تجربة ليزا   
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة





وصف التجربة

حدثت تجربتي في الاقتراب من الموت عندما كان عمري خمس سنين. لقد حدثت في روسيا حيث ولدت ونشأت هنالك, حدثت أثناء إجازة ذهبت فيها إلى البحر الأسود مع أمي وجدي وجدتي.

في ذلك اليوم نزلنا كلنا إلى الشاطئ, كان الشاطئ منعزلا ونزلت أمي إلى الماء حاملة إياي على يديها, كنت أحس بالأمن والأمان وأنا بين يدي أمي, كانت الأمواج ضخمة, وفجأة أتت موجة ضخمة سحقتني مع أمي, فقدت أمي توازنها فسحبتني الموجة القوية من بين يديها.

للحظة شعرت بالخوف المطلق من الموت. شعرت بالغريزة أن الموت يتهددنني, توقفت عن التنفس وكافحت كي أجد شيئا أتعلق به كي أنجو. ولكن يداي كانتا تمسكا الماء فقط, فقط الماء كان في كل مكان, بدون فائدة, وفقدت السيطرة, وعندها استسلمت لعدم جدوى المجاهدة. تركت محاولة التنفس, ولم أعد في النجاة, لقد استسلمت لقدري.

بعد ذلك شعرت بسلام شامل ومطلق الأكثر في حياتي, وأحسست بالأمن, ذلك الحب الغامر كان في كل مكان وكنت أنا الحب أيضا. الحب في جوهره. وذهب إحساس الخوف, لم أعد قلقة ولم أعد أجاهد, ولم أصدق أنني ذهبت إلى هنالك, إلى حيث يجب أن نكون إلى الأبد.

شعرت أنني عدت إلى طبيعة ما أنا عليه حقا. لم تعد هنالك حدود وتقييدات, استطيع الآن أن أذهب إلى أينما شئت, وأستطيع أن أفعل ما أشاء. أحساس الحرية كان لا يوضح, وعرفت أن ما ندعوه الوقت قد أختلف هنا عن مفهومه هنالك.

بعد ذلك سحبتني قوة مجهولة وبدأت بالذهاب بسرعة فائقة, أسرع من سرعة الضوء, عبرت مسافات هائلة, لقد سافرت إلى ما بعد العالم, لم أكن أمتلك جسدا, كنت أنتقل كالعاصفة في الظلام نحو نقطة من النور, كان كل هدفي هو الوصول إلى ذلك النور.

أخيرا وصلت إلى عالم النور, كل شيء هنا صنع من النور المتألق. لم يكن لدي شعورا دينيا, عرفت أن ذا المكان لا بد وأن يأتي إليه كل من يموت, بغض النظر من هو أو ماذا كان خلال حياته.

وقف في وسط الضوء مخلوقا ذكرا, هو كان يشع هذا الضوء. فجأة تذكرت هذا المكان أنه بيتي, وفكرت كيف يمكن أن أكون قد نسيته, شعرت أنه وبعد مدة طويلة قد عدت إلى البيت بعد رحلة طويلة في بلاد أجنبية, وأن المخلوق النوراني هنالك كان موجودا قبلي وهو يعرف عني أكثر من أي شخص آخر في الكون كله.

لقد عرف عني كل شيء. كل شيء قلته أو فكرت فيه وكل ما فعلته. ولقد جعلني أرى حياتي كلها بالتفصيل كشريط أمامي.

الحياة التي عشتها كان ممكن أن تستمر لو عدت إلى الأرض’ عرفت هنا سبب حياتي وكل تفصيل والعلاقات التي أثرت على حياتي, سواء كانت إيجابية أو سلبية ومدى تأثيرها على الآخرين, وكذلك حياة الآخرين التي مستني, كل فكر وشعور هنالك كان موجودا, لم يكن مفقودا أي شيء, وأستطيع أن أختبر الأفكار و الشعور لكل الآخرين الذين لهم علاقة معي. وعرفت وامتلكت الفهم الصافي وعلمت ماذا يسعد الناس وماذا يتعسهم. من تجاربهم السلبية والإيجابية وتأثيرات أعمالهم الخاصة.

لم يحاكمني المخلوق النوراني خلال عرض شريط حياتي بالرغم من أنني رأيت الكثير من العيوب في حياتي.

رأيت كيف كانت حياتي ولأنه أحبني بشكل غامر فأنني امتلكت القوة من حبه لي كي أرى بدون غمامة وترك لي القرار عن حياتي ما كان سلبيا بها وما كان إيجابيا بها. لا أتذكر الآن التفاصيل الصغيرة للأحداث التي رأيتها هنالك ولكنني أذكر الأشياء الكبيرة لا ماضي ولا مستقبل ولكني أذكر الأشياء المهمة.

أفهمني الضوء أن أهم شيء في الحياة هو الحب, إن الأفعال التي تدل على الحب والكلمات التي تدل على الحب التي قلناها, وأيضا الأفكار التي تدل على الحب,

لقد ألغي من الحسبان كل ما قلته أو فعلته أو حتى ما فكرت به خلال حياتي بدون حب. وكأن تلك الأفعال والأقوال لم تكن من الأساس, الحب كان هو الأساس وهو المفيد, كل شيء فعلناه بحب هو جيد ومقبول, مل شيء هنا عاصرناه في حياتنا الأرضية لاغي إلا الحب فهو باقي.

بعد ذلك أتذكر نفسي في المكان الآخر, لا أعرف كيف وصلت إلى هنالك. المخلوق الأول المخلوق من النور اختفى. والآن أنا محاطة بمخلوقات أو أناس آخرين. شعرت أن هذه المخلوقات هي كالعائلة. وكالأصدقاء القدامى. وكانوا معي للخلود, أفضل صفة تنطبق عليهم أنهم أقارب روحانيين لي أو هم روحي أنا. إن تجمع هذه الكائنات يمثل توحيدا ثانيا للناس الأهم للفرد أثناء حياته بعد فراق طويل. كان هنالك ما يشبه الانفجار من الحب والبهجة لرؤيتهم بعضهم البعض مجددا.

تلك الكائنات اتصلت بي وببعضها البعض عن طريق التخاطر. تكلمنا بدون النطق بالكلمات, مباشرة من العقل إلى العقل,أو من الروح إلى الروح. لم نكن نملك أجسادا, كنا مصنوعين من مادة ما غريبة, وكأن هذه المادة هي تركيز النور. كنا مثل نقاط ضوء في الضوء في كل مكان من حولنا. كل شخص عرف أن لديه في عقله شخصا آخر.

عرف كل شخص الشخص الآخر. عرف ذلك بعقله. لم نستطع إخفاء أي شيء عن بعضنا البعض. إن التخاطر لا يمكن أن يحدث معه سوء تفاهم أبدا. كنا متحدين بأواصر الحب الراسخة الأبدية. وكنا متحدين بالنور الذي أحاط بنا. فكل منا كان جزءا من النور وكلنا كنا النور.

حب هذه الكائنات النورانية كان مسيطرا علي. خلصني من كل الظلام الذي كان بداخلي. وكذلك لغى كل الحزن وكل الألم الذي أصابني خلال حياتي. الأرض والحياة التي عليها بدت بعيدة جدا. وكانت تبتعد رويدا رويدا وكأنها لم تكن موجودة أبدا. بقيت في ذلك المكان مع عائلتي الروحانية لفترة بدت وكأنها ستمتد إلى الخلود. لا يوجد ووقت للإحساس العادي هنا. الفضاء هنا غير مفهوم ولكن هنالك أماكن أخرى للذهاب إليها. الوقت مختلف ومتناقض هنا. وهذه هي الكلمات الوحيدة التي أستطيع أن أصف بها ما رأيته هنالك. فضاء لا متناهي. وقت غير محدود ومختلف. في هذا المكان مخلوقات صافية نقية فقط.

عدا عن شفاء المخلوقات هنا فأنا لا أتذكر شيئا آخر. أذكر أننا كنا معا . وكنا نتمتع برؤية ضخامة الوجود. كم كان هذا العالم النوراني ضخما دون حدود أو نهاية. غير فردي ولا خارجي. كل الكائنات هنا لديها معرفة كاملة. حول كل شيء. حب وبهجة وجمال يصعب وصفه. كل شيء هنا مصنوع من الضوء . بالرغم من ذلك كان يوجد أشياء فردية وكائنات. الضوء الأول كان أفضل لأنه كان كائنا حيا. ذلك كان كل شيء وجوهر كل شيء أيضا.

بعد ذلك أذكر أنني عدت للكائن النوراني الأول. أخبرني أنني يجب أن أعود. فرفضت بإصرار. لا أريد أن أعيش على الأرض مع ظلام وألم وأسف حدود وتقييدات. إن الحياة على الأرض هي كالسجن المرعب بالنسبة إلى هنا. فقال لي لم يحن أجلك بعد. لقد منحناك زيارة للوطن الأصلي. ولكن لا بد من العودة وإنجاز العمل الذي اخترته وأنا على الأرض. أما الغرض فهو أن أتعلم أكثر عن الحب. وعن الشفقة وكيف أعبر عنهم أكثر في الأرض. وأنا أساعد أكبر عدد ممكن من الناس. وقال لي أنني سأعود إلى عالم الضوء يوما ما. لا تنسي ذلك وهنا لا توجد قيمة للوقت لأن هنا يوجد الخلود نفسه.

عدت. وشعرت بجسدي. غسلتني الموجة مجددا على الشاطئ. وزحفت نحو الرمال وأنا أتقيأ الكثير من ماء البحر.

كطفلة فلقد نسيت تجربتي في الاقتراب من الموت. نسيتها لعدة سنوات. وبالرغم من ذلك. فلقد كان دائما إلى جانبي ومنحني الكثير من القوة. فتحملت الصعوبات في حياتي الخاصة. وساعدت وواسيت الآخرين. في حياتي المحترفة ساعدت كل الناس بطرق مختلفة. وأنا بعمر الثامنة عشر بدأت بالعمل مع المسنين. منهم من عانوا من الشيخوخة ومنهم من كان يحتضر ومنهم من كان يعاني من أمراض نفسية وعضوية. وعملت لمصلحة مرضى الايدز ومع أصحاب الأمراض العقلية. وعملت لاحقا في الرعاية الصحية العقلية ومع مؤسسة العناية الاجتماعية. وعملت مع الناس الذين كانوا يعانون من صعوبات روحية واجتماعية وعاطفية ووجودية ونفسية. ودائما شعرت أن عملي كان له بعد ومعنى عميق جدا. وكل هذا قبل أن أتذكر تجربتي في الاقتراب من الموت.

حاليا أعمل كمعالجة توليف نفسي. وهو فرع من علم النفس (خارج الذات أو الأنا).

إن تجربتي من الاقتراب من الموت جعل اهتمامي كبير بما وراء الطبيعة. والباطنيون و اللاعادييين والروحانيين. ولعدة سنوات مما جعلني استكشف أبعاد مجهولة. جعلني كل هذا أبحث عن أجوبة ووجدت الكثير منها. وتعلمت الكثير عن الحياة وعن الموت وما بينهما. ووجدت طرقا جديدة لمساعدة الآخرين. وهو بالنسبة لي الشيء الأهم في هذه الحياة. وعلمتني التجربة كيف أعيش والموت يحيط بي من كل جانب. والاستمرار في العيش ومساعدة الآخرين.

هل تناولتي أدوية أو مواد أثرت على التجربة؟ لا

هل يصعب وصف التجربة بالكلمات؟ نعم

ما الذي يجعل التجربة صعبا التحدث حولها؟ عندما حدثت كنت في الخامسة من العمر. ولم أكن أملك الكلمات والمصطلحات كي أستطيع أن أعبر عنها. ولغاية الآن ليس سهلا التعبير عنها. لأنها حدثت في وعي وعالم آخر من وعينا وعالمنا العادي. لا توجد كلمة أين في التعبير. هم وسائل اتصالات إنسانية و دنيوية. وهنالك لم توجد الكلمات لوصف مشاعرنا والتكلم عن التجربة. ولذلك خلقنا الكلمات.

هل خلال التجربة كانت هنالك مهددات للحياة؟ نعم أوشكت على الغرق وأنا أستحم في المحيط.

كيف كان مدى وعيك ويقظتك خلال التجربة؟ كنت أكثر وعيا ويقظة. عرفت كل شيء عن كل شيء. ملكت هنالك المعرفة الكاملة.

هل كانت التجربة تشبه الحلم؟ لا. كانت حقيقية. أكثر حقيقية مما مررت به. ولهذا سميت مركز العلاج الذي أعمل به مركز الحقيقة. أعتقد أن هذه الحياة الأرضية هي أشبه بحلم منها بواقع.

هل رافق تجربتك انفصال الوعي عن الجسد؟ نعم.

صفي لنا خروجك من الجسد؟ عقل صافي ووعي صافي. بدون حد أو حدود. أنا المادة والكائنات وجدت في وصنعت من الضوء الصافي الضوء. ( أنظر الشرح أعلاه). نحن كنا النور. فقط كانت الكثافة تختلف من مادة لأخرى.

ما هي المشاعر التي تملكتك خلال التجربة؟ سلام عميق وكامل, بهجة غامرة, إحساس أقصى للحرية. حب غير مشروط مهيمن وكامل. حب غالب. لا يمكن للكلمات أن تصف ذلك الحب. حزن وأسى عميق بسبب ترك ذلك العالم والعودة إلى الأرض.

هل سمعتي صوتا غريبا أو ضجة ما؟  لا

هل مررت من خلال نفقا أو ممرا ما؟ غير مؤكد. سافرت خلال ظلام حتى وصلت إلى عالم النور. خلال ذلك لم أهتم بما مررت منه هل كان نفقا أم لا. كل ما أردته هو الوصول إلى النور.

هل رأيتي نورا ما؟ نعم. رأيت نورا حيا. كان هو كل شيء وجوهر كل شيء. لم أرى ذلك الضوء فقط بل كل الكائنات الأخرى صادفته وكان كل المكان مكون من ذلك النور. الكثير من المراكز والمؤسسات تعلم وتدرس أن الفرد هو الكل والكل هو الفرد, كل فرد في جوهرة يشمل هذا الضوء. هذا ما واجهته.

هل رأيتي أو صادفتي مخلوقات أخرى؟ نعم وصفت ذلك في الأعلى.

هل سمعتي أو لاحظتي أو رأيتي أحداثا أو أشياءا خلال التجربة وقد تحققت لاحقا؟ نعم لا شيء يعتبر كدليل. تمت مراجعة لحياتي كلها ولاحقا حدثت أمور رأيتها في تلك المراجعة حدثت قي حياتي الأرضية لاحقا أمور تتعلق بي وبعائلتي.

هل زرت أماكن جميلة أو متميزة أو أبعاد أو مستويات أخرى؟ نعم وصفت ذلك في الأعلى. ولا أعرف مستوى المكان الذي زرته.

هل كان لديكي إحساس بالفضاء أو الزمان المعدل؟ نعم لا وقت ولا زمان بل خلود ولا نهاية.

هل ملكتي موهبة المعرفة الخاصة. وهل طلب منك طلبا عالميا أو غرضا ما؟ نعم. غرضي الشخصي كان أن أتعلم عن الحب وأن أبدي كل طرقه على الأرض. وأن أساعد الآخرين بكل الوسائل. وهذا هو الغرض الحقيقي للحياة لكل الناس. علينا أن نتعلم عن الحب وأن نظهر ذلك الحب. الحب هو الشيء الوحيد الحقيقي. كل شيء سيذهب إلى الحب الحقيقي فأنه باقي.

هل وصلتي إلى حدا ما أو تركيب طبيعي ما؟ لا  

هل أصبحتي تملكين قدرة التكهن بالمستقبل؟ نعم لقد رأيت هنالك أحداثا ستحدث وأناسا سأقابلهم فيما لو عدت. ولكن لسوء الحظ أو لحسن الحظ فلقد نسيت التفاصيل. أحيانا عندما تحدث أمورا أو أقابل أناسا ما فأنني أعلم أنني لم أراهم قبلا في هذه الحياة ولكنني أتذكر أنني رأيتهم هنالك.

هل تم مناقشة أمر عودتك إلى جسدك؟ نعم الجزء الأكثر عملي في التجربة كان عندما أخبرني النور أن علي أن أعود ورفضت ذلك. وتعامل معي كبالغ يتعامل مع طفل. ولكن طفلة مع وعي روحاني كبير. ابتسم لي وقال بحزم يجب أن تعودي. ذكرني بأنني اخترت نفسي وقال لي هذا هو عملك وهذا هو جزءك. وأنا تصرفت كطفلة.  ورفضت العودة. منذ أن تذكرت تجربتي وأنا أتذكر أنني رفضت العودة. أوجدت المؤسسة التي تعني بمشاكل الوجود والعاطفة والصعوبات. كنت لا بد وأن أعمل على معالجة ذلك. أخيرا وافقت على العودة. اخترت ذلك بنفسي.

هل أصبح لديكي ملكة روحانية أو هبة خاصة بعد التجربة ولم تملكيها قلب التجربة؟ نعم بعد التجربة اكتسبت نوعا من الرؤية من خلال ومن خلف المظهر العادي للناس. أصبحت أرى آلامهم واحتياجاتهم ومطالبهم, ومما ينون فعله و استراتيجيات حياتهم اللاشعورية, ولكن هذه القدرة خلقت عندي مشاكل لغاية ما تعلمت كيف أتعايش مع هذه المشاكل بل وعرفت كيف أستفيد منها, أحيانا أحلم أحلام إدراكية تتحقق ويصيب حدسي.

هل تغيرت معتقداتك ومواقفك نتيجة لتجربتك؟ نعم حقيقة أنا لا أعرف كيف كنت سأكبر دون تلك التجربة وماذا سأكون. منذ أن كنت طفلة والتجربة كونت لدي ملكة روحانية بغض النظر إلى العقائد والدين, وجعلتني أتفهم بعض المفاهيم مثل مفهوم التناسخ. وأجد نفسي منجرفة إلى التعاليم الروحية الشرقية أكثر من التعاليم الروحية الغربية. وأكثر إلى الروحانية التجريبية من الاعتقادات أو من التعليمات الثقافية.

هل أثرت التجربة على علاقاتك.على حياتك اليومية؟ طقوسك الدينية؟ اختيارك لمهنتك؟ المهنة التي لم أردها هي مساعدة. وهذا كان الخط الأهم لي. بالرغم من ذلك عملت بدون اعتراف رسمي بعملي. عملت بوظائف بدون مكانة اجتماعية أو براتب قليل جدا. وعملت بين الناس الذين لا قيمة لهم في المجتمع الغربي. أحببت عملي ولا زلت أحبه. ولقد أثر على علاقاتي. كلاهما ايجابي. منذ ذلك وأنا لدي حب للمؤسسة وأما السلبي فهو الرؤية السلبية لوجهة نظري ولهدفي في هذه الحياة. أنا لا أهتم للماديات كالمال والنجاح كل ما أهتم به هو أن المعرفة التي اكتسبتها من التجربة جعلتني أبحث عن المعنى الأعمق للحياة. هنالك من الناس الذين لم يصدقوا قدرتي على الرؤية. لأنهم يقولون نصف الحقائق ولأن مجتمعنا كاذب والناس تخفي حقيقتها, ولكن النمط الطبيعي لدي للاتصال مع الآخرين ولعمل العلاقات الاجتماعية هو الصدق وقول الحقيقة وعدم إخفاء سيء. وهذا الأمر أحيانا يسبب لي صعوبة في التعامل اليومي في هذه الحياة.

هل شاركني الآخرين بتجربتك؟ نعم مختلف جدا من فضول ويمس قلوبهم بعمق إلى عدم التصديق والخوف بل ورفض قصتي. الذي فهم تجربتي وقدرها أكثر هو من كانت لديه تجربة مماثلة في الاقتراب من الموت. ولكن كان هنالك مغزى لأشارك المرضى بتجربتي. وشاركت المحتضرين أيضا. والناس الذين يخافون من الموت. والخوف من الموت منتشر في المجتمعات الغربية.

ما هي المشاعر التي تملكتك بعد التجربة؟ بهجة وفرح وسلام. وحزن لعودتي لهذا العالم, لأن هذا العالم به آلام وتقييدات وظلام.

ما هو أفضل جزء وما هو أسوأ جزء في تجربتك؟ الأسوأ كان الخوف من الموت وذلك قبل بدء التجربة. والأفضل كان هو مقابلة ذلك الكائن من النور أثناء مراجعة حياتي ذلك المخلوق النوراني كان هو الأهم لي على الإطلاق.

هل تودين إضافة شيء ما بالنسبة لتجربتك؟ إن تجربة الاقتراب من الموت تضعنا وجها لوجه أمام الموت, وأيضا تضعنا وجها لوجه أما الحياة. إن الحياة والموت هما متشابكين معا. الأجزاء متلازمة مع بعضها البعض. نتعلم العيش ونتعلم الموت. فطالما نحن خائفين من الموت فأننا خائفين من الحياة.

هل طرأ تغيير على حياتك نتيجة للتجربة؟ نعم لقد وصفت ذلك في الأعلى.

هل بعد التجربة حدثت لكي مراجعة لجزء منها نتيجة تعاطي مادة ما أو علاج طبي ما؟ نعم لقد حصل لي استكشاف داخلي عميق لذاتي. وتأمل وحدث لي تجارب تلقائية من السلام الخفيف. انه سلام غير عادي. حدثت التجارب في العلاقات الحميمة المقربة مني.

هل الأسئلة التي سئلت والمعلومات التي ذكرتها تصف بدقة تجربتك؟ نعم سؤال جيد !. إذا ممكن قدمي اقتراحات لتطوير موقع www.nderf.org هل تعتقد أن هنالك سببا لحدوث التجربة؟ نعم. أعتقد أن الكثير من التجارب حول العالم لها تأثيرها. ويغير الوعي الجماعي للأوقات الحالية.تتضمن منظور الوحدة العالمية المتعاطفة عالميا. حب عالمي وشفقة وإنسانية. وهذه الأشياء مطلوبة جدا في زمننا. 




وصف التجربة:

تجربتي فى الإقتراب من الموت حدثت عندما كنت فى الخامسة من عمرى، فى روسيا حيث ولدت ونشأت، وكنت حينها فى رحلة الى البحر الأسود فى أحد أيام الإجازة مع أمي وجدى وجدتي .

فى ذلك اليوم نزلنا كلنا الى الشاطئ، كان البحر هائجا، وكانت أمي تقف داخل البحر بالقرب من الشاطئ ممسكة بيدي. كنت أشعر بالأمان والطمأنينة، بالرغم من أن الموج كان عاتيا ولكني وأنا فى تلك السن الصغيرة رأيته ممتعا ومثيرا حيث كانت الأمواج تضربنا أنا وأمي موجة بعد الأخري. وفى لحظة أتت موجة كبيرة فقدت أمي توازنها وإنحلت قبضتها لى وسحبتني الموجة العاتية معها.

فى لحظة أحسست بالخوف من الموت، كان جسمي يقاوم بصورة غريزية الموت الذى يهددني. أمسكت بأنفاسي وقاومت لأجد شيئا أمسكه ويداي تقبضان بصورة يائسة فى الماء. فقط الماء لا غير، فقدت السيطرة تماما على جسدي، وعندما أدركت أنه لا فائدة من المقاومة ولا شئ لأمسك به إستسلمت بيأس. توقفت أنفاسي ، توقفت محاولاتي لإنقاذ نفسي، لم أعد أقاوم لأجل الحياة، وقلت فليحدث ما يحدث.

شعرت بعد ذلك بإحساس من السلام لم أشعر به مطلقا فى حياتي. أحسست فجأة بأنني فى أمان كامل، أحسست وكأن شئ يحتويني ويحميني لا أستطيع وصفه غير أنه الحب الكامل التام من غير أى قيود. هذا الحب هو كل ما حولي..

تلاشي إحساسي بالخوف والقلق، لا مقاومة لأي شئ وأحسست أني أصبحت شيئا آخر.. لم يكن هناك حدود أو قيود، أستطيع الذهاب لأى مكان أريده أعلم كل ما أتمناه أفعل أى شئ. إحساس بالحرية لا يمكن وصفه. وأدركت بصورة غريبة أن الشئ الذى نطلق عليه لفظ (الزمن) قد تلاشي للأبد..

وبعد ذلك سحبت بواسطة قوة مجهولة، وبدأت فى الحركة بسرعة شديدة، أحسست أنها أسرع من الضوء، تجولت فى مساحات هائلة أو تجولت "فى العالم". لم يكن لدى إحساس بأن لدي جسد، فقط أتحرك بسرعة البرق فى الظلام تجاه ضوء ساطع تلألأ لي فى البعد، وكلما إقتربت أحسست بالرغبة فى أن أقترب منه أكثر وأكثر.

عندما وصلت الى نقطة الضوء، وجدت نفسي فى عالم النور، أى شئ فى ذلك المكان مصنوع من النور، كان جميلا ولقب "الجنة" هو الصفة المناسبة التى يمكن أن أطلقها عليه، لم يكن لدى إحساس ديني، وعرفت أنه لا شئ يسمي ب"جهنم"، عرفت دون أن أعرف كيف ولماذا .. عرفت بأن هذا المكان هو ما سيذهب اليه الناس عندما يموتون، بغض النظر عما من كانوا وماذا فعلوا فى حياتهم . فى وسط ذلك النور وقف شخص بملامح ذكورية، كان الضوء ينعكس عليه وبه شحنة من الحب اللامتناهي، إحتضنني ذلك الكائن أو ربما إحتواني نوره فأحسست وكأـنه إحتضنني!.

تذكرت فجأة هذا المكان. إنه منزلي، هذا المكان كان منزلي، وتساءلت كيف نسيت هذا، أحسست وكأني قمت برحلة طويلة الى بلد غريب وأنني عدت فى النهاية الى منزلي، وأن ذلك الكائن هو الذى يعرفني أكثر من أى شئ فى هذا الوجود.

ذلك الكائن النوراني عرف كل شئ عني. عرف كل ما فكرت فيه وما قلته وما فعلته، وأراني حياتي الكاملة فى لحظة قصيرة أشبه بالفلاش!.رأيت كل تفاصيل حياتي، حياتي التى عشتها بالأرض وحياتي المقبلة إذا ما عدت إليها!.كانت كلها هناك فى نفس الوقت، كل التفاصيل وكل الأسباب والعلاقات المؤثرة فى حياتي الجيدة منها والسلبية الى تؤثر فى حياتي وفى الآخرين، وكل مؤثرات حياة الآخرين عليّ، كل لحظة فكر أو إحساس كانت هنالك، ليس هناك شيئا مفقودا. وأستطيع أن أعرف أحاسيس وأفكار من حولى، أصبحت وكأني هم، وهذا ما أعطاني تجربة صافية وتفهم ماذا يجلب الألم للناس وماذا يجلب الفرح، التجارب السلبية والإيجابية والمؤثرات فى أفعالى الخاصة. لم يقم ذلك الكائن النوراني بمحاسبتي على حياتي الماضية على الرغم من أني رأيت نواقص بها، أراني حياتي ببساطة بطريقة ما هى عليه الآن، أحببني بدون قيود مما أعطاني القوة التى أحتاج إليها لأرى كل شئ دون غطاء،. لاأ ذكر تفاصيل الأحداث التى عرضت لى لا فى الماضي ولا فى المستقبل، ولكننى أتذكر ما هو الشئ الأكثر أهمية فيها.

أراني ذلك الكائن النوراني أن أهم شئ فى الحياة التى نعيشها هو المحبة التى نحسها، والأعمال المحبة التى نؤديها، كلمات المحبة التى نلفظها ، ما نحمله فى عقولنا من محبة . كل ما نفعله من قول أو فعل أو حتى فكر خال من المحبة كالسراب أو هو أشبه بالهباء المنثور . المحبة هى المحور للحياة وهى الحقيقة الوحيدة. وكل شئ غيرها مصيره الى التلاشي.

ثم بعد ذلك أحسست وكأني فى مكان آخر، لا أعلم كيف وصلت الى هنا، ذهب الكائن النوراني الذى إستقبلني وكانت هناك كائنات أخري تحيطني أو هم أناس أحسست أنني أعرفهم، كانت تلك الكائنات كالأسرة، أو أصدقاء قدامي، كانوا معي وسيظلون الى الأبد، أستطيع أن أصفهم كأنهم عائلتي الروحية. الإلتقاء مع تلك الكائنات كأنه إعادة إتحاد مع أهم أناس فى حياة الإنسان بعد فراق طويل . كان هناك إنفجار من المحبة والبهجة فى أن نري بعضنا البعض مرة أخري.

كان هناك إتصال تخاطري مع تلك الكائنات واحدا بعد الآخر، كنا نتحدث دون كلمات، مباشرة من العقل الى العقل، أو من الروح الى الروح. لم يكن لأحد فينا جسد، كنا مكونين من مادة أخري كأنها مادة مركزة من النور، كنا وكأننا نقط من النور فى النور الذى يحيطنا. كل شخص هنا يعرف ما فى عقل الثاني، لم تكن هناك إمكانية أو حاجة الى إخفاء شئ عن الآخر. هذا النوع من الإتصال يجعل سوء التفاهم مستحيلا، ويجعلنا قريبين الى بعضنا البعض بصورة تصعب على الوصف. كنا أفرادا وفى نفس الوقت كنا شخصا واحدا تربطنا روابط من المحبة الي الأبد، وكنا إتحادا من النور فى عالم من النور .

محبة تلك المخلوقات مسحت كل الظلام والألم الذى عشته فى حياتي بالأرض. الأرض بدت لى بعيدة جدا أو كأنها لم توجد أبدا.

إجتمعت مع أسرتي الروحية برهة من الزمن أحسست وكأنها أبدية. لا يوجد إحساس "الزمن" المعتاد عليه فى حياتنا تلك، ولا حتى فكرة "الفضاء" ومع ذلك هناك أماكن عديدة للذهاب إليها وفترات من الزمن تمضي!، هو تناقض فى التعريف، ولكن هذا ما أستطيع وصفه فى الكلمات. فضاء فى حيث لا فضاء وزمن فى حين لا زمن!. ذلك المكان تشغله الكائنات الخالصة فقط.

ماعدا أنني "عولجت روحيا" لا أتذكر ماذا فعلنا، فقط نحن مع بعضنا البعض وفى سعادة لا متناهية. أتذكر عالم النور ذلك بأنه ضخم، مكان فسيح، مكان بلا حدود ولا حواجز، لا فردي ولا خارجي. أتذكر أن كل الكائنات بذلك المكان لها معرفة كاملة متكاملة عن كل شئ. كلها متعة، ومحبة وجميلة. وما أذكره هو النور "نور حي".

وأذكر بعد ذلك أنني رأيت نفسي عائدة الى الكائن الأول الذى رأيته فى بداية رحلتي، وأخبرني أنه يجب علىّ العودة، قلت "لا، لن أفعل" هذا آخر شئ أفكر فيه " أن أعيش فى الأرض المليئة بالظلام ، الألم، الحزن، القيود والحدود، إنها أشبه بسجن مخيف مقارنة بذلك المكان الرائع، ورفضت ببساطة أن أعود. أخبرني أن ذلك ليس "ميقاتي" وأنه على أن أعود لأفعل الشئ الذى قررت فعله بعد ذلك فى حياتي بالأرض، ذكرني ذلك الكائن النوراني أن القصد من ذلك هو أن أتعلم أكثر عن الحب، العاطفة، وكيف أوظفهم فى الأرض، وأن عملي هو مساعدة الناس فى الأرض بأى طريقة أستطيعها.أنا إخترته بنفسي، أخبرني أنني سأعود الى عالم النور فى زمن وجيز. "لا تنسي، فى الحقيقة ليس هناك زمن، فقط الأبدية" ، كما قال لي.

أتذكر بعد ذلك أنني عدت، أحسست بجسدى، الموج رفعني مرة أخري الى الساحل، كنت أحبو على الساحل وأتقيأ ماء البحر.

وكطفلة صغيرة، نسيت تجربتي فى الإقتراب من الموت تلك، ولم تعد الى ذاكرتي إلا بعد مضي أعوام. ومع ذلك كانت دائما ما تمنحني القوة ومعايشة الصعوبات التى فى حياتي وحياة الآخرين. وفى ممارستي لمهنتي لا أدخر وقتا ولاجهدا لمساعدة الآخرين وبكل السبل. فى سن الثامنة عشر عملت فى مراكز الشيخوخة، المحتضرين، المخرفين، المرضي المعاقين جسديا ونفسيا. عملت مع أناس مصابين بالأيدز ومع مرضي عقليين وفى الرعاية الإجتماعية مع مرضي كثيرين. كنت أشعر أن عملي غاية فى النبل، حتى قبل أن أتذكر تجربتي مع الموت.والآن أنا أعمل محللة نفسانية.

تجربتي فى الإقتراب من الموت وضعت لى الأسس لإهتماماتي التى بدأت تطبيقها ، وهى البحث فى عالم الميتافيزياء والماورائيات والغيبيات والروحانيات، رغم أنني فى البدء لم أكنت أعرف سر إهتمامي ذلك.

جعلني أكتشف أبعاد أخري، جعلتني أبحث وأجد إجابات على أسئلة عديدة، ومعرفة الكثير عن الحياة والموت وما بينهما، والبحث فى سبل عديدة لمعاونة الآخرين.

وهى فى نظرى أفضل الأشياء التى يقدمها الإنسان فى حياته، وآخيرا فإن تجربتي مع الموت علمتنى معني الحياة والموت وما زالت تعلمني.

هل هناك عقاقير ومواد أدت الى حدوث تلك التجربة؟ لآ

هل التجربة أصعب من أن توصف بالكلمات؟ نعم لماذا لم تستطيعي الإيضاح للآخرين عن تلك التجربة فى ذلك الوقت؟ أثناء تجربتي تلك كنت فى الخامسة من عمري وليست لدى المفردات التى أستطيع بها وصف تلك الحادثة، وحتى الآن فهي صعبة على الوصف، لأنها حدثت فى مملكة أخري بعيدة عن وعينا العادي، مملكة تعجز فيها الكلمات.

فى أثناء التجربة تلك، هل كان هناك حدث مهدد للحياة؟ نعم. صفيه: كنت على وشك الغرق.

ما مدى وعيك أثناء تلك التجربة؟ كنت فى وعى أكثر من المعتاد وأكثر توسعا، وكأنني أعرف كل شئ عن أى شئ، معرفة شاملة ووعى كامل.

هل كانت أشبه بالحلم؟ كلا كانت حقيقية ، حقيقة أكثر من الواقع!، لم يحدث أن مررت بهذا لا قبل ولا بعد. إنها الحقيقة، ولذلك أسميت شركتي التى أعمل بها كمحللة نفسية ب"مركز الحقيقة" هذه الحياة "الحياة العادية" على الأرض أشبه بالحلم بالمقارنة مع تجربتي.

هل أحسست بإنفصال وعيك عن جسدك؟ نعم.

صفي لنا شكلك أو كيف بدوت بعيدا عن جسدك؟ عقل صاف، وعى صاف، بغير حدود ولا قيود. المادة التى خلقت منها أنا وذلك الكائن "راجع أعلاه" هى مادة من النور المركز. نحن النور ولكن بكثافة مختلفة عن الأشياء والكائنات التى حولنا.

ما هى العاطفة التى شعرت بها أثناء التجربة؟ سلام كامل، بهجة شاملة، إحساس لا متناهي بالحرية، حب بغير قيود، فقط المحبة. حب لا يوصف بالكلمات. وأيضا حزن وأسف عميق عند عودتي ومغادرة عالم النور.

هل سمعت أى أصوات غير عادية؟ لا

هل مررت بنفق أو سياج؟ لا أذكر تحديدا. صفي لنا: مررت، سافرت خلال ظلمة قبل أن أصل الى عالم النور، لا أذكر هل كان نفق أم لا، لم أهتم، فقط كنت أرغب فى الوصول الى النور، فربما لم ألاحظ.

هل رأيت النور؟ نعم.؟ صفي لنا: هو نور حي، هذا كل شئ، هو مادة كل شئ هناك، أنا والكائنات هناك من النور. وهذا، حسب إعتقادي هو ما وصفته لنا التعاليم الروحانية والدينية، أن تكون وحدة مع كل شئ، إذا ما كانت كل مادة هناك من النور فإذن كلها كيان واحد، وهذا ما مررت به.

هل قابلت أو رأيت كائنات أخري؟ نعم.

صفي لنا؟ وصفتها بالأعلي.

هل مررت بمراجعة لكل أحداث حياتك الماضية أثناء التجربة؟ نعم.

هل سمعت شيئا عن أشخاص أو أشياء أو أحداث خلال تجربتك ثم حدث بعد ذلك؟ نعم. صفي لنا: ولكن لا شئ يمكن وصفه كـ"برهان"، إنها فقط متعلقة بحياتي الشخصية وسط عائلتي وحياتي، أشياء وجدتها بعد سنوات لاحقة وكنت عرفتها "مسبقا" تذكرتها بمراجعة حياتي.

هل قمت بزيارة أماكن أو أبعاد أخري جميلة أو متميزة؟ نعم. صفيها لنا: وصفتها بالأعلى. لا أعرف أى "مستويات " أخري فى ذلك المكان عندما كنت فى تلك التجربة.

هل كان لديك إحساس بتغير المكان والزمان؟ نعم. صفي لنا: لا زمن، لا مكان، أبدية ، لا نهاية.

هل كان لديك إحساس بمعرفة خاصة، كونية أو غاية محددة؟ نعم. صفي لنا: غايتي الشخصية هى تعلم المحبة وبثها بكل طريقة أتيحت لى فى الأرض، ومساعدة الآخرين بأى طريقة أستطيعها. فى إعتقادي أن ذلك مغزى الحياة ككل، خصوصا تعلم المحبة وإظهارها للآخرين.المحبة فقط هى كل الحقيقة، عندما يذهب كل شئ تبقي المحبة الخالدة..

هل وصلت الى أى حدود أو حواجز مادية؟ لا

هل أصبحت أكثر إدراكا للحوادث المستقبلية؟ نعم صفي لنا: أذكر أنني رأيت الأحداث التى ستقع والأناس الذين سألتقي بهم إذا ما عدت الى الأرض، ولكن لسوء الحظ أو "لحسن الجظ" نسيت كل ذلك، فى بعض الأحيان عندما تقع لى أحداث أو ألتقي بأشخاص لم أراهم من قبل "أعرفهم" و"أتذكرهم".

هل تدخلت أو كنت مدركة لقرار إعادتك الى الجسد؟ نعم صفي لنا: هذا الجزء من التجربة هو الأكثر "عملية". أخبرني الكائن النوراني بأنني سأعود، أتذكر أنه كان يعاملني برفق كما يعامل الكبار الأطفال، كنت طفلة، ولكن هو أشبه بأن أكون طفلة بإحساس روحاني- وشابة بإحساس روحاني. إبتسم لى وقال برفق وحزم "عليك الذهاب". هذا عملك. هذا واجبك عليك إتمامه. وذكرني بأن ذلك هو ما إخترته لنفسي، تصرفت كالطفلة الصغيرة، رفضت العودة، عندما أتذكر تلك التجربة وأتذكر رفضي للعودة أتذكر مدى المشاكل والمعاناة التى أجدها فى حياتي منذ ذلك الحين.

هل لديك هبات أو قدرات نفسانية أو ما ورائية خاصة بعد تلك التجربة؟ نعم صفي لنا: بعد التجربة إكتسبت نوعا من "الرؤية" التى تمكنني من الرؤية خلال أو ما وراء المظهر الخارجي للناس، أري آلامهم الخفية، رغباتهم، إحتياجاتهم وأشواقهم، أرى أجندتهم الخفية وخططهم فى اللاوعي. هذه "القدرة" جلبت لى بعض المشاكل، حتى تعلمت بعد ذلك أن أتعايش معها وأضعها فى الإستعمال الصحيح. فى بعض الأحيان أري أحلاما لأحداث بعيدة المدي والكثير من الحدس.

هل حدتث لديك تغييرات فى معتقداتك وتوجهاتك إثر تلك التجربة؟ لا صفي لنا: لا أعرف حقيقة ما كنت سأكون عليه لو لم أمر بتلك التجربة وأنا طفلة صغيرة ليست لدى معرفة أو إعتقادات. ولكنني متأكدة أن تلك التجربة صنعت منى شخصا روحانيا دون أى جذور دينية سابقة. وجعلت منى شخصا مفتوحا أو متقبلا لفرضيات كالتناسخ مثلا، وأشعر بميلي الى التعاليم الروحانية الشرقية بدلا من التعاليم الغربية العقلانية.

هل كان لتجربتك الأثر فى علاقاتك؟ اليومية؟ الحياتية؟ ممارساتك الدينية؟ إختيار مهنتك؟ الوظيفة الوحيدة التى كنتها وأردتها هى أن أكون"معاونة"، هو العمل الوحيد ذو الجدوى فى هذا الحياة، على الرغم من أني أعمل أحيانا دون إهتمام خاص بتلك التجربة، فى عمل ليس به "قيمة إجتماعية" ، براتب بسيط ووسط أناس يوصفون بأنهم لا قيمة لهم أو مع أناس منبوذين فى المجتمع الغربي المعاصر.

أحببت ولا أزال أحب عملي، إنه يؤثر فى علاقاتي بطريقة مختلطة، إيجابية،وفى كل ما أقوم به من عمل أسعي لأن تكون المحبة هى الأساس على الرغم من أنه كثيرا ما يساء فهمي فى أهداف حياتي.

لا أهتم بالأشياء المادية، المال، النجاح. الشئ الوحيد الذى أهتم به هو المعرفة التى تحصلتها من تجربتي تلك. كثيرا ما أنظر أعمق فى معني الحياة. هناك أيضا أناس لا يقدرون رغبتي فى "رؤية" الأشياء على حقيقتها ، فهناك دوما "شبه حقيقة"، "زيف" و"أجندة مخفية" بين الناس، وهو ما يعد فى مجتمعاتنا "شيئا طبيعيا" للإتصال ، علاقاتي مع الناس بالنسبة لى هى "الحقيقة الكاملة" لا إخفاء لأي شئ.

قدرتي تلك تجعل هناك صعوبة فى التعامل اليومي مع الناس.

هل تبادلت تجربتك مع آخرين؟ نعم. صفي لنا: كانت ردود الأفعال مختلفة تماما، فمن فضول شديد ومؤثر، الى عدم تصديق، الى خوف ورفض. وبطبيعة الحال الذين تفهموني أكثر هم الذين مروا بتجربة إقتراب من الموت ، ولكنني أجد أنه من المفيد جدا أن أطلع تجربتي على المرضي وحتى المحتضرين وعلى من يخاف من الموت، الموت الذى يثير الهلع فى المجتمع الغربي! .

ما هو أفضل شئ وما هو أسوأ شئ مررت به فى تلك التجربة؟ الأسوأ هو خوفي من الموت قبل أن تبدأ التجربة والعودة. الأفضل هو مقابلة الكائن النوراني، هو الشخص الأهم فى حياتي على ما أعتقد.

هل هناك شئ تودى لإضافته يتعلق بتلك الحادثة؟ تجربة الإقتراب من الموت تجعلنا وجها لوجه مع الموت، وبالمقابل تضعنا وجها لوجه أمام الحياة. الحياة والموت متداخلان، هما جزءان لا ينفصلان من بعضهما البعض، أن تتعلم الحياة هو أن تتعلم الموت، وأن تتعلم الموت هو أن تتعلم أن تعيش الحياة كاملة. وبما أننا نخاف من الموت فإننا نخاف من الحياة.

تقدم من فضلك بأى إقتراح ليساعد فى تطوير إستبيان مؤسسة تجربة الإقتراب من الموت ؟ www.NDERF.org

هل تري أن هناك مغزى فى مرورك بتلك التجربة؟ نعم. أنا أعتقد أن كل من مر بتجربة الإقتراب من الموت فى أنحاء العالم كان له الأثر العميق فى نفسه، وغير من مدى إدراكه لحاضره . إنهم يساعدون فى فهم كامل للكون، التفاهم العالمي، الإنسانية والرحمة، المحبة العالمية، أشياء نفتقدها تماما فى حياتنا الحاضرة.