تجربة أندرياس ش، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت في السابعة من عمري، وقد حدث ذلك في فصل الصيف، وكالعادة كنت أقضي عطلتي الصيفية في الإبحار في البحار حول الدنمارك في قارب إبحار أبي والذي صنعه بنفسه. كنا نرقد في ميناء نيبورج في جزيرة فين. كان ذلك وقت الغداء. كان أبي قد صنع لي مركبًا شراعيًّا من الورق وربط به بعض خيوط الصيد التي لففناها حول عصا. كنت متحمسًا لتجربته وبطريقة ما غادرت مائدة الغداء بدون سترة نجاة. صعدت على الجسر (منصة طويلة مستطيلة ترتبط بها جميع القوارب) خطرت لي فكرة أنه يجب عليَّ فحص طول الخط قبل رمي القارب في الماء. لذلك وضعت القارب على الجسر وسرت للخلف بينما كنت أفتح الخط. كان الخط طويلاً ودون أن أعلم مشيت باتجاه نهاية الجسر حتى لم يعد هناك جسر تحت قدمي. كنت أخوض في الماء!

خلال هبوطي إلى الوراء لم أتلفظ بأي صوت حتى أصبحت تحت الماء (كان هناك أقل من مترين تفصل بين الجسر وخط الماء). صرخت تحت الماء متفاجئًا ومختنقًا ومذعورًا. خرج مني كل الهواء مكونًا فقاعات وامتص الماء صراخي. وبعد الاختناق الأول اكتسبت المزيد من السيطرة. وجهت نفسي وحاولت باذلًا قصارى جهدي التجديف كما تفعل الكلاب والذي كنت قد تعلمته لأشق طريقي وأكافح بضراوة. ثم جاء التحول. ففي ما يعادل لحظة بعد الكفاح أدركت أنني لم أستطع فعل ذلك - لم أكن أصعد. وبعد هذا الإدراك هدأت على الفور واستسلمت وشعرت بالسلام.

ولى الخوف وحل الصمت السلمي. تركت نفسي أغوص في القاع، حيث جلست أنظر حولي. كان الجو مظلمًا بعض الشيء لكن كان بإمكاني رؤية الأعشاب البحرية التي تنمو على أعمدة الجسر وتتراقص، بالإضافة إلى أسراب صغيرة من الأسماك الصغيرة (نسميها ضريبة الكلاب) تتداخل مع الأعشاب البحرية. لاحظت أيضًا رمال القاع المتموجة. ثم بدأت الصور تُفرض عليَّ، مثل عرض شرائح للصور تُظهر عائلتي ومنزلنا وقطتي فيليكس. من الصعب أن أقول ما شعرت به بالضبط، كنت أقول وداعًا فقد كنت أدرك أنني -في ذلك الوقت- أرحل عن هذه الكائنات الرائعة ولكن لم أحزن كثيرًا، بل كان لدي الكثير من مشاعر التعاطف، وربما القليل من الكآبة؟

ثم رأيت ضوءًا أشبه بألمع سحابة يمكن أن تراها. تدفق على طول قاع البحر نحوي بنوع من الحركة المتموجة. عانقني. من الصعب جدًّا تفسير نسيج وثراء هذا الكائن. كان يشبه أثر اللهب المتراقص، لقد كان ناصع البياض. يبعث إحساسًا بالحب. ذاب كل جزيء في جسدي في هذا الكائن وأصبحت بطريقة ما متحدًا مع هذا الاهتزاز. في اللحظة التي عانقني فيها بدا الأمر كما لو كان يقول، "لا تقلق حبيبي"، وفي تلك الأثناء كان يبتسم لي ويعانقني، ولكن لم يكن لديه وجه بل كان مجرد حضور مخترق. لقد أنعم عليَّ ببساطة بكل الخير في لحظة. بينما أكتب عن هذا الأمر الآن، بدأت في البكاء تمامًا كما بكيت في تلك المرة الأخيرة التي حاولت فيها الكتابة - أعيش حالة من التقديس العميق.

الشيء التالي الذي أتذكره هو فتح عيني؛ كنت تحت ذراعي أبي متوجهًا بي نحو السطح كالقذيفة. كنت أسحب إلى الجسر، حيث تجمع بعض الناس، أشعر بالحيرة والغضب إلى حد ما. قلبوني رأسًا على عقب وكنت أتقيأ المياه المالحة. حملوني إلى القارب ووضعوا البطانيات حولي وحضر طبيب ليفحصني، كنت بخير. أتذكر كيف كان ينظر إليَّ كل أفراد عائلتي، أمي وأبي وأخي، بحب ينسكب خارجًا من أعينهم والذي خلق بطريقة ما توهجًا ذهبيًّا في القارب أشعرني بدفء شديد.

في اليوم التالي كنت سعيدًا، كنت أرقص في شوارع تلك المدينة الصغيرة. لم أكن مصدومًا ولا لأدنى حد من الصدمة ولكن على العكس من ذلك كنت أتوق فقط إلى السباحة بجوار الشاطئ.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: منتصف يوليو ١٩٨٦.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادثة غرق.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. يبدو وعي هذه التجربة بعيدًا جدًّا عن أي حالة وعي طبيعية، لقد مررت بالعديد من الأوقات الجيدة، وشعرت بالنشوة الجنسية عدة مرات وما إلى ذلك، لكن كل ذلك في الحقيقة لا يمكن مقارنته بالتجربة.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في النهاية.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم، طالع السرد الرئيس.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم، كنت تحت الماء.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكَّد. لم أر كائنًا بخلاف ذلك الكائن الذي وصفته.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، طالع السرد الرئيس.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ طالع السرد الرئيس.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. طالع السرد الرئيس.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ غير مؤكَّد، انظر أعلاه.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. أعتبر نفسي تلميذًا للغموض، كان لدي رؤية مع النغمات المسيحية، ومرجعي الروحي الرئيس هو الراحل مارتينوس عالم كوني دنماركي، دخل في هذا المجال عبر تجربة صوفية .. انظر الرابط http://www.martinus.d

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد، انظر أعلاه.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ لا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. كنت صغيرًا عندما حدث ذلك. أنا لا أنتمي إلى عائلة تهتم كثيرًا بالروحانيات؛ أنا بالتأكيد مختلف جدًّا من نواح كثيرة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. رغم أني تعرضت للقليل من المضايقات خلال شرحها، كنت أحاول فعلاً وصف تجربتي لكن والديَّ وزملائي في روضة الأطفال لم يستطيعوا فهم ما كنت أتمتم به. لقد تركت تجربتي بطريقة ما ترتاح حتى سن المراهقة المتأخرة، حيث كان لدي تجربة جسدية كاملة من ظاهرة الديجا فو. لقد عشت بطريقة ما ذلك الحدث مرة أخرى أثناء انتظاري في القطار وخضت تجربة تلك القوة الهائلة التي واجهتها في قاع البحر، شعرت بانفجار جعل كل جزيء في جسدي يدور في نشوة. وبعد ذلك بقليل شعرت بالميل لأن أصبح نباتيًّا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. لقد مررت بعدد من التجارب الصوفية، منذ أن بلغت الثامنة عشرة من عمري. كنت طفلاً موهوبًا جدًّا وكنت أحيانًا أرسم صورًا تختلف تمامًا عما يرسمه الأطفال عادةً في ذلك العمر، على سبيل المثال: صورة تشبه الماندالا وتكشف عن الجنة والجحيم وتُظهر بطريقة ما عملية التحول للإنسان. كنت غالبًا ما أنجرف إلى حالة شبيهة بالهدوء وأحيانًا أنتج عملاً ممتعًا. وبصرف النظر عن ذلك، كنت مثل أي طفل آخر ألعب كرة القدم وما إلى ذلك.

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أعتقد أن كل التجربة كانت ذات مغزى، لكن لا بد لي من تسليط الضوء على تجربة الذوبان في الضوء.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد شاركتها مع الأصدقاء والعائلة وفي بعض المناسبات النادرة حيث شعرت أنها يمكن أن تساعد شخصًا ما.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. لقد شعرت عمليًّا وكأن شريطًا شغل بداخلي، حيث استعدت في حالة تأملية ما بدا أنه كل ثانية من التجربة.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لا، شكرًا.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لقد قمتم بعمل جيد.