تجربة أندرو ب، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة 2335:

في صيف عام ١٩٥٥ وقبل أيام قليلة من تخرجي من المدرسة الثانوية في ميشيغان شهدت حدثًا غير عادي ومخيف ورائع. كنت أتذكره دائمًا. إن ذكرى ذلك الحدث ليست واضحة تمامًا فحسب بل تظل بكرًا دون تغيير تمامًا كما كانت لحظة الحدث وحتى هذه اللحظة. كل فكرة وكل كلمة وكل صورة وكل فعل وكل شعور لم يتغير، وباق في ذاكرتي دون تغيير. لقد أمضيت سنوات في محاولة النسيان، لكنني أتذكر الحدث دائمًا كما لو حدث اليوم. لم يسبق لي أن واجهت أي حادثة أخرى بوضوح أو دقة أو تأثير عاطفي مثل حادثة غرقي وموتي.

كنت أنا وزملائي في الصف سعداء للغاية لأن نهاية المرحلة الثانوية كانت وشيكة. ففي غضون أيام قليلة سنتخرج أخيرًا من المدرسة الثانوية ونواصل حياتنا. حصلت على منحة دراسية في إحدى جامعات الهندسة في شمال ميشيغان. كنت مليئًا بالفرح والإثارة. وقد كان شهر يونيو دافئًا بشكل استثنائي في ذلك العام، وقرر فصلنا التنزه في بحيرة قريبة. كان هذا هو آخر تجمع لنا قبل التخرج، وكان معظمنا حريصًا على الذهاب.

لم تكن أمي ترغب في ذهابي. قالت إن الماء كان لا يزال شديد البرودة وهي لا تريدني على وجه التحديد أن أذهب للسباحة. ونظرًا لأنني كنت أحد المسؤلين في الصف فقد كنت أعلم أنه يجب علي الذهاب وأن علي السباحة مع أصدقائي. لذلك أخفيت سروال السباحة في حقيبة الغداء وذهبت لقضاء وقت ممتع.

وصلنا إلى البحيرة وكان حقًّا يومًا رائعًا لنزهة على الشاطئ. كانت الشمس مشرقة وكانت السماء تحمل ظلالًا زرقاء جميلة، وكانت هناك كرات سحابية قطنية جميلة تنتشر في السماء، وكان هناك نسيم خفيف يهب. ارتدى الجميع ملابس السباحة وبدأنا الحفلة ببعض الألعاب الشاطئية قبل الغداء. ثم أكلنا، وبعد الغداء سبح بعض أصدقائي إلى رصيف عائم يبعد حوالي مئة ياردة من الشاطئ. وبمجرد أن وصلوا إلى الرصيف بدأوا يلوحون لي ويصرخون من أجل الانضمام إليهم. مشيت إلى الماء وأدخلت كاحلي وقفزت على الفور للخارج. كان الماء باردًا حقًّا! الطريق بارد جدًّا بالنسبة لي! أنا أحب السباحة في الماء الدافئ بدرجة حرارة حوض الاستحمام تقريبًا. لكنهم استمروا في التلويح والصراخ ومناداتي. لقد أرادوا مني حقًّا السباحة. كان الجميع يشاهدون. كان علي الذهاب. وكان الماء باردًا جدًّا بالنسبة لي ولن أتحمل النزول فيه ببطء، لذلك ركضت في الماء من على بعد حوالي عشرين قدمًا من الشاطئ، وبصرخة رهيبة ضربت الماء بحالة من التخبط التام. مذهل! كان هذا الماء باردًا حقًّا! وكنت أعلم أنه من الأفضل أن أبدأ السباحة بأسرع ما يمكن لأشعر بالدفء، وقد فعلت ذلك. لقد بدأت أستدفئ عندما بدأت في تنفيذ إيقاع السباحة.

وفي منتصف الطريق تقريبًا إلى الرصيف بدأت أشعر بألم في معدتي وفخذي. كان بإمكاني سماع صوت أمي تقول، "آندي، لا تذهب إلى الماء مباشرة بعد تناول الطعام، فقد تصاب بتشنجات" لكن التشنجات لم تكن بهذا السوء، بالإضافة إلى أنني كنت قد تجاوزت نصف الطريق بالفعل. يمكنني العبور. وحينها أصبح الألم يزداد مع كل حركة يد. كان من الصعب عليَّ أن أرفس بساقيَّ.

لم يعد بإمكاني تحريك ساقي بعد الآن. كان الألم شديدًا حقًّا. لم أستطع الحفاظ على جسدي مستقيمًا. كانت ركبتي تلتوي نحو معدتي. كنت خائفًا! وكانت ذراعاي تتحركان، لكنني لم أذهب إلى أي مكان، كنت قد بدأت في القفز لأعلى ولأسفل. أوه اللعنة، لقد كنت أبتلع الكثير من الماء. كان الماء في أنفي وأسفل القصبة الهوائية وفي رئتي. وكنت أغطس نحو الأسفل. ووصلت القاع! كنت مضطرًّا إلى الوصول إلى السطح لاستنشاق بعض الهواء. لماذا استغرقت وقتًا طويلاً حتى أخرج رأسي من الماء؟ كنت أضرب بأقصى ما أستطيع. فقد كنت بحاجة إلى اختراق السطح لاستنشاق بعض الهواء، وكنت بحاجة ماسة إليه آنذاك!

وأخيرًا كسر رأسي سطح الماء! كنت أسعل وأختنق وأحاول الصراخ طلبًا للمساعدة، لكن لم يخرج صوت مني. فقد كنت بحاجة إلى التنفس حينها، لكنني كنت أمتص كمية من الماء أكثر من الهواء وكانت رئتاي تمتلئان بالماء. شعرت وكأنهما سينفجران. وبشكل محموم نظرت عبر سطح الماء بحثًا عن عوامة. كانت موجودة، ولكنها لا تزال بعيدة جدًّا. إنني لن أنجو أبدًا ولكن مهلاً، لماذا كان الجميع واقفين فقط؟ لا، انتظر هناك شخصان يلوحان لي. ألم يدركا أنني كنت أغرق! حيث اعترفت أخيرًا بذلك؛ لقد كنت أغرق! كنت سأموت!

لم يأت أحد لمساعدتي! لم أستطع إبقاء رأسي فوق الماء! ذهبت مرة أخرى إلى الأسفل، هذه المرة أعمق من ذي قبل! ذهبت إلى الجحيم، كان علي الحصول على المزيد من الهواء! كان علي أن أخرج رأسي من هذا الماء اللعين! لماذا لا أستطيع تحريك ذراعي؟ يا إلهي، لقد شعرت وكأنهما أنابيب رصاص، كان من الصعب تحريكهما، وغرقت مثل الصخرة. كان الألم شديدًا في صدري وذراعي عند هذه النقطة! لم أكن اعتقد أبدًا أن من الممكن أن يكون هناك ألم كهذا. كنت بحاجة للهواء! كنت بحاجة للهواء! كان علي أن أخرج رأسي من الماء!

يا إلهي، كنت أغوص أعمق وأعمق. ولم يعد بإمكاني تحريك ذراعي بعد الآن. كان الألم لا يطاق. كانت كل عضلة في جسدي تصرخ من الألم. ألم! ألم! والمزيد من الألم! لم أستطع تحمله بعد الآن! كنت لا أزال غارقًا وكان الجو يصبح أكثر قتامة شيئًا فشيئًا. ثم أظلم الوضع. لم أستطع رؤية أي شيء! يا إلهي، لم أستطع الرؤية! هل كنت أعمى؟

كان هناك ألم في أذني. شعرت وكأن شخصًا ما كان يلصق قطعة ثلج بداخلهما! كان الطنين يصم الآذان. شعرت أن عقلي سوف ينفجر! كنت ما زلت أسقط في هذا الثقب الأسود، وكان القاع متجمدًا. كان جسدي كله يرتجف من البرد القارس والألم القارس. يا إلهي أي مكان في الجحيم أنا ذاهب إليه؟

كنت لا أزال أغرق ببطء في هذا الثقب الأسود المتجمد. واستمر هذا إلى الأبد. ثم شعرت بشيء ما. كان لزجًا وباردًا! لا بد أنه كان أعشابًا في قاع البحيرة. كنت متشابكًا في هذه الأعشاب. كنت أحاول التملص منها. يا إلهي، لقد شعرت أنها مرعبة، وكان الأمر كما لو أنني وقعت في حفرة ثعبان متجمد! كنت لا أزال أهبط!

ثم توقفت عن الغرق! كنت في القاع. مددت يديَّ المتجمدتين للأسفل محاولًا دفع نفسي لأعلى، لكنهما كانا يمتصان في الوحل ولزوجة قاع البحيرة. كانت يداي عالقتين في الوحل ولم أستطع إخراجهما. ساعدني يا الله! لقد كنت مرعوبًا! كنت في حالة ذعر تام! جليد بارد، سواد، ذعر لا يطاق! كنت منهكًا جدًّا جدًّا جدًّا! كل عضلة، كل خلية في جسدي كانت مليئة بألم مبرح! كان ذلك لا يطاق، حقًّا لا يطاق! لكن كان علي الاستمرار في الكفاح. كان علي أن أبقى على قيد الحياة. كنت خائفًا جدًّا من الموت! "يا إلهي، أرجوك ساعدني! أرجوك ساعدني الآن! لا أريد أن أموت!"

أحتاج الخروج من الماء. كنت بحاجة للهواء. يا إلهي كم أحتاج أنفاسًا من الهواء! أرجوك يا الله، نفس واحد فقط، هذا كل ما أطلبه. لم أستطع تحمل الألم والخوف والبرد والطنين والسواد. لا يمكن أن أموت! "حاول آندي، اللعنة، حاول! لا يمكنك الاستسلام! لا يمكنك الاستسلام الآن!" لكنني كنت متعبًا جدًّا ومتألمًا للغاية، كان هناك الكثير من السواد والكثير من آلام البرد. كنت بحاجة إلى الراحة! ولو لدقيقة فقط! كنت بحاجة إلى التوقف عن الكفاح لدقيقة واحدة فقط.

وبطريقة سحرية تقريبًا سمعت نفسي أقول، "حسنًا، آندي يمكنك الراحة، إذا وعدت بالعودة إلى الكفاح. لا يمكنك أن تموت الآن. هل تعد بذلك؟" أجبت على نفسي، "نعم، أعدك" كنت كتلة سوداء متجمدة ومتألمة، تعاني من الذعر والرعب. لقد توقفت عن الكفاح واستسلمت.

وفي نفس اللحظة التي استسلمت فيها؛ تم دفعي في نفق أسود. صرخت في نفسي، "ما الذي يحدث بحق الجحيم؟" حيث ذهب البرد القارس! وكنت دافئًا! ذهب الألم! وشعرت بالدهشة! ذهب الطنين في أذني ورأسي! كنت أستمع إلى الصمت! ذهب السواد! ورأيت ضوءًا!

نظرت إلى الوراء فرأيت جسدي عالقًا في الأعشاب في قاع البحيرة! "هل كان هذا جسدي حقًّا؟ كيف يمكنني رؤيته من خلال الظلام؟ نظرت لأعلى ورأيت نورًا! كان مشرقًا وساطعًا للغاية. بدأ وكأنه ألف شمس قد انفجرت كلها في آن واحد! كنت أحدق في النور، لكنه لم يؤذ عيني! لم أتألم. لم يكن هناك مزيد من الألم! لم يعد هناك رعب، ولا مزيد من الذعر، ولا مزيد من الخوف. شعرت بالدفء وشعرت بالحب. هل هذا جنون أم ماذا؟

كنت أسرع نحو النور، ولسبب غير معروف لم أشعر بالخوف، وأحببت النور. يا له من نور رائع، جميل وساحر، دافئ ومحب. كنت أقترب أكثر فأكثر، كان الأمر كما لو كنت منجذبًا إلى النور بواسطة مغناطيس لطيف وعملاق. كنت أقترب وأقترب.

"وماذا بعد؟ أين كنت؟" كنت داخل كرة هائلة! وكان الجزء الداخلي من الكرة أشبه بشاشة فيلم ضخمة لا متناهية. كان كل شيء يجري في آن واحد من حولي، يسارًا ويمينًا وأعلى وأسفل. أينما نظرت رأيت حياتي. لم يكن بإمكاني رؤيتها فحسب، بل كان بإمكاني أيضًا أن أسمع وأشعر وأختبر كل حدث في كل حياتي - الماضي والحاضر والمستقبل. ليس هناك بداية! لا يوجد نهاية! واستطعت ملاحظة كل لحظات حياتي في نفس الوقت، من حولي. والغريب لم يكن هناك خوف ولا حكم. كانت تلك تجارب حياتي كما كانت تحدث بالضبط. يا لها من مشاعر لا تصدق. كان بإمكاني استعادة كل فكرة وكلمة وعمل متى ما ركزت عليه. يا لها من تجربة رائعة ومدهشة ومذهلة أن تعيش في الأبدية آنذاك!

ثم عدت إلى النفق مرة أخرى، مسرعًا نحو النور! تمكنت في الواقع من الشعور بالسطوع والدفء والحب. يا إلهي، يا له من شعور عجيب حقًّا! كنت أقترب أكثر فأكثر من النور. كان مشرقًا جدًّا ودافئًا جدًّا وحنونًا جدًّا. وكنت أقترب أكثر فأكثر.

ثم كنت في النور! كنت حرفيًّا في النور. كنت النور! ورأيت النور وحينها بدا أنه يحمل شكلًا بشريًّا. لم أره من قبل، لكنني تعرفت عليه بطريقة ما. كلمني النور. قال النور "آندي، لا تخف". ثم قال النور، "آندي، أنا أحبك. آندي، نحن نحبك". يا إلهي، إنه يعرفني! إن النور يعرف اسمي! لم أصدق ذلك! كان النور يعرفني فعلاً! لقد دعاني النور باسمي "آندي!"

كنت في النور. وكان النور بداخلي. كان بإمكاني رؤية نفسي في ذلك النور اللامتناهي. ومع ذلك كنت لا أزال آندي. كنت في كل مكان وكنت هنا أيضًا. كان بإمكاني رؤية نفسي شخصًا وبإمكاني رؤية نفسي في النور اللامتناهي والدافئ والمحب. أصبحت النور. كان النور شكلاً لم أره من قبل، لكنه لم يكن جديدًا بالنسبة لي. وبطريقة ما كنت أعرفه. كان للنور صوت لم أسمعه من قبل، لكنه لم يكن غريبًا بالنسبة لي. كان للنور ابتسامة جميلة بشكل لا يوصف، وقد تعرفت عليها. كان للنور ضحكة معدية، وضحكنا معًا. كان للنور كل الإجابات في الكون ولم يكن لدي أي أسئلة، لأنني كنت أعرف كل ما يعرفه النور.

كان النور يعلم كل ما فعلته وما سأفعله، وكان يحبني لأنني آندي. إن النور يحبني لذاتي! لا خوف! لا أحكام! ولا عقاب! مجرد دفء! مجرد حب! مجرد فرح! مجرد سعادة! فقط هذا النور المحب والمحب دائمًا! كنت بالمنزل! وشعرت بدفء لا يصدق، وبحب وفرح، شعرت بكمال النور! كان من الرائع جدًّا أن تكون في النور. كنت حقّا في المنزل! وكنت في المنزل إلى الأبد!

ثم قال النور، "آندي، يجب أن تعود!" وقلت للنور، "لا، لن أعود، لن أغادر. لن أعود أبدًا!" فقال النور للمرة الثانية، "آندي، يجب أن تعود" وكررت إجابتي الأولى،" لا، لن أعود أبدًا!" ثم قال النور في المرة الثالثة، "آندي، يجب أن تعود!" وفي اللحظة التالية، ودون أي توقف أو تأخير ولا حتى لقدر ضئيل من الوقت، عدت! فتحت عينيَّ وكانت الدموع تنهمر على خديَّ. ذهب النور! يا الله، لقد ذهب النور! عدت إلى الشاطئ حزينًا جدًّا. لم أستطع وصف الحزن. لقد ذهب النور. وعدت إلى الشاطئ. كم هذا محزن. وكم كنت حزينًا.

كنت مستلقيًا على بطني، فوق الرمال، مع أحد أصدقائي يدفع الماء من رئتي. كنت أسعل الماء، لكن عاد الألم. هذه المرة كان الألم مختلفًا. هذه المرة لم يختف الألم أبدًا. كان ذلك ألم عدم وجودك في النور.

كيف لي أن أفسر النور لعائلتي وأصدقائي؟ كانوا سيعتقدون أنني مجنون. وسيرسلونني إلى غرفة ذات جدران واقية! لا! لم يكن هناك أي طريقة في العالم يمكن أن أخبر بها أي شخص عن النور! لا بد أن أكون مجنونًا حقًّا!

كان الجميع يقف حولي في دائرة كبيرة. كانوا جميعًا سعداء لأنني ما زلت على قيد الحياة. قال أحد أصدقائي، "آندي، لا تبدو سعيدًا جدًّا بانتشالك من قاع البحيرة، هل ما زلت في حالة ذهول، أم ماذا؟ كيف وجدت الأمر؟ هل كنت خائفًا؟" وأجبته كاذبًا بأنني لا أتذكر أي شيء. أخبرتهم أن الحادثة بأكملها كانت فارغة تمامًا. كان علي أن أكذب على أصدقائي، وكان علي أن أكذب على عائلتي، وكان علي أن أكذب على نفسي. لم أستطع إخبار أي شخص عن النور. لأنهم لن يفهموا ذلك أبدًا. حتى أنا لا أفهم.

وبعد بضع دقائق أخبرت أصدقائي أنني يجب أن أعود إلى الماء للسباحة. قلت لهم إنني لا أريد أن أخاف من الماء لبقية حياتي. لذا قفزت مرة أخرى إلى الماء البارد وسبحت قليلاً ثم عدت. اعتقد الجميع أنني كنت شجاعًا جدًّا. والحقيقة هي أنني كنت حزينًا جدًّا. ربما كان ما حدث محض حلم أو شيء من هذا القبيل. ولربما كنت مجنونًا.

فكرت، حسنًا ربما سأنسى كل شيء عن الحادثة في غضون أيام قليلة.

حسنًا، من المحتمل أن أنسى كل شيء عنها في غضون بضعة أشهر.

حسنًا، ربما سأنسى كل شيء عنها في غضون سنوات قليلة.

حسنًا، ربما سأنسى كل شيء عنها في غضون بضعة عقود.

لقد مر أكثر من أربعين عامًا على "موتي"، وقد نسيت آلاف التجارب. الآلاف من التجارب تلاشت وتضاءلت مع مرور الوقت. وتم تجميل العديد من تلك التجارب المؤلمة أو تذكرها بشكل خاطئ. لم يكن لدي سوى تجربة واحدة -متعلقة بالحياة والموت- ظلت واضحة ولم تتغير بمرور الوقت وهي هذه التجربة. كانت اللحظة التي دخلت فيها النور، للاتحاد معه، لحظة لا مثيل لها في حياتي! لقد كانت تجربة حب حقيقية لا توصف. كان ذلك حبًّا لا يمكن وصفه بالكلمات بشكل صحيح. حبًّا يجرب/يحس فقط، إن محبة النور دائمة. كنت في النور، وكنت النور، وكان النور هو الله.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٥ يونيو ١٩٥٥.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادثة غرق. لقد غرقت أثناء السباحة إلى منصة عائمة خلال نزهة الصف الدراسي في المدرسة الثانوية.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. لا توجد طريقة لمقارنة وعيي عندما كنت في النور بوعيي هنا على كوكب الأرض. يشبه ذلك مطالبة شخص ما بمقارنة الفرق بين الضوء المنبعث من ألف شمس تنفجر في نفس الوقت والضوء المنبعث من عود الثقاب. نعم كلاهما ضوء، ولكن شتان ما بين الضوئين، لا يوجد مقارنة. لا يسعني إلا أن أقول إنني كنت في حالة كاملة من الحب والمعرفة. إن محبة مليار شخصًا عائدون إلى أوطانهم تتجمع في لحظة واحدة، بالإضافة إلى معرفة كل جانب من جوانب الكون الكامل، وتصبح متحدًا مع الله. لقد تضاعفت كل حواسي الأرضية لمليون مرة.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في اللحظة التي ابتسم فيها الضوء وقال لي، "آندي، لا تخف، آندي أنا أحبك، آندي نحن نحبك".

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. بينما كنت في النور لم يكن لدي إحساس بـ"الوقت" كما أعرفه هنا على الأرض. بمعنى آخر، لا يوجد إحساس بطبيعة التسلسل الزمني - الماضي أو الحاضر أو ​​المستقبل. كنت أعيش في جميع الأوقات (الماضي والحاضر والمستقبل) في لحظة من "الوقت" عندما كنت في النور.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. بما أنني كنت أرى بعيني اليسرى فقط منذ ولادتي، لم أشعر مطلقًا برؤية مجهرية حقيقية على الأرض. لكن في الضوء لم يكن لدي فقط رؤية كاملة من كلتا العينين، ولكن لم يكن هناك أي ألم أو انزعاج أثناء النظر إلى الضوء الأكثر إشراقًا من رؤية ألف شمس. لقد أدهشني حقًّا!

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. انتقلت تجربة سمعي من الطنين المؤلم المندفع قبل أن أغادر جسدي مباشرة إلى صوت الصمت الرائع والمحبة الخالصة؛ صمت جميل. عندما كنت في ذلك المجال الآني الأبدي، كان بإمكاني سماع كل حدث من حياتي بشكل أكثر وضوحًا من لحظة حدوثه الفعلية على الأرض وعلى أماكن أخرى.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. بمجرد أن "استسلمت"، غادرت جسدي وبدأت في الصعود إلى نفق مظلم جدًّا. استطعت أن أرى جسدي عالقًا في الوحل ثم رأيت الضوء الساطع في نهاية النفق. كنت أتحرك سريعًا في النفق لأنني كنت أشعر بالريح على وجهي وجسدي.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. كان الضوء محاطًا أيضًا بمليارات لا حصر لها من الأضواء الأخرى التي عرفتني وتلك التي عرفتها. ليسوا أناسًا من حياتي (التي غرقت فيها) بل أناس (أرواح) من حيواة أخرى لا حصر لها ومن الوجود المطلق.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت النور على الفور وكان ساطعًا للغاية، وتساءلت على الفور لماذا لم يحرق شبكية العين. كنت دائمًا في النور، حتى عندما ذهبت إلى المجال الآني الأبدي، وكلما اقتربت من النور أصبح أكثر إشراقًا، حتى رأيت شكل ووجه النور الذي أحبني دون قيد أو شرط. رأيت النور وتواصلت معه بكل حواسي. تحدثنا وضحكنا وأحببنا بعضنا البعض مثل صديقين كانا يفتقدان بعضعهما منذ فترة طويلة.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الدفء (كنت أشعر بالدفء لأنني كنت أتجمد حتى الموت عالقًا في الوحل في قاع البحيرة) والحب غير المشروط إلى درجة لم أحلم بها أبدًا هنا على الأرض. لقد كان شعورًا رائعًا بالعودة إلى المنزل، بعد فترة طويلة من الابتعاد عنه، عدت إلى المنزل حيث أنتمي. يا له من شعور رائع حقًّا.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. كنت في مجال محاطًا فيه (بزاوية ٣٦٠ درجة) بكل حيواتي التي عشتها. كانت جميع هذه الحيوات تنصهر في آن واحد، كما لو "مزجت" معًا. لم تكن تعرض في تسلسل زمني متتابع، ولكن كان كل شيء يحدث في كل مكان حولي (يميني ويساري، فوقي وتحتي) في كل مكان من ذلك المجال. نعم، لقد علمت أنني عشت الكثير من الحيواة في أماكن كثيرة وأنه لا يوجد "موت". لا يوجد "حكم". لا يوجد "عقاب" ولا "خوف". لا يوجد سوى الأحداث والتجارب التي "تعمل لمصلحتي" أو "لا تعمل من أجل مصلحتي". توجد أشياء أود تكرارها، لأنها تمنحني أنا والآخرين الفرح وأشياء أخرى لا أود تكرارها، لأنها لا تخلق الفرح.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. لقد رأيت الكون كله وجميع الأحداث، لكني لم أحتفظ بأي ذكرى لأي أحداث مستقبلية حول حياتي هنا على الأرض. كنت أعلم أنني أتيت من كوكب آخر كان في مستوى أعلى من الوعي الموجود لدينا هنا على الأرض.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. كان النور يحتويني، وكنت منغمسًا فيه. كانت هناك مليارات من الأضواء الأخرى محيطة بالضوء الرئيس ولم أتجاوز الضوء الأصلي الماص. طلب مني أن أعود إلى الأرض قبل أن أنضم إلى مليارات الأضواء الأخرى، والتي كانت أيضًا جزءًا من الضوء الرئيس.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ/أصولي. تربيت على الكاثوليكية الرومانية المتشددة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. كلها. لم أعد "متدينًا". أنا "كائن روحاني" يؤمن أننا جميعًا واحد في النور مع الله.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. ليس لدي انتماء ديني.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. كلها. لم أعد "متدينًا". أنا "كائن روحاني" يؤمن أننا جميعًا واحد في النور مع الله.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. كان لدي معرفة كاملة بالكون كله. لذلك عرفت النور (الله بفهمنا الأرضي)، حيث أصبحت واحدًا مع النور، لكن في نفس الوقت احتفظت بـ"هويتي" وتفردي. لم أطرح أي أسئلة لأنني كنت أعرف كل الإجابات. لم يكن هناك أي شيء لا أعرفه عندما كنت منغمسًا في ذلك النور. هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم نعم، كان النور يحيطني ويمتصني.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. لقد تغيرت حياتي كلها. لا أخاف الموت. أنا في انتظار العودة إلى النور قريبًا!

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. يكون لدي وعي بالناس الذين كنت أعرفهم في حياة أخرى بمجرد أن ألتقيهم أو أراهم. يحدث هذا بشكل متكرر أكثر مع تقدمي في السن.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ حقيقة أنني انغمست في النور لأصبح واحدًا معه وكوني ما زلت محتفظًا بوعي "آندي"! تبدو الآن هذه التجربة عميقة. أن تدرك أنك واحد مع النور/ الله، في الواقع قطعة فريدة من الله. وبالتالي أنا الله، كما نحن جميعًا هنا على كوكب الأرض نمثل الله.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لكنني لم أتحدث عنها مطلقًا مع أي شخص لأكثر من ٢٠ عامًا. كنت خائفًا من اتهامي بالجنون. لم أتحدث عنها حتى قرأت كتابي الأول عن تجارب الاقتراب من الموت من تأليف مودي في منتصف السبعينيات.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ لم يكن لدي ما أقارن به التجربة، وبما أنني كنت كاثوليكيًّا رومانيًّا متشددًا ولم أتعرف على كائن واحد من التعاليم الكاثوليكية الرومانية في ذلك النور (لا يسوع، ولا مريم، ولا يوسف، ولا موسى، ولا أحد من هذا القبيل)، ظننت أنني مجنون. لم يكن لدي أحد لأتحدث معه حول هذا الموضوع!

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. غالبًا ما يعيد التأمل الكثير من المشاعر والعواطف التي عشتها في النور.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لا أعرف لماذا عدت، لكنني أعلم أنني ممتن لأنني تمكنت من تذكر أنني كنت في النور.


وصف التجربة 16071:

في صيف عام ١٩٥٥ وقبل أيام قليلة من تخرجي من المدرسة الثانوية في ميشيغان شهدت حدثًا غير عادي ومخيف ورائع. كنت أتذكره دائمًا. إن ذكرى ذلك الحدث ليست واضحة تمامًا فحسب بل تظل بكرًا دون تغيير تمامًا كما كانت لحظة الحدث وحتى هذه اللحظة. كل فكرة وكل كلمة وكل صورة وكل فعل وكل شعور لم يتغير، وباق في ذاكرتي دون تغيير. لقد أمضيت سنوات في محاولة النسيان، لكنني أتذكر الحدث دائمًا كما لو حدث اليوم.

كنت مليئًا بالفرح والإثارة. ففي غضون أيام قليلة سأتخرج أخيرًا من المدرسة الثانوية وأمضي قدمًا في حياتي. قرر فصلنا أن يذهب في نزهة في بحيرة قريبة باعتبارها نزهة الفصل الأخير قبل التخرج، وكنت متحمسًا للذهاب.

وصلت إلى البحيرة وكان يومًا رائعًا للتنزه. كانت الشمس مشرقة؛ والسماء مطلية بظل جميل من اللون الأزرق ومبقعة بكرات سحابية قطنية مثالية. كان النسيم دافئًا يفوح برائحة الأشجار المنعشة والرمال والبحيرة في كل مكان.

ارتديت ملابس السباحة وبدأت الحفلة ببعض الألعاب الشاطئية قبل الغداء. وبعد أن أكلنا سبح بعض أصدقائي إلى رصيف طاف، يبعد حوالي مئة ياردة من الشاطئ. وبمجرد وصولهم إلى الرصيف لوحوا وصرخوا لي كي أنضم إليهم. كان الماء شديد البرودة للغاية بحيث لا يمكنني اجتيازه ببطء، لذا من مسافة ٢٠ قدمًا قفزت جاريًا وضربت الماء بتخبط شديد. تحسنت درجة حرارة جسدي قليلاً عندما بدأت في السباحة. وفي منتصف الطريق تقريبًا إلى الرصيف الطافي، شعرت بأولى التشنجات في معدتي وفخذي. كنت أقول لنفسي، "لكن التشنجات ليست بهذا السوء" بالإضافة إلى ذلك، "أنا في منتصف الطريق تقريبًا. أستطيع العبور".

ومع كل حركة تزداد التشنجات والألم، وتلتوي ركبتي إلى معدتي. لم يعد بإمكاني تحريك ساقي أو تقويم جسدي. كنت خائفًا. كانت يداي تتحركان لكنني لم أذهب إلى أي مكان سوى الهبوط نحو الأسفل. وأثناء معاناتي تحت سطح الماء بدأت في التقيؤ على الماء. كان الماء في أنفي وأسفل القصبة الهوائية وفي رئتي. كنت مغمورًا بالمياه وغرقت.

وبينما كنت أعاني أخرجت رأسي من الماء. وبشكل محموم بحثت في سطح الماء عن الرصيف وعن أصدقائي. لم يعترف أحد بمعضلتي. ذهبت إلى الأسفل مرة أخرى، أعمق من ذي قبل. شعرت أن ذراعي متجمدتان في مكانهما، وكانت كل عضلة في جسدي تصرخ من الألم. لم أتخيل أبدًا أنني يمكن أن أكون في مثل هذا الألم الذي لا يطاق. غرقت أعمق حيث تلاشى ضوء شمس يونيو الجميل إلى السواد. "يا إلهي، كل شيء أسود. لا أستطيع رؤية أي شيء". كنت أسمع صوت طنين عال ومؤلم في أذني. شعرت كما لو أن شخصًا ما وضع قطعة ثلج في أذني. كنت مقتنعًا أن دماغي سوف ينفجر في أي لحظة. كنت أسقط بلا توقف على هذا الثقب الأسود المتجمد. كان جسدي يرتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه في ذلك الماء المتجمد.

واصلت الغرق في هذا الثقب الأسود المتجمد. كان الأمر أبديًّا على ما يبدو. مهلًا، لقد شعرت بشيء ما. إنها الأعشاب اللزجة الباردة في قاع البحيرة. كانت مكافحة هذه المجموعة المتشابكة من الأعشاب تبدو مرعبة لدرجة أنها تشبه السقوط في حفرة ثعبان متجمد.

وأخيرًا وصلت إلى القاع. حاولت أن أدفع نفسي للأعلى بيدين مرتعشتين وخدرتين، لكن اللزوجة في قاع البحيرة حملتني إلى أسفل وامتصتني إلى الوحل أكثر.

ثم سمعت صوتًا غريبًا داخل رأسي يقول، "آندي، ارتح للحظة، عليك أن تستسلم" أجبته، "لا، لا أستطيع، يجب أن أصل إلى السطح لاستنشاق بعض الهواء". ثم قال الصوت مرة أخرى، "إن استسلمت للحظة فقط، أعدك بأنك تستطيع العودة إلى الكفاح" وأجبته، "هل تعدني؟" وأجاب الصوت، "نعم، أعدك".

وفي تلك الحالة من الذعر والتجمد قلت لنفسي، "حسنًا، حسنًا، إذًا سأتوقف للحظة واحدة فقط من أجل الراحة".

توقفت عن الكفاح. لقد استسلمت. وفي اللحظة التي استسلمت فيها دفعت في نفق أسود مظلم. نظرت إلى الوراء ورأيت جسدي عالقًا في الأعشاب في قاع البحيرة. نظرت إلى الأمام ورأيت ضوءًا ساطعًا يسطع في نهاية النفق.

وعلى الفور زال البرد القارس. وشعرت بالدفء. زال الألم الرهيب من جسدي، وشعرت بالسلام والهدوء والسعادة الغامرة. اختفى الطنين من أذني ورأسي، وحل مكانه صمت لطيف، كما لو كنت في وسط غابة من الخشب الأحمر ذات نسيم لطيف يهب عبر قمم الأشجار. لقد هزم الضوء المشع -الذي بدا وكأنه ألف شمس متفجرة- ذلك الظلام الدامس. كان ينبغي أن تحترق شبكية العين من شدة سطوعه، لكن كان بإمكاني التحديق في النور دون أن أتألم جراء ذلك. ومرة أخرى، أدركت أن كل الألم الذي كان يستهلكني منذ لحظة قد انتهى تمامًا. وقد حل الدفء والفرح وذلك الشعور الذي لا يوصف بالحب، حل ذلك محل البرد والرعب والذعر والخوف الذي كان يحيط بي.

ولسبب غير معروف لم يزعجني ذلك الاندفاع المثير نحو النور. لم يكن لدي خوف من النور. كنت اقتربت أكثر فأكثر، كما لو كنت منجذبًا إلى النور بواسطة مغناطيس لطيف وعملاق.

وفي اللحظة التالية تم إيقافي داخل مركز مجال هائل، أكبر من صالة الألعاب الرياضية في مدرستنا الثانوية. بدا الجزء الداخلي من هذا المجال أشبه بشاشة فيلم ضخمة لا متناهية، بها مئات الأفلام التي يتم تشغيلها في كل اتجاه وفي نفس الوقت. كنت محاطًا تمامًا بصور تجاربي. أينما نظرت في المجال رأيت كل أحداث حيواتي؛ وقد كان بإمكاني أن أسمع وأشعر وألمس وأشم كل تلك التجارب التي عشتها في مختلف تلك الحيواة - كما كانت تحدث بالضبط. لم تكن هناك بداية في ذلك المكان؛ لم تكن فيه نهاية. كنت أراقب كل لحظات حيواتي مجتمعة في نفس الوقت، في كل مكان حولي. كانت كل حيواتي مترابطة مع بعضها البعض بطريقة غامضة. والغريب هو أنني لم أشعر بأي خوف أو أحكام، ولا ذنب أو مساءلة، ولا لوم أو خجل على الإطلاق. لقد كنت أسترجع تجربة كل فكرة وكلمة وعمل في كل تجربة حياتية بمجرد التركيز عليها. لقد كنت عالقًا في عالم ذي أبعاد غير محدودة.

وبعد ما بدا وكأنه ساعات في ذلك المجال عدت على الفور إلى النفق مرة أخرى، مجتذبًا نحو الضوء. تمكنت فعلًا من الشعور بسطوعه ودفئه ومحبته. عندما اقتربت من هذا الضوء كنت أمتص بتألقه وحبه الكامل.

كنت في النور! يا إلهي، كنت فعلًا في النور. كنت النور!

نظرت مباشرة إلى مصدر النور وظهر لي في شكل يشبه الإنسان. بدا وكأنه صورة ظلية بشرية ضخمة تشع بسطوع ألف شمس. وعلى الرغم من أنني لم أكن أتذكر رؤية شكله من قبل تعرفت عليه بطريقة ما. قال لي النور: "آندي، لا تخف. أنا أحبك يا (آندي). آندي، نحن نحبك".

كان النور يعرفني مسبقًا. ويعرف اسمي. لقد دعاني النور آندي. كان يحيط بذلك النور المركزي الملايين والملايين من الأضواء الأخرى والتي كانت ترحب بي في الوطن. كنت أعرفهم جميعًا وكانوا يعرفونني؛ كلنا قطع من نفس الضوء. سمعت نفسي أقول، "من الجيد أن أعود إلى المنزل" لقد عدنا جميعًا إلى المنزل معًا مرة أخرى.

وعلى الرغم من أنني كنت في النور، وكان النور بداخلي، كنت لا أزال آندي. كنت في كل مكان وكنت هنا في نفس الوقت. لقد رأيت نفسي شخصًا ورأيت نفسي في ذلك النور اللامتناهي الدافئ والمحب. أصبحت النور. كان للنور صوت لم أسمعه من قبل، لكنه لم يكن غريبًا بالنسبة لي. كان للنور ابتسامة جميلة بشكل لا يوصف، وقد تعرفت عليها أيضًا. كان للنور حس دعابة لا يصدق وضحكة معدية، تحدثنا وضحكنا معًا. كان للنور إجابات على جميع الأسئلة في الكون ولم يكن لدي أي أسئلة، لأنني كنت أعرف كل ما يعرفه النور، وكان هذا كل شيء!

كان النور أيضًا يعرف كل ما فعلته أو سأفعله، وأحبني النور دون شروط. أحبني النور لذاتي - آندي، قطعة من النور. لم يكن هناك خوف ولا حكم ولا عقاب ولا لوم ولا حرج. لا توجد صحيفة أعمال لرصد الحسنات والسيئات. فقط الدفء والسلام والفرح والسعادة والتسامح والحب في النور. كنت واحدًا مع النور المحب بلا قيد أو شرط. كنت في المنزل. كنت في المنزل إلى الأبد.

ثم صدمت! حيث قال النور، "آندي، يجب أن تعود" قلت، "لا، لن أعود، لن أغادر. لن أعود أبدًا" قال النور للمرة الثانية، "آندي، يجب أن تعود" وكررت ردي الأول، "لا، لن أعود أبدًا" كان مجرد التفكير في العودة إلى جسدي على الأرض يثير اشمئزازي. شعرت وكأنني كنت أحاول إقحام الكون في زجاجة صغيرة وهشة. ثم قال النور للمرة الثالثة، "آندي، يجب أن تعود". وفي اللحظة التالية، ودون توقف أو تأخر لأقل فترة زمنية حتى، عدت إلى الأرض. كنت أعود إلى جسد بارد يرتجف متألمًا ملقى على الشاطئ. فتحت عيني وجرت الدموع على خديَّ. ذهب النور. يا إلهي، لقد ذهب النور. كنت حزينًا جدًّا، حزينًا للغاية. لقد عدت إلى هذا الجسد المنهك والمعذب والمتجمد تقريبًا. كم هذا محزن. كم كنت حزينًا جدًّا.

كنت مستلقيًا على بطني على الرمال. وأخرج أحد أصدقائي ما تبقى من الماء في رئتي. سعلت الماء، لكن ظل الألم الشديد موجودًا. هذه المرة كان الألم مختلفًا ومتواصلًا. كان ألم الانفصال عن النور. لم أكن أدرك سبب حزني الشديد. لم أكن أعرف حتى ما عشته لتوي. لكنني كنت أعلم أن كل الدفء والجمال والحب الذي غرس في روحي لم يعد بإمكاني الشعور به. لقد طلى عليَّ النور حيلة مخادعة. فقد سمح لي النور بالتمدد وبأن أصبح واحدًا مع الكون، ثم صدمني مرة أخرى بإعادتي إلى جسدي الأرضي الضعيف. في ذلك الوقت بدا الأمر وكأنني وضعت في اختبار قاس للغاية. كنت غاضبًا جدًّا من النور.

كان جميع زملائي في الصف يقفون حولي سعداء لأنهم تمكنوا من إنعاشي. قال أحدهم، "آندي، لا تبدو سعيدًا جدًّا بانتشالك من قاع البحيرة، أما زلت مذهولًا أم ماذا؟ كيف وجدت الأمر؟ هل كنت خائفًا؟ وأجبته كذبًا - قلت إنني لا أستطيع تذكر أي شيء. أخبرتهم أن الحادثة بأكملها كانت خاوية تمامًا. كان علي أن أكذب على أصدقائي وأن أكذب على عائلتي وحتى على نفسي. لم أستطع إخبار أي شخص عن النور. كيف أتوقع منهم أن يفهموا ما عشته للتو إذا كنت أنا نفسي لا أفهم شيئًا منه؟

أخبرت نفسي أن الأمر ربما كان مجرد هلوسة أو اتصال غريب من نقاط الاشتباك العصبي داخل دماغي من نقص الأكسجين، أو شيء آخر من هذا القبيل. كنت أشك في أنني كنت مجنونًا ليس إلا وفكرت، "حسنًا، ربما سأنسى كل شيء في غضون فترة قصيرة".

لقد مرت سنوات عديدة منذ غرقي وموتي، وقد نسيت آلاف التجارب. الآلاف من التجارب الأخرى تلاشت وبهتت مع مرور الوقت. وقد نمقت العديد من الذكريات المؤلمة وربما نسيت جزئيًّا. لدي تجربة واحدة فقط -متعلقة بالحياة والموت- ظلت واضحة ولم تتغير طوال حياتي وهي هذه التجربة. كانت اللحظة التي دخلت فيها النور وأصبحت متحدًا معه لحظة لا مثيل لها في حياتي. لقد كان ذلك شعورًا لا يوصف بالحب والسلام والفرح غير المشروط. كان حبًّا لا أستطيع أن أصفه بالكلمات بشكل مناسب؛ كان حبًّا لا يسع المرء إلا أن يجربه حتى يدرك حقيقته. لقد جربته. كنت في النور، كان النور بداخلي، وكنا جميعًا شيئًا واحدًا.

منذ عدة سنوات بدأت تحدث لي سلسلة من الأحداث الغريبة في الصباح الباكر. كنت أستيقظ في حوالي الساعة ٢:٠٠ صباحًا، وبينما أكون في أتم الاستيقاظ أجد عبارات وصور تدور في رأسي. لم يكن بإمكاني فعل شيء لأجعل تلك الصور تختفي وتسمح لي بالعودة للنوم. كان لدي دافع لا إرادي للكتابة. أنا لست كاتبًا. أنا تصويري جدًّا. كنت أجد نفسي وحيدًا، في منتصف الليل، أكتب شعرًا بسيطًا ينساب فقط من قلمي. وبعد ساعة أو نحو ذلك كنت أشعر بالتعب الشديد وأعود للنوم. ثم أستيقظ وأقرأ القصيدة التي كتبتها قبل ساعات قليلة، وأتفاجأ كثيرًا من أن شيئًا كهذا قد يخرج مني. ثم أدركت أن القصائد لم تكن تخرج مني بل عبري. كانت تنساب من النور، وكل ما كنت أفعله هو نقل تجاربي مع النور إلى شعر جميل.

القصيدة التالية، "الموت غرقًا والعودة مرة أخرى"، تصف تجربتي في الاقتراب من الموت من خلال روعة الشعر.

الموت غرقًا والعودة مرة أخرى

يا إلهي، أنا أغرق! لقد اسودت كل حياتي!

لماذا أنا؟ لماذا أنا يا الله من فضلك، ألن تسمح بعودتي؟

لقد غرقت في هاوية من آلام برودتي،

محاطًا بالسواد مرارًا وتكرارًا ...

ورغم خدر حواسي كان الألم شديدًا!

كنت أصرخ في صمت ... فقد بدا الموت هائلاً للغاية!

واستمرت كل ألياف جسدي في الكفاح ...

كان ذلك السواد القبيح المجمد خاليًا من أي ضوء.

كنت أغرق وأكافح بلا نهاية.

حتى وصلت القاع أخيرًا ... وحدي بلا رفيق.

عالقًا في الوحل أحاول على أمل ...

كان الهروب مستحيلاً من ذلك المنظر الأسود البشع.

أخبرني صوت من أعماقي بأفضل خياراتي.

"استسلم ... للحظة فقط، أنت بحاجة إلى القليل من الراحة".

كنت خائفًا من التوقف عن المحاولة ... من أجل نفس واحد من الهواء!

والنهوض من القاع ... التحرر من اليأس!

ومرة أخرى، كان الصوت يؤكد لي ... "استسلم، كل شيء على ما يرام ..."

"بعد لحظة وجيزة يمكنك مواصلة الكفاح"

حسنًا إذًا - حسنًا إذًا - سأستغني عن حياتي.

ارتحت لحظة وبعدها عشت في اضطراب.

لقد تحررت! استسلمت! وفي لحظة كنت على ما يرام ...

لقد ألقيت من جسدي عبر نفق في لحظة.

نظرت إلى أسفل فرأيت جسدي مرميًّا وأصابني الذعر!

نظرت إلى الأعلى فوجدت النفق متوهجًا في ضوء أبيض.

كان قلبي ينبض، وكنت ألهث، كانت حواسي حية!

كنت دافئًا ومحبوبًا وسعيدًا ... كنت منتعشًا تمامًا!

كان النور ساطعًا جدًّا؛ لدرجة أنني ظننت أنه سيحرق عيني،

لكنه كان يجذبني مثل المغناطيس اللطيف، ثم أدركت

أنني كنت غارقًا في ذلك السطوع المليء بالحب والاهتمام.

كان الضوء يغذيني ... استطعت أن أتنفس هواءه الدافئ العذب.

وفي لحظة دخلت مجالًا.

رأيت حيواتي في كل مكان حولي، تمكنت من رؤيتها وسماعها ...

كل لحظة وكل فكرة خلال الحياة تكشفت ...

لم يكن هناك حكم أو خوف من النظر،

لا محاسبة، ولا عقاب، فقط ملاحظات واضحة جدًّا ...

أن حيواتي مجرد اختيارات وأن الحب هو المحور.

همس النور في أذني "لا تخف"

"أنا أحبك، نحن نحبك، لا يوجد ما تخشاه"

لقد رحب بي النور ... وابتسم في داخلي!

تحدثنا ولعبنا وضحكنا ... لقد حررني حبه!

أخيرًا كنت في المنزل! وكان الكون يحمل بهجة عجيبة!

كان النور واحدًا معي ... وكنت واحدًا مع النور!

وكان المثير للدهشة هو قول النور، "آندي يجب أن تعود!"

صرخت معترضًا، "لا، لقد عدت أخيرًا إلى المنزل!"

أصر النور، "عد إلى الأرض، يجب أن تذهب"

أرعبتني الصور الأرضية وبدأت الدموع تتدفق.

وفي لحظة عدت، أسعل الماء على الرمال ...

كان عذاب الأرض طاغيًا على عظمة النور.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٥ يونيو ١٩٥٥.

هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.

هل الأسئلة المطروحة عليك والإجابات التي أدليت بها وصفت تجربتك بشكل شامل ودقيق؟ غير مؤكَّد.