تجربة إيمي سي، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

منذ أن كنت في السابعة عشرة من عمري عانيت آلامًا مزمنة وصفها الأطباء بأنها فيبروميالغيا. لقد أصبحت حياتي جحيمًا، وكان النوم صعبًا. وبحلول وقت التجربة وحتى قبله بوقت طويل كنت قد وصلت إلى مرحلة أنام فيها خمس عشرة دقيقة فقط في كل مرة، وبعد ذلك أضطر إلى التحرك والتمدد وتدليك عضلاتي في السرير، لأن النوم لأكثر من ذلك يصبح مؤلمًا للغاية. كنت أشعر بالتعب طوال الوقت. فكان لدى طبيبي فكرة عن دواء لا يستخدم عادة للنوم ولكن قد يكون له تأثير في تخفيف الألم بدرجة كافية حتى أتمكن من النوم. وعند تناوله _حتى وإن كانت الجرعة صغيرة_ كنت ألاحظ أن أنفي يتورم ويصبح تنفسي ضحلًا جدًّا. كان الأمر مخيفًا وغير مريح لكن ظهر في النهاية مفعول

الدواء في تسكين الألم، لذا كان تناوله مغريًا. أبلغت الطبيب باعتقاد أنني أعاني حساسية اتجاه الدواء فضحك وقال إن جسدي يحتاج ببساطة إلى التعود على الدواء وإن الجرعة التي أتناولها كانت منخفضة جدًّا، ومن المستحيل أن تفعل شيئًا. طلب مني تناول ثلاث حبات كاملة. تناولت ربع حبة لغرض التجربة. وفي إحدى الليالي _بعد أسبوع من الألم الشديد وغياب النوم العميق_ فكرت في وصفة الطبيب ذات الثلاث حبات الكاملة وقررت الوثوق به وتناولها جميعًا.

ذهبت إلى الفراش بعد أن تناولت الحبات الثلاث، وفي غضون دقائق بدأت أشعر بالخدر. ثم تورمت جيوبي الأنفية من الداخل ولم أستطع التنفس على الإطلاق. لم أتمكن من فتح فمي. كنت أعاني من أجل الحصول على الهواء ومع ذلك لم أفلح. شعرت أنني محاصرة في جسدي وكأنني محنطة. لم أستطع طلب المساعدة، ولم يستغرق الأمر سوى دقيقتين أو نحو ذلك قبل أن ينتهي الصراع.

كنت أشعر بشفط قوي من أعلى رأسي (كما لو كان يحدث بآلة شفط) وشعور مطلق بالراحة. لم يعد لدي حاجة إلى التنفس، ولم يعد لدي شعور بخدر الدواء. لم

يكن لدي أي إحساس بجسدي. ويبدو أنني كنت أسافر بسرعة كبيرة.

الشيء التالي الذي أتذكره هو الانتقال عبر بوابة برفقة آخرين كثر. شعرت وكأنني كنت في وضعية انتظار من نوع ما. ومع مقدم الكثير من الآخرين، كنت أشعر بالفضول وبدأت أشاهدهم وهم ينتقلون. شاهدت مجموعة من حوالي ثلاثة فتيان مراهقين يأتون حاملين طاقة من نوع ما تشعر بأنهم وقحون. عندما كنت أنظر إليهم، علمت أنهم ماتوا في حادث سيارة حيث كانوا جميعًا في حالة سكر. ثم ظهرت امرأة أخرى بدت وكأنها في الخمسينيات من عمرها أو نحو ذلك. لاحظَت هذه المرأة أنني أشاهدها واغتنمت هذه الفرصة للتواصل. كانت ثرثارة للغاية وتتحدث باستمرار. لقد استمعت إليها لفترة وجيزة وأخبرتني بمدى فخرها بجسدها واعتنائها الجيد بنفسها في حياتها. وبمدى روعتها. لقد لاحظت أن بشرتها تبدو غريبة، كما لو كانت معتادة على الذهاب إلى مقصورات التسمير أو الاستلقاء تحت أشعة الشمس لفترة طويلة. بدا شعرها بلون أشقر صناعي وحتى ثديها بدا عليه وكأنها خضعت لعمليات زرع، وقد عرفت هذا على ما يبدو دون سؤال. لقد فهمت أنها ماتت بسبب السرطان. وقد شرعَت في

محاولة استعراض جسدها ولم يكن لدي أي اهتمام به، شعرت بالملل وتحركت متقدمة. ظهر آخرون كثر. لم أشعر بتصنيفهم إلى طيبين وأشرار. لقد شعرت وكأنها غرفة لأشخاص عاديين، كلهم فريدون لأنفسهم. لم أشعر أن هذه الغرفة أو المنطقة مشرقة جدًّا بالنسبة لي، وعلى الرغم من حقيقة أنني كنت أتلقى بطريقة ما معلومات تفيد بأن هؤلاء الأشخاص قد ماتوا؛ لم أقبل هذه الفكرة تمامًا لأن كل شيء بدا حقيقيًّا وطبيعيًّا. وعلى قيد الحياة حتى. لا شيء يشعر بالصدمة أو الغرابة. كنت أشعر بالفضول الشديد في ما يتعلق بكل شيء.

جاءت إليَّ شابة. كان لديها عيون جميلة _شبه خضراء_ وشعر بأجمل درجة لونية من الحمرة. بدأت تخبرني عن نفسها. أخبرتني أنها ماتت بشعور مشابه لشعور الغرق. ومع ذلك لم أكن متأكدة مما إذا كانت قد غرقت بالفعل أم لا. وبينما كانت تخبرني تخاطريًّا بموتها، كنت أعيش بالفعل ما كانت تشعر به على مستوى معين. لقد تمكنت من تجربة ذاكرتها شخصيًّا. وبدأت تعطيني الأوامر، "أخبريهم بهذا ... إلخ"، "قولي لهم ذاك، وما إلى ذلك .." كانت تعطيني معلومات شخصية عن نفسها. وليس لدي فكرة عن السبب. لكنني استمعت بأدب. طلبت مني

إخبارهم أنها تحب الغناء. لقد قدمت أداءً غنائيًّا سريعًا/ مرتجلًا لمن حولنا مباشرة، وفكرتُ في أن صوتها جميل. لقد شعرتُ بالرهبة أيضًا من مدى تحررها في أثناء أدائها لترتقي بنفسها وتتحرك في الفضاء من حولها دون أن تلمس الأرض. كان الأمر أشبه بمشاهدة رقصة تحت الماء دون وجود للماء. لا أعرف لماذا لم أشعر بالصدمة أو لماذا تقبلت هذا تمامًا. لقد لاحظت أيضًا أنه في جزء معين من أغنيتها بدا أن شعرها الأحمر الجميل يزداد طولًا! وفكرت في أنه من المثير للاهتمام أنها تستطيع الحصول على شعر أطول كما تشاء. أخبرتني هذه الشابة أيضًا عن مدى ندمها على عدم "الاستمرار هناك". وأنه كان من الأفضل لها البقاء والعمل على حل مشكلاتها ومواصلة التعلم. لكنها قالت لي أيضًا: "أخبريهم عن مدى شعوري بالحرية الآن".

يجب عليَّ التوقف والتنويه إلى أن كل كلمة أقدمها عن تلك الاتصالات في تجربة الاقتراب من الموت خرجت دون تلفظ فعلي. يوجد عدد قليل جدًّا من الكلمات الدقيقة من الناحية الفنية. ما أنقله هنا هو ما حصلت عليه من خلال الاتصالات التخاطرية. لم أشعر أبدًا أنني كنت أسمع أي شيء بأذني على الإطلاق. كان الناس ينظرون إلى بعضهم بعضًا ويحركون شفاههم في كثير

من الأحيان لكن الرسائل كانت تصل بسرعة كبيرة، دون أي جهد، ومن الداخل، وليس من الخارج. لذلك عندما أقتبس من هذه الاتصالات هنا فإنني أقدم فقط أقرب شيء إلى ما قُدِّم أو فُهِم عن طريق التخاطر.

أتذكر أننا تجمعنا في غرفة أو منطقة أكبر وأكثر إشراقًا، يوجد فيها آخرون كثر. كان الجميع مشغولين جدًّا في التحدث والتعرف على بعضهم بعضًا. بدا الأمر مشابهًا لمشهد في كافتيريا مدرسة ثانوية. حتى أن الناس بدت عليهم الرغبة في العثور بسرعة على الآخرين الذين يرتبطون بهم أو يشعرون بالراحة معهم، وبدأت مجموعات صغيرة تتشكل.

وفي فترة زمنية معينة، لاحظت رجلاً ينتقل إلى الغرفة. لقد شعرت بشيء عنه. وقد شعر بالأمان والتكافؤ حيالي. وحينها عرفت أنه يمكنني الوثوق به ليخبرني بما يجري. لم يخطر ببالي بعد أنني ربما مت! لم أكن متأكدة من أنني قبلت حقيقة موت هؤلاء الأشخاص أيضًا. لذلك، تحركت نحو هذا الرجل (وملاحظة أخرى؛ لم يكن التحرك في الحقيقة ينطوي على المشي، بل مجرد نية بالرغبة في الذهاب) واقتربت منه متسائلة، "من أنت؟" نظر إلي وأدركت أنه معلم أو مرشد لهذه المجموعة. علمت أنه مات في حادث شاحنة. كان يعمل

سائق شاحنة. كان رجلاً لاتينيًّا. أخبرني أنه لم يكن مكملًا، لكنه كان متواضعًا. شعرت بهذا عندما كنت معه. وأوضح أنه جاء لمساعدة هذه المجموعة من الناس في تعلم أهمية التواضع، لأنهم كانوا بطريقة ما منغمسين في حيواتهم، لدرجة أن ذلك أعاق رؤيتهم وتقدمهم. لم يكونوا قادرين على تعلم الدروس الحيوية وأجهضوا حيواتهم، عن غير قصد على حد علمي. يبدو أنه كان يخبرني أن هؤلاء الأشخاص قد انتحروا بطريقة أو بأخرى. (لكن بدون هذه المصطلحات الدقيقة).

وهذا ما جعلني أتساءل، لأنني لم ألاحظ أن أي شخص ممن في هذه الغرفة قد شنق نفسه أو تناول جرعة زائدة من المخدرات متعمِّدًا أو أطلق النار على نفسه أو أشياء من هذا القبيل. لقد كنت في حيرة من أمري كيف يمكن لمصطلح "الانتحار" أن يتبدى لي مع هؤلاء الأشخاص. لكنني أدركت أن التجاهل العرضي للحياة أو المخاطر الصارخة والأنانية التي قد يتعرض لها المرء، والتورط في تعاطي المخدرات أو القيادة تحت تأثير الكحول أو أي نوع من الإجراءات التي يمكن أن تؤدي بشكل أساسي إلى وفاة المرء، هو ما يعد انتحارًا بطريقة ما، على الأقل في ذلك العالم. وعندما يغرِق الإنسان حياته في اليأس، بسبب الاختلالات العاطفية أو

العقلية أو العذاب الجسدي أو الاكتئاب الشديد، أدركت أن الأمر يشبه تعب كبار السن من المواصلة، لدرجة أنهم سيقدمون بأنفسهم على التوقف عن الأكل والتنفس، إلخ. لا يعاقب المرء على هذا _إذا جاز التعبير_ على الجانب الآخر. فالأمر مختلف. هذا مجرد إنسان يرغب في الخروج من دورة الحياة هذه. لم أشهد أبدًا عقوبة أو إدانة على هذا.

استمر المعلم في تقديم المزيد من المعلومات. وشرح كيفية حصول هؤلاء الأشخاص على فترة راحة عند إجهاض حيواتهم لكن توجد حاجة إلى تعلم ما يحتاجون إلى تعلمه ولن تكون العملية سهلة. لقد فهمت أنهم مهما عُلِّموا وزُوِّدوا بمعلومات جيدة ومفيدة هناك _وحتى لو وافقوا صراحة على ما يحتاجون إلى تعلمه_ فإن التعلم بدون جسد يشبه تعلم التغلب على إدمان المخدرات دون وجود فرصة لتعاطي المخدرات! أو مثل تعلم حب العدو دون وجود أعداء للتعامل معهم. شرح لي مدى حوجته إلى تعليم هذه المجموعة من الناس مدى أهمية تجاوز أنفسهم. وكيفية فقدان هوسهم أو تعلقهم بأنفسهم. وكيف سيفسدون مع كل تقدم إذا لم يتمكنوا من تحرير كاحليهم. هز رأسه مبتسمًا قليلاً، وأشار إلى أنه ليس بوسعه تقديم شيء سوى القليل من

المساعدة، بدون أجسادهم. كانت مهمته هي المساعدة في غرس المزيد من الشغف لما كان عليه أن يعلِّمه، بقوة كافية لترك بذرة من الضوء قد تبقى معهم خلال فترة إقامتهم. لا أعرف ما إذا كان يعلمهم من خلال التحدث أم مجرد الوجود معهم بوصفه هاديًا. لم أشعر أبدًا أنه كان يعلمهم بتلك الطريقة التي قد نتخيلها هنا. أعلم أن مجرد الوجود في حضرته قد ساعدني في التواصل مع ما كان عليه، على الرغم من ذلك.

عندما كان هذا المعلم بالذات ينقل المعلومات إلي، كنت أشعر بصدمة من القلق المفاجئ فطرحت تساؤلاتي التالية. سألت، "ما حقيقة هؤلاء الناس؟" فتجلى أكثر وقال تخاطريًّا: "لقد ماتوا. هؤلاء أموات" أتذكر أنني كنت أتساءل متعجبة، "إذا مات هؤلاء الناس، فماذا عني؟!" لا أعرف لماذا استغرقت وقتًا طويلاً لإدراك هذه الحقيقة. (لكن مرة أخرى، لم يكن الوقت كما هو موجود هنا، لذلك لست متأكدة من أنه كان "طويلًا"). فأوضح بلطف، "أنت في منطقة وسطى. كما لو كنت في غيبوبة. ستظل الحياة موجودة بداخلك. أنت لست مثلهم".

ومع ذلك، بدأت في الصعود. أردت الخروج من ذلك المكان. وعندما تحركت نحو زاوية الغرفة لأغادر، اندفع

صبيَّان مراهقان نحوي فجأة، "إنها على قيد الحياة. المسها!" كانا يقتربان مني ويحاولان جري نحوهما. بدا الأمر كما لو كانا يرغبان في الاتصال الجنسي أو تبادل الطاقة. وهذا بالتأكيد جعلني أكثر تصميمًا على المغادرة.

أعتقد الآن أن بعض الموتى _إن لم يكن جميعهم_ لا يزال لديهم الكثير من الرغبات الأرضية أو الدنيوية. أنهم يخرجون ويواصلون، نفس الكائنات البشرية المحببة التي كانوا عليها في الحياة. وبالنظر إلى هذا الجانب من تجربتي، أدهشني كيف يمكن أن يكون الناس على الجانب الآخر من الأرض. قد يتوقع المرء أنه عند الدخول من باب الموت سيحصل على تنوير مفاجئ. ربما يدرك الجميع الخير المطلق ويختارون النور وبداية جديدة، وربما يصبحون ملائكة طاهرين ولكن في هذا المكان جاء الجميع بما كانوا عليه من قبل تمامًا.

كنت أتساءل أيضًا عن الدين في أثناء وجودي هناك، وسرعان ما تلقيت معرفة بأنه لم يكن بتلك الأهمية التي كنت أتخيلها قبل تجربة الاقتراب من الموت. إن دين الشخص _بغض النظر عن مدى التزامه به على الأرض_ هو ما كتب في قلبه. يتعلق الأمر بهوية الشخص وليس

بتلك التسميات أو تلك العبادات أو المعتقدات التي يرتبط بها المرء عادة. كان ترددك ونغمتك ومعادلتك الرياضية كما فهمت، هي حقيقتك. أنت ما أنت عليه. تعلمت أننا هنا لنتعلم كيفية الحب الإلهي. ولنتعلم أن نصبح أسيادًا لأنفسنا من خلال التحكم في جوانبنا الأقل أو الأكثر كثافة من الذات وأن نطورها وندفع بها إلى الأمام وإلى الأعلى إلى أعلى إمكاناتنا. نحن جميعًا نعمل من أجل الاتحاد مرة أخرى، كما استنتجت جزئيًّا من التجربة.

لست متأكدة مما إذا كان ما يلي قد حدث قبل أو بعد أو في وقت واحد مع ما شاركته للتو. ولكن من أجل الحفاظ على مستوى معين من التسلسل الزمني ولأغراض الكتابة، أعبر مستخدمة "التالي" أو "بعد" أو "ثم". يمكن أن تكون تجربتي بهذا الترتيب لكنني غالبًا ما أميل إلى القول بأن كل شيء كان يحدث "دفعة واحدة".

بعد ذلك، بدأت في التحرك بسرعة وشعرت أنني في أمان وراحة. شعرت بأنني محاطة بالحب. كان شخص ما يعتني بي، وبدا أنني في سلام مطلق مع هذا الشخص. ينبعث الكثير من الضوء من وجهه. إنني أميل إلى القول بأنني أعتقد أن هذا المرشد كان ذكرًا. لكن مع

ذلك، شعرت بإحساس أمومي للغاية اتجاهه. كما لو كان أمي. ما زلت أتردد في تحديد جنسه حتى الآن. (أتردد في تصنيف الكثير من الأشياء منذ تجربة الاقتراب من الموت). حسنًا، لأغراض الكتابة سأشير إلى هذا المرشد على أنه ذكر. وإذا كنت قد عرفت اسمه في أثناء وجودي معه، فلا بد من أنه قد سلب مني عند عودتي إلى جسدي لأنني لم أعد أتذكره. (لن أصاب بالصدمة لاكتشاف أن الكثير من الذكريات قد سلبت مني في ما يتعلق بتفاصيل هذا المرشد الشخصية، لأنه حتى تلك الذكريات التي بحوذتي مؤلمة بالنسبة لي وتجعلني أتوق إلى العودة. أشعر بالفعل أن بعضًا من أجزاء تجربتي في الاقتراب من الموت قد أخفيت إلى حد ما).

كنا نسير صعودًا، على ما أعتقد. وكان ترددي يتغير. كان التغير في التردد كبيرًا، كما لو كنت أضبط محطة إذاعية مختلفة على نطاق واسع. كنت في الكون وقد تلقيت عرضًا من نوع ما، كان الأمر أشبه بوجود مدرس لعلم الفلك يتحدث عن جمال الكون في أثناء الاستلقاء تحت النجوم ليلاً. لكنني كنت وسط هذه النجوم. لم أتمكن من استرجاع كل محتويات هذا الجزء بعد عودتي لكنني أتذكر أنه خلال هذا المشهد رأيت شيئًا مثل الكلمات والأرقام المجسمة تتحرك أمامي متجاوزة

تلك النجوم. شعرت أن المعلومات قد نُزِّلت. كان الأمر يتعلق بتلقي المعلومات أكثر من المرئيات والتفاصيل الحرفية التي يمكنني صياغتها في كلمات واضحة. شعرت في ذلك الوقت أنني فهمت كل شيء. لقد فهمت أنني شعرت بالحقيقة الكاملة للقوانين والنظم الكونية. الشيء الوحيد الذي تمسكت به هو رياضيات الكون الجميلة. (هذه "الرياضيات" كانت أيضًا "علمًا"). أتذكر أنني فهمت أنه يوجد نوع سامٍ ومثالي من الرياضيات متجسدًا في كل الموجودات. أتذكر أنه قيل لي شيء عن أينشتاين! كنت سعيدة جدًّا. لقد كانت تجربة ممتعة. كما تبين لي وجود نظام من نوع ما في السماء. وأن النجوم نفسها تحمل في الواقع نوعًا من الخريطة أو المفتاح الرياضي لكل شيء! قيل لي "أنت مكتوبة في النجوم"! وكل شيء كذلك! أتذكر إلى أي مدى كان هذا الجزء من تجربة الاقتراب من الموت مثيرًا لي. كنت أتمنى لو كان لدي تعبير أفضل لوصف مدى روعة هذا الجزء.

قيل لي أيضًا إن هذه الخريطة الموجودة في النجوم أو المفاتيح المخفية فيها معروفة منذ زمن طويل من قبل الكثيرين، وإن هذه الأشياء قد تعرضت للتلف وتحولت إلى أشياء سيئة أو تافهة الغرض في معظم الحالات

على كوكبنا. ولكن أيضًا كان الكثيرون يعملون على تطهير معرفة هذا النظام.

طوال حياتي، كنت أشعر بالارتباك والفزع لما اعتقدت أنه نقص في النظام. وعندما كنت أرى تلك المعاناة غير الضرورية والحزن وأي شيء لم أستطع فهمه، كنت أكتسب انطباعًا مؤلمًا عن الفوضى. لقد كنت أشعر بالذهول لأن ذلك الإله الذي أومن به بشدة _وتعلمت أن أثق به_ لا يمكنه أن يفعل أفضل من ما كنت أراه في حياتي اليومية. تمزقت روحي وكنت أصلي يوميًّا وأحيانًا لساعات وساعات، متوسلة إلى الحصول على إجابة يمكن أن توفر نوعًا من الاعتبار لحيرتي.

كنت قد تعلمت في حياتي أن لدينا حياة واحدة نعيشها (لم أكن أفكر أبدًا في التناسخ) وأن بعض الناس يحصلون على رفاهية مذهلة وعجائب لا يمكن لأي شخص أن يتخيلها بينما يبتلى آخرون بسببهم. يتعين على هؤلاء الأشخاص التعامل مع المآسي الرهيبة "لإثبات قوتهم"، بينما لا يزال آخرون مثل الأطفال الأبرياء الصغار في جميع أنحاء العالم، يولدون ليعانوا من الجوع والمرض والاغتصاب والتشويه لسنوات وسنوات من التعذيب، فقط ليموتوا ثم "يحصلون على

أجرهم العادل". لم يكن هذا بمثابة "اختبار" بالنسبة لي. بدا الأمر مجرد جنون. لم يكن الأمر منطقيًّا بالنسبة لي. وعندما كنت أتوسل إلى رجال الدين للحصول على إجابات، قيل لي "في بعض الأحيان يترك الأشرار يعذبون الطيبين حتى يعاقب الأشرار على أفعالهم". بدا لي النظام برمته مريضًا. لم أستطع احترام هذه الفكرة تمامًا. كنت أومن بأن الله يجب أن يكون صالحًا.

وعلى الرغم من ذلك، في تجربة الاقتراب من الموت، أدركت أن معظمنا قد عاش كثيرًا، لفترة أطول بكثير مما يمكننا حتى فهمه. وأن حياتنا هذه التي تبدو طويلة جدًّا هي لا متناهية في الصغر عند وضعها في الصورة الكاملة، والتي لا يمكن حتى تأطيرها لهذه المسألة. لقد تبين لي كيف يختار كل فرد بإرادته الحرة المسارات التي تأخذه رياضيًّا إلى ظروف وجوده أو حياته التالية. لا شيء على الإطلاق فوضوي أو يحدث عرضيًّا. كل جانب من جوانب حياتنا تحكمه القوانين الطبيعية التي وضعنا أنفسنا فيها! بمعنى ما، نحن نصنع عوالمنا الخاصة. وقد تبين لي كيف لا يمكن للمرء أن يفترض أيضًا أنه إذا كان شخص ما يعيش حياة معاناة فهذا بسبب أفعال "شريرة" فعلها. فقد يختار الكثيرون حياة المعاناة لأنها الدرس اللازم لإيقاظهم أو لأنها الطريقة

التي يمكنهم عبرها التأثير على الآخرين في تلك المواقف، وما إلى ذلك. لا يمكننا أبدًا أن نفترض أننا يمكن أن نكون دقيقين في تخمين لماذا يعيش كل كائن الحياة التي يعيشها. لا أستطيع أن أصف تلك الراحة وذلك البلسم الشافي والسلام الذي غمرتني به هذه المعرفة. فقد جمَّعت أخيرًا تلك الحقيقة التي كنت أتوق إليها طوال حياتي. كل هذا جيد حقًّا! يوجد إحساس وجمال في كل مكان. لا أحد يتلاشى كما كان يبدو لي من قبل! إن الله لا يتلاعب بنا فقط كما يشاء بأفكار عشوائية للاختبارات، بما في ذلك المكافآت والعقوبات التي تعتمد فقط على مزاجه الحالي أو عقليته. لأنه حتى الله نفسه، هو ضمن تلك القوانين. في أثناء خوض هذه التجربة، في الفضاء الشاسع برفقة النجوم والكواكب والأقمار، أدركت كامل الثقة فيما شعرت به في المرة الأولى. كان هذا نعمة لا يمكن تفسيرها بالنسبة لي. أتذكر أنني شعرت بالامتنان. لقد كنت أعيش في خوف وانعدام ثقة وذعر لمدة ثلاثين عامًا.

أريد أن أضيف أنه في حياتي، كنت دائمًا أعاني من إعاقة ذهنية عندما يتعلق الأمر بالرياضيات. حتى أبسط الأفكار الرياضية، منذ أن كنت في السادسة من عمري كان من الصعب علي الاقتراب منها. كنت أشل عندما

يقدم لي أي شيء يتعلق بالأرقام. لذلك، في تجربة الاقتراب من الموت، بينما كنت أرى مجموعة هائلة من المعادلات الرياضية الرائعة والحقائق الرقمية المرئية، شعرت بسعادة غامرة لقدرتي على فهم كل ذلك تمامًا. ولسوء الحظ، عند عودتي، شعرت بالإحباط لأنني لم أستطع نقل أو إحضار ذلك الكم الهائل من الرياضيات والمعرفة التي فهمتها وكنت حريصة جدًّا على مشاركتها مع الآخرين. كنت على الرغم من تجربة الاقتراب من الموت، وما زلت، أحب الأرقام. كان ذلك على الأقل قفزة إلى الأمام!

أحضِرت أيضًا أمام ما بدا أنه صورة حية لكوكبنا. وبينما كنت أنظر إليه رأيت كلمة فوقه. أعتقد أنها كانت، "نوفاتا". ثم بدا أن الكوكب كله ينفتح، مثل جفن يستيقظ ببطء عند الفجر. بدا الأمر وكأن عينًا واحدة تنفتح. سمعت صوت امرأة جميل ولطيف يذيع أيام الأسبوع بلغة مختلفة، ثم قال: "استعدوا لليوم السابع". وعندها، رأيت صورة غريبة للبيانو. وأدركت وجود شيء ما عن الموسيقى والأوكتافات.

الشيء التالي الذي أتذكره هو السفر بسرعة فوق الأرض. شعرت بسريالية تامة في أثناء فعل ذلك. بدا لي تقريبًا أنه عرض عليَّ فيلم، ومع ذلك بدا هذا الفيلم حيًّا،

كما لو كنت أحلق فوق فيلم بانورامي لمشهد حي على الأرض.

لقد نسيت الكثير مما رأيته لكنني احتفظت بالفكرة الرئيسة لما قدم لي في أثناء التنقل فوق الكوكب أو ربما عرض فيلم عن الكوكب أمامي. كنت أرى حقول المحاصيل في كل مكان، على وجه التحديد. وعندما كنت أكبر الصورة وأقترب، على سبيل المثال، من حقل قمح، كان يقال لي: "لقد تغير الطعام وتسمم. لم يعد طازجًا. يأكل الناس طعامًا ملوثًا. وهذا هو الموت". شعرت بالحزن والقلق حيال ذلك وتساءلت لماذا أو كيف كان ذلك ممكنًا. كيف يمكن "تسميم" حقل قمح أو ذرة ولماذا؟! قيل لي إن الإنسان يجب أن يعود إلى الأرض وإلا فسيأتي الموت في كل مكان. قيل لي هذا مرارًا وتكرارًا خلال هذا المشهد "العودة إلى الأرض". قيل لي إنه عند عودتي، يجب أن أبحث عن طعام طازج، خالٍ من الغش، وأن أستهلك فقط ما هو "نظيف"، لكنني رفضت ذلك إلى حد ما، لأنني لم أكن أنوي العودة.

توقف مرشدي في وقت معين (مرة أخرى، من الصعب بالنسبة لي ترتيب أي شيء من هذا ترتيبًا زمنيًّا، فقد كنت أشعر هناك أن الوقت مختلف تمامًا. كان الأمر كما

لو أن الكثير من الأشياء تحدث دفعة واحدة وبشكل منفصل. لذلك كما ذكرت، يوجد الكثير في هذه التجربة لا يمكنني وضعه على نحو مرتب بصراحة) لقد ظل يدعمني بمحبة بينما كنت أشاهد ما يشبه مراجعة للحياة. لم أشعر بالتوبيخ مطلقًا، على الرغم من علمي بأنني كنت قاسية جدًّا في بعض الأحيان وآذيت الكثير من الناس. لقد كنت أفقد أعصابي بطرائق مروعة، بالإضافة إلى إحدى أكثر المشاعر التي أعرفها قسوة، لقد كنت أواجه مشكلة كبيرة في التسامح، ومع ذلك خلال مراجعة حياتي كلها لم أشعر بشيء سوى الحب والتفهم. ما شعرت به هو أنني منحت فرصة وهبة لأتمكن من التراجع وفهم نفسي وحبها بشكل كامل. تمكنت من الشعور بالضبط بما شعر به الآخرون من حولي خلال حياتي. لقد فهمت كيف أن كل ما فعلته وقلته وحتى ما كنت أفكر فيه قد لمس الآخرين من حولي بطريقة أو بأخرى. لقد تمكنت حتى من الدخول إلى عقول العديد من الذين كانوا حولي ومراكز عواطفهم، كما فهمت ما أوصلهم إليه نمط تفكيرهم الخاص. وكيف أوصلتهم آراؤهم الشخصية وتجاربهم الحياتية إلى الأماكن التي يقف فيها كل منهم. شعرت بنضالاتهم ومخاوفهم الخاصة وحاجتهم الماسة إلى الحب والاستحسان وارتباكهم وأكثر من أي شيء آخر،

شعرت بمدى شبه كل شخص منهم بالطفل. ومع كل شخص شاهدته، بما في ذلك أنا، تمكنت من رؤيته والشعور به بعقل وعين أعلى. كان الشعور الذي شعرت به اتجاه الجميع لا يقل عن شعور الأم المحبة اتجاه أطفالها في سن الرشد.

في الواقع كان الأمر مضحكًا في بعض الأحيان. كنت أشعر كيف أن "الحكماء" كما سأسميهم (وهم المساعدون على الجانب الآخر الذين أهلوا أنفسهم بالعديد أو بكل الطرائق، ويساعدوننا) يراقبوننا ويجدون الكثير من الفكاهة في الطريقة التي نفعل بها الأشياء. (الفكاهة تحظى بتقدير كبير، هناك!) قد يبدو الأمر مزعجًا للغاية عندما نكون في خضم جدال كبير أو أحداث تدور في حياتنا، إذ ينظر الحكماء إلى هذه الأشياء إلى حد كبير بطريقة مشابهة تمامًا لنظرة الأم لطفلها البالغ من العمر عامين وهو يصرخ ويبكي ويضرب طفلًا آخر على رأسه. لا تريد الأم أن ينهار طفلها ويصبح في حالة من الهيجان ويبكي. تتعاطف مع طفلها لكنها في الوقت نفسه ترى شيئًا من الفكاهة في مدى جدية الطفل في التعامل مع ما هو عادة حدث تافه. تستمر في حب طفلها وتفكر في عالمه، آملة أن يستمر في الاستمتاع باليوم والعيش والتعلم.

كانت هذه لحظة عظيمة بالنسبة لي، لأنني كنت أستمتع بالفكرة السوداوية، خلال حياتي، أن كل ما أفعله لا يرقى إلى درجة الكمال، كان "يراقبه الله"، ويحكم عليه بغضب أو حزن. كنت أشعر بالذنب باستمرار نتيجة أخطائي وتغلبت على خوفي المتعلق بكوني "مراقبة" بأعين شديدة أو على الأقل صارمة. وأنني كنت مخيبة لآمال الله أو الملائكة أحيانًا. كنت أرغب في إرضائهم، واعتقدت أنني كنت مقصرة في كثير من الأحيان. كانت هذه طريقة عيش جنونية. لذا فإن الحصول على فرصة لمشاهدة الآخرين من تردد أعلى كان أمرًا رائعًا، على أقل تقدير. كما أن معرفة مقدار الحب الذي شعرت به عندما كنت أشاهد أو أستشعر مواقف الآخرين الشخصية، جعلني أرغب في أن أعيش أكثر في الفرح بدلاً من الشعور بالذنب والقلق. لم يكن أحد غاضبًا مني.

كنت قادرة على استكشاف عقل أو نمط طاقة أحد أعدائي اللدودين في حياتي، شخص لم أكن أتخيل مسامحته لما شاهدته. ومع ذلك، بعد أن عدت من تجربة الاقتراب من الموت، لم أشعر بشيء أكثر من طوفان من الحب لهذه المرأة. لقد اغتنمت الفرصة لكتابة خطاب لها وإخبارها بمدى حبي لها، وطلب العفو

عن الطاقة السلبية أو سوء الظن الذي ربما كنت أحمله عليها من أفكاري السوداوية وغضبي. كان من الممكن أن تكون بكري. هذا هو مقدار عشقي لها في ذلك الوقت. لأنني كنت قادرة على الشعور بحب إلهي اتجاهها، فما يشعر به الله اتجاهها شعرت به أنا أيضًا، لم أستطع إلا أن أحبها بطريقة مماثلة، حيث انتقل ذلك الحب الأعلى من خلالي. لقد كان شعورًا رائعًا بشكل مدهش أن أتخلص من أعباء غضبي وأحكامي، التي لم أتبن الكثير منها بوعي، معظم سنواتي.

وبمسح كل هذا، أود أن أشير إلى أنني شعرت بجزء أعلى مني كان يتعاطف مع نفسي الجاهلة والطفولية للغاية. بدا وكأنه يفهم ما كنت أعمل به، بكل التفاصيل، ولم يكن يرغب في شيء سوى سعادتي. هذا ما شعرت به اتجاه نفسي، إذا كان ذلك منطقيًّا. كنت أرغب في إيقاظ الجانب الأدنى من ذاتي، وأن أكون مليئة بالحب والفرح. كنت أرغب في أن يكون جانب ذاتي الأدنى والشبيه بالأطفال أكثر لطفًا وأكثر وعيًا، وأن أجد السلام والتوازن.

أنا ممتنة إلى الأبد لمراجعة حياتي وما خرجت به منها. إنها واحدة من ذكرياتي المفضلة.

لم تكن لدي تجربة في رؤية الله على أنه "رجل كبير يرتدي رداءً أبيض كبيرًا، جالس على العرش"، على الرغم من أن هذه كانت أبرز صورة ربما أحتفظ بها في ذهني سابقًا. في تجربة الاقتراب من الموت، كان الله هو العقل أو ربما أقول، "النظام" في كل شيء. شعرت أن الله هو أعلى الاهتزازات والترددات، بالنسبة لي، شعرت وكأنه جوهر أكثر من كونه رجلًا كبيرًا. لكن ما زلت أشعر أن الله لا يوصف. كان الله في كل مكان وفي كل شيء. لم أعد أشعر بأن الله ذكر. لم أشعر بحاجة إلى تصنيف جنسه، هذا إذا كان لديه جنس. بدت هذه الفكرة سخيفة من الجانب الآخر. كان الله فقط كل ما هو جميل ومسالم، وكل ما هو جيد. حتى استخدام اسم "الله" لوصف ما رأيته يبدو غير لائق. إن الله أكبر بكثير مما يمكن تخيله من خلال هذه التسمية. وكل شيء جيد شعرت به هناك. في الواقع، لقد عدت مدركة أن كل الأشياء التي كانت تبدو "جيدة" أو "سيئة" من قبل، أصبحت كلها الآن "جيدة" فقط - في الصورة الكبيرة! لأنني تأكدت وعلمت أن كل شيء كان في مكانه الصحيح، حتى عندما يتخذ الناس قرارات لم أتفق معها في نفسي، ما زلت أشعر أنها ضمن الصورة العامة، كان كل شيء "مفيدًا". هذا ما توصلت إليه كما أدركت وجود الجوهر أو الومضة العليا (هكذا سأشير إلى "الله") في

كل شيء، في كل ذرة، معدن، نبات، حيوان، إنسان وما هو أبعد من ذلك حتى. لقد علمت تمامًا أن هذه الومضة العليا تنتظر داخل كل شيء لتتوسع وتتخلق وتنمو وتعيش التجربة.

لقد فقدت كل الرغبة في تحليل الكثير من مسائل الحياة التي تعلمتها من قبل من خلال الأمثلة الدينية ومن المحتمل من طبيعتي الخاصة، تعلمت محاولة الحكم على كل شيء حتى وإن كان تافهًا على أنه إما "جيد" أو "سيئ". لم أكن مهتمة جدًّا بالتميز. لم أرغب في تأطير أي شيء في تصوراتي. نحن جميعًا وعي نعيش الحياة، ونتعلم كيف نحب، ونخلق، ونتطور إلى أعلى مستوى يمكن أن نصل إليه. صرت أدرك أن عليَّ الذهاب واختيار ما أشعر أنه مناسب لي وأن أثق أكثر من ذي قبل. أي أنه عندما أشعر أن شيئًا ما غير عادل أو غير متوازن، عليَّ أن أفعل ما بوسعي للعمل نحو الانسجام، ولكن لا أقلق بشأن ما ليس لدي سيطرة عليه. أعلم أنه في النهاية، حتى وإن فقدنا السيطرة، فإن الكون مليء بالنظام؛ تجد دائمًا طريقة لتحقيق التوازن في كل شيء، لأن الكون لا يمكن أن يوجد بدون توازن مثالي، كما شعرت. سوف يستمر هذا التوازن في التشكل.

لم أكن قد أدركت قط وحشية وبؤس نمط تفكيري المزدوج في حياتي حتى تجربة الاقتراب من الموت. إذا سار أحدهم نحوي قبل تجربة الاقتراب من الموت وسألني عما إذا كانت طريقة تفكيري "المزدوجة" هذه متعبة وبائسة بالنسبة لي، كنت سأكون مرتبكة تمامًا وغير قادرة على الموافقة على العبارة أو حتى مجرد فهمها. لم أكن أدرك أبدًا كيف حاول عقلي دائمًا تصنيف كل شيء صادفته أو الحكم عليه أو مقارنته بطريقة أو بأخرى. حتى لو اعتقدت بطريقة ما أنه "جيد"، على سبيل المثال؛ "إنه ألطف ..." أو "إنه أفضل رجل! ..." أو "هذا الفناء الخلفي هو الأجمل، إلخ" كنت أحكم على شيء على أنه أفضل من الآخر. كنت مصنفة.

منذ عودتي من تجربة الاقتراب من الموت، اكتشفت أن في جسدي وعقلي الأرضي، لا يزال هذا الاتجاه يظهر من حين لآخر، ولكن ليس كثيرًا، وأنني صرت أكثر وعيًا عندما أتوجه نحو التصنيف. لم يعد يروق لي. لقد أصبح شعورًا مقززًا. يقشعر بدني لهذه الطريقة. لا أشعر بالحاجة إليها.

لقد تمكنت من التنقل في جميع أنحاء الكوكب وشعرت

بقارات وبلدان وأجناس مختلفة وحتى بعض الدول والمدن والناس الأصغر! كل منها يحمل نوعًا خاصًّا به من الاهتزازات الشخصية وأنماط الطاقة. لقد تعلمت كيف يتكون كل منا من العديد من طبقات الطاقة المؤثرة والمختلفة. كان هذا رائعًا بالنسبة لي! كل عرق، كل بلد، وكل عائلة بطريقة ما، يشبه كائنًا حيًّا خاصًّا. متصلًا بالجميع، ولكنه يؤثر بأغراضه الفريدة الخاصة به والمهمة للغاية. كل منها مقدس وحيوي.

في أثناء وجود مرشدي، شاهدت العديد من الكواكب وكذلك بعض الأقمار. رأيت كوكبًا أو قمرًا بدا مغمورًا جزئيًّا في الماء! لا توجد كلمات توضح مدى جمال هذه المشاهد. كانت الألوان نابضة بالحياة وغنية. لقد أحببت على وجه الخصوص درجة الزرقة التي رأيتها.

وأخيرًا، توقف كوكب الأرض أمامي، أو ربما توقفنا أمامه! لقد كانت الأرض رائعة! كانت رخامًا عائمًا، يسبح مع اللون. كنت منتشية من الرهبة.

وبينما كنت أطل على الكوكب، طلب مني مرشدي العودة إلى حيث أتيت. طلب مني العودة. وعند هذه النقطة التفت إليه وشعرت بشيء لا يمكنني وصفه

بكلمات مجردة. وعندما استوعبت نيته في العودة، بدا الأمر كما لو أن أمي المثالية ستلتفت وتتركني، كنت مجرد طفل صغير تخلت أمه عنه في وسط بلد أجنبي. كان الأمر غير متوقع. يبدو أن شيئًا ما انتزع من داخلي ومزقني إلى نصفين. مثل ستارة مزقت على الفور. شعرت في الواقع بأنني أتأرجح وأسقط إلى الأمام منهارة. كان الألم العاطفي عميقًا لدرجة أنني لم أستطع حتى الصراخ. كان الأمر عندما انفجرت الصرخة بداخلي وشعرت أنني أتمزق، كان أشبه بشظايا الزجاج المتناثرة حول الأرض. شعرت بنفسي أئن دون أي محاولة مني. لقد خرج الأنين مني مثل سحابة مثقلة بالمطر حتى لم تعد قادرة على الاحتفاظ برطوبتها فأسقطت شلالًا مندفعًا. صرخت من مكان لم أشعر به من قبل. لقد شعرت حرفيًّا كما لو أن كل عضو وخلية يمكن أن تكون في الروح كانت تنفجر من الألم. صرخ كل جزء مني. ومن على البعد، كل ما كان بإمكاني التعبير عنه هو، "لا!".

لا يمكنني تجاوز هذا الجزء من تجربة الاقتراب من الموت بدون دموع وألم لاذع في صدري.

كان ترك مرشدي أسوأ احتمال يمكن تخيله. شعرت وكأنه الموت الوحيد الذي يمكن أن يحدث. شعرت

بالانفصال والابتعاد عن بلدي الوحيد. كان الدمار الذي شعرت به لا يطاق. ما زلت أشعر وكأن قلبي كان يحترق، على ما أذكر.

لقد اقترب مني وشعرت بالارتياح، وشجعني بهدوء على أن أكون قوية. طلب مني النظر إلى يساري. وعندما نظرت رأيت حافلة مدرسية تقف على مسافة بعيدة. اصطحب طفل صغير وأحضر إليَّ. أدركت أنه كان ابنتي التي تبلغ من العمر أربع سنوات فقط في ذلك الوقت. طُلب منها في نومها أن تأتي بروحها لمساعدتي. مشت نحوي وسحبتني قليلاً وقالت بلطف وبصوت مشجع، "لكن أمي؟ من سيعتني بنا؟".

إن الحب على الجانب الآخر، على الأقل في تجربتي، أكبر بكثير وأكثر تشبعًا بكثير من ما هو عليه هنا، تجد أنك أكثر صدقًا مع حبك، حسب ما جربته. لا يمكنك إبعاد الآخرين المحتاجين إليك. على الأقل هذا ما شعرت به وما كنت مرتبطة به. كانت محبة الله، كما سأسميها، تتصل بي وتتحرك من خلالي هناك. لم يكن لدي أي طريقة لرفض مناشدة ابنتي. فأجبت دون تردد: "يا عزيزتي، سأفعل بالتأكيد!" ثم شيعت ابنتي إلى الحافلة.

ابتسم مرشدي عن علم وذكرني أنه لم يجبرني على العودة، على الرغم مما شعرت به بالنسبة لي. نظرت إليه وعدت إلى كوكب الأرض، وشعرت بالخوف الشديد، وما زلت لا أرغب في المغادرة والانفصال عنه. لا يزال ألم ذلك الانفصال يحرق أحشائي. بكيت وقلت له إنني غير متأكدة من أنني أستطيع فعل ذلك.

قال: انظري إلى يمينك. نظرت إلى يميني ورأيت صورة ثلاثية الأبعاد. كانت والدتي. كانت رؤيتي لها مستقبلية، بدت متعبة وبحاجة إلى المساعدة. لن أخوض في التفاصيل هنا، لأنني أريد أن أحترم خصوصيتها، لكنني شعرت بأنني أميل نحو هذه الصورة المجسمة المستقبلية كما تولدت بداخلي رغبة في لمسها أو مساعدتها بطريقة ما، على الرغم من أنها لم تكن تحدث في الوقت الحاضر. شعرت أنه مشهد حي، ولاحظت أنه بدا لي عندما كنت أتوجه نحوها أنني كنت نباتية، ولديَّ رغبة في تقليم بعض أوراق الأشجار.

تلاشت الصورة المجسمة وقال مرشدي: "أترين؟ لقد حان وقت الذهاب. تريدين الذهاب".

كنت أعلم أنني بحاجة إلى ذلك، لكنني ترددت في

المبادرة برحيلي وفقدان هذا الشخص. صرخت، منتحبة، "من فضلك! لا أستطيع الذهاب بدونك!" ساد الصمت ثم أجاب: "حسنًا". شعرت أننا معًا. كنا متحدين. كنت آمنة وهادئة. سمعته يدفعني، "أشيري بإصبعك إلى الأمام. المسي الكوكب". قد يبدو هذا غريبًا، لكنني وصلت إلى الكوكب ورأيت شكله، مددت إصبعي نحو الأمام وأدخلته في المجال النشط للكوكب. شعرت بموجة من الكهرباء تتدفق من طرف إصبعي وبدأت في التحرك نحو الأعلى. وعندما اصطدمت بمفصل الإصبع الأول شعرت بشد لا يصدق. كما لو كنت أركب الأفعوانية وقد ضربتني إلى الأمام.

ثم عدت إلى غرفتي المظلمة في المنزل. لكنني شعرت بأنني منفصلة عن جسدي. ولا بد أن زوجي كان نائمًا، لأنني كنت أراه ينام بعمق. كان بإمكاني رؤيته ورؤية جسدي. تحركت نحو جسدي وحاولت الاتصال به. حاولت إيقاظه. ولم أستطع. فبدأت أشعر بالذعر. لم أشعر بأي إحساس بجسدي على الإطلاق. ضغطت على زوجي بإلحاح حتى يستيقظ وناديته لكن لم يكن لدي صوت. واصلت محاولة تحريك جسدي من الداخل ومع انعدام الشعور بالتنفس أو الحياة؛ بدأت أصرخ طلبًا للمساعدة. صرخت. ثم شعرت بحضور مرشدي. شعرت

أنه يقول، "يجب أن تدفعي نفسك مرارًا وتكرارًا من خلال منطقة الحلق. سيؤدي هذا إلى إطلاق الطاقة وسوف يسمع زوجك صوتك. أنت بحاجة إلى إيقاظه من أجل الاتصال". لم أستطع أن أفهم سبب نجاح ذلك، لكنني بدأت في الاندفاع عبر منطقة حلقي، مرارًا وتكرارًا، ثم سمعت صوتًا يخرج من الفم فقد كان الفم ينفتح. كان الصوت أشبه بصرير باب ينفتح ببطء. كان خروج الهواء من فمي أشبه تمامًا بأنين ضفدع خافت.

سمع زوجي ذلك، فاستيقظ وسألني: "آمي؟ ما هذا؟ ما الأمر؟" ولم أستطع الإجابة. حاولت أن أصرخ فيه، لكني لم أستطع. انحنى ورأيته يهزني. شعرت بين يديه أن مستوى الكهرباء يتحرك في داخلي. لكنني لم أتمكن من الاتصال أو التحرك. نهض وأضاء النور. كانت عيناي لا تزالان مغمضتين لكني شاهدت نظرة وجهه.

وفجأة أصبح شاحبًا للغاية وانفتح فمه. تشكلت حبات من العرق على الفور حول خط شعره. كان يتصبب عرقًا شديدًا. لم أر قط مثل نظرة الخوف هذه على وجهه من قبل. أمسك بي وجذب جسدي نحوه، محاولًا رفعي، وهو يصرخ، "إيمي! إيمي، إيمي!" مرة بعد مرة. كان يحاول فحص نبضات قلبي. انخفض رأسي إلى الوراء

وفتح زوجي جفني. كان يصيح باسمي. بينما استمر في هز جسدي (وصفه لاحقًا بأنه ثقيل جدًّا، كان الأمر صادمًا، على الرغم من أنني كنت صغيرة الجسم في ذلك الوقت). شعرت بالكهرباء بدأت تتحرك في جميع أنحاء بشرتي. شعرت أنني كنت أتصل بجسدي من خلال تلك الكهرباء. بعد ذلك، شعرت بشيء أشبه بنفخة، وعدت. استنشقت نفسًا طويلًا وعميقًا وظللت على هذا النحو بهدوء، أتنفس شهيقًا وزفيرًا بعمق، وغير قادرة على الكلام.

بعد بضع دقائق، سألني زوجي: ماذا أفعل؟ هل يجب عليَّ الاتصال برقم الطوارئ ٩١١؟ أجبته بحزم: لا. أنا بخير. لا تتصل بأحد. أنا فقط بحاجة للجلوس لمدة دقيقة. ساعدني في الوصول إلى الغرفة الأخرى حيث جلست على الأريكة وحاولت إخباره بما حدث. لم أكن أعرف من أين أبدأ. استغرق الأمر مني شهورًا لأخبره بكل ما أتذكره. وما زلت لا أستطيع كتابة كل شيء هنا، لأن أساسيات كل ما فهمته ستستغرق أسابيع للكتابة. ظللت أيضًا أتلقى رؤى وأحلام لا تصدق والمزيد من التجارب تضمنت تعاليمًا شخصية وغيرها من الأحداث المقدسة للغاية. لكنني حريصة على الحفاظ على هذا التنسيق المكتوب مكثفًا قدر الإمكان لمصلحة القارئ!

كنت أشعر أنني سأكون بحالة جيدة تمامًا بمجرد أن أعود إلى جسدي بالكامل. فرفضت إجراء أي فحص طبي. كنت واثقة وفي سلام.

ومنذ ذلك الحين، تغير كل شيء بالنسبة لي. عادت صحتي. أصبحت أقوى وأقوى عامًا بعد عام. ولدهشتي، اكتشفت في اليوم التالي لهذا الحدث أنني أشعر أنني بحالة جيدة، باستثناء أنني لم أعد قادرة على تناول أي نوع من اللحوم على الإطلاق. ولم تكن لدي أي رغبة في ذلك. لقد صرت نباتية منذ ذلك الحين. أنا آكل العديد من الأطعمة العضوية النيئة. ولا آكل أي شيء ذي مكونات كيميائية، وأحافظ على طعامي نقيًّا جدًّا، في الغالب. يأكل أطفالي وزوجي الآن في الغالب بهذه الطريقة أيضًا. كلنا نتمتع بشعور رائع.

لم يعد بإمكاني الاستمرار في اتباع الدين الذي تربيت عليه. لم يكن من السهل عليَّ الابتعاد عنه لكنني لم أستطع الالتزام به والحفاظ على إيماني الشخصي ونزاهته في آن واحد. ومع ذلك، أشعر بالامتنان لأنني تربيت على هذا الدين وأثق أنه قد أدى غرضه بالنسبة لي. أنا أيضًا في سلام مع الاختيارات الدينية واحتياجات الآخرين.

اكتشفت أن رغباتي تضاءلت كثيرًا. خلال الأسبوع الأول بعد تجربة الاقتراب من الموت، كنت أنظف منزلي، وأريد التخلص من العديد من الأشياء، والكثير من الديكورات، وأقراص الموسيقى المدمجة التي لم أجدها متوافقة مع الاهتزاز الذي أرغب فيه. لقد فقدت رغبتي في التسوق بقدر ما كنت أفعل في السابق.

لقد أمضيت أسبوعين جيدين بعد عودتي، كان بإمكاني خلالهما رؤية الضوء في كل شيء وحوله. كان بإمكاني أيضًا رؤية العوالم المحيطة بنا. كما كان بإمكاني رؤية واستشعار اهتزاز كل شيء من حولي. كانت كل حواسي أقوى بكثير. قوية جدًّا. لقد وجدت الكثير من هذا مثيرًا للاهتمام ومنيرًا، وبعضه مخيف ومثير للقلق بعض الشيء. لذلك، بعد مرور بعض الوقت، كنت أرغب في هذه البصيرة الإضافية التي تعيدني أو تسمح لي بالعودة إلى الأساسيات، إذا جاز التعبير. وقد عادت الأمور إلى طبيعتها تقريبًا.

لقد ظلت معي مقدرة الوصول إلى مرشدي إلى حد ما. بدأت على الفور في التأمل والتواصل مع مرشدي. أصبحت صلواتي فرصًا للتواصل والشعور والاستقبال بدلاً من التوسل والقلق وطلب المغفرة. عندما أصلي من

أجل الآخرين، أعتزم الاتصال ثم أحاول بهدوء وسلام تقديم رؤية لما هو مقصود في الحب والبركات، والثقة في الإرادة العليا.

ظل يسوع -كما كان دائمًا- قدوتي لكنني لم أكن مهتمة إلى حد ما بالجوانب الفنية لقصته وما إذا كانت بعض التفاصيل حقائقًا أم لا، واعتنقت التعاليم الأساسية التي من المفترض أن تكون نعمته. "افعل للآخرين ما تحب أن يفعلوا لك". وسواء أكان هذا الحديث صحيحًا أم أنه محض أسطورة فهذه ليست القضية. كنت أعلم أن هذا ليس مهمًّا. شعرت أن المبدأ هو المفتاح. لقد فهمت أيضًا أشياء أخرى حول "طريقة المسيح '' الأصلية والتي انتهى بها الأمر إلى التحريف والفساد الشديد في الدين، وحاولت التمسك بما أدرك أنه الأكثر أصالة ونقاءً، والذي شعرت أنه أكثر بساطة بالنسبة لي مما أراه على أنه "تدخلات بشرية خالصة".

لقد وهبت تقديري واحترامي لكل من كان قدوة أو يعتنق هذه التعاليم الأساسية - القاعدة الذهبية. لقد وجدت الخير (الله) في العديد من الأماكن وضمن تعاليم العديد من الأديان وطرائق التفكير. حتى في الإلحاد، لمن يؤمنون بهذا المبدأ، فقد تعرفت على "الله"

فيه.

في غضون يومين بعد عودتي من تجربة الاقتراب من الموت، عثرت على امرأة يعزيها العديد من الآخرين. وعندما تفرق الجميع، سألتها عن الأمر، وأخبرتني أنها اكتشفت للتو أن ابنتها قد ماتت. لم تكن تعرف لماذا أو كيف ماتت. طلبت رؤية صورة لابنتها، كان لدي شعور حدسي قوي بأنني قابلت ابنتها على الجانب الآخر. سألتها إذا كانت ستتحدث معي على انفراد ورجوتها أن تحضر صورة لابنتها.

وفي اليوم التالي قابلتني في منزلي. كانت لديها صورة بالأبيض والأسود لابنتها، لكنني تعرفت عليها على الفور. قلت، "هل كان لون شعرها شديد الاحمرار، وعيناها خضراوين للغاية وغريبتين؟" أجابت: نعم. فأخبرتها عن تجربة الاقتراب من الموت ومقابلتي لهذه الفتاة الجميلة أو الشابة وتحدثها معي وطلبها مني تقديم معلومات لعائلتها. قلت لها كل ما تذكرته مما أخبرتني به ابنتها، وكان ما قلته منطقيًّا بالنسبة للأم. أخبرتني أنها قبل الموت بفترة وجيزة، سمعت من آخرين (كانت هي وابنتها منفصلتين) أن ابنتها بدأت في الغناء وأحبته بشغف. تمامًا كما أخبرتني الشابة. توجد معلومات خاصة

قدمتها للأم مما أراحها كثيرًا. أخبرتها عن ندم ابنتها على عدم تعلم المزيد في أثناء وجودنا هنا وما إلى ذلك. وقد علمنا بعد أسبوع أو نحو ذلك -من خلال الطبيب الشرعي- سبب موتها، وهو ما أكد لي ما قالته الشابة لي على الجانب الآخر عن وفاتها وكيفيتها.

لقد حدثت العديد من الأشياء العجيبة منذ تجربة الاقتراب من الموت. يصعب ذكرها كلها هنا، لكنها كانت أعظم شيء يمكن أن يحدث لي على الإطلاق.

ما زلت أعاني مشكلات دنيوية وشخصية. أشعر فقط باليقظة والوعي، مع زيادة في الفهم وبعض القدرات. علمت بعد عودتي في أثناء التأمل أنني سحبت إلى تلك البوابة بالذات برفقة أولئك الذين أوصلوا أنفسهم إلى حتفهم لأنني كنت أتناول أدوية قوية لمشكلاتي الصحية التي كانت تقتلني ببطء منذ سنوات عديدة. وأنني كنت أرى نفسي ضحية عاجزة لفترة طويلة. وأنني كنت أعتمد على مصادر خارجية لإصلاح المشكلات بدلاً من إدراك قدرتي على التحول من الداخل. أصبحت منغمسة تمامًا في آلامي وأحزاني وعاجزة عن تحقيق أي تقدم شخصي. لذلك تعلمت من رؤية الآخرين الذين جاؤوا في تلك المنطقة أنني

اضطررت إلى التخلي عن نفسي. وإلى التضحية بقصتي الشخصية. لقد تخليت عن جميع الوصفات الطبية التي أعطاني إياها الأطباء لمشكلاتي الصحية، وتنازلت عن معتقداتي الذاتية. أسعى الآن إلى التواضع وأحاول أن أفتح نفسي للتعلم والنمو. لقد تحملت المسؤولية الكاملة عن معاناتي ولم ألم أحدًا ولا شيئًا. (على الرغم من أيامي المؤسفة من الانتكاس بين الحين والآخر!) أحاول تذكر ذلك الحب المثالي الذي عشته على الجانب الآخر وأن أصبح متحدة معه.

ونظرًا لعلاقتي الحميمة جدًّا مع المعاناة والارتباك والخوف طوال حياتي، آمل في السماح أخيرًا لتجربتي في الاقتراب من الموت أن تمضي قدمًا، وأن تساعد الآخرين بأي طريقة ممكنة، ممن يعانون مختلف مستويات الألم؛ جسديًّا أو عاطفيًّا أو عقليًّا أو روحيًّا. لم تكن لدي الرغبة في مشاركة شيء كهذا قبل عقود نظرًا لغياب الأمل آنذاك. فعلى الرغم من هذا الخوف المعترف به، أقدم مشاركة تجربة اقترابي من الموت. مع حبي،

إيمي

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: أبريل ٢٠٠٣.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ غير مؤكَّد، رد فعل تحسسي. وصف لي الطبيب دواءً للتخفيف من الألم الجسدي ومساعدتي على النوم. كنت أعاني حساسية لهذا الدواء ولم أستطع التنفس بشكل جيد، كنت يائسة بما فيه الكفاية من الدخول في النوم فاضطررت لتجربته، فقد دفعني الطبيب وشجعني على تناول المزيد منه. كان طبيبي يحاول مساعدتي من خلال تقديم أي دواء يمكنه تخديري وتسكين الألم - ما دفعه لتجربة أدوية لم تكن مخصصة لتسكين الألم

حتى، بل يعد تسكين الألم مجرد أثر من آثارها الجانبية.

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو موصوف أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بينما كنت خارج جسدي وسط النجوم مع مرشدي وتُعرَض أو تُنزَّل عليَّ جميع أنواع المعارف والحقائق، شعرت بتشربي لهذه المعلومات وبالتركيز الشديد والحضور التام في تلك اللحظة، لدرجة أنني نسيت كل

شيء من حياتي الأرضية. لقد نسيت أمر زوجي وأولادي.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كان الوقت مختلفًا. واجهت صعوبة في ترتيب الأشياء عند محاولة شرح ما حدث لي بالترتيب. شعرت أن الأمر قد استغرق وقتًا طويلاً وأنني تلقيت الكثير من المعلومات والمعارف، ومع ذلك لا أعتقد أنني خرجت من جسدي لفترة طويلة، أو لا أعرف كيف نجوت. ربما كانت دقائق فقط. لا أدري.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق. يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية

التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كان كل شيء أكثر وضوحًا وحيوية. يمكنك مشاهدة كل شيء في عدة مستويات مختلفة. وليس السطح فقط.

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. سمعت الأشياء تخاطريًّا. لذلك لا توجد مقارنة. كان كل شيء مثاليًّا لأنني لم أكن مضطرة لبذل جهد لسماع أي شيء.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. لكن كان هذا المرور سريعًا جدًّا، أعتقد أنني لا أتذكر هذا الجانب جيدًا. كان ما أتذكره محسوسًا أكثر

من كونه مرئيًّا. كان الإحساس أشبه تمامًا بشفط قوي وسريع جدًّا على ما أذكر.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. أولئك الذين كانوا يتنقلون عبر البوابة أيضًا. الكثير من الموتى.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لقد دخلت مناطق مختلفة، بدرجات مختلفة من الضوء. كان لدى مرشدي الكثير من الضوء يشع من وجهه.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالبهجة المطلقة والنعيم والسلام المطلق وأحيانًا بالحزن واليأس وحتى الخوف. لكن كل منها كان ذا صلة بما كنت أشاهده أو أتعلمه أو أختار تجربته.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. وجدت كل التعاطف. بقي مرشدي قريبًا مني لدعمي. لم أشعر بأي حكم. كنت هناك فقط لأفهم نفسي والآخرين من حولي. كان الأمر رائعًا ومريحًا.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. بطريقة ما، نعم حدث ذلك. لكنني احتفظت بالكثير من هذا لنفسي. كنت أعرف أيضًا أن بعض الأحداث الأساسية يمكن أن تمتد بسبب اختياراتنا نحن البشر أو يمكن تسريعها. كانت هذه الأشياء دقيقة بالنسبة لي لكن ليس لدي معرفة بوقت حدوثها. كل شيء "مستقبلي" أدركته هناك بدا وكأنه حاضر، ومع ذلك كانت هذه الأشياء ستحدث هنا في تسلسل زمني. لذلك هذا يحيرني وغالبًا ما أختار تجاهل هذا الشعور.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. كنت أدرك تمامًا أنه لا يمكن للمرء أن يقلع ويذهب إلى أي مكان على الإطلاق. لقد شعرت بحدود الاهتزازات والترددات. إذا كان اهتزازك مرتبطًا بنوتة معينة أو قناة، إذا جاز التعبير، فسيكون الأمر أشبه

بضرب جدار من الطوب ومحاولة اختراقه بغية الانتقال إلى أماكن أخرى. يمكن لأدق الأشياء اختراق كل شيء.

هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟ جئت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت على خلاف رغبتي.

الله والروحانية والدين:

ما دينك قبل تجربتك؟ غير مؤكَّد. مورمونية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. أعتنق الخير أينما أجد وليس لدي رغبة في "التسجيل" أو التعهد بالولاء لأي نادٍ بعينه أو ديانة. أشعر أيضًا أن سياساتي قد تغيرت. أنا لست وطنية محافظة كما نشأت. ولم أعد ديمقراطية ليبرالية. أنا أعد نفسي مستقلة. أفكر بنفسي. صرت متحرّرة للغاية.

ما دينك الآن؟ ليبرالية. لست طائفية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أعتنق الخير أينما أجد وليس لدي رغبة في "التسجيل" أو التعهد بالولاء لأي نادٍ بعينه أو ديانة. أشعر أيضًا أن سياساتي قد تغيرت. أنا لست وطنية محافظة كما نشأت. ولم أعد ديمقراطية ليبرالية. أنا أعد نفسي مستقلة. أفكر بنفسي. صرت متحرّرة للغاية.

هل يبدو أنك قد واجهت كائنًا روحانيًا أو وجودًا أو سمعت صوتًا غير معروف؟ لقد صادفت وجودًا أكيدًا، أو صوتًا واضحًا من أصل روحاني أو غير مكتشف.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. توصلت إلى الوثوق في كل شيء. وأدركت أنه يوجد ترتيب مثالي في كل شيء. وأن الله هو جوهر أو روح الحياة الموجودة في كل شيء وفي كل مكان. أصبح فهمي لما أحتاجه دينيًّا أكثر بساطة - "تعلم أن تحب". "لا تسبب معاناة". الأمر بسيط جدًّا وجميل.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أقاربي المورمون يحيطون بي بهدوء. لا يبدو أنهم مهتمون بي. فلا أحد يسأل عما جربته أو يريد معرفته. ربما لأنهم رأوا أنني تغيرت فأصبحوا قلقين من احتمالية محاولتي تغييرهم. لست متأكدة. لقد تضاءلت رغبتي كثيرًا في محاولة تكوين صداقات أو علاقات مع أي شخص حتى ولو كانت سطحية إلى حد ما. أنا لا أكره السطحية؛ فقط لا أستطيع تحملها. أردت المزيد من الصدق - المزيد من النزاهة. لست مهتمة بمعظم الأشياء التي تهتم بها النساء الأخريات لكن لا يزعجني

هذا. أشعر بالضيق أحيانًا لأن أجدادي وأقاربي قلقون بشأن "خلاصي" وحزينون من تغيير معتقداتي. أجد آخرين يشبهونني أكثر. لا أعرف ماذا أطلق على نفسي لكنني أتعرف على هؤلاء الأشخاص عندما أقابلهم، وهذا يسعدني. ظل بعض أفراد عائلتي لطيفين جدًّا معي ولكن لديهم رغبة محدودة جدًّا في سماع أي شيء عن تجربتي. بدأت أمي مؤخرًا في طرح الأسئلة. معظم أفراد الأسرة إما ليسوا مهتمين أو لا يصدقونني أو يعتقدون أنه لا بد أنني كنت أعاني مشكلات عقلية من الممكن أن تكون السبب في تجربتي.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. كان الجانب العاطفي للتجربة شديدًا للغاية، ولم أجد الكلمات المناسبة للتعبير عنه.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. لفترة من الوقت، كان بإمكاني أن أرى جيدًا. يمكنني حتى أن أرى على المستوى الخلوي. كما كان بإمكاني رؤية الاهتزاز في الجمادات مثل الكرسي والستارة. وقد ثبت أن هذا كان مصدر إلهاء كبير بعد مرور بعض الوقت، على الرغم من أنني كنت مهتمة جدًّا به، لم أستطع التركيز على روتيني اليومي ورغبت في زوال هذه الرؤية. يمكنني أيضًا الانخراط في التركيز التأملي والحصول على إجابات لأسئلتي ورؤيتي وأحلامي التي كانت تنبُّئية جدًّا بالنسبة لي وتغير حياتي. لقد تمكنت من مساعدة الآخرين فيما يختص بما رأيته عنهم لكني أحافظ على خصوصية معلوماتهم.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان الأهم هو القرب من مرشدي. وعندما أخبرني أن وقت عودتي قد حان. لم أختبر قط عاطفة بهذه القوة. بالإضافة إلى حبي لما شعرت به هناك، وإلى ذلك السلام الذي شعرت به مع مرشدي والذي كان قويًّا جدًّا لدرجة أنني سأكون سعيدة جدًّا بالعودة إليه. كنت معتادة على الخوف بشدة من الموت لأنني رأيت القليل جدًّا من الجمال في وصف "الله" و"الخطة" الأبدية. لقد وقفت

عاجزة في أماكن كثيرة وكنت محبطة. لم أكن أرغب في ما قيل لي. أما الآن -ونتيجة لتجربتي، خاصة مع مرشدي، ونتيجة لذلك الكم الهائل من الجمال الذي رأيته في كوننا- فأنا في سلام وأعلم أن ترك هذا الجسد سيكون رائعًا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. في البداية شاركتها مع زوجي فقط. عدت مرتبكة جدًّا في الواقع. كنت أشعر بالذهول في البداية لأنني لم أكن مستقرة نفسيًّا وكنت أحاول وصف أشياء لم أستطع وصفها، مما جعلني أبدو حمقاء. لقد استغرق الأمر عامًا أو عامين قبل أن أتمكن من شرح تجربتي بطريقة تبدو معقولة.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.