تخطي الأجزاء. لقد أنجزناها جميعًا. يجب أن تكسبي ما تتلقينه".

وفجأة شعرت بوجود آخر معنا، نفس الوجود الذي كان معي عندما عبرت إلى الموت لأول مرة والذي استعرض حياتي معي. وأدركت أنه كان معنا طوال الوقت، لكنني أصبحت الآن قادرة على إدراكه. ثم شعرت بشخصيته القوية واللطيفة، ولكن الآن شعرت به بقوة لدرجة أنني تأكدت من شكله حتى. إن ما رأيته هو قطع من الضوء قادمة من الظلام، مثل أشعة الليزر الصغيرة التي تثقب ورقة سوداء أو مثل النجوم التي تتلألأ من خلال سواد ليلة صافية. كان هذا النور واضحًا بنفس تألق النور المجيد المنبثق من الأب، لكن عينيَّ الروحيتين كانتا عاجزتين عن رؤيته بالكامل. لقد ارتبطت قدرتي على الرؤية بواسطة عيني، بطريقة ما، برغبتي في الإيمان.

اخترقتني أشعة الضوء بقوة لا تصدق، بقوة حب غامر. كان هذا الحب نقيًّا وقويًّا مثل حب الأب، لكن كان ذا بعد جديد تمامًا من التعاطف الخالص، والتقمص العاطفي الكامل. شعرت أنه لم يفهم حياتي وآلامي فحسب، كما لو كان قد عاش حياتي بالفعل، بل كان يعرف كل شيء عن كيفية إرشادي من خلالها؛ كيف يمكن لخياراتي المختلفة أن تنتج مرارة أو نموًّا جديدًا. وبعد أن فكرت طوال حياتي في أنه لا يمكن لأحد أن يفهم ما مررت به، أدركت الآن أن هناك شخصًا آخر يمكنه ذلك حقًّا.

ومن خلال هذا التعاطف الذي طغى عليه مزاج عميق من الحزن؛ فقد حزن حقًّا على الألم الذي عانيت منه، ولكن حزن أكثر من ذلك بسبب فشلي في طلب مساعدته. فقد كانت أعظم رغباته هي مساعدتي. لقد نعى حماقتي كأم تنعى طفلًا ميتًا. وفجأة كنت أعلم أنني كنت بحضور مخلص العالم.

قال لي في حجاب الظلام:

"ألا تفهمين؟ لقد فعلت ذلك من أجلك".

وبما أني كنت غارقة في حبه مع الألم الفعلي الذي حمله لي، انفتحت عيناي الروحيتان. وفي تلك اللحظة بدأت أرى بالضبط ما فعله المخلص، وكيف ضحى من أجلي. لقد أراني؛ أخذني إلى نفسه، ودمج حياتي مع حياته، واحتضن تجربتي، ومعاناتي، بوصفها معاناة له. وهكذا كنت شخصًا ثانيًا داخل جسده، قادرة على رؤية الأشياء من وجهة نظره وتجربة وعيه الذاتي. لقد سمح لي بالدخول حتى أستطيع أن أرى بنفسي كيف كان يتحمل أعبائي ومدى الحب الذي حمله لي.

وعرفت أين أخطأت. إذ كنت أشك في وجوده. كنت قد شككت في صحة الكتب المقدسة حيث أن ما ادعته كان يبدو جيدًا جدًّا لدرجة يصعب تصديقها. كنت آمل أن تكون هناك حقيقة لفكرة المخلص الذي ضحى بحياته من أجلي، لكنني كنت أخشى أن أؤمن حقًّا. إن الإيمان دون رؤية يتطلب قدرًا كبيرًا من اليقين. لقد انتهك يقيني عدة مرات في حياتي لدرجة أنه لم يكن لدي الكثير لأدخره. وهكذا تشبثت بألم شديد لدرجة أنني كنت على استعداد لإنهاء حياتي بدلاً من أن أتحمل نفسي وأن أتصرف على ضوء وجود مخلص. أراد أن يريحني ويدعمني، لكن انفصلنا بسبب ردودي على دروس الحياة. لقد كان هناك طوال حياتي، لكنني لم أؤمن به.

وحسب ما شاهدت من وجهة نظر المخلص، فقد تم نقل فهمه الفريد لورطتي إلى الأب. ومن وجهة نظري الجديدة، رأيت الله في صورته عندما كان ينظر إلى شكلي. كان اتصال الأب وابنه سريعًا ومثاليًّا لدرجة أنهما بدآ يفكران في أفكار بعضهما البعض في انسجام. كان يسوع يدافع عن قضيتي. لم يوجد صراع أو جدال هنا. فقد تم قبول فهم يسوع دون نزاع حيث أنه كانت لديه كل الحقائق. لقد كان القاضي المثالي. كان يعرف بالضبط أين وقفت فيما يتعلق بحاجتي إلى الرحمة وحاجة الكون إلى العدالة. والآن أستطيع أن أرى أن كل المعاناة في حياتي الفانية ستكون مؤقتة، وكان ذلك في الواقع من أجل مصلحتي. لا يمكن أن تكون معاناتنا على الأرض عديمة الجدوى. فمن أكثر الظروف المأساوية يتعزز النمو البشري.

وبينما كان الله الأب ويسوع يعلمانني، اكتسبت كلماتهما السرعة والقوة ثم اندمجت، بحيث كانا يقولان الأشياء نفسها بالضبط في اللحظة نفسها. لقد تشاركا صوتًا واحدًا وعقلًا واحدًا وغرضًا واحدًا، وانغمست في معرفة صافية.

تعلمت أنه بالضبط كما توجد قوانين للطبيعة والفيزياء والاحتمالية، توجد قوانين روحية. أحد هذه القوانين الروحية هو أن ثمن المعاناة يجب أن يدفع مقابل كل فعل ضار. كنت مدركة بشكل مؤلم للمعاناة التي سببتها لعائلتي وأشخاص آخرين بسبب نقاط الضعف الخاصة بي. ولكن الآن رأيت أن بإنهاء حياتي؛ كنت أدمر شبكة اتصالات الناس على الأرض، وربما كنت أغير بشكل جذري حياة الملايين، لأننا جميعًا مرتبطون بشكل لا ينفصم، والأثر السلبي لقرار واحد يمكن أن يشعر به جميع من في العالم.

من المؤكد أن أطفالي سيتضررون بشدة بسبب انتحاري. لقد قدمت لي لمحة عن مستقبلهم، وليس أحداث حياتهم بل الطاقة، والطبيعة التي ستكون عليها حياتهم. وبالتخلي عن مسؤولياتي الأرضية، سوف أؤثر على أطفالي، وعلى وجه الخصوص ابني الأكبر، والذي سيتخذ خيارات من شأنها أن تقوده بعيدًا عن غرضه الإلهي. قيل لي إنه قبل ولادة أليكس، وافق على أداء مهام محددة خلال حياته على الأرض. لم يتم الكشف عن واجبه لي، لكنني شعرت بالطاقة التي ستكون عليها حياته حتى سنوات شبابه.

قيل لي إن أطفالي كانوا أرواحًا عظيمة ومؤثرة وأنني حتى هذه اللحظة من حياتي، لم أستحقهم. لقد تلقيت لمحة عن مدى حب الله لأبنائي، وكيف كنت أتلاعب بإرادة الله المقدسة، بتجاهلي القاسي لرفاههم.

ثم تبين لي كيف سأؤذي الآخرين المقربين مني، مثل زوجي وأختي توني، بإنهاء حياتي؛ وبالتالي، عددًا لا يحصى من الآخرين. كان هناك أناس على الأرض لن أقابلهم أبدًا ممن سيتأثرون بانتحاري. بسبب الغضب والألم الذي سأسببه لهم، لن يتمكن أحبائي من تخزين الخير الذي كان من المفترض أن ينقلوه للآخرين. وسوف أتحمل المسؤولية عن الأضرار -أو نقص الخير- التي سيفعلونها أثناء الانغماس في ألم موتي الأناني. وعليَّ أن أدفع ثمنًا باهظًا، لأن القوانين الروحية تملي أن يعاقب على كل الأذى، بما في ذلك الافتقار إلى الخير، الناجم عن موتي، بقدر من المعاناة. وعلى الرغم من أنني لم أتمكن من توقع التأثير المضاعف الذي سيسببه موتي، فسأخضع للمساءلة. إن الله نفسه مُلزم بالقانون الروحي، وبالتالي لا مفر بالنسبة لي.

وقد تبين لي أن عالم الظلام كان مهلة روحية بكل معنى الكلمة، وهو مكان كان من المفترض أن أفهم فيه خطورة جرائمي وأن أدفع الثمن. ولكن كان عليَّ أن أسأل، لماذا أنا؟ لماذا كان بإمكاني رؤية الله بينما لم يستطع ذلك الرجل المجاور لي؟ لماذا كنت أستوعب النور وأتعلم، بينما كان يجلس القرفصاء في البؤس والظلام؟

قيل لي أن السبب هو الاستعداد. فعندما نظرت لأول مرة إلى هذا الرجل وتساءلت عما إذا كان على قيد الحياة أثناء بعثة يسوع الأرضية، أظهر السؤال أنني كنت على استعداد للإيمان بالله، ومستعدة للاعتقاد بأن المسيح قد عاش على الأرض. وعندما كنت على استعداد للاعتقاد، تمكنت من الرؤية. إن الرغبة والقدرة هما نفس الشيء. ففي كل مكان حولي في هذا العالم المظلم كان هناك أشخاص بدرجات متفاوتة من الاستعداد والفهم والقدرة على إدراك أن يسوع المسيح كان موجودًا معنا طوال الوقت. ولا أدري ما إذا كان الآخرون يتحدثون إلى الله كما كنت أتحدث أو إذا كانوا يتحدثون إلى رسل نور آخرين لم أكن قادرة على رؤيتهم بعد، لكنني متأكدة من أنهم لم يكونوا كلهم ​​يهمهمون مع أنفسهم. وأدركت أن مهلتي الروحية قد تستمر لحظة، أو قد تستغرق مني آلاف السنين للتقدم خارج هذا السجن المظلم، اعتمادًا على الوقت الذي وصلت فيه إلى نقطة الاستعداد لرؤية النور.

وماذا عن القانون الروحي الذي تطلب مني أن أعاني من الأضرار التي سببتها بالفعل في الحياة، حتى انتحاري؟ قيل لي إن الدَين قد تم سداده سلفًا، وأن التضحية قد قدمت بالفعل. ففي روضة جثسيماني، اختبر يسوع المسيح كل المعاناة التي حدثت أو ستحدث في حياة أي إنسان يولد على هذه الأرض. لقد عاش حياتي، وتحمل خطاياي، وقبل حزني. ولكن لكي يحسب الألم الذي عانى منه يسوع نيابة عني، لكي يأخذ مكاني في تحقيق هذا القانون الروحي، كان عليَّ أن أقبل نعمته.

انكسر قلبي لأنني أدركت أنني لم أؤذ عائلتي فقط، وهم أبناء الله المحبوبين، ولكن أيضًا تسببت في أن يعاني مخلصي، الذي كان لديه كل هذا الحب والحنان الشامل من أجلي، من كل هذا لأنني سمحت لنفسي بأن يتم تشكيلها من قبل نقاط ضعف الآخرين.

وآنذاك كان تصوري يتغير، وبدا الظلام يرفع قليلاً. عندما دخلت السجن المظلم لأول مرة، لم تدرك رؤيتي سوى الأشياء والأشخاص في عالم الظلام. ولكن بمجرد أن تلقيت الضوء الكافي من الله ويسوع، انفتحت عيناي الروحيتان على بعد آخر في الظلام. وحينها أدركت أن كائنات نورانية كانت حولي.

ورغم أن للجحيم أبعادًا معينة، لكنها في الأصل حالة عقلية فعندما نموت نكون مرتبطين بطبيعة أفكارنا، ففي عالم الفناء تصبح أكثر الأفكار مادية والتي نبني أفعالنا على أساسها، ظلامًا يتطور في أنفسنا وفي نفوس الآخرين، وتكون أكثرها لعنة. لقد كنت في الجحيم من قبل أن أموت، لكنني لم أكن أدرك ذلك لأنني غالبًا ما كنت أهرب من عواقب أفعالي حتى اللحظة التي أنهيت فيها حياتي. فعندما نموت تصبح حالتنا العقلية أشد وضوحًا لأننا سنلتقي بأولئك الذين يسجلون أعمالنا حينما كنا نفعلها. إن هذا هو النظام الطبيعي وهو ما يرسخ كيفية اختيارنا العيش في هذا العالم، إن حياتنا هي دقات القلب للمشروع الخالد للخليقة، كذلك فإن لحظة الحقيقة الحاسمة هي لحظة التحول؛ وهي التي تحدد كيف ستعيش أرواحنا إلى الأبد.

كنت أصبح جزءًا أقل وأقل في مكان الظلام مع كل جسيم من الضوء كنت قد تقبلته. لم أشعر بنفسي ترفع من على السطح، لكنني كنت حينها أحلق فوق حقل الظلام، في عالم أرواح نورانية متسارعة.

شعرت بإلحاح من الأرواح التي كانت تسارع في القيام بعمل الله. ثم قيل لي أننا في اللحظات الأخيرة قبل عودة المخلص إلى الأرض. قيل لي إن الحرب بين الظلام والنور على الأرض قد تفاقمت بشدة لدرجة أننا إذا لم نسع باستمرار نحو النور، فإن الظلام سوف يستهلكنا وسنضيع. لم يتم إخباري بموعد حدوث ذلك، لكنني فهمت أن الأرض يتم تحضيرها لمجيء المسيح الثاني. ثم نظرت إلى النفوس المثيرة للشفقة فأدركت أنني لم أعد أشعر بما شعرت به. وأردت أن أعيش.

ثم عاد مصدر الطاقة القوي الذي نقلني إلى السجن المظلم ليحررني. ولجزء من الثانية، غمرني إحساس بالاندفاع.

وتجاوز الظلام الماضي، وفجأة عدت إلى جسدي المستلقي على الأريكة.

"عندما يبكي القلب على ما فقده، تضحك الروح على ما وجدته" - حكمة صوفية.