تجربة آلاي د، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

حسنًا، ستكون كتابة قصتي صعبة للغاية. إذ لم يسبق لي أن كتبتها مطلقًا ولم أتمكن أبدًا من شرحها كاملة لشخص آخر رغم معاشرتي له لسنوات عديدة. فلنبدأ.

كان سني آنذاك ستة عشر عامًا وكان خطيبي مهووسًا بالسادية المازوخية. كما كان والداي من أشد المدمنين على الكحول وكانا مسيئين للغاية، وهذا أقل ما يقال عنهما. لقد ظنا أنه من الرائع أو نوع من الشرف بالنسبة لهما أن يناسبا هذا الرجل "المجنون". حتى أنه اضطرني لإطلاق النار عليه ذات مرة. كان يعاقبني. في بعض الأحيان كان يغضب إذا دخنت أو وضعت مساحيق التجميل. وفي تلك الليلة بينما كنت أغسل الأطباق وكان والداي قد ذهبا، طلبت منه سيجارة. فأعطاني واحدة بنظرة خطيرة في عينيه فعرفت أن في الأمر مشكلة. أشعلت سيجارتي وسحبت نفسًا واحدًا وعندها أمسك بمنشفة الأطباق من يدي وبدأ في ضربي بها. وبعد عدة ضربات قوية لفها حول حلقي مرتين وأعتقد أن يديه كانتا مطبقتين على رقبتي من الخلف. عليَّ إخباركم أنه قبل عامين تقريبًا من ذلك كنت قد تعرضت لكسر في رقبتي في حادثة غوص ولبست دعامة للرقبة لمدة عام لذلك كان الأمر سيئًا للغاية. لم أستطع التحدث أو الصراخ وكافحت دون جدوى. رأيت وجهه يتلاشى وصوته يصبح مكتومًا وشعرت وكأنني أهبط. كنت قد فقدت الوعي في المحيط قبل أن أعلق وسط الأمواج، لذلك أتذكر تفكيري بأنني سأفقد وعيي وأعود إليه مرة أخرى. كان لدي شعور بأن بعض الوقت قد مر. لقد كان نوعًا من الإحساس المتسارع وقد لفت انتباهي.

أدركت أنني كنت في مكان ما، وفي البداية انتظرت عودة البصر والصوت وما إلى ذلك لكن لا شيء من ذلك قد عاد. فتساءلت عن حالتي الجسدية هل أصابني العمى أم ماذا؟ تذكرت أنني خُنقت فحاولت التنفس وشعرت بالخوف واسود كل شيء من حولي ... ثم عرفت أنني كنت في مكان آخر. كان هذا المكان مخيفًا ولم أفهمه. كنت في فراغ وبلا أي إحساس على الإطلاق، وعلى الرغم من أن هذا أخافني فقد شعرت بالأمان أيضًا. لا وجود لبرد ولا حر ولا صوت ولا بداية ولا نهاية. كنت أعرف هذا المكان. لكن كيف عرفته هذا ما أخافني أكثر. لقد أدركت حقيقة أنني كنت خارج جسدي ولكني ما زلت موجودة.

كنت قد تنقلت في حياتي من الإيمان بالله إلى الغضب منه وإلى كرهه ثم انغمست في السحر وعبادة الشيطان ثم اتجهت إلى العلم. لقد صرت عالمة خالصة ولم يعد لدي أي إيمان بتلك الأشياء على الإطلاق! لقد مر الوقت بطريقة غريبة، أدرك الآن أنني أدركت الوقت هناك بالطريقة التي كنت أحتاجها للتأقلم مع ذلك الواقع والشعور بالهدوء. وعندما شعرت بالهدوء والسلام نظرت حولي وهذا أمر غريب لأنني لم أكن "أنظر" بالمعنى التقليدي بل كنت أنظر ولا أرى شيئًا. ظننت أنه قد حُكِم عليَّ بالحبس في هذا الجحيم من الخواء إلى الأبد. ومهما حاولت البحث لم أجد شيئًا. لقد أصبحت قلقة وربما استسلمت قليلًا ولكن بعد ذلك رأيت ضوءًا صغيرًا. ربما كان بحجم ثقب في نسيج أسود. لقد كان صغيرًا جدًّا. وبما أنه كان الشيء الوحيد الذي يمكن النظر إليه فقد نظرت إليه.

ومع مرور الوقت تجرأت على طرح سؤال عن حقيقته. وعندما فكرت في الاقتراب منه بدرجة كافية لأرى ما هو، كنت عنده! لقد كان مذهلاً بالنسبة لي. ألقيت نظرة وشاهدت فيلمًا -لا أجد وصفًا أفضل من هذا- مشغلًا في ذلك الفراغ، يُعرض في الأعلى والأسفل والخلف، يظهر من العدم ويختفي في العدم. عرض هذا الفيلم حياة على هذه الأرض، كنت أعرف أنني نسيت هؤلاء الأشخاص المعروضين أو لم أكن أعرف من قبل مدى ارتباطهم بي وبحياتي. كنت "أشعر" بهم، شعرت بحزنهم وفرحهم وحبهم وأملهم ويأسهم وما إلى ذلك. لقد شلَّني ذلك فقد كنت غارقة في فيض عواطفنا وأفكارنا وأحلامنا التي عشناها في ذلك الوقت. أعتقد أن هذا الفيلم قد بدأ من نقطة ما، قبل ولادتي الفعلية وحتى لحظة الهجوم عليَّ، وبطريقة غريبة ظهرت أحداث الماضي. وبينما كان هذا الفيلم يجرفني ويستهلكني، أدركت حجم الدمار الذي ألحقته بالآخرين دون أن أعلم، كما أدركت خطئي بشأن من ظننت أنهم طيبون وهم أشرار في حقيقتهم، وكذلك آخرين ظننت أنهم أشرار وقد كانوا طيبين في الحقيقة. رأيت نفسي كما لم أرها من قبل وشعرت بالخجل ولكن كان عليَّ أيضًا أن أعيش تجربة كل تلك الإساءات الفظيعة -والتي كنت قد نسيت بعضها- مرة أخرى بكل تفاصيلها المؤلمة.

أدركت حضورًا معي. كان هذا الحضور واسعًا جدًّا ولا يمكن تصوره، لم أكن متأكدة في البداية مما كنت أشعر به ولكن بعد ذلك عرفت أنه الله. لقد كان في كل مكان وفي كل شيء، كان البداية وكان النهاية وكان الحب. لقد أدركت أن الحبَّ قوةٌ تضاهي كل القوى الحقيقية والمدركة في الكون، وهو أمر لم يكن من الممكن أن أفهمه لولا هذه التجربة. وبينما كان شريط حياتي -والذي بالمناسبة لم أكن أعرف ماذا أسميه حتى وقت ما في العقد الماضي- يمر أمامي زادت سرعته. شعرت بالسوء فقد عُرض لي شريط حياتي كلها بسرعة الضوء وأدركت أنه إذا وصل إلى نهايته فسوف أموت. أعتقد أن هذا الإدراك ربما كان يعني الموت الثاني لأنني كنت مرعوبة وفي قلبي أردت تصحيح الأمور. أتذكر أنني كنت أعرف هدفي وأعرف كل الإجابات على أسئلتي، وأتذكر إدراك أنني لم أفعل ما كان من المفترض أن أفعله. لم يكن كل ذلك خطئي وحدي ومع ذلك لم ألم الآخرين لأنني كنت غارقة في بحر الحقيقة الكاملة. ولطالما كنت أخبر الآخرين أنني أفضِّل الوقوف عارية أمام العالم كله على مراجعة الحياة في ذلك البعد. لن تجد مكانًا تهرب إليه ولا مكانًا لتختبئ فيه.

بدأت أدعو الله كثيرًا وشعرت وكأن "عيني" مغمضتان و"يداي" متشابكتان، وكنت على "ركبتي" أتوسل إلى الله من أجل منحي فرصة أخرى. أخبرته -عشر مرات- أنني سأظل هكذا أدعوه وأتوسل إليه حتى يمنحني فرصة أخرى. كنت أفهم خطورة هذا البيان. فالأمر هناك ليس مثل قولك لشخص ما هنا "سأفعل ذلك مرة أخرى"، بل هو أكثر عمقًا وله تأثير لا مفر منه. لقد كنت ألقي نظرة خاطفة على هذا الفيلم من لحظة إلى أخرى وأفكر: إن تباطأ هذا الفيلم فهذا يعني أنني سأعود إلى حياتي في تلك اللحظة التي توقف عندها، فلا يهمني إذا عدت إلى الثانية من عمري أو إلى العاشرة من عمري أو إلى مرحلة أكبر حتى من هذا العمر الذي سَلب فيه هذا الحدث حياتي. فانطلق الفيلم بأسرع مما يمكن تصوره وهاجمني بقوة. وفجأة أدركت أنني وصلت إلى نهايته وشعرت بأنني أكبر سنًّا، كنت أكبر بكثير وكأنني ذهبت إلى ما هو أبعد من سنواتي الأرضية الستة عشر. شعرت وكأنني أسقط في الفراغ وظننت أنني تائهة ومُدانة ولم يغفر لي. ومع ذلك انتظرت "حابسة أنفاسي" بطريقة ما، وعيني مغمضتين، وكان الخوف والرهبة يملآني ولم أتمكن من إجبار نفسي على النظر أو الاستماع.

بدا الأمر وكأن وقتًا طويلًا قد مر ثم شعرت بإحساس طفيف بالحركة وأتذكر أنني كنت أتحرك بسرعة كبيرة نحو وجهة ما ولكن لم يكن لدي تلك المرجعيات التقليدية مثل الأشياء أو الأضواء أو الشعور بمرور الهواء. وما زلت لا أنظر لأنني كنت خائفة جدًّا من النظر ولكن بعد ذلك سمعت شيئًا -بعيدًا جدًّا- كان صوتًا خافتًا جدًّا. ثم كبر وتضخم لدرجة تصم الآذان. لا يسعني إلا تشبيهه بتريليون جرس كنسي تدق جميعها في وقت واحد. لقد كان لا يوصف، وازداد حجمه متجاوزًا أي شيء كنت أعتقد أنه ممكن على الإطلاق لكن كان من الغريب أنني لم أشعر به كما كنت أشعر في جسدي عند سماع مثل هذا الصوت العالي. بدا الأمر وكأنني أسافر عبر نفق، ومن وراء هذا الصوت كنت أسمع صوتًا آخر مختلفًا. كنت أسمعه وقد وتَّرني. لقد كان رجلًا يقول شيئًا ما.

كان يقول: "أنت تتظاهرين أيتها العاهرة، أنت تتظاهرين!" سمعت بوضوح صوته العالي كما لو كان أمامي مباشرة ونظرت. كان يحملني في وضع مستقيم. رأيت المنشفة تتدلى من يده ورأيت جسدي يهز بعنف ويصفع على وجهه على ما أعتقد. لقد كان يسند جسدي حسب ما أدركت وعندها وقفت فجأة ولكني وجدت أنني لا أستطيع التحرك إلى الخلف لأن منضدة المطبخ كانت تضغط على مؤخرتي. لقد بدا خائفًا كما لم أره من قبل، وللحظة نظرنا بعمق في أعين بعضنا بعضًا ثم تراجع خطوة أو خطوتين في صمت تام.

وقفت أفكر في أنه لا بد لي من الانفعال أو الاتصال بالشرطة لكنني لم أفعل شيئًا من ذلك. كل ما استطعت قوله هو "أعطني سيجارة". فأجاب بشيء من التردد، لقد أعطيتك بالفعل. نظرت إلى يدي وكنت في حيرة من أمري وأشرت بيدي الفارغتين قائلة ليس لدي سيجارة. فأشار إلى الأرض. نظرت ورأيت سيجارة كاملة قد احترقت في المشمع تاركة وراءها حرقًا طويلًا. لم تعد تحترق، واحترت في البداية لماذا يطلب مني إحضار حاوية السجائر فقد كان من الواضح أن تلك السيجارة لم يتبق شيء منها. كانت تلك هي السيجارة التي كنت أدخنها، تلك التي كنت قد أشعلتها للتو قبل أن يخنقني ...

لا أعرف كم من الوقت وقفت أنظر إلى تلك المؤخرة. وبعد فترة نظرت إلى الأعلى وطلبت منه سيجارة أخرى. كان لا يزال واقفًا في نفس المكان، وبعد تردد أعطاني واحدة. أعتقد أنني وقفت أدخن وأنظر إليه وهو أيضًا ظل ينظر إليَّ لفترة طويلة ولكن أحداث تلك اللحظات السابقة لم تعد مهمة بعد الآن. لقد أدركت وعيًا ومعرفة جديدين، وصرت شخصًا مختلفًا منذ ذلك الحين.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ١٩٧٦.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ لا، هجوم إجرامي. هاجمني صديقي بمنشفة الأطباق. لفها حول رقبتي وسحبها بقوة لدرجة أنني لم أتمكن من التحدث أو الصراخ أو فعل أي شيء. وظل يمسكها بقوة أكبر حتى أغمي عليَّ...

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. انظر إلى القصة أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في أثناء مراجعة الحياة، كنت غارقة في كل شيء ومتصلة به ومدركة لتفاصيله تمامًا ولكن قبل ذلك بقليل عندما كنت "أستكشف" وأتساءل، كنت وحدي في حالة من الوعي الشديد، ومع ذلك أعتقد أن لحظة طنين الأجراس كانت مذهلة وربما تكون أعلى مستوى بلغته من الوعي والانتباه.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كنت أعلم أن الوقت هناك لا يشبه الوقت هنا. أعتقد أنني كنت هناك لفترة يمكن وصفها بالطويلة لكن هنا مرت فترة قصيرة نسبيًّا، ربما عشر دقائق ولكن في الوقت نفسه كان لدي شعور بأن الحياة هنا بأكملها كلمح بالبصر كما يقولون. أشبهها بحلقة "ستار تريك" مع جون لوك بيكارد، وتحديدًا ذلك المشهد الذي ترسل فيه تلك السفينة الغريبة شعاعًا من الطاقة إلى الجسر ويدخل القبطان في نوع من الغيبوبة. يعيش حياة كاملة هناك ويكافح في البداية من أجل العودة ثم يتقبل الواقع ويشكل روابط وما إلى ذلك، ليجد في النهاية أن حياته كانت في مكان آخر. إنه لأمر محير حقًّا ويصعب شرحه. وبالنسبة للسؤال التالي، فإن الوقت لم يكن ثابتًا هناك. أعتقد أنه في البداية كان بطيئًا جدًّا ثم تسارع، وبما أن هذا الجانب كان الأكثر إثارة للدهشة فسأقول -إلى حد ما- حدث كل شيء دفعة واحدة وفي مرحلة معينة من مراجعة الحياة.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كان مجال الرؤية غريبًا، إذ كيف يمكن للمرء أن يرى إلى ما لا نهاية وبرؤية ثلاثية الأبعاد ويكون جزءًا من فيلم في أثناء مشاهدته؟ لقد كنت المراقب والمشارك، رأيت كل شيء بدرجة وضوح يستحيل بلوغها، يبدو أنني كنت أتذكر تلك الألوان الزاهية أما الآن فقد أصبح الأمر مجرد انطباع وليس ذكرى واضحة. كان لدي أيضًا انطباع عن وجود ضوء ساطع مشرق ذي ألوان مختلفة أشبه بواجهة منحنية، وربما شكل هذا الضوء نوعًا من النفق في أثناء رحلتي وكان انطباعه متزامنًا مع دق الأجراس لكنني كنت خائفة جدًّا، كنت أنظر وأعلم أيضًا أنني لست بحاجة إلى النظر.

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. أعتقد أنني سمعت صوتًا ولكن لا يمكنني تفسيره بخلاف أنني سمعت بوضوح كل شيء في لحظة واحدة، كانت تجربتي في ذلك الفراغ مذهلة حيث لا يمكن تفسير السمع رغم الغياب التام للصوت. لا يسمع هذا الصوت فحسب بل يستشعر بطريقة كاملة لا توجد كلمات تصفها.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد أُكِّدت الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكَّد. في بعض الأحيان وفي أجزاء بدا لي أنني مررت بنفق ولكني لم "أنظر" رغم أنه لم تكن لدي حاسة سوى السمع. بدا الأمر خارجًا عن إرادتي وبهذا المعنى أدركت وجود نفق على ما أعتقد.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. أولئك الأشخاص في دائرة حياتي الذين عرفوني عندما كنت صغيرة جدًّا، كان لهم تأثير عليَّ وكان لحياتي تأثير عليهم على الرغم من أنني لم أكن أعرف، وكان الله حاضرًا أو بالأحرى كنت في حضرة الله وكانت معي ذرة صغيرة من وعيه. يجب أن أقول إنني لا أتذكر أي لقاء مع يسوع رغم ذلك، وكان هذا الأمر يطاردني حتى وقت قريب بعد أن أوضحت لي تجربة خارقة أخرى هذا الجانب من الله ومن حيواتنا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لقد رأيت ضوءًا بعيدًا بعد أن مكثت في ذلك الفراغ لفترة من الوقت، وعندما أردت رؤية حقيقته عن كثب كنت عنده! لقد لاحظت أيضًا نفقًا رائعًا ومضيئًا عندما سمعت صوت الأجراس كما هو موضح أعلاه.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ كل شيء وأكثر. لقد بلغ عمق المشاعر درجة لم أكن أعتقد أنها ممكنة ولم أشعر بها منذ ذلك الحين على الرغم من أنني أم وامرأة عاملة اليوم وتحمل في داخلها الكثير من الحب -أكثر من أي شخص آخر- للكوكب والحياة. وإجابة عن السؤال التالي، كنت أتمتع بسلام لا يصدق في بعض الأحيان وخوف شديد في أحيان أخرى، لذلك لا أستطيع أن أقول إنني كنت أشعر بالسلام أو الراحة أو الهدوء ولكنني كنت أتمتع بذلك أيضًا. لقد شعرت أيضًا بفرح لا يصدق يتماشى مع الفهم الكامل للهدف والله والكون والأبعاد الأخرى وتدفق الحياة لكنني فوجئت بعمق الحزن والعار في داخلي وفي دواخل الآخرين، لذلك لن أجيب عن السؤالين التاليين.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد وصفت هذا بالتفصيل في السرد الرئيس. نعم، عرفت بعد ذلك الكثير مما لم أعرفه من قبل رغم أنني لم أدرك ذلك على الفور. لطالما طُلِبت مني المشورة في كثير من الأحيان. وغالبًا ما يفتح لي الغرباء قلوبهم تمامًا في أماكن وأوقات معظمها غير متوقع. يبدو أنني أعرف الأشياء فحسب، ويبدو الأمر منطقيًّا بالنسبة لي لكنني أعلم أنه ليس كذلك. لقد كان لدي مستشارون وأطباء نفسيون يحدقون بي، كان أحدهم يقول لي مرارًا وتكرارًا: "هل تعرفين مدى عمق ذلك؟ هل تعرفين مدى عمق ذلك؟" أعرف ولا أعرف. أعتقد أن هذه التجربة كانت نعمة ونقمة في آن واحد لأنها ميزتني وجعلتني مختلفة تمامًا، وهذا ليس بالأمر الجيد دائمًا. يخاف الناس مما لا يفهمونه، أما الحقيقة الكاملة ولا شيء غير الحقيقة فليست شيئًا يريده الآخرون حتى ولو قالوا إنهم يريدونه. لا أستطيع أن أكذب منذ هذه التجربة -وكأنني صرت عبدًا لها- وكان التأقلم معها صعبًا للغاية. يريد الناس دائمًا إجابات لكنهم لا يحبون تلك الإجابات التي يحصلون عليها -الإجابات الصحيحة- وليس من الممكن هدايتهم إذا كان هذا منطقيًّا.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. يبدو أنني ذهبت إلى أبعد من سنواتي الأرضية الفعلية البالغة ستة عشر عامًا وأتذكر أنني فوجئت بعودتي إلى ذلك الجسد الذي كنت قد تركته آخر مرة. وقد ترتب على ذلك أنني رأيت المستقبل. كنت مدركة أن حياتي ستكون صعبة للغاية وستحمل من المعاناة الكثير والذي لا يصدق. يقول من يعرفونني إن الأشياء التي تحدث في حياتي هي حالات شاذة وفي حالتي هذه لا تعمل الكارما بشكل صحيح. كنت أعلم أن الأمر سيكون بهذه الطريقة ولكنني ظللت أتساءل آملة في أن يتحسن الوضع. وحتى عند حدوث الأشياء الفظيعة أجد نفسي أتمتع بسلام داخلي ممزوج بالحزن.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. بطريقة ما... أردت أن أعود وأفعل ما كان من المفترض أن أفعله. لم يكن هذا وقت موتي، كنت أعلم أنه إذا انتهت مراجعة حياتي فلن أتمكن من العودة.

الله والروحانية والدين:

ما دينك قبل تجربتك؟ محافظة/ أصولية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. لم يكن لدي أي إيمان بأشياء كهذه من قبل. لقد بدأت رحلة استكشاف أبدية فيما يتعلق بالدين والأمور الروحانية وما شابه. إنني أملك إحساسًا متطورًا بالله والكون.

ما دينك الآن؟ ليبرالية. لا أومن بأي دين سوى الروحانية ومعرفة الله.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لم يكن لدي أي إيمان بأشياء كهذه من قبل. لقد بدأت رحلة استكشاف أبدية فيما يتعلق بالدين والأمور الروحانية وما شابه. إنني أملك إحساسًا متطورًا بالله والكون.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. لم يسمح لي بتذكر هذا الجانب. لا يزال آخرون يقولون لي إنني أفكر بشكل مختلف تمامًا وأجد أنني قادرة على التواصل مع الأشخاص الذين يحتاجون إلى تجربتي حقًّا ويبدو أنني أقول ما يحتاجون إلى سماعه بينما يعتقد الأغلبية أنني صرت أغرب مما مضى وأسوأ.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. لقد كنت في السابق ضحية منعزلة. كنت أجذب الأشخاص السيئين ولم أر ذلك. ويبدو أنني لا أزال أجذب بعض الأشرار ولكنني الآن أدرك ذلك. أنا مستقلة جدًّا وقوية ومركِّزة ولكني محبة جدًّا ومعطاءة جدًّا. لدي القليل من العلاقات وهذا ما أحتاجه ولكن هذه العلاقات التي لدي تحمل معنى أكبر. أنا أجذب أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة. ويصبح الأمر صعبًا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. مفارقة الوقت، وحقيقة أن الفكرة هي جزء من الفعل، وإدراك أنك متصل بالوعي العالمي وليس مجرد معرفته، والشعور بما يشعر به الآخرون ممن شاركوا في حياتي بطريقة لم أكن أعرفها من قبل في الغالب، وفهمهم بطريقة هم أنفسهم لا يفهمونها.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. عندما أقابل أشخاصًا، أعرفهم بطريقة لا أستطيع تفسيرها. أعرفهم أفضل مما يعرفون أنفسهم ولكن في كثير من الأحيان لا أستطيع التمييز بين ما هو محتمل وما هو واقعي، في الماضي كنت أبني على ما أحسبه واقعيًّا في وقت يكون فيه الأمر محتملًا، في الخير وفي الشر. أعرف ما يفعله الناس مما يتسبب لي في مشكلات في المصداقية، وفي كثير من الأحيان لا أحد يسمع نصحي حتى يقع الضرر بالفعل، وعندها أقول له، "لقد أخبرتك بذلك"، أتمنى لو كان بإمكاني فعل أي شيء لمنع وقوع الضرر بدلاً من ذلك. لا يستطيع أبنائي أن يكذبوا عليَّ، وهذا ما يخلق مشكلة الآن مع ابني الأكبر الذي يعيش حياته في طريق المرور السريع ويختبئ مني لأنه يعلم بقدرة اضطلاعي على ما بداخله. ومع ذلك عندما أقترب من الآخرين، فإن علاقات الأصدقاء أو المعارف يمكن أن تعيق تصوراتي. أعتقد أن السبب في ذلك هو رغبتي في رؤية أفضل ما فيهم والشعور به ولكن في أغلب الأحيان لا يكون هذا هو الواقع على أي حال.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الشعور بالفضول اتجاه اختلاف الوقت، والشعور بالتواضع عند حضور الله. وذلك الفهم الكامل الذي غمرني بفيض من السلام. وإدراك أنه لكي أكون مفيدة وقادرة على تحقيق هدفي، كنت بحاجة إلى التعاطف/المعرفة التي طُوِّرت خلال مراجعة الحياة.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لم أشاركها لمدة عشر سنوات على الأقل. كنت خائفة من الحكم عليَّ، وقضيت سنوات عديدة في قراءة الكتب والتحقيق في الأديان، كنت في الأساس آلة للتعلم. وما زلت كذلك. لدي شهية لا تشبع لتعلم كل شيء. كانت ردود الأفعال الأولى هي الدهشة والتصديق، وبعض الناس رغبوا في معرفة المزيد، وعاد بعضهم عدة مرات يطلب النصيحة. لم أكن أعتقد أنهم تأثروا حقًّا بتجربتي فقد كنت أراهم يواصلون حياتهم بذات النهج تقريبًا وشعرت بخيبة أمل لكنهم يقولون إن التجربة غيرتهم. يتمتع ابني الأصغر بحكمة غير عادية ويقول إنه وشقيقه قد تعلما ذلك مني، ويقول من يدري مدى الاضطراب الذي كان سيعانيه بعض الأفراد لو لم أتمكن من التأثير عليهم.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ في فحص صورة الأشعة السينية الأخير، وجد أنني أعاني من ورم وعائي صغير أو ورم سحائي ظهر حديثًا (ورم يشبه كتلة الأوعية الدموية) في الدماغ. وتبين أيضًا أن لدي ورمين آخرين كبيرين جدًّا وقديمين جدًّا ومتكلسين. يمكن أن يكونا ناجمين عن الخنق.

هل لديك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ حسنًا، نظرًا لتأخر الوقت ولما أشعر به الآن من تعب، لا أستطيع التفكير بشكل جيد الآن. أود أن أدعوكم إلى مراسلتي عبر البريد الإلكتروني بمزيد من الأسئلة أو مطالبتي بتوضيح الأمور عندما أكون مهيئة لذلك. ربما سأرغب في المراجعة لاحقًا في أوقات الراحة. يمكنكم توفير طريقة ما لحفظ هذه البيانات حتى يتمكن الشخص من المغادرة والعودة لاحقًا دون أن يفقد كل شيء.